tag:blogger.com,1999:blog-13532867860962265112024-03-27T06:37:54.097+00:00أوراق مسافر"إنْ أُريدُ إلاّ الإصلاحَ ما استطَعتُ وما توفيقيَ إلاّ بالله عليه تَوكلتُ وإليه أُنِيبْ."
مدونة الكاتب والوزير السابق محمد محمود ودادي.محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.comBlogger39125tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-26879134081518932382022-12-07T13:15:00.002+01:002022-12-07T13:15:30.257+01:00<blockquote style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px; text-align: center;"><b>موريتانيا والقضية الفلسطسنية</b></blockquote><p> </p><p><span style="text-align: justify;">تصدى أول نائب موريتاني في بالبرلمان الفرنسي أحمدو بن حرمه لتقسيم فلسطين سنة 1948، في كلمة ألقاها في الجمعية الوطنية الفرنسية، عندما أثير فيها موضوع التقسيم.</span></p><p style="text-align: justify;">في الخمسينيات، ومع بداية انتشار الوعي السياسي في مستعمرة موريتانيا، كان هناك تطلع إلى معرفة أوضاع العالم العربي، ليس فقط في المغرب الأقصى والجزائر، ولكن في المشرق أيضا، كبيت المقدس والحرمين الشريفين ومصر، وبدأ الناس يتداولون ما يصلهم من أخبار عن شعب فلسطين وتشريده، إلا أن ظهور الموضوع في الأدبيات السياسية تأخر إلى فترة الاستقلال. </p><p style="text-align: justify;">أعلن الرئيس المختار بن داداه ـ مباشرة بعد إعلان الاستقلال في 28/11/ 1960 أن موريتانيا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، منددا بتقسيم فلسطين، ومناديا بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، الخاصة بعودة اللاجئين، وإنصافهم، بإعطائهم حقوقهم المغتصبة، رافضا أي اعتراف بالكيان الصهيوني.</p><p style="text-align: justify;">من ذلك التاريخ، أصبح تأييد موريتانيا للشعب الفلسطيني عنوانا ثابتا في السياسة الخارجية للدولة الفتية.</p><p style="text-align: justify;">لفت هذا الموقف انتباه الرئيس جمال عبد الناصر، فعبر عنه بقوله لأول وفد رسمي موريتاني يزور القاهرة في يونية سنة 1963: "لقد انبهرت بموقف الرئيس المختار بن داداه من القضية الفلسطينية ومن قضايا التحرير عامة، وفي إفريقيا خاصة، وخجلت من أنني لم أكن أعرفه، وكذلك من تجاهلنا لهذا البلد العربي الإفريقي الأصيل".</p><p style="text-align: justify;"> نعم كانت القضية الفلسطينية قضية موريتانيا الوحيدة التي يدافع عنها كل الموريتانيين بدون استثناء، ولم يكن غيرُها مطروحا بعد استقلال الجزائر، إلا حماية استقلال موريتانيا نفسها.</p><p style="text-align: justify;"> في سنة 1969 وصل إلى نواكشوط أول مبعوث رسمي لمنظمة التحرير إلى موريتانيا هو سعيد العباسي (أبو فهد) ففتح أول مكتب رسمي للمنظمة في نواكشوط، بعد أن أمّنت له الحكومة مكتبا ومنزلا وسيارة، ومبلغا ماليا سنويا، ثم أصبح المكتب سفارة دولة فلسطين في نواكشوط. وانطلق من إذاعة موريتانيا صوت الثورة الفلسطينية بالعربية والفرنسية، ليُسمع في أجزاء واسعة من القارة.</p><p style="text-align: justify;"> شكل هذا المكتب مركز انطلاق النشاط الفلسطيني إلى إفريقيا جنوب الصحراء، وكان أبا لجميع المكاتب التي أنشئت بعد ذلك في عواصم القارة جنوب الصحراء. وكان من سمات الموقف الموريتاني الدائم الامتناع عن التدخل في شؤون الفلسطينيين الذي كان هاجس قادتهم، وسبّب لهم الكثير من المشاكل. </p><blockquote style="border: none; margin: 0px 40px 0px 0px; padding: 0px;"><p style="text-align: center;"><b>الدور الموريتاني في موقف القارة الإفريقية من القضية الفلسطينية</b></p></blockquote><p style="text-align: justify;">يعود إذن إلى الرئيس المختار بن داداه فضل كبير في الاتصال بين الثورة الفلسطينية والقارة السمراء، وتغيير مواقف قادتها لصالح القضية الفلسطينية، فقد كان الرئيس المختار يرتبط بعلاقات حميمة مع زعماء دول القارة، بحكم انتماء موريتانيا للمنظمات الإقليمية والقارية والصلات الشخصية مع زعمائها.</p><p style="text-align: justify;">سهل تأسيسُ منظمة الوحدة الإفريقية في 25 مايو 1963 مهمتَه وغيرِه من القادة العرب الأفارقة، حيث زالت التكتلات السياسية القارية السابقة، ومعها عهود من الشك والريبة كان الاستعمار يلعب عليها، وصارت القمم الإفريقية والمؤتمرات الأخرى، منابر رسمية تُطرح فيها جميع القضايا، ومناسباتٍ يحضرها الصحفيون والمثقفون، وصناعُ الرأي، فطُرحت علنا القضية الفلسطينية بأبعادها السياسية، وجذورها التاريخية، وطبيعةِ إسرائيل العدوانية، مما ساهم في إنارة الرأي العام الإفريقي، الذي أدركت شرائح مؤثرةٌ منه، أن هذا الكيان صنيعة للاستعمار ورأس حربة له في المشرق العربي، وقاعدة عسكرية يراد لها أن تمزق التواصل بين إفريقيا وآسيا، مما ساهم في بداية تهاوي حججها بملكية أرض فلسطين.</p><p style="text-align: justify;">قبل ذلك، ظل الموقف الرسمي الإفريقي منحازا للكيان الصهيوني، لأسباب عدة، من أهمها ما ورثته تلك الدول الجديدة عن العلاقات الخارجية للدول الاستعمارية المسؤولة عن اغتصاب فلسطين، كبريطانيا وفرنسا.</p><p style="text-align: justify;">قدمت إسرائيل نفسها للدول الإفريقية في الستينيات، على أنها دولة صغيرة محاصرة من مائة مليون عربي! مما يجعلها جديرة بالعطف والتأييد، وفي الوقت نفسه دولة نموذجية للشجاعة والتنمية، ينبغي لإفريقيا الاقتداء بها، خاصة في تقنياتها الزراعية واستخراج المعادن الثمينة، مع قدرتها على توفير الأمن للزعماء الأفارقة ومصدرا لأجهزة التجسس والتنصت المتطورة لحمايتهم، بدل تقديم المساعدات المالية أو الغذائية أو الإسهام في مشروعات الإنشاء والتنمية، لأنها هي نفسها تعيش على المساعدات الخارجية.</p><p style="text-align: justify;">لكن سنوات من الوجود الإسرائيلي المكثف أثبتت أن الخبراء الزراعيين الإسرائيليين في شرق إفريقيا ووسطها وغربها، لم يفيدوا الزراع الأفارقة في شيء، بل تدهور الإنتاج في المناطق التي دخلوها، وتكشفت فضيحة سرقتهم للكثير من سلالات البذور الزراعية الإفريقية الشهيرة وبذور النباتات، لتتوَّج الفضائحُ إياهم، بما قاموا به في مجال الثروة المعدنية، حيث تبين أنهم سرقوا الألماس، وحولوه للصناعات الإسرائيلية التي أصبحت من أكثر مثيلاتها ازدهارا في العالم؛ أما الحراسات الشخصية، فقد كانت غطاء لإقامة شبكات تجسس، ولم تغن شيئا عن الانقلابات العسكرية، بل ساعدت في بعضها كما وقع في الكونغو وإثيوبيا وليبريا.</p><p style="text-align: justify;">بدأت بشائر تغيير موقف دول القارة مع عدوان 5 يونيو 1967 عندما احتلت إسرائيل الأراضي المصرية في سيناء. عندئذ أصغى القادة الإفريقيون في جنوب القارة إلى حجج إخوتهم الشماليين، بوجوب تأييد تحرير الأرض المصرية الإفريقية، على قدم المساواة مع الأراضي الإفريقية التي مازالت تحت الاحتلال الأوروبي، كالمستعمرات البريطانية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية، وهيمنة البيض في جنوب إفريقيا.</p><p style="text-align: justify;"> ثم كان المنعطف الكبير، عندما اندلعت حرب أكتوبر التحريرية سنة 1973 واستعاد العرب جزءا من كبريائهم، بإنهاء أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأن لا مخرج للعرب إلا بالاستسلام. </p><p style="text-align: justify;"> تضافرت من جراء هذه الأحداث عوامل التضامن الإفريقي مع مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها منظمة تقود نضال شعب يريد الانعتاق، مثل شعب جنوب إفريقيا وأنغولا وزمبابوي وزامبيا، وملاوي وموزنبيق وغيرهم.. وأصبحت الأرضية ممهدة، لقرار منظمة الوحدة الإفريقية التاريخي بقطع العلاقات مع إسرائيل، حيث لم يشذ عن ذلك إلا كينيا التي أبقت على تلك العلاقات فترة قبل أن تلحق بباقي دول القارة.</p><p style="text-align: justify;"> خاتمة</p><p style="text-align: justify;"> نعم، توطدت العلاقات بين الثورة الفلسطينية والدول الإفريقية، وبين دول جنوب الصحراء والعالم العربي بفضل جهود رجال بارزين من أمثال المختار بن داداه الذي كان الوسيط النزيه بين قادة الجانبين، وهو ما جعل الكثيرين يعترفون له بذلك، وعلى رأسهم ياسر عرفات وجمال عبد الناصر والملك فيصل وحافظ الأسد و"ليوبولد سدار سنغور" و"هوفوت بوانيى" وأحمدو أهيدجو وهواري بو مدين و"تفاوا بليوا" ومعمر القذافي وعمر "بونغو إنديمبا"، والكثير من السياسيين والكتاب والإعلاميين، وبعد موته أشاد الكل بهذا الدور التاريخي.</p><p style="text-align: justify;"> توطدت العلاقة بين الثورة الفلسطينية مع القارة، بفضل الزمالة النضالية بين مقاتلي حرب التحرير الفلسطينيين والأفارقة، حيث تدرب الكثير من أبناء القارة، الذين استقلت بلدانهم في السبعينيات، في المعسكرات الفلسطينية في لبنان، إضافة إلى دعم منظمة التحرير لهم بالسلاح والمال، وانضمام ياسر عرفات إلى من سبقوه، من القادة العرب إلى جهود تعزيز العلاقات العربية الإفريقية، وحل الإشكالات في العلاقات بين الطرفين؛ وكانت لذلك ثمار بارزة على رأسها الموقف الإفريقي المتميز في المحافل الدولية من القضية الفلسطينية، واعتبار منظمة التحرير مراقبا دائما في الاتحاد الإفريقي، يستخدمون منبرها البارز للدفاع عن قضيتهم، وهو ما فشلت إسرائيل في الحصول على مثله، بعد عجزها عن إلغائه.</p><p style="text-align: justify;"> تسابقت دول إفريقيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية عندما أعلنت بالجزائر في 15-11- 1988، فأقامت معها علاقات دبلوماسية جعلت السفارات الفلسطينية بعد ذلك أكثر بكثير من مثيلاتها الإسرائيلية.</p><p style="text-align: justify;">صحيح، تغيرت الحكومات الموريتانية – كغيرها - خلال العقود الأربعة الماضية، لكن موقف موريتانيا ظل كما كان من القضية الفلسطينية، ومن القضايا العربية كافة، كعضو في الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية والمؤتمر الإسلامي، والأمم المتحدة وفي جميع المحافل، حيث تلعب دورها بصدق وتجرد.</p><p style="text-align: justify;">لا شك أن القضية الفلسطينية تعيش ظروفا شديدة التعقيد جراء استمرار اليمين الإسرائيلي المتطرف في السلطة، بل اشتداد قبضته يوما بعد يوم عليها، والعدوان الدائم على الضفة الغربية وقطاع غزة، ومواصلة الحصار والتجويع والاعتقال، والقتل الممنهج، وشن اعتداءات دموية مدمرة بأي ذريعة؛ وهي حالة لا ينفع فيها إلا استمرار الصمود البطولي للشعب الفلسطيني، وتضحياتُه التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر؛ وكلما تحققت الوحدة وصمدت بين أبناء الشعب الفلسطيني، كلما اقترب تحقيق النصر، واستُعيدت قاطرة التضامن العربي والإسلامي، حتى تتحرر فلسطين والقدس الشريف. </p><p style="text-align: center;">نواكشوط في 5 جمادى 2/ الأبيظ التالي 1444 – 29/11/2022</p><p><br /></p><p> </p>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-26686183376261582602021-01-24T16:23:00.001+01:002021-02-25T12:56:34.625+01:00حلقة نقاشية عن كتاب الوزير<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><h1 style="text-align: right;"><span style="text-align: justify;">حلقة نقاشية عن كتاب الوزير </span></h1><h1 style="text-align: right;">تجربة وزير مدني في حكم عسكري</h1><h3 style="text-align: right;">لمحمد محمود ودادي</h3><div><br /></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhbbkBytYu04hSZety_3h9i8WN5irT4gH-kZKSF5QVDAL5RHE8a6Y20aQyTowS5c4tUC1A12wGnlwwfQPHbk_8qBDCyVm4OW3bnqBnz24JDthoaXL7KuDyOEFjq-UfdkLfDp9GHhzixkvU/s2048/%25D8%25A7%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25A9.JPG" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1536" data-original-width="2048" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhbbkBytYu04hSZety_3h9i8WN5irT4gH-kZKSF5QVDAL5RHE8a6Y20aQyTowS5c4tUC1A12wGnlwwfQPHbk_8qBDCyVm4OW3bnqBnz24JDthoaXL7KuDyOEFjq-UfdkLfDp9GHhzixkvU/s320/%25D8%25A7%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25A9.JPG" width="320" /></a></div><div><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">نظم المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية حلقة نقاشية بفندق الخيمة، يوم الجمعة 28 جمادى الأولى 1431 /7 ميه 2010</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وقد ترأس الحلقة د. ديدي بن السالك، يعاضده كل من الأستاذ سيد أحمد بن الدي وزير سابق وسفير سابق، د. محمد محمود بن محمد المختار، والأستاذ عبد الله بن محمدُّو، الذين قدموا عروضا عن الكتاب، تناولت القضايا التي طرحها، محللين المرحلة التي صدر عنها الكتاب.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وقد كانت فرصة للفيف من الأساتذة الجامعيين والسياسيين والصحفيين، والدبلوماسيين والكوادر من رجال ونساء، بإبداء رأيهم في الكتاب، وفي الأنظمة المتعاقبة التي عرفتها البلاد منذ الاستقلال.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> ونذكر من المتحدثين على التوالي: الأساتذة آنفي الذكر الذين أداروا الجلسة، وكلا من: د. محمد بن بوعليبة، صدّافة بن الشيخ الحسن قيادي في حزب التكتل، حمّه بن آدبه أستاذ، محمد فال بن عُمير مدير صحيفة "لاتريبين" محمد عبد الله بن بليل كاتب صحفي، جميل بن منصور رئيس حزب تواصل، محمذن بابا بن أشفغه مدير مكتب الجزيرة، سيدي بن الأمجاد كاتب صحفي، أ. محمدن بن إشدُّ محام، د. عبد السلام بن حرمة قائد سياسي، أحمد بن أحمد عبد وزير سابق، الإمام بن محمدُّ قيادي في التكتل، أ. محمد بن سيد أحمد رئيس منتدى بن خلدون، الددّه بن سيدي عالي رجل أعمال، إسلمُ بن محمد وزير سابق، أ. محمد عالي بن البشير أستاذ، أحمد بن سيدي بابا وزير سابق.<span><a name='more'></a></span></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> وكان من بين الحاضرين أيضا العديد من الشخصيات الثقافية والسياسية والإعلامية، منهم: دحان بن أحمد محمود وزير سابق ومرشح سابق للرئاسة، صالح بن حننه مرشح سابق للرئاسة ورئيس حزب حاتم، محمد بن شيخنا مرشح سابق للرئاسة، أعمر بن رابح رئيس حزب الديمقراطية المباشرة، أ. محمذن بن باباه نائب رئيس التكتل وزير سابق، الشيخ سيد أحمد بن بابا أمين وزير سابق وسفير سابق، د.المحجوب بن بيه وزير سابق وسفير سابق، خدي بنت شيخنا وزيرة سابقة، محمد فال بن الشيخ وزير سابق، محمد سعيد بن همدي سفير سابق، محمد محمود بن المجتبى سفير سابق، أحمد بابا بن أحمد مسكه سفير سابق، سيدي بونا بن سيدي سفير سابق، منينه بنت عبد الله سفيرة سابقة، سيد أحمد بن مبارك قنصل عام، بله بن الشيباني قنصل عام سابق، أحمدو بن بوعليبة رجل أعمال، د. مصطفى سيدات ممثل منظمة الصحة العالمية السابق في مالي وتوغو، أحمد بن الوافي محام، حماه الله بن الرﮔاد محام، إبراهيم بن أبتي محام، محمد سالم بن الصوفي مراسل الجزيرة، باباه بن عبده رجل أعمال.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ونقدم لكم نص مداخلتي أستاذين ممن أداروا الجلسة وهما سيد أحمد بن الدّي وعبد الله بن محمدو.</div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiBza80Go2FaY4gzAwCQEjEKU-j9x4wGUaVspucdj9xdHYaszjdDIbmv9FaxFPJhDy4M7bQmkw19YM3o7XUk0P1fuUqzcGIunh0ldnLLJgvke3RztB5JRBdzcLapcRi3FdFl_M8pYJtl38/s2048/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B14.JPG" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1536" data-original-width="2048" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiBza80Go2FaY4gzAwCQEjEKU-j9x4wGUaVspucdj9xdHYaszjdDIbmv9FaxFPJhDy4M7bQmkw19YM3o7XUk0P1fuUqzcGIunh0ldnLLJgvke3RztB5JRBdzcLapcRi3FdFl_M8pYJtl38/s320/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B14.JPG" width="320" /></a></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><b>بحث عن وزير في حكم عسكري</b></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><b>سيد أحمد بن الدّي</b></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. صدق الله العظيم</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">تقديم كتاب: (الوزير، تجربة وزير مدني في حكم عسكري)</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">للأستاذ: محمد محمود ولد ودادي </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> طبع هذا الكتاب سنة 2008 من قبل الدار العربية للموسوعات ببيروت ويقع في 304 صفحات من الحجم المتوسط منها 202 من الصفحات هي صلب الكتاب و102 عبارة عن ملحقات وفهارس، ويتضمن:</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">-<span style="white-space: pre;"> </span>تصديرا للدكتور السيد ولد ابّاه </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">-<span style="white-space: pre;"> </span>تمهيدا للمؤلف هو بمثابة مقدمة موجزة</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">-<span style="white-space: pre;"> </span>15 فصلا </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">-<span style="white-space: pre;"> </span>9 ملاحق </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">-<span style="white-space: pre;"> </span>فهرسا للأعلام البشرية</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">-<span style="white-space: pre;"> </span>فهرسا للأعلام الجغرافية ثم مجموعة من الصور </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وقد تناولت الفصول الخمسة عشر بالعرض المستفيض ما وصفه المؤلف بتجربته وزيرا للثقافة والإعلام والمواصلات، خلال سنة ونصف من ممارسة العمل في هذا القطاع.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وبالرغم من أن هذه الفصول ظهرت بعد إحدى وعشرين سنة من مغادرة المنصب الحكومي فإنها اقتصرت على الحديث عن هذه الفترة ولم تتطرق إلى ما بعدها، حتى ليخيل إلى القارئ أنها حررت يومئذ وبقيت مخزونة حتى تاريخ خروجها، ربما مصانعة أو تقية.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">يبدأ الفصل الأول بدخول المؤلف في الحكومة دون إشعار مسبق، وكان في عطلة دبلوماسية داخل البلاد، حيث يصف المؤلف كيف علم بالأمر وكيف دخل على الرئيس، وما هي انطباعاته عن الجو الذي ساد اللقاء الأول، دون أن ينسى الحديث عن المكتب وأثاثه. كل هذا بطريقة سردية لاتخلو من تشويق.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ثم تناول المؤلف في الفصل الثاني مجلس الوزراء، كيف كان ينعقد وكيف كانت تتم مناقشة الأمور فيه، وكيف كان الوزراء يتصرفون، وكيف كانوا درجات في المراسم وفي الأهمية باعتبار انتمائهم للجيش أو للسلك المدني.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وفي الفصل الثالث يتحدث المؤلف عن الوزير، والهالة التقديرية التي تحيطه الناس بها، مع كونه لا يكاد يملك من الأمر شيئا، ويذكر عن نفسه أنه كان أكثر نفوذا وحرية في التصرف يوم كان مديرا عاما للإذاعة، منه بعد أن أصبح وزيرا للإعلام، محللا شخصية الوزير في أبعادها السياسية والإدارية وملامحها النفسية.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ويأتي الفصل الرابع المتعلق بظروف العمل والنشاط اليومي تكملة للفصل السابق.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ويستعرض المؤلف في الفصل الخامس حالة قطاع الثقافة والإعلام والمواصلات، شخّص فيه سوء أوضاعها ودركات انحطاطها، مما يؤسس للجهود الإصلاحية التي حاول القيام بها أثناء فترة التوزير.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ثم ركّز في الفصل السادس على الإعلام باعتباره واجهة الدولة ووسيلتها التواصلية بالآخرين، سواء في الداخل أو في الخارج، مما يتطلب جهودا مضنية وأفكارا خلاّقة بغية تلميع صورة البلاد، خاصة في المشرق العربي الذي لم يكن على تواصل كاف مع بلادنا.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ويواصل في الفصل السابع بعنوان "نحن والإصلاح" تحليلاته لأهمية التعامل مع مجتمع حديث العهد بالبداوة وما يستدعيه التحديث من جهود مع ضرورة المحافظة على الأصالة والقيم السامية.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ونعود مع المؤلف في الفصل الثامن إلى شؤون الوزارة وشجون الوزير في معاناته مع الديوان الرئاسي وكيف كانت تسير الأمور في هذا المرفق الحساس، مركزا على منهجية العمل أو على الأصح لامنهجيته، وكيف كان مدير الديوان يتصرف مع الرئيس من جهة ومع الوزراء من جهة أخرى.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وخلال الفصول الموالية (9 و 10 و 11) يحلل المؤلف سمات مجتمع نواكشوط وكيف بدأ نقيا بسيطا نظيفا في عقد الستينيات وما طرأ عليه من ظواهر سلبية خلال إحدى عشرة سنة (74 – 85) كان المؤلف خلالها سفيرا في ليبيا ثم في سوريا، مخصصا أحد هذه الفصول لمدرسة التملق التي كانت تُخرّجُ فئات المنافقين وجماعات الضغط، معرجا على القبلية والرأي العام المصبوغ بسيئات الفترة وبدع المدينة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">أما الفصل الثاني عشر فموضوعه يشبه تقارير عن مهمات قام بها المؤلف في الخارج كانت خاتمتها زيارة رسمية للملكة العربية السعودية أثارت بعض التعليقات لدى مستويات مختلفة من دوائر السلطة والرأي العام، وقد جرت بأيام قليلة قبل مغادرة الوزير للحكومة، وكانت هذه المغادرة موضوع الفصل الثالث عشر، حيث يسرد المؤلف قصة إشعار الرئيس إياه بخروجه من الحكومة وتعيينه مستشارا في الرئاسة، وكيف كانت هذه الوظيفة الجديدة عبارة عن بطالة مقنعة إذ لم يستشر إلا مرة واحدة، وعندما قدم تقريرا عن رأيه وجد أن القرار قد اتخذ عكسا لما كان قد اقترحه.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">أما مشكلة الحكم والبدائل المتاحة فقد كانت موضوع الفصل الرابع عشر، حيث يحلل سياسيا وتاريخيا نظام الحكم منذ الاستقلال ثم خلال تسع سنوات من حكم الجيش، مبرزا غياب الثقافة المؤسسية والنزوع الجامح إلى الاستبداد.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وفي الأخير يخصص المؤلف الفصل الخامس عشر للعقيد معاوية ولد الطايع، حيث يتناول حياته ويحلل شخصيته بملامحها العقلية والنفسية، ويستعرض علاقته به منذ بداية الستينيات، وطريقته في الحكم بعد أن أصبح رئيسا للدولة، وتأتي هذه التحليلات مبطنة بالنقد رغم أن الرئيس ـ حسب تعبير المؤلف ـ ما زال يومئذ في شهر عسله مع الموريتانيين، وهو شهر استمر ثلاث سنوات تندرج فيها الفترة المتحدث عنها.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">أما الملاحق الثمانية فهي من نتائج العمل الوزاري، تشمل دراسات وتقارير وتعليمات من صميم العمل الجاري، فهي إذن واجهة لحصيلة هذه الفترة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">كما تضمنت قوائم بالرؤساء والوزراء الأوائل منذ الاستقلال حتى 1990 وكذلك الوزراء في العهد المدني (1958 – 1978) وعددهم 79 ووزراء الحقبة العسكرية حتى 1990 وعددهم 82 خلال 12 سنة، وذلك قبل أن ينتهي الكتاب بفهرس للأعلام البشرية ومجموعة من الصور التذكارية مع بعض مشاهير العصر.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">هذا تقديم موجز جدا لمحتوى الكتاب، وهو لا يغني في شيء عن قراءته. وسأحاول بعد القراءة السريعة التي قمت بها ـ نظرا لأنني لم أطلع على الكتاب إلا منذ أيام معدودة ـ أن أقدم بعض الملاحظات الأولية: </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">الملاحظة الأولي</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> قد يتساءل القارئ عن تصنيف هذا الكتاب، وأين يضعه في التصنيفات المعروفة. أفي خانة السيرة الذاتية، أم في ميدان التاريخ، أم في حقل التقارير الصحفية، أم هو عمل قصصي تتخلله تحليلات اجتماعية وسياسية اقتضتها ضرورة الفن؟</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">أعتقد أنه ليس متمحضا لشيء من هذا، بل هو مزيح من كل ذلك، فهو قصة وزير مدني في حكم عسكري، بما في المقابلة أو على الأصح المفارقة من إيحاءات. فصفة المدنية تقتضي الانفتاح والتحضر والمثالية والطموح إلى التحديث، مع الحفاظ على الأصالة، بينما يوحي مدلول العسكرية بالأوامر السلطوية الجافة، والإيقاع الرتيب، وقِصر النظر والخشونة والقلق والتوجس من كل ما هو جديد، والانفراد بالسلطة والاستبداد بسياسة كل القطاعات، خاصة في مجال الإعلام الذي تضاهي أهمية المسؤولين فيه قيادات الجيش الوطني، حسب ما يرويه المؤلف عن الرئيس.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ولعل هذا التعارض في التعامل والممارسة بين طرفي هذه الثنائية هو ما أعطى الكتاب شحنة من التشويق، عضدها النفس السردي والروح الساخرة وأكسباها نكهة لذيذة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">الملاحظة الثانية</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">يبرز في هذا الكتاب ثلاثة أشخاص هم أبطال القصة، إن جاز لنا أن نصفها كهذا وهم:</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">1.<span style="white-space: pre;"> </span>المؤلف وهو الشخص المحوري في جميع مفاصل الكتاب، سواء في عرض التجربة التي خاضها أثناء سنة ونصف من العمل الحكومي، أو في استطرادات تتعلق بذكريات سابقة على هذه الفترة، أو بتجارب أخرى عندما كان في الإذاعة والبرلمان والسلك الدبلوماسي. ولا تخلوا هذه المحورية من مبررات معقولة، إذ أن موضوع الكتاب هو الوزير أي المؤلف.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">2.<span style="white-space: pre;"> </span>الرئيس معاوية ولد الطايع</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> وهو يستمد دوره بل أهميته من أنه رئيس النظام العسكري، والشريك الأعلى في ثنائية التعامل مع الوزير، وكانت خيوط صورته مبعثرة في ثنايا فصول الكتاب، وقد اجتهد المؤلف في تجميع أجزاء هذه الصورة بجميع أبعادها وفي تعامل صاحبها مع الوزراء وغيرهم من الناس.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> وقد لخص السيد ولد ابّاه، مقدم الكتاب هذه الملامح التي استجمعها من محتويات الكتاب بقوله في المقدمة: لقد أصبح الضابط رئيسا مخوفا استمرأ تدريجيا لعبة الزعامة وأوهام السلطة، واتخذ على عادة الحكام البطانة والحاشية، وتعود لغة التقديس والتمجيد، واحتفظ في يده بكل خيوط القرار وتفصيلات الحياة السياسية والإدارية (ص8) ويكمّل المؤلف ـ في معرض الحديث عن اختلال النظام في الديوان الرئاسي قائلا: "فمن البيّن أن التنظيم القائم لا يمكّن رئيس الدولة من الاستغلال الأمثل لوقته ومعالجة المشاكل اليومية، إن كان يرغب في ذلك، كما لا يعطيه حتى قسطا من الراحة البدنية والذهنية الضرورية، رغم كسله، حيث لا يأتي لمكتبه في وقت محدد، بسبب السهر الذي يدمن عليه ويصبح جزءا من حياته، وهو في ذلك يشبه بعض قادة العالم الثالث الذين لا ينامون إلا عند انبلاج الصباح، خوفا من الانقلابات العسكرية" (ص95) كما يلخص طريقة التعامل مع الرئيس بقوله: "وأكثر ما يقلق المراقب الطبيعة العسكرية لأوامر الرئيس التي لا مجال لنقاشها، كما يقول زملاؤه الذين يذكّرون بنزوعه المبكر للاستفراد بالسلطة (ص 200).</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">هذا ولا يكاد القارئ يعثر على أية جوانب إيجابية لدى هذا الرئيس الذي هو كغيره لا يخلو من النصف المملوء للكأس.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">3.<span style="white-space: pre;"> </span>رئيس الديوان: ويظهر في الكتاب بعباءة الحاجب الأعظم الذي يحجب الناس والمعلومات والتقارير عن الرئيس ويغربل كل ما يقدم إليه حتى لا يُظهره على ما لا يروقه.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">فالرئيس دائما يرى أن كل شيء يسير على أحسن ما يرام، بفضل مدير الديوان، إضافة إلى خصلة التكتم التي كان يتحلى بها، مما أثار إعجاب الرئيس به وأكسبه ثقته الكاملة. وكان مدير الديوان يتظاهر في البداية بالتواضع، والبساطة والحياد في تقديم الآراء، لكنه بعد أن تمكن بسط نفوذه على الوزراء، حتى إنه أصبح يصدر الأوامر مباشرة إلى معاونيهم دون علم منهم. ولعل هذه الظاهرة تجسدت في الإعلام أكثر من القطاعات الأخرى. وللمؤلف مآخذ كثيرة على سير العمل في الديوان من حيث سوء النظام، والارتجال والإهمال والأخطاء البروتوكولية الفاحشة إلى غير ذلك.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وباستثناء الرئيس الراحل المرحوم المختار ولد داداه الذين كان غالبا ما يذكره المؤلف على سبيل المقارنة وتبيين الأشياء بضدها، فإن الأشخاص الآخرين المذكورين جاؤوا بصفة عرضية على طريقة الكومبارس في الأفلام السينمائية.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">الملاحظة الثالثة:</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">لا شك أن المعلومات الواردة في الكتاب صحيحة وذات مصداقية إلا أن فيها تعميما لبعض الأحكام أحيانا.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">مثال ذلك قول المؤلف في ص 38 "والأغلبية الساحقة من الوزراء من عهد الاستقلال إلى اليوم عُينوا دون معرفتهم ودون أن يخطر الأمر على بال بعضهم". </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> فأرى أنه لا بد من الاستدراك واستثناء الحكم المدني الأول فلم يكن الرئيس المختار رحمه الله يعين وزراءه عشوائيا، ولم يتول أحدهم منصبا وزاريا دون أن يُستشار ويقبل، ولم يغادر الحكومة دون أن يستدعيه الرئيس، ويشكره على جهوده طبقا لشريعة المجاملات والأخلاق النبيلة </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">الملاحظة الرابعة</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">حول لغة المؤلف وأسلوبه:</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">لعل من مميزات هذا الكتاب، إضافة إلى محتواه الشيق، لغته السليمة الأنيقة الدقيقة في تعبيرها، الخالية من التصنع والتقعر.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">أما الأسلوب وإن أراده المؤلف أدبيا، فقد غلبت عليه الصبغة الصحفية، إلا أن لغته تفوق مستوى الصحافة، بتجنبها المزالق التركيبية والأخطاء الشائعة، مع القدرة الفائقة على تطويع الكلمة لأداء المعني المقصود.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> هذا وتقل المآخذ على سلامة اللغة، فهي قليلة جدا، مقارنة بحجم الكتاب، وهي أقل في الاستعمالات غير الموفقة لكلمة أو عبارة ما، وأكثر ما يوجد من أخطاء لغوية، يعود إلى الطباعة وعدم الاستقصاء في التصحيح.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> وبعد، فإن هذا الكتاب يمثل شهادة قيمة من داخل النظام، ومقاربة جادة لتشخيص الحكم في نظرة فاحصة شاملة، قد تمتزج بشيء من الذاتية وعدم الرضى عن الوضع، بل وخيبة الأمل أحيانا، ولكن ذلك لا يقلل من أهميتها وطرافتها وندرة موضوعها.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> وإذا ما كانت هذه الندوة مخصصة للتعريف بهذا المؤلَّف القيم، لأن المؤلِّف لا يحتاج إلى التعريف، فإن الحديث عن الفترة الزمنية القصيرة التي كانت إطارا لهذه التجربة قد يفضي إلى محاكمة فترة بكاملها. وعليه فإنني أرى أنه من السابق لأوانه استصدار أحكام نهائية في الموضوع، نظرا إلى قرب هذه الفترة منا، ونظرا إلى أن الحديث الذي تم في الكتاب عن سنة ونصف فقط، إنما جاء مقدمة لثماني عشرة سنة مشابهة تلتها، وخمس سنوات عقبت ذلك، هي في الحقيقة استمرار لذلك النهج، لأن مَن تعاقبوا على السلطة ممن كانوا يحكمون فعلا هم بطانة الرئيس معاوية وتلامذته، فقواعد المسرح ثابتة وإن اختلف الممثلون.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> ولنقل للتاريخ وللحقيقة والإنصاف إنه رغم المآخذ الكثير على حكم الرئيس معاوية، فإنه لم يخل من إيجابيات، فليس مجرد كومة من المساوئ كما يريد البعض أن يصمه، سيرا على طريقة "كلما دخلت أمة لعنت أختها".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> فمن خصاله الشخصية وطنيته الصادقة وغيرته على سيادة البلد، وإيمانه المبالغ فيه بذكاء الموريتانيين وقدراتهم وزهده في جمع المال، وتعلقه بثوابت الهوية الموريتانية الأصيلة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> وفي حصيلة منجزاته يسجَّل له إعطاء جرعة من الديمقراطية وإن كانت غير كافية، ومنح هامش معتبر لحرية الصحافة (غير الحكومية) وإن كانت هذه الحرية تتعرض أحيانا لبعض الهزات، ولم يسجن في عهده صفحي ولا حوكم حسب علمنا.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> كما تم إنجاز بنى أساسية لا بأس بها، وقد كان بإمكانها أن تكون أكثر وأوسع نطاقا لو كان الرئيس أكثر صرامة في محاربة الفساد وفي ترشيد تسيير الأموال التي تدفقت في عهده على البلاد.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> ثم إن نياته كانت سليمة وطموحه مشروعا فيما يتعلق بمحو الأمية وإشاعة الكتاب، وإن لم يصل فيهما إلى نتائج تذكر.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> وهو ككل رئيس له جوانب إيجابية وأخرى سلبية، تجذرت السلبية منها بفعل جو التملق والنفاق السائد لدى كثير من الموريتانيين، الذين يخلقون أصنامهم بأيديهم، فيعبدونها ثم يدمرونها بعد أن تدور عليها الدوائر، ثم يأخذون في بناء هياكل جديدة ليملئوها مُكاءً وتصدية. ++</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وفي الختام أهنئ المكتبة الموريتانية على ازديانها بهذا الأثر القيم، الذي يطرح سياقُه سؤالا كبيرا لا يستطيع الإجابة عليه إلا التاريخ، ألا وهو: هل يمكن التعايش بين المدني والعسكري في نظام حكم منسجم؟ وبالتوسع في الفكرة هل يستطيع نظام بعقلية عسكرية أن يعيش في مجتمع مدني؟ وبصفة معكوسة للسؤال هل يستطيع مجتمع مدني أن يتحرر وينمو في ظل حكم بعقلية وممارسات عسكرية؟</div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><br /></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgvpXkgc1dxIm_Te-rhEMEpv_W7s5kO89ZA6Xj98b53VF26Ro1tFK57OZ9iOvt4Z3RcTX7y58x6btKJYC73KzEfOtiRx7Z0dV0jRwvlzBRElHa1pIjHVUUxbY_dt0C7iMEB8dE1TW53FFk/s2048/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B1.JPG" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1536" data-original-width="2048" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgvpXkgc1dxIm_Te-rhEMEpv_W7s5kO89ZA6Xj98b53VF26Ro1tFK57OZ9iOvt4Z3RcTX7y58x6btKJYC73KzEfOtiRx7Z0dV0jRwvlzBRElHa1pIjHVUUxbY_dt0C7iMEB8dE1TW53FFk/s320/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B1.JPG" width="320" /></a></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><br /></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhAZa-oNgiVIXxd6d6iEWg9I8BVuI6Ft2N577qMVvr2wt_Izgs4eZob3xT-TPQfjnfwZMHPWSE8MBf6yJIBS2lvD8N2m_D4P1O1qQo3FqatRnpBWr4uXPCOC0vzfIY98uy8GvLbARdKeR0/s2048/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B11.JPG" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1536" data-original-width="2048" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhAZa-oNgiVIXxd6d6iEWg9I8BVuI6Ft2N577qMVvr2wt_Izgs4eZob3xT-TPQfjnfwZMHPWSE8MBf6yJIBS2lvD8N2m_D4P1O1qQo3FqatRnpBWr4uXPCOC0vzfIY98uy8GvLbARdKeR0/s320/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B11.JPG" width="320" /></a></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: 0cm; text-align: right; unicode-bidi: embed;"></p><div style="text-align: center;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;">قراءة في: الوزير لعبد الله بن محمدُّ صحفي مدير إذاعة سابق</span></b></div><div style="text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><br /></span></b></div><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">لقد قرأت كتاب الوزير مرتين، المرة الأولى حين تكرم المؤلف الأستاذ محمد محمود
ولد ودادي بإهدائه إلي ... ويبدو أنني في هذه القراءة ، لم أتمكن من سبر كل أغوار
الكتاب وأصارحكم بأني لم أعجب - للوهلة الأولي- بالعنوان وتصميم الغلاف وبعض
التفاصيل وبما اعتبرته حضورا زائدا للمؤلف في النص ... لكني بسرعة، تذكرت أن
الكتاب هو في واقع الحال، مذكرات وشهادة على حقبة من حياة الكاتب وتاريخ بلاده</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.</span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">هكذا بدأت اكتشف وأستعذب الأسلوب والمضمون وطريقة رصد الأحداث والوقائع
واللقطات التي سجلها الكاتب بفطنة ودقة ورشاقة مثل الفنان الذي يرسم بريشته، لوحة
مخضبة بألوان كثيرة لكنها متناغمة ومعبرة ـ في تنوعها ومفرداتها والأخيلة المحيلة
إليها ـ عن عمل متكامل تربط بين أجزائه خيوط رفيعة ، تقوي تماسك بنيانه وتعمق
معانيه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> .</span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">واستعذبت أيضا في القراءة الأولي ، تحين الرجل كل سانحة ، لإتحاف القارئ بوارد
وشارد المعاني وتليد وطريف المعارف والمآثر، في المتن وفي الحواشي.. فهو فيما يبدو
شديد الحرص، على أن يسخو للأجيال بفيض ثقافته بل وحتى بكل صبابة أو شذرة تفيد، إن
لم يفرضها السياق، اقتضاها كمال العمل والجود في العطاء</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">الكتاب ظهر لي من خلال القراءة الأولى وكأنه على نحو ما، مجازفة فهو ـ رغم
دماثة وحياء ـ يقدم بشجاعة، وقائع حساسة ويتحدث عن أسرة الكاتب وزوجه على نحو غير
معتاد في مجتمعنا التقليدي وعن أشخاص ما يزالون أحياء يرزقون ويصف مواقف وأفكارا
وتيارات، بلغة لا تخلو أحيانا من مشاكسة ولهجة مستنبطنة عدم الرضا بل والنقد
الصريح أحيانا أخرى</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">الكتاب ليس كتاب وزير فحسب بل هو أيضا كتاب إداري وسفير ورجل وإنسان عصامي
بصير بما يكتب، شديد اليقظة والإحساس بما يحيط به.. هو أيضا كتاب صحافي سابق
لزمانه .. وبشأن هذه الحيثية الأخيرة التي أشطار الكاتب بعضا من همومها وشجونها
وإن كنت إزاءه فيها، ابن لبون </span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>(</span><span lang="AR-SA">لا ضرع يحلب ولا ظهر
يركب) فإني تفاجأت بتقدم وحادثة مفاهيمه ومقارباته فهو يقدم أفكارا ومعالجات حديثة
ومتطورة في مجالات الإعلام والاتصال والحرية</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.</span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">القراءة الثانية، هي هذه التي دعاني إليها المركز المغاربي للدارسات
الإستراتيجية ممثلا في رئيسه د/ ديدي ولد السالك وبتوصية لطيفة ومقدرة من المؤلف.
وقد مكنتني من استكناه بعد جوهري في هذا الكتاب، هو عبارة عن توصيف تاريخي لكيفية
تشكل أو تكون الفساد الذي سيصبح صناعة أو تكنولوجيا أسستها إدارة، لا تجيد سوى
الطاعة العمياء للحاكم المتغلب ونهب غنائم الاقتصاد الريعي الذي أقامته</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">أهمية هذا التوصيف أن المؤلف وهو رجل مخضرم تحمل المسؤولية أيام كان في
الإدارة بعض الخير والحياء وتحملها حين بدأ الفساد يتسلل إلى العقول وتحملها بعد
أن حاك في النفوس واستحكم في الممارسات والمسلكيات .. فهو بذلك شاهد عيان شديد
الأهمية خاصة أن كل تلك المراحل ـ ولا أزكي
على الله أحدا ـ لم تنل منه
ولم يقبل أثناءها، التورط والتردي في وحل المغريات ولم يلجأ للتذلل والتسفل وتسقط
فتات موائد الحكام رغم أنه كان محسوبا على "المؤسسة أو النظام " ومنسوبا
للفئة البرزواجية وسنكتشف أنه لا يجد غضاضة في التصريح بأنه لجأ إلى بيع أثاث بيته
لسد خلة أسرته وقضاء بعض الأمور الملحة. أليست نظافة اليد لشخص مثله وفي ظروف
كالتي عاشها، استثناء وميزة، تذكر فتشكر؟</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></div></span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span dir="LTR"> </span><span lang="AR-SA">لقد قدم لنا هذا الكتاب لقطات وصورا معبرة، تغني كل
واحدة منها عن كتاب وتختزل وضعا بكامله</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>: </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">إحدى هذه الصور: وصف مكتب مدير الديوان الرئاسي الذي كان بمثابة الرجل الثاني
في النظام من حيث النفوذ والأهمية كانت الملفات مكدسة على المكتب والأوراق متناثرة
مع وجود بيوت العناكب في الزوايا وفوق الرؤوس، كما سبق وأن شاهدت قبل ذلك بأيام،
في مكاتب والي النعمة ومقرات إدارته</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">صورة ثانية: قصة توقفه للتزود بالوقود في ألاك ليلا وإعراضه عن تقديم رشوة
لبائع البنزين وشعوره بالذنب واستهجانه لظاهرة "التبيب" التي هي ظاهرة
جديدة عليه وهي كلمة دخيلة أيضا على اللهجة الحسانية وأصلها، كما أفادنا المؤلف،
ولفي ومعناها المقايضة.. ونكتشف من القصة تردد الرجل واضطرابه ووجله وهو يكتشف
ربما لأول مرة، أن الرشوة، أصبحت بكل بساطة معاملة من المعاملات تمارس في كل
الأوقات وعلى كل المستويات وربما اقتضى الحال وضع فقه خاص بها أو قانون ينظمها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">ويمضي الكتاب فيضيء لنا الكثير من الجوانب المظلمة في حياة الدولة وانعدام
الجدية وشدة الاستخفاف والاستهتار بكل شيء حتى بالتعيينات الوزارية واجتماعات مجلس
الوزراء وسيطرة الروتين الإداري وهامشية دور الوزير وتركز السلطة على مستوى رئيس
الجمهورية ويبين لنا أن إصدار قانون واحد مع نصوصه التطبيقية، قد يتطلب من الوزير
ما بين 6 أشهر إلى سنة وهذه المدة هي متوسط التوزر في حكوماتنا المترحلة، أي أن
أفضل الوزارء يستطيع بالكاد في عمره الوزاري ، إصدار قانون واحد</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">مجلس الوزراء كما يستشف من وصفه في الكتاب، يشبه في اجتماعاته فصلا من فصول
المدرسة الابتدائية يجلس أمامه معلم متسلط لا يهتم بالتفوق وإنما يحرص على الهدوء
والنظام والطاعة. ويعقد المجلس اجتماعات شكلية فالقرارات المهمة لا تصدر عنه وهو
لا يدرس أصلا القضايا الإستراتيجية والملفات المعمقة ويكتفي بتسيير اللحظة
والتباري في إعلان الولاء والمساهمة في تضليل وتدجين المجتمع</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> .</span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">يقدم الكتاب تعريفا ظريفا للوزير قد يجعل القارئ يشفق عليه فهو شخص يتقلد
وظيفة سامية مرغوبة لذاتها لكنها وظيفة تقيده وتختزله وترتب عليه واجبات ومسوؤليات
كثيرة ، لا حول له فيها ولا قوة</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.</span></div></span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span dir="LTR"> </span><span lang="AR-SA">يروي لنا الكتاب جوانب من الأساليب التي استخدمتها الأنظمة للتحكم في الناس
وترسيخ الأحادية وبث الرعب والخوف من الشخص الوحيد الذي ينفع ويضر ، يرفه ويضع أ
لا وهو الرئيس، فالوزارة لا تخضع لمعايير الكفاءة والاقتدار وحسن الأخلاق بل هي
مثل الأرجوحة ترفع من لا يستحق وتهبط بمن تشاء ثم تدوس على الجميع بعد أن يكونوا
قد تورطوا في الطاعة والفساد فيصير الجميع، سواسية كأسنان المشط، لا أحد يفضل أحدا
. الفضل فقط لولي النعمة، مصدر العطاء المتصرف في ملكه ، السيد الرئيس</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">ثم يعرفنا الكتاب عن الإدارة الموريتانية التي تقودها حكومة ذلك جزء من
مواصفاتها.. مثل تلك الإدارة لا يصلح إلا كجهاز للوشاية وممارسة للحيف والسيطرة
بالاستبداد، جهاز يتحكم فيه ويتنافس من خلاله، الشطار "آفكاريش" متقنو
التزلف وإفساد عقليات المجتمع ونشر فاحشة النهب التي
ستجعلنا نترحم على السرقة والاختلاس حيث سيتبين لاحقا،
أنهما ظاهرتان لطيفتان بالمقارنة
معه</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>.</span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">الوزير وغير الوزير الناهب والسارق والمرتشي وغير هؤلاء وأولئك .. الكل - إلا
من رحم ربي- تنازل عن مسؤولياته وواجباته وطبل الإعلام الحكومي وزمر شعراء التكسب
وخريجو مدارس التملق حتى وقع في عقول البسطاء أن الفساد والشطارة والاستقالة
والفشل، جزء مقدور من تسيير الدولة وأمر مقبول أو مطلوب، فصار الكل إلى التنافس
والتلاعب بالإدارة وبالنخب وبالعلم والعلماء وأسس الدولة ومؤهلاتها، وكانت
النتيجة، إفساد الذمم وتزوير الحقائق</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">هذا هو الانقلاب الحقيقي الكبير الذي وقع في الصميم وليس الانقلابات العسكرية
التي عرفناها على كثرتها. ولقد أماط كتابنا هذا، اللثام عن كيفية وقوع ذلك
الانقلاب وكيفية تأثير أهل الحل والعقد الجدد على المجتمع ونجاحهم في إعادة تشكيل
عقوله وعاداته ومسلكياته وتمخض ذلك عن سيطرة القيم المادية وطرد القيم المعنوية
وإقصاء المتمسكين بها</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">أعتقد أنه يستحيل تقديم خلاصة واحدة لهذا الكتاب، فكل سطر منه يتحفك بمعلومة
جديدة أو اكثر، ولذالك فإني فقط أحيي شجاعة الكاتب في نشر الحقائق والوقائع
كما أحيي وفاءه لثقافته ولغته العربية وللرجال الذين اخلص لهم واخلصوا له وتمثله
القيم والمثل التي نص عليها في مؤلفه وابتعاده عن هتك أعراض الناس والتعريض
والوشاية بهم والتنكر للماضي</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">كما أني سعيد بأن أكتشف من خلال الكتاب، محمد محمود، الرجل الديمقراطي الذي
يرفض الانقلابات والإصلاحي الذي يحارب الفساد والإداري الملم بمختلف جوانب الحياة
في البلد والدبلوماسي الناجح اللبق، بعد أن كنت عرفته صحافيا واسع الإطلاع شغوفا
بالثقافة والعلم</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><div style="text-align: justify;"><span lang="AR-SA">نعم لا أخفي إعجابي بالكاتب وبهذا الكتاب وخاصة فصله التاسع الذي عنوانه:
مجتمع انواكشوط وبيئته ولكني بعد قراءته أشعر بأني أشفق على هذا البلد
وأتحسر على أن الحكام والسياسيين ـ فيما يبدو ـ لا يقرءون ولا يعتبرون ولا
يستخلصون الدروس من الماضي ومن أسلافهم "الميامين" وينسون بسرعة أسباب
وجودهم ووجود من كان قبلهم</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span>. </span></div></span><p></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: 0.0001pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;">ولا حول ولا قوة إلا بالله</span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-bottom: 0.0001pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman", serif;"><br /></span></p></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj28fhaDLM0hQqEXHaIGJsCsZeJm_wca0i6fOO2hk0nrDy5U-BgsPvyiL6xpj1ZRoeFdsknXNrV5kPEGFdb8fJKBtUGF5VqRkUQIJd0Y3gI_Ew9VqPHOGUKVEJKpuPHZEqPyZaB_VRAIjc/s2048/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B12.JPG" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1536" data-original-width="2048" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj28fhaDLM0hQqEXHaIGJsCsZeJm_wca0i6fOO2hk0nrDy5U-BgsPvyiL6xpj1ZRoeFdsknXNrV5kPEGFdb8fJKBtUGF5VqRkUQIJd0Y3gI_Ew9VqPHOGUKVEJKpuPHZEqPyZaB_VRAIjc/s320/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B12.JPG" width="320" /></a></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><br /></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0nH-Vf9UAK1OHutdHEVXzpzAMNauJymFVD36lJv2SfYIqkLhC4m333THl6U8YFLEyMcuwFOVr-YcJd0OD7MeFx5s1EndvI4xDTsLvtjLHqzYdA4JRV_MwxfBb3EC_tKiiYKwC7dwhins/s2048/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B18.JPG" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1536" data-original-width="2048" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0nH-Vf9UAK1OHutdHEVXzpzAMNauJymFVD36lJv2SfYIqkLhC4m333THl6U8YFLEyMcuwFOVr-YcJd0OD7MeFx5s1EndvI4xDTsLvtjLHqzYdA4JRV_MwxfBb3EC_tKiiYKwC7dwhins/s320/%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B6%25D9%2588%25D8%25B18.JPG" width="320" /></a></div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><b>عرض لكتاب: الوزير: "تجربة وزير مدني في حكم عسكري </b></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><b>إعداد الحافظ ولد الغابد</b></div><div dir="rtl" style="text-align: center;" trbidi="on"><b>(نشر هذا العرض قبل الجلسة )</b></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">صدرت الطبعة الأولى من كتاب: الوزير: "تجربة وزير مدني في حكم عسكري" لمؤلفه الباحث ووزير الإعلام محمد محمود ولد ودادي ويعرض ولد ودادي تجربته كسفير لموريتانيا في عدة عواصم عربية لمدة اثني عشر سنة والمستشار بالرئاسة المؤتمن على العديد من ملفات الأمن القومي الموريتاني في العهدين المدني والعسكري وأحد الساسة والمثقفين الموريتانيين البارزين في المشهد الثقافي والفكري، الموريتاني وقد زود المكتبة الموريتانية بترجمته لعدة مؤلفات للباحث الفرنسي بول مارتي الذي ألف العديد من الكتب التي رصدت جوانب من تاريخ الحياة الثقافية والاجتماعية والعلائق السياسية ما بين القبائل الموريتانية خصوصا في المناطق الشرقية .</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> ويقدم ولد ودادي هذه المرة للمكتبة الموريتانية كتابا غنيا عن تجربته كوزير في حكومة العهد السكري محللا بعمق البنية الإدارية للسلطة السياسية وكاشفا النقاب عن خفايا وخبايا البلاط الرئاسي الذي عرف تحولات عميقة خلال الحكم العسكري في السنوات الأولى من حكم الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع تختلف عما كان عليه الحال خلال الحكم المدني (1960-1978.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وتقتصر الفترة التي يقدمها "الوزير" ولد ودادي في كتابه على سنوات 1985-1986-1987) ) ويحلل الكاتب الوزير، في فصل تمهيدي قصير دواعي الكتابة في هذا المجال، معتبرا أن الكتاب ليس مذكرات سياسية ولكنه "وصف مختصر لما شاهدتُه وتعاملت معه خلال الفترة المعنية، ونقلٌ لبعض أحداثها باستثناء قضايا حساسة تتصل بجوهر مصلحة موريتانيا ومستقبلها وعلاقاتها الإقليمية ارتأيت أن الوقت لم يحن بعد للتعرض لها".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> والكتابة في الموضوع من ناحية أخرى "تعبير عن الهموم التي أحملها وبعض الآراء التي عبرت عنها جملة أو تفصيلا في المناسبات الرسمية وفي مجلس الوزراء، راجيا أن تكون إسهاما في توضيح الرؤية عن فترة من تاريخ موريتانيا الحديثة، ودعوة لرجال سبقونا وتحملوا مسئوليات أكبر منا ولفترات أطول ولغيرهم من مثقفينا خاصة من جيل الاستقلال، لكتابة مذكراتهم السياسية .. على غرار ما سبق إليه مؤسس الدولة الرئيس المختار ولد داداه من تدوينِ ملخّصِ تجربته الثرية في كتابه المميز "موريتانيا على درب التحديات".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">فصول الكتاب</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">يقدم المؤلف في هذا الكتاب خمسة عشر فصلا دون أن يعتمد مصطلح الفصل قبل عنوان الفصل أو القسم تبدأ بعنوان: 1- دخول الحكومة وتنتهي بالعقيد معاوية ابن الطايع وجاءت العناوين الأخرى على النحو التالي: 2- دخول الحكومة 3- الوزير 4- ظروف العمل والنشاط اليومي 5- وضع قطاعات الثقافة والإعلام والمواصلات 6-الإعلام واجهة الدولة 7- نحن والإصلاح 8- العلاقة مع الديوان الرئاسي 9- مجتمع نواكشوط وبيئته 10- مدرسة التملق 11- القبيلة وجماعات الضغط والرأي العام 12- المهمات الخارجية 13- الخروج من الحكومة 14- مشكلة نظام الحكم والبدائل المتاحة 15- العقيد معاوية بن الطايع.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">واحتوى الكتاب ملاحق ووثائق هامة احتلت ثلث صفحات الكتاب (مئة من ثلاث مئة صفحة) من أهمها قائمة بأسماء الوزراء في العهدين المدني والعسكري وقد بلغ عدد وزراء العهد المدني حوالي 80وزير بينما وصل وزراء العهد العسكري حوالي 82 وزير كما احتوت الملاحق وثائق حول السياسة الإعلامية ورسائل وجهها الوزير ولد ودادي للرئيس وتقارير وتعليمات صادرة لعلاج مشكلات أو توضيح سياسات وإجراءات وتدابير اقتضتها سياسة الوزير. </div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">صعوبات العمل الوزاري</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">يقدم المؤلف صعوبات العمل الوزاري التي عايشها في ثنايا الكتاب متناثرة هنا وهناك ويشرح ظروف العمل والنشاط اليومي قائلا: إن الظروف التي يعمل فيها الوزراء تعد بالغة الصعوبة مقارنة بالسفراء والمديرين العامين فإمكانياتهم منعدمة والمنتظر منهم كثير وقد طلب إلي أحد الزملاء يوما أن أقارن بين وضع الوزير والسفير فأجبته ما زحا: "السفير يمثل رئيس الدولة وسيارته تحمل باستمرار علما ويجلس خلف السائق الذي يفتح له الباب ويدعى صاحب السعادة وهو في الخارج بعيدا عن جو نواكشوط الموبوء بالكيد والنميمة أما الوزير فهو خادم للجميع سيارته بالية ويجلس بجنب السائق ويدعى الزميل CAMARADE ".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> ويصف حالة الآليات والموجودات بالوزارة قائلا: "وفي المكتب لا توجد وسائل معقولة للعمل فالسكرتارية منعدمة في أغلب الأحيان حتى أنني في وزارة الإعلام – وهي من أقدم القطاعات – لم أجد راقنا واحدا على الآلة الكاتبة العربية كما لم أجد الآلة نفسها وقد اضطررنا إلى تلفيق طاقم من الهيئات التابعة للوزارة. والمتابعة في السكرتارية منعدمة بسبب سوء التنظيم الإداري وندرة الملفات المحفوظة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ولا يوجد أثر لأي جهاز تلفوني حديث أو لآلة تسهل العمل فنحن ما نزال في هذا المجال في عصر الخمسينات وقد كنت أضطر إلى كتابة الرسائل والتعليمات والأوامر بنفسي.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ومن أصعب التحديات التي واجهتها عند استقبال الخريجين والوجهاء الحصول على أعمال للعاطلين إذ كنت أرفض الضغط على المديرين التابعيين للوزارة مكتفيا بعرض الأمر عليهم في رسالة تضم أسماء واختصاصات المرشحين. ومن الذين تمكنت من حل مشكلتهم مجموعة متخرجة من إحدى الدول العربية رفضتها مديرية البريد لأنها مستعربة وهذا السلوك الذي اتبعته سبب الكثير من التذمر لدى الأقارب والأصدقاء الذين يرون أن على الوزراء اكتتاب الأقارب وتوزيع العطايا والكثير منهم يعلق الآمال على وصول ابن العام إلى موقع يمكنه من قضاء حوائجه".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ويضيف: "واعترف أن أكبر خسارة لي وأنا في الوزارة قطع الصلة مع العديد من أصدقائي الكثيرين وأسرتي الصغيرة التي لم أكن اجتمع بها إلا وقت تناول طعام الإفطار وقد تعثرت دراسة الأطفال بسبب مشاغلي الحكومية كما انشغلت كليا عن نشاطي العادي في الكتابة".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">واستعرض المؤلف بإسهاب تجربة الوزير في العهد العسكري التي تميزت بصعوبات بالغة: "وينبغي الاعتراف بأن العهود العسكرية تميزت بالشك المفرط في ولاء الوزراء وعلاقاتهم بغيرهم ومع الدبلوماسيين الأجانب ويجد البعض العذر في ذلك عند العودة بالأذهان إلى ممارسات مثل التي كان يقوم بها علنا وبطريقة مبتذلة بعض الدبلوماسيين والأجانب مع بعض رجال الدولة والمواطنين المحسوبين على تنظيمات تابعة للخارج والتي عرفت بالممارسات "الرُّفيْعية". (نسبة إلى سفير عراقي سابق في نواكشوط بداية الثمانينيات كما بين المؤلف في الهامش.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">مواقف طريفة</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> كما يستعرض تجربته الشخصية مع الديوان الرئاسي الذي كان من المفترض أن ينهض ببعض المهام البروتوكولية يقول: "فقد كان مقررا أن يزورنا أحد الضيوف واتخذنا الاستعدادات الضرورية على مستوى الوزارة وكلفنا فريقا من الموظفين بالسهر على قضية السكن والمعاش والمتابعة يوميا مع المراسم والديوان إلا أن هذا الأخير رفض تدخلنا في موضوع السيارات. وقد أكد لي رئيس الفريق أن كل شيء جاهز – بعد أن وفرنا من مصروفات التسيير في الوزارة على ضآلتها- النواقص الموجودة في الفيلا المخصصة لاستقبال الضيف من فرش وبطانيات ومناشف وأدوات صحية ثم توجهنا إلى المطار لاستقباله وبعد الوصول خرجنا إلى الموكب المهيأ للانطلاق فوجدنا أن السيارة المخصصة للوزير كانت عتيقة بشكل لافت للنظر بعدما قيل لنا إنها من الدفعة الجديدة التي بدأت تستعمل لاستقبال كبار الزوار، فركبناها وأنا في خوف من أن تتوقف، محاولا تطويل الحدث مع الوزير الزائر لشغله عن الانتباه لوضعها لكن بعد فترة بدأت أصوات مزعجة تصدر منها ومعها دخان العادم ثم وجهت نظري إلى مؤشر البنزين الذي كان يوشك على النفاد .. واستمر السير وأنا أخشى توقف السيارة في الطريق العام إلى أن وصلنا لله الحمد".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وشهد العهد العسكري السابق لحركة 12-12- 1984 أخطاء أضرت بعلاقات موريتانيا مع العديد من الدولن فكم مرة سلّم مبعوث موريتاني رسالة إلى رئيس ليست موجهة إليه أو كُتب اسم آخر على غلاف رسالة موجهة إلى رئيس دولة أخرى، أو تضمنت أو راق اعتماد السفراء أسماء غير صحيحة للقادة المعتمدين لديهم؛ ففي تونس مثلا تسلم الرئيس الحبيب بورقيبة رسالة يحملها وزير موريتاني، وعندما فتحها وجد أنها موجهة إلى الرئيس الشاذلي بن جديد، فما كان منه إلا أن صاح بأعلى صوته "أنا المجاهد الأكبر بورقيبة محرر تونس ورئيسها مدى الحياة، فكيف ألتبس مع العسكر"؟ وقد جرت المقابلة بحضور رئيس الوزراء التونسي ومدير ديوان الرئيس والسفير الموريتاني وآخرين.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">وتعني وقائع الحادثة أن الرئيس الشاذلي بن جديد تسلم رسالة الرئيس بورقيبة لأن المبعوث مر بالجزائر قبل تونس؛ ومرة صرح أحد المبعوثين في الدوحة أنه"يحمل رسالة من الرئيس الموريتاني إلى الشيخ عيسى بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر" بينما هو الشيخ خليفة أما الشيخ عيسى بن خليفة فهو أمير دولة البحرين؛ وفي ظروف الديوان الحالية يمكن لمثل هذه الهفوات أن تتكرر".</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">مجتمع نواكشوط ودور القبيلة</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> يستعرض الكاتب نماذج مختلفة للحياة الجديدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، فيستعرض في البداية كيف سكن نواكشوط وهي قرية صغيرة ذات مجتمع غير متجانس في العام 1960 فكانت مدينة جميلة نظيفة وغير مكتظة، ولم يكن بها قبل سنة 1964 سجن باستثناء معتقل صغير يقع بجانب حاكم المقاطعة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ويقارن ولد ودادي حياة سكان نواكشوط منتصف الثمانينيات مع الحياة فيها منتصف الستينيات، حيث كانت تعرف حراكا ثقافيا وسمَرا ليليا ممتعا، مع جلسات الشاي الأسرية المصحوبة بالموسيقى الهادئة والأدب الرفيع، ويستدرك على المدينة في الفترة المتأخرة صخبها وتلوثها وارتفاع معدلات الجريمة والشعوذة والاعتقادات الفاسدة، مع غياب تام للوعظ والتوجيه، وسيطرة الجدل ما بين الأشاعرة والمتصوفة والسلفية، وهي خلافات تتدخل فيها الهيئات الأجنبية وحتى الدبلوماسية، دون أن تتصدى لذلك الجهات الرسمية المعنية، مما قد يلحق الضرر بعلاقات البلاد ببعض الدول الشقيقة التي لا تريد لموريتانيا إلا الخير والاستقرار، ولكنها تجهل تصرفات بعض ممثليها في نواكشوط.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ويصف ولد ودادي ظاهرة التملق التي كانت سائدة في المجتمع الموريتاني وتفاقمت في الفترة الأخيرة ويقول: "انطلاقا من رفض الجمهور لبوادر النفاق السياسي عبر الإذاعة الوطنية، كان أول قرارين اتخذتُهما عند ما عينت مديرا للإذاعة في فبراي 1970 يلغيان مجموعة (أشوار) -أناشيد – بالحسانية كانت تمجد الرئيس المختار ولد داداه، وبرنامجا يوميا قصيرا بعنوان "اغْنَ حزب الشعب" يستهله صاحبه وهو شاعر ووجيه نافذ بقوله: "حزب الشعب ألا من الله" وهو تعبير صالح لأن يكون من المدح والذم؛ وقد أقرت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب (الذي تتبعه وسائل الإعلام) هذين الإجراءين مما يبرهن على أن القيادة السياسية والرئيس المختار خاصة، لم يكن يحبذ هذه الأساليب، بل يمجها، كما يعرف ذلك مساعدوه". ويسرد المؤلف حكايات وتجارب عن التملق وتأثيره السيئ على الإدارة الحكومية، حيث غابت الروح النقدية والتقييم الموضوعي للأداء.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"> ويستعرض المؤلف في الفصل الأخير الصداقة الشخصية التي جمعته بالعقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع، مبرزا جديته وتقشفه وعزوفه عن جمع المال، محللا الطريقة التي وصل بها إلى السلطة، ومعتبرا أن العقيد ولد الطايع كان ذا طموح ورأي سياسي حصيف، مبرزا ملاحظات سلبية تتلخص في سلوكه العسكري الجاف الذي ظل ملازما له طوال سنوات ممارسته للسلطة.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">ملاحظات ختامية</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">1- يؤخذ على الكتاب إغفاله للكثير من الأسماء التي وردت بشأنها ملاحظات سلبية في ثنايا الحديث وسياقاته، أراد المؤلف على ما يبدوا أن يتجنب بها نقد الكثيرين أو ردودهم، لكن من وجهة النظر التاريخية والتوثيقية، فستظل هذه من أهم النواقص المسجلة على الكتاب.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">2- لم يشأ المؤلف أن يخوض كثيرا في تحليل بعض الأحداث التاريخية التي عاصرها، والخروج بترجيح لبعض وجهات النظر التي تعددت الروايات حولها، بل اكتفى بالإشارة أحيانا لرؤيته للحدث دون إطالة في التفاصيل.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on">3- يعتبر الكتاب مرجعا مهما لأنه أعطى صورة عن اجتماعات مجلس الوزراء وأنماط العمل الإداري وتعاطي النخبة السياسية مع الشأن السياسي والعام من جهة، كما هو وثيقة هامة لدراسة أنماط السلوك السياسي في الدولة والمجتمع الموريتانيين.</div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div><div dir="rtl" style="text-align: justify;" trbidi="on"><br /></div>
</div>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-30250378111302768492020-08-05T12:37:00.006+01:002021-02-25T13:10:15.181+01:00من الإذاعة إلى السفارة<div align="center"><b style="color: #20124d; font-family: arial; text-align: right;"><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">من الإذاعة إلى السفارة</span></b></div><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span style="color: #20124d; font-family: arial;"><b style="color: black;"><span dir="RTL" lang="" style="font-size: 24pt; mso-ascii-font-family: Cambria; mso-ascii-theme-font: major-latin; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-theme-font: major-fareast; mso-hansi-font-family: Cambria; mso-hansi-theme-font: major-latin; text-transform: uppercase;">تجربة سفير</span></b></span></p><h1 style="text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span style="color: #20124d; font-family: arial; font-size: large;">محاضرة أمام السفراء الجدد</span></h1>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">مدخل<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كان أول اتصال مباشر لي مع
دبلوماسيين أجانب، في حفلات السفارات التي فُتحت في نواكشوط مباشرة بعد الاستقلال
سنة 1961، بعد السفارة الفرنسية، وهي الإسبانية والأمريكية، والصينية الوطنية
(تايوان)، قبل أن تَلحق بها ألمانيا الاتحادية ثم مصر سنة 1965. وكان الرئيس
وأعضاء الحكومة يحضرون هذه الحفلات حتى سنة 1970.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ومن حسن الحظ أن بعض هؤلاء الأجانب كان يتحدث
العربية، مثل داوود تينك سفيرِ الصين الوطنية، والقائم بالأعمال الأمريكي القادم
من قنصلية عدن، مثل خلفه الذي يتحدث العربية أيضا، السفير فيما بعد أڭيلتون.<span></span></span></b></p><a name='more'></a><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> <o:p></o:p></span></b><p></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ثم مكنتني دورة تدريبه في الإعلام في تونس سنة 1962 من معرفة الكثير
عن العالم الخارجي والعربي من بوابة تلك الدولة الشقيقة، التي فتحت لنا ذراعيها؛ ثم
توالت الفرص للاتصال بالعالم الخارجي، ولقاء السفراء والوزراء والرؤساء، <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فكنت عضوا في الوفد الموريتاني الذي زار مصر سنة
1963 والتقي جمال عبد الناصر، كما رافقتُ الرئيس المختار في أول زيارة له السنة
الموالية لمصر أيضا، ولحضور القمة الثانية لمنظمة الوحدة الإفريقية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وفي أغشت سنة 1963، رافقت
كمراسل للإذاعة الوفد الموريتاني إلى أول مؤتمر لوزراء خارجية منظمة الوحدة
الإفريقية في دكار بعد إنشاء المنظمة، وحضره الرئيس أحمد بن بلّه، الذي كان يقوم
بأول جولة له في القارة بعد الاستقلال، يرافقه وزير الشباب والرياضة، عبد العزيز
بوتفليقة حيث كان وزير الخارجية لخميستي، على فراش الموت.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد أتاحت لي هذه الرحلة فرصة اتصالات كثيرة مع الوفود والصحفيين، من
ذلك أنني سجلت مقابلات مع وزراء خارجية الدول العربية الإفريقية، مثل نائب وزير
الخارجية المصري، ووزير خارجية السودان، ورئيس الوفد التونسي.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد حدث لي أشكال مع الإذاعة السنغالية عند مغادرة الرئيس بن بلّه، حيث
كنت وزميلا صحفيا أوروبيا الوحيدين الحاضريْن في المطار، فسجلت تصريحات
الرئيس<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>بن بله، في غيبة الصحفيين
السنغاليين، الذين طلبوا مني أن أعطيهم نسخة من التصريح، فوافقت، ولكن بعد إذاعته
من إذاعة موريتانيا الساعة الثانية عشرة والنصف، فاستاءوا، مما حمل وزير الخارجية السنغالي
دودو شام على أن يأتيني ويكرر نفس الطلب، فرددت عليه بنفس الجواب السابق، وعلى كل فقد
وفيت بما تعهدتُ به، وانحلتْ المشكلة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أما القضية التي لها علاقة
بالعمل الدبلوماسي في هذه الرحلة، فكانت دعوتي لمراسليْ وكالة أنباء الصين الجديدة
(شين خْوا) المقيميْن في بماكُو لزيارة نواكشوط، حيث كنا في حركة الشباب مناصرين
للصين الشعبية، ونتحرش ودّيا بسفير تايوان؛ ولم أبلّغ وزير الخارجية سيدي محمد
الديين ولا أحدا من أعضاء الوفد. وعندما عدت إلى نواكشوط، أرسلتني الإذاعة لحضور
ندوة صحفية للرئيس المختار بن داداه، كانت عن العلاقات الموريتانية المغربية؛
فتحدث عن اعتقال شخص، اتُّهم بأنه تابع للأمن المغربي، ويقوم بمهمة مرتبطة بعودة
الزعماء الذين كانوا لاجئين في المغرب أربعة أشهر قبل ذلك.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وعند انتهاء اللقاء دعاني الرئيس وزميلي فّال بابا إلى مكتبه، وقال:
أريد أن أطلعكم دون الآخرين، على موقفنا من الاستعمار الإسباني في الصحراء
الغربية، التي هي جزء من موريتانيا، وعدم مطالبتنا بالخروج الفوري له، ذلك أننا
نخشى أن تكون بيننا مع المغرب حدود مباشرة في ظروفنا الحالية. وعند الخروج تركت
زميلي وعدت إلى الرئيس، وأبلغته قصة دعوتي للمراسليْن الصينيْن، فابتسم، وقال لي
خيرا إن شاء الله.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>بعدها بأسبوع استدعاني
الأمين العام للدفاع محمد بن الشيخ بن أحمد محمود، وقال لي ادع أصحابك لحضور
الاحتفالات بعيد الاستقلال، وهو ما فعلت عبر رسالة بريدية؛ فاستقبلتهما بعد إذن
الإذاعة، وأقاما في فندق مرحبا، ومباشرة سلماني ظرفا مغلقا، قالا إنه رسالة من الحكومة
الصينية إلى الحكومة الموريتانية، فسلمته لمحمد بن الشيخ بن أحمد محمود، الذي طلب
مني أن أعود إليه يوما قبل مغادرتهم، ليسلمني ظرفا مغلقا أعطيته إياهم؛ وقد
أكرمناهم وقابلناهم مع صحفيين وأعضاء من حركة الشباب.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وانقطعت عني الأخبار إلى أن
تم الاعتراف<span style="color: red;"> </span>بالصين وأقيمت العلاقات الديبلوماسية
سنة 1965، فكان المراسل هو نفسه الذي فتح مكتب الوكالة في نواكشوط؛ وفهمت أن هذه
كانت إحدى قنوات الاتصال بين البلدين. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكنائب في الجمعية الوطنية زرت مصر سنة 1969، كما كنت في دكار في أول
زيارة رسمية للرئيس المختار بن داداه إلى سنغال، سنة 1972، وزرت باريس وفينّا
ويوغوسلافيا والهند ضمن وفود برلمانية حظينا فيها بلقاء عدد من الرؤساء. وكمدير
للإذاعة زرت أبو ظبي والدوحة وجدة والرياض سنتي 1973، 1975.<o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="color: #351c75; font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">متابعة
النشاط الدبلوماسي الموريتاني<span><o:p></o:p></span></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كنا منذ إعلان الاستقلال نتابع بلهفة خطوات موريتانيا الدبلوماسية
الأولى، من يوم توجه رئيس الجمهورية وزير الخارجية، إلى نيويورك لطلب عضوية
المنظمة الدولية، فوقع ما تعرفون، قبل أن ندخل المنتظم الدولي في أكتوبر من السنة
الموالية. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وتتردد دوما في الإذاعة أسماء:<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>سليمان بن الشيخ سيديّ في الأمم المتحدة<span style="mso-spacerun: yes;">
</span>وواشنطن، وممدُ توري في باريس وأروبا الغربية، وبكار بن أحمدُ في تونس،
وصال عبد العزيز في <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>مكتب دكار والقنصلية
العامة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد سمعنا بأول أزمة في
العلاقات مع باريس، دون أن ندرك أبعادها آنذاك، وهي أن وزارة الخارجية الفرنسية أصرت
على أن يقدم السفير توري أوراق اعتماده إلى رئيس الحكومة "ميشل دبرى"
كما اتُّبع مع سفراء المجموعة الفرنسية، بينما طلبت موريتانيا أن تعامَل على قدم
المساواة مع الدول الأخرى بتقديم أوراق الاعتماد إلى رئيس الجمهورية؛ وهكذا أمرت نواكشوط
السفير بالتوجه إلى بون، ليقدم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية الاتحادية الألمانية<span style="color: red;"> </span>سفيرا غير مقيم، وبعد عودته إلى باريس غيرت الحكومة
الفرنسية موقفها، فقدم أوراق اعتماده للجنرال دكول.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكعضو في الجمعية الوطنية
كنت أتابع منذ سنة 1965 النشاط الدبلوماسي لبلادنا، لاسيما من خلال الميزانية
السنوية التي يقدمها الوزير مصحوبا بأعوانه. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد شاركت في نقاش الأزمات التي طُرحت في الكتلة البرلمانية حول
العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن سنة 1967، وتابعت حيثيات قطع العلاقات
مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقبلها مع المملكة المتحدة سنة 1965 بسبب قضية
رودوزيا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أما من ناحية الاطلاع على المشاكل العربية والإفريقية وأدوار الأمم
المتحدة، فكنت أتابعها عن كثب بحكم عملي الصحفي، مثل حرب التحرير في الجزائر،
والعدوان الفرنسي على مدينة بنزرت سنة 1961، والقضية الفلسطينية، وبدايات حروب
التحرير في القارة التي توسعت في منتصف الستينيات، وحرب فيتنام والإنزال الأمريكي
في خليج الخنازير إبريل سنة 1960<span style="color: red;"> </span>وأزمة الصواريخ
في كوبا في شتمبر 1962، والسباق على غزو الفضاء. <o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">...</span></b><b><span dir="LTR" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">لم تكن لي تطلعات إلى العمل في الخارج، ولم أسْع إليه، واستقبلته
بسرور وكونه ثقة، ومسؤولية لا بد أن أتحملها، وذلك ديدني، فلم أتولّ مهمة إلا
تحمست لها. إلا أنني كنت متوجسا من جهلي بالعمل الدبلوماسي، فلم أتكوّن له، ولم
أمارسه كموظف في الخارجية على الأقل؛ ولم يُزِل هذا التوجسَ كون عدد من السفراء -
ناهيك عن الدبلوماسيين الآخرين - كانوا أيضا في وضعي، وربما أقل معرفة بالعالم
الخارجي، لذلك خصصت منذ الوهلة الأولى وقتا لقراءة المعاهدات التي تحكم هذا المجال
إضافة إلى مجموعة من الكتب تعالج قضايا السياسة الخارجية، والعلاقات الدولية، وكنت
أصطحب معي الكتب الخاصة بالتاريخ والأدب في موريتانيا وعلى رأسها الوسيط في
التعريف بأدباء شنقيط، لأحمد بن الامين الشنقيطي وبعض المؤلفات باللغة الفرنسية عن
موريتانيا. وإذا كان لي أن أقترح كتبا على الدبلوماسيين الموريتانيين فسيكون أولها
مذكرات المختار بن داداه: موريتانيا على درب التحديات، وكتب ثلاثة من وزراء
الخارجية، هم: أحمدُ بن عبد الله، ومحمد الحسن بن لبات، وكتاب الأمل الضائع لمحمد
السالك بن محمد الامين الذي يعتبر أحد الدبلوماسيين المهنيين، ويتحدث أساسا عن
تجربته كوزير خارجية، والكتاب الرابع لأحمد بن سيدي بابا: الأنسان المعولم <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>(واقعه) والكتاب الخامس لمحمذن بن باباه: مدخل
إلى تاريخ موريتانيا، وفي المكتبات اليوم كثير من الكتب المفيدة كثيرا في مجالاتها.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكنت دائما أستفيد من تجارب السفراء
الأقدم مني من ذوي الخبرة؛ وبعبارة أشمل، فإني شغوف بزيادة المعرفة واكتساب الخبرة،
واضعا أمامي القول المأثور، اطلب العلم من المهد إلى اللحد.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكانت خلفيتي في معرفة الدولة
التي سأقيم فيها، متوسطة، قبل أن تَشُدَّ الثورة الليبية الأنظار عند قيامها سنة
1969، حيث اعترفت بها موريتانيا فورا، ويزورها الرئيس المختار سنة 1970 ثم العقيد
القذافي موريتانيا سنة 1972،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وتوالت
الزيارات المتبادلة ومنها وفد من شباب حزب الشعب كنت أرأسه سنة 1972 لحضور أول
مؤتمر للشباب العربي - الأوربي - الإفريقي، وانتُخبت مقررا له، وقضيت بتلك الصفة
ساعات مع العقيد القذافي، في حوار مفتوح مع الشباب والصحفيين في غابة جودْ دايمْ
التي تناولنا فيها الغداء تحت الشجر، وكنت إلى جانبه، يستفسر مني في العديد من
القضايا المطروحة. وعند زيارته لموريتانيا أُسندت إليّ مهمة تقديم المنشئات التي
زارها في العاصمة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">تصادف تعييني في شهر فبراير 1976، سفيرا في ليبيا مع الاعتماد في تشاد
والنيجر، مع بلوغ القضية الصحراوية أوج تصعيدها، بإعلان الجمهورية الصحراوية؛
وعندما استقبلني وزير الخارجية السيد حمدي بن مكناس، شرح لي مهمتي، وأطلعني على
مستجدات القضية سياسيا ودبلوماسيا، وعلى الخصوص مضامين اللقاءات التي تعددت مع
الجانب الليبي على مستويات عالية، وزودني بتعليماته.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ثم استقبلني رئيس الجمهورية، فذكّر
بالروابط بين موريتانيا وليبيا كبلدين يشتركان في الفضاء العربي الإسلامي
الإفريقي، وعن علاقاته بمعمر القذافي، الذي يُحسب له اعترافه بموريتانيا بعد وصوله
إلى السلطة مباشرة، ثم دعاه إلى زيارة طرابلس، فتمت إقامة العلاقات الدبلوماسية،
وبدأت عجَلةُ التعاون في التحرك. وركز على العلاقات السياسية والاقتصادية
والثقافية، والسعي لزيادة عدد الطلبة في الجامعات والمعاهد الليبية، في الوقت الذي
بادرت طرابلس إلى فتح مركزين ثقافيين في نواكشوط وأطار، والعناية بالعمالة
الموريتانية واستفادتها من مزايا الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، في مجال
العمالة والإقامة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ثم ركز الرئيس على موقف طرابلس من قضية
الصحراء، متمنيا أن يفي الليبيون بوعودهم بإعادة النظر في موقفهم وعلى الخصوص الامتناع
عن الاعتراف، ووقف تزويد الصحراويين بالسلاح. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كما أوصى بمتابعة الخلاف
الليبي التونسي الذي اندلع بعد تراجع تونس عن اتفاقية الوحدة بين البلدين، وكذلك
الخلاف الليبي تشادي على منطقة آوزو، وهما القضيتان اللتان كان الرئيس قد توسط
فيهما، طالبا مني تزويده بمستجداتهما. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ثم تطرق إلى العلاقات الليبية مع إفريقيا جنوب الصحراء، وحثِّ
الليبيين على الاهتمام بالقارة والاستثمار فيها؛ شارحا الموقف الموريتاني من هذه
الملفات جميعا، وأهميةَ استمرار الحوار والزيارات البينية، حتى ولو كان هناك تباين
في وجهات النظر، ثم ختم اللقاء كعادته لمبعوثِيه، بالاستشهاد ببيت طرفة بن العبد: <o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; mso-outline-level: 3; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="color: #212529; font-family: arial; font-size: 18pt; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">إِذا
كُنتَ في حاجَةٍ مُرسِلاً<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فَأَرسِل
حَكيماً وَلا تُوصِهِ<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; mso-outline-level: 3; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="color: #212529; font-family: arial; font-size: 18pt; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">إلى
ليبيا <o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كل ما شغل تفكيري منذ التعيين،
الأدوات التي تمكنني من تحقيق مهمتي، من إمكانيات بشرية، علينا استغلال طاقتها
بالقدوة والتكوين والثقة، ومادية، علينا ترشيدها؛ مع كسب ثقة الوزارة ومؤازرتها. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ومن حسن الحظ أن المكاتب والمنزل
غير مؤجرين، بل مقدمان مجانا من الحكومة الليبية، عندما فتح السفارة السفير سليمان
بن الشيخ سيديّ، لكنهما - كغيرهما - من الممتلكات الإيطالية التي استولت عليها
حكومة الثورة كانت بلا وثائق ملكية. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد أعارتنا الحكومة الليبية بعد وصولي مكاتب ومنزلا في سبها، عندما
أنشأنا قنصلية فيها. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>بالنسبة للموظفين والعمال،
فهم: ملحق مكلف بالشؤون القنصلية، انتقل فيما بعد إلى سبها، ومحاسب، وكاتبتان
محليتان، وسائق، وقبل سنة من مغادرتي وصل مستشار أول، هو شرنو علي بارو، الذي عين
سفيرا في طهران. وظل النقص في موظفي السفارات التي عرفت، أكثر ما عانينا منه سواء
في العدد أو التأهيل.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكنت أوصي الدبلوماسيين
باحترام البلاد التي تستضيفنا، وأن يصادقوا مواطنيها، ويتفهموا مواقف حكوماتها،
وألا يبحثوا عن النواقص والأخطاء، وألا يدخلوا في جوقة التشهير التي يمارسها بعض الديبلوماسيين
ضد بلاد الاعتماد.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أما السيارات فكانت اثنتان، أضيفت لهما ثالثة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>لم أفاجأ كثيرا بحجم الميزانية، لإدراكي وضع
البلاد المالي، وحالة الحرب. لذلك التزمت بترشيد صارم لها، وحفظ الممتلكات، طيلة مهمتي
سفيرا في ليبيا وسوريا عشر سنوات بينهما، ونيجيريا سنتين، خاصة أن حجم ميزانيات
السفارات هو الذي تعرفون، وفي بعثات تحتل المرتبة الثالثة في سلم غلاء المعيشة،
إلا نيجيريا. ولهذا لم يتأخر قضاء فاتورة ماء ولا كهرباء ولا هاتف، طيلة خدمتي. وكنا
نحمّل السائق مسؤولية السيارة وصيانتها، لا يلمسها غيره، ويضع مفاتيحها بعد الدوام
لدى الحارس، ونتكلف بنقل الدبلوماسيين أو أسرهم؛ وبفضل ذلك، لم تُتلف لنا خلال
اثنتي عشرة سنة إلا سيارة واحدة في ليبيا كانت مؤمنة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وحتى كمتعاقد، مع الجامعة
العربية، رئيسا لبعثتها مدة 15 في أديس أبابا، واظبت على النهج نفسه مع ميزانيتها
حتى انخفضت تكاليف التسيير - دون الرواتب طبعا - بحوالي النصف. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وفي الوقت نفسه لم أطلب
يوما تكملة للميزانية، ولم أشكُ من نقصها، لأنني قانع بما نحن فيه، وأحمد الله عليه؛
ومن القواعد التي جئت بها من عملي السابق، أنني لا أقبل تجاوز أوقية واحدة في
الصرف، لكنني لا أعيد أي مبلغ لم يُصرف إن أمكنني ذلك، فأشتري به النواقص من أثاث
السفارة وأدواتها، ليُسجل في دفتر إضافي مَخْرُوز مع دفتر محاسبةِ المقتنيات.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وعلى مستوى السكرتارية
الشخصية، كنت أكتب التقارير بخط اليد، قبل أن أتعلم الطباعة، لأنني لا أأتمن أحدا
عليها، ثم جاء الحاسوب وحُلت مشكلتي.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كان بريدنا يُرسل مرتين على الأقل في الأسبوع،
عبر الخطوط الجوية الفرنسية (</span></b><b><span dir="LTR" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">Air
France</span></b><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> و TA</span></b><b><span dir="LTR" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">U</span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">)، ونبعث المعلومات الخاصة
بالشفرة قبل إلغائها، أما الهاتف فلا نستعمله إلا في حالات نادرة.<o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">لم أكن أخاطب - خلال مأموريتي - إلا وزير الخارجية، أو الأمين العام:
فيما يتعلق بتسيير السفارة، وعلى الخصوص الشؤون الإدارية والمالية، وإلى الجهات
الأخرى عبر الوزارة؛ وأرُدّ على من يكتب لي من الوزارات مباشرة، مع نسخة للخارجية؛
وطيلة انتدابي لم أكتب لرئاسة الجمهورية، ولم أتصل بها، إلا إن كانت هي المبادرة،
وأنقل المضمون لوزارة الخارجية، وهو ما وقع – فيما أتذكر – مرتين، بعد سنة 1978،
كما كنت أكتفي بعطلي الرسمية ولا أطلب غيرها، وأغتنمها فرصة لألتقي وزير الخارجية والوزراء
ثم الرئيس، وأحل المشاكل العالقة.<o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">علاقات
إيجابية في ظل إرهاصات الثورة</span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p></o:p></span></b></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ليبيا كما تعرفون بلد عربي إفريقي، غني، يقوده
نظام ثوري،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يقبل عليه الناس من كل جهة،
طمعا في ماله، وتجنبا - أحيانا – لضرره، بسبب تعاونه مع العديد من المنظمات
المعارضة، ومنها المسلحة عبر العالم.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وعند وصولي كانت البلاد مزدهرة، تتوفر فيها البضاعة بشتى أنواعها
وخاصة منها السمعيات البصرية، فيأتي الناس لاقتنائها من الدول المجاورة؛ وفي الوقت
نفسه، كانت الدولة تعيش مرحلة مخاض صعبة، عندما أصدر العقيد القذافي الكتاب
الأخضر، وبدأ تطبيق مقولاته الاشتراكية، التي أثرت على حياة الناس، فتحولت ليبيا
من جنة للتبضع إلى دولة اشتراكية، من نمط شعبي مستحدث غير مصنّف في الاشتراكيات المعروفة.
<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكان أكثر ما يُقلق البعثات الدبلوماسية وأصحاب المصالح الاستثمارية من
شركات ومكاتب تجارية وعمالة، هو الفوضى التي حلت بإدارة الدولة، من وزارات وخدمات
ومشاريع. فما أن دخلت سنة 1977 حتى سيطرت اللجان الشعبية على الوزارات والقطاعات
كافة ومنها الخارجية، لتأتي اللجان الثورية المعهودُ إليها بتثوير العمل والسلوك.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وبعد ما وصلتُ ليبيا في
بداية المسلسل التثويري، قمت بزيارة القائم بمهام وزير الخارجية وسلمته نسخة من
أوراق الاعتماد، فأذن لي بالاتصال مع كل الجهات الرسمية التي أرغب في لقائها، فتم
ذلك قبل أن أقدم أوراق اعتمادي أربعة أشهر من وصولي للرائد عبد السلام جلود (لأن
العقيد القذافي أعلن أنه قائد ثورة وليس رئيسا). وحين أُبلغتُ بالموعد، لم أعثر
على الأوراق بسرعة، حتى أني فكرتُ باتباع تقليد جار في ظرف كهذا، وهو الاتفاق مع
المراسم على تسليم ظرف مغلق، حتى تصل أوراق اعتماد جديدة؛ ولا أدري كيف فعل زميل
لي ذهب إلى إحدى دول الخليج في تلك الفترة، عندما شُحنت أوراق اعتماده في صندوقِ
أمْتعته في الباخرة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ومن المفارقات أن أول اتصال للخارجية الليبية بي كان لتوفير معلومات
عن حقيقة مقتل قائد الثورة الصحراوية في موريتانيا، لأن القذافي ينتظرها بتلهف ـ
كما قالوا ـ وقد أكدت لهم الخبر، انطلاقا مما سمعته في إذاعة موريتانيا. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>لقد تكيّفنا فورا مع أوضاع
البلد الجديدة، لا نُعير أي اهتمام للمظاهر الدبلوماسية المعهودة، باستثناء علم
السفارة والسيارة في حالة الزيارات، أما الألقاب، والاستقبال عند مداخل المكاتب
المزُورة، وحتى الدخولُ على الوزراء، فكان يجري - في بعض الأحيان - عفويا وبدون
تقديم، وضمن المراجعين من المواطنين أحيانا أخرى. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكنا نتدخل مباشرة في بعض الحالات لإصلاح خطأ يمس رموز دولتنا أو مكانتها،
ومن ذلك أنني قمت برفع العلم الموريتاني على صاريته، في الساحة الخضراء كأعلام الدول
الممثلة، أمام حضور جماهيري ضخم، والوفود المدعوة، ومنها الوزير عبد الله بن بيه. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وظل قرار موريتانيا بألا تغيب عن أي مؤتمر أو لقاء في طرابلس، التي
كانت قبلة عالمية آنذاك قاعدة، حتى لا نترك للآخرين الانفراد بالعقيد القذافي، كما
أوصى به الدكتور عبد السلام التريكي، وزيرَ الخارجية حمدي بعد اندلاع مشكلة
الصحراء، فكنا حاضرين في كل اللقاءات العربية والإفريقية، سياسيةً كانت أو
اقتصادية أو ثقافية أو رياضية أو نقابية، ممثَّلين دوْما في الاحتفالات التي تقام
في المناسبات الوطنية الليبية. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وظل العقيد القذافي حريصا شخصيا على لقاء هذه الوفود، يدير معهم
نقاشات متنوعة، تتطور إلى جدل أحيانا، ومنهم وزراء، ورجال دين وأدب، نذكر
منهم<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الشيخين الجليلين ابّه بن انّه ومحمد
سالم بن عدود؛ حيث ما أزال أتذكر ثلاثة أبيات من قصيدة له ألقاها بحضور القذافي:<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أيا
ثورة الشعب العزيز تقبلي<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>تحايا مُحبٍّ عذبُهن
زلال<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ولا
تسمعي فينا الكلام فإنّنا<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>مُصِمُّون
عمّ الآن فيكِ يقال<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ولا
تخذلينا في النضال فإنما<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>حياتُكِ فينا
نُصرة ونضال<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">لقد كان القائد الليبي منبهرا بالثقافة العربية الموريتانية عندما زار
البلاد، خاصة محطة بوتليميت، التي سمع فيها - ربما - أجمل ما قيل فيه من منظوم، وبعد
عودته، طلب من الليبيين ألا يبعثوا أبناءهم لتعلم العربية في الجامعات العربية،
وأن يتجهوا إلى موريتانيا، لذلك ركزتْ الحكومة على هذا الوتر الحساس، فكانت
النتائج جيدة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وعندما هوجمت نواكشوط سنة 1977، واستُولي على أسلحة وذخائر مصدرُها
ليبيا، ارتفعت الأصوات بقطع العلاقات، حتى أثير الأمر في اجتماع المكتب السياسي
والحكومة، الذين طلبوا رأيي، فاقترحتُ إرسال مبعوث خاص، مع صورِ السلاح والعتاد،
وهذا ما تم، مع الوزير عبد الله بن بيّه، الذي قدم الملف إلى العقيد القذافي.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد أبلغني أحد مساعدي
القائد الليبي المقربين أنه بعد ذلك بأيام عقد ندوة لجميع اللجان الثورية في
ليبيا، وخاطبهم عبر شبكة تلفزيونية مغلقة، عن عدة قضايا، منها العلاقات مع الدول
العربية؛ حيث تطرق للسودان، وقال إن جعفر النميري يحاول بكل السبل إيذاء ليبيا، كإطلاقه
حملة تبرعات يساهم فيها كل سوداني بدولار أمريكي، لقضاء الديون الليبية، مع أننا –
يقول القذافي - أنقذناه من الموت، باعتقالنا قائد الانقلاب العقيد هاشم العطاء
بتوقيفه في المطار قادما من لندن، لنسلمه للنميري فيقتله؛ بينما أمسكت موريتانيا
عن التشهير بنا، بعد أن استولت على أسلحة كنا قدمناها للثوار
الصحراويين، مكتفية بالاحتجاج وتسليم</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">صور
عنها.<o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وبعد تدخل الطائرات الفرنسية
ضد القوات المهاجمة داخل الأراضي الموريتانية، استدعى العقيد القذافي، سفراء
الجزائر والمغرب، وموريتانيا واجتمع بكل واحد منا على حدة. وقد طلب مني أن أنقل
للرئيس استنكاره للاستعانة بالقوات الفرنسية في صراع عربي – عربي، بعد أن كان
أخرجها من الباب الواسع، ملحًّا على ضرورة وقف هذا التدخل فورا، وأن على الدول
المتصارعة أن تحل المشكلة بينها، وأنه مستعد للمساعدة في ذلك.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد استقبلني الرئيس في نواكشوط، وقدمت له التقرير، فلم يزد على أن قال
لي بيت الحلاج:<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ألقاه
في اليمّ مكتوفا وقال له<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>إياك إياك أن
تبتلّ بالماء<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ولم يزدني بكلمة، سوى سؤالي هل سأزور الرشيد؟.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وعند ما استقبلني القذافي في العودة، كان مصغيا لسماع رد الرئيس، فما
زدته عن حكاية البيت؛ فقال بصوت مرتفع: لستُ مَن بلّله، وإنما الحسن الثاني،
وجيسكار وصينكور وهوفويت بوانيى، وانتهى اللقاء.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كما أشرت إليه سابقا، أوصاني الرئيس على العناية بالعلاقات الليبية
الإفريقية، وإطلاعه على ما تحقق فيها، وفي إحدى زياراتي لنواكشوط قدمتُ له عرضا عن
مستجداتها، متطرقا إلى إعلان إسلام رئيس بنين الذي تسمى بأحمد صلاح الدين كريكو،
فقال لي ضاحكا: لقد اتصل بي الرئيس التوﮜولي أياداما ليشكو لي القذافي، قائلا: لقد
تجرأ على أن يطلب مني تغيير ديني لأصبح مسلما، مثل كيركو، ولولا أنك أوصيتني عليه
لصفعته. <o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>في الحقيقة لم تؤثر قضية
الصحراء بشكل جوهري على العلاقات بين البلدين؛ فاستمر التعاون الذي كان متعدد
الأوجه ولو بوتيرة أقل. ومن ثمرته شركتا الصيد والزراعة؛ وإنارة مدينة شنقيطِ،
وبناء الثانوية العربية، والمشاركة في تمويل تعبيد طريق الأمل. وظلت اللجنة
المشتركة للتعاون قائمة حتى سنة 1978، وتزايد باضطراد سنوي عدد الطلبة، إضافة إلى
التشاور والتنسيق أحيانا في القضايا المرتبطة بالتعاون العربي الإفريقي.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد فشلت محاولات قمنا بها لتصدير الماشية إلى ليبيا خاصة الأغنام،
عبر البحر أو مطار النعمة الجديد، لأن جهات رسمية ليبية عرقلت الموضوع، بحجة عدم
خضوع المواشي الموريتانية للرقابة الصحية المطلوبة، فاختاروا الأرجنتين، التي سببت
لهم انتشار أمراض كادت تقضي على ثروة الماشية في المنطقة الغربية. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ويبقى محفورا في الذاكرة في هذا البلد الشقيق طيبةُ أهله وكرمُهم،
وحبهم للموريتانيين، الذين يشتركون معهم في الكثير، ومنه الصراحة والبساطة والحضور
القبلي،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>لا سيما بعد الثورة التي كان
أكثرية أعضاء مجلس قيادتها ينتمون للبادية، مثل رئيسها؛ مما جعل سكان المدن ينفضون
الغبار عن الأرشيف ليُحيوا انتماءاتهم القبلية، وذلك نقيض البلاد العربية الأخرى،
باستثناء دول الخليج، والعراق في عهد الرئيس صدام حسين، الذي أشرك القبائل في
الحكم، وأعاد لها بعض المكانة التي فقدتها. وكنت أنبه الطلبة على عدم الاندفاع في التفاخر
بأصولهم البدوية، بسبب نظرة سكان المدن العربية الدونية للبدو عامة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وخلال عشر سنوات من العلاقات بين البلدين بلغ حجم التمويلات الليبية
والوديعة في البنك المركزي وغيرها حوالي ستين مليون دولار، أضعاف ما استثمرته
فرنسا في بلادنا خلال 60 سنة من الاستعمار.<o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الانتقال
إلى سوريا<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كان الاستقبال يتبع الروتين نفسه، وكذلك التعامل، إلا أن الخارجية هنا
أكثر فعالية؛ فبعد يومين من وصولي استقبلني عبد الحليم خدام، وزير الخارجية، ثم
توالت الزيارات للوزراء الذين أُعنى بهم أكثر.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كنا نعرف الفرق بين ليبيا وسوريا، فلكل منهما ميزته وخصوصيته،
فالأخيرة</span></b><b><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> دولة مركزية
لها ثقل وتأثير في الساحة العربية، وخاصة المشرقية. وتختلفان </span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">سواء في طبيعة البلد ومناخه، أو أهله الذين يعتبرون أكثر شعوب المنطقة
انفتاحا لكونهم ظلوا على مدى التاريخ ملتقى الحضارات، ومع العراق منشأِ أعرق حضارة
وهي حضارة ما بين النهرين، ففيها بدأت الكتابة ودُجن الحيوان، والحبوب الزراعية،
والغزل والنسيج، وعاصمتها دمشق أقدم مركز حضري لم يَخل من السكان في العالم، ونظامُه
مركزي قوي، وعند وصولي كان في السلطة منذ <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>سبع
وعشرين سنة. <o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كانت علاقتنا مع سوريا مركزة على إيفاد الطلبة إلى الجامعات والمعاهد
العليا السورية، التي تخرج منها حتى اليوم - حسب تحرياتنا الأخيرة - حوالي ألف
طالب. وكان التعاون قائما في المجال الثقافي عموما، ومنه فتح مركز ثقافي لسوريا في
نواكشوط. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ويختلف وضع السفارة فيها عن ما هو عليه في طرابلس - إلا في عدد
الموظفين - فالمكاتب والمنزل ملكية لموريتانيا التي اشترتهما عند فتح السفارة،
ويقعان في أرقى الأحياء؛ فالمنزل يحتل طابقا أرضيا من فيلّا خالد العظم رئيس وزراء
سابق، كانت الأشهر في العاصمة حتى بداية تسعينيات القرن الماضي، والسيارات ثلاث،
إلا أنها قديمة جدا، وصيانتها مكلفة؛ لذلك باشرنا السعي في تجديدها.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>واغتنمنا فرصة تلقي مبلغ
لشراء سيارة لرئيس البعثة، وكذلك الحصول على إذن ببيع السيارات المتهالكة، فتحملتُ
المسؤولية وقررت شراء ثلاث سيارات جديدة بالمبلغ المخصص أصلا لشراء سيارة رئيس
البعثة، لأن قيمة الدولار كانت مرتفعة فوق الحد المعهود، فاشترينا مرسيدس 200، بدل
مرسيدس 280، وسيارتين أخريتين، وبثمن السيارتين المتهالكتين اقتنينا سيارة رابعة
لنقل المسافرين والقادمين إلى<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>المطار
وعفشهم.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد سألني نائب وزير الخارجية
عندما زار دمشق، لما ذا لم أشتر سيارة مرسيدس 280؟ فقلت له - مداعبا - كيف أتجرّأ
على ركوبها، وسفير الصين لا يستعمل إلا مرسيدس 200.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كانت المشكلة المزمنة في السفارة تأخر منح الطلاب، الذي عانينا منه في
بعض الأشهر، وأدى إلى محاولة احتلال المكاتب، ثم الاعتصام أمامها، ولكنه توقف
عندما تلقينا - بالخطأ - مبلغا كان موجها إلى سفارة أخرى، وقبلت إدارة الميزانية
تركه، فغطى مِنح سنتين متتاليتين.<o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">اللقاء الأول مع
الرئيس الأسد<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">تعاون ثقافي
متميز وتفاهم سياسي متجدد<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>قدمت أوراق اعتمادي للرئيس
حافظ الأسد بعد شهر من وصولي. وقد شاب الجلسة القصيرة المعهودة بيننا بعضُ التوتر،
حيث كان على علم بأني عائد توا من عمان بعد حضور قمة عربية انسحبتْ منها سوريا مع
دول الصمود والتصدي، فسألني عن ردود الفعل على التطورات الأخيرة، في إشارة إلى الوضع
بين الأردن وسوريا نتيجة الحشود السورية على الحدود، فقلت له إن الناس يتمنون لو
وُجهت الأسلحة العربية إلى إسرائيل، فرد بتجهم "نحن جاهزون لقطع يد كل
خائن". <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>غير ذلك، استعرضنا بسرعة
العلاقات بين البلدين، وقضية الصحراء، والوضع العربي عامة، فذكّر بمواقف سوريا من
الحرب العراقية الإيرانية، متمنيا أن يُدرك العرب خطورة الأمر. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">خلال الهنيهات التي ساد فيها التوتر مع الرئيس الأسد، جالت بخاطري قصة
سفير تونسي سابق في بغداد، هو محمد بدره، الذي يقول "كنت مقيما في القاهرة
ولكنني معتمد أيضا في بغداد، حيث دعيت لحضور حفل إفطار على مائدة رئيس الوزراء
اللواء الركن عبد الكريم قاسم، رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات
المسلحة (كان الاسم والألقاب تتلى كاملة عند ذكره) فقدموا أشكالا من أنواع التمور
العراقية، فقلت لوزير مجاور: إن في تونس تمورا أجود منها، فالتقط الحاضرون الكلمة،
ونظروا إلي بغضب، وتوقفوا عن الحديث. فتأكدت أنها سقطة دبلوماسية كبيرة، فاستأنفت
قائلا: لقد كنت أمازح، لأن العراق موطن التمر في العالم، في الجودة والكثرة، وما
بتونس مجرد بقايا علف خيول الجيوش العراقية التي كانت تتصدر الفتح الإسلامي للمغرب
العربي والأندلس والتي مرت بتونس، ومنه نبتت النخلة المعروفة بدﯕلة النور، نسبة
إلى نهر دجلة العظيم؛ فغاب التكشير قليلا، فواصلت قائلا: في نهاية المطاف، ليس
هناك ما يمكنه أن يسبب غيرة، لأن العراق مذكر وتونس مؤنثة"<a href="file:///C:/Users/HP/Desktop/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9%20%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1%20-%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A.docx#_ftn1" name="_ftnref1" style="mso-footnote-id: ftn1;" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="LTR" style="mso-special-character: footnote;"><!--[if !supportFootnotes]--><span class="MsoFootnoteReference"><b style="mso-bidi-font-weight: normal;"><span style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: FR; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR; mso-fareast-theme-font: minor-fareast; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">[1]</span></b></span><!--[endif]--></span></span></a>. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد اتضح لي خلال اتصالاتي بأن هناك عتبا على موريتانيا لموقفها من
هذه الحرب، وهو ما أثاره معي وزير الإعلام أحمد إسكندر، الذي كان أكثر الوزراء نفوذا
قبل موته المبكر؛ عند ما زرته، إذ خاطبني قائلا: لما ذا تقفون مع عدوان العراق على
إيران؟ مرددا المقولات السورية المعهودة في هذا المجال، فقلت له: السيد الوزير،
عليكم أن تفهمونا، نحن شعب نتعلق بالعروبة والإسلام - ربما أكثر منكم - لأنكم في
الوسط ونحن في طرف قصي، لذلك عندما تُعلن دولة عربية أنها ظُلمت فنحن معها، وهذا
ما فعلناه سنة 1967 حين أذعتم<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>- مع
المصريين - أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي عطلت دفاعاتكم الجوية أمام
الطيران الإسرائيلي، باستخدام الباخرة ليبرتي، المجهّزة لذلك، فقطعنا العلاقات مع
الولايات المتحدة الأمريكية. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">فرد قائلا: الآن فَهمناكم، فأهلا بكم، وسوريا بلدُكم، وأهلُها أهلُكم.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ثم جاء الموقف الموريتاني من
الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982، وعقدَ اتفاق الإذعان – كما سمي – الذي يضع
البلد تحت وصاية غير معلنة لإسرائيل، فتحركت سوريا في حملة دبلوماسية وإعلامية
شملت الدول العربية ومعظم دول العالم، لإسقاط الاتفاق، فكان الوضع صعبا أمامها،
لأن الحكومة اللبنانية تحت الحراب الإسرائيلية، والطوائفُ اللبنانية منقسمة على
أمرها، وموقف سوريا من الحرب العراقية الإيرانية، يجعلها إلى حد ما معزولة عربيا.
وكانت موريتانيا الدولة الوحيدة – كما قال لي الشرع - التي أيدت موقف دمشق عندما
استقبل رئيسُ الوزراء معاوية بن الطايع وفدَه، في غيبة رئيس الدولة محمد خونه بن
هيداله. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ومباشرة بعد عودة الوزير
استدعاني، ليعرب لي عن امتنان الرئيس حافظ الأسد والحكومة لهذا الموقف، الذي لن
ينساه الشعبان السوري واللبناني.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ومع أن العلاقات ظلت حسنة وتطبعها المودة، إذ كان الرئيس - طيلة
مأموريتي - يستقبل كل المبعوثين والوزراء المشاركين في المؤتمرات، مُظهرا الأخوة
والاحترام - إلا أنها ازدادت متانة، مما تجلى في العديد من اللفتات ذات المغزى،
وعلى رأسها زيادة المنح، والحصص في الكليات المرغوبة، كالطب والصيدلة والزراعة
والهندسة، ولاحقا الكلية العسكرية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">من ناحية أخرى امتنّ المسؤولون للسفير لتجاهله تصرفًا <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>صدر من بعض شبيبات الحزب في يوم عيد الشباب، هو
كشف طرف ملحفتي حرمي وقريبتها الزائرة، عن رأسيهما في سيارة للبعثة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكان أول من أبلغني بالأمر سفير المملكة العربية السعودية نقلا عن
حرمه، التي تعرضت للشيء نفسه؛ وعندما اتصلت بحرمي هوّنت مما جرى، وأنه عامٌّ على كل
المارة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وعند ما طلبتْ المراسم موعدا لأحد مسؤولي الوزارة للاعتذار، طمأنتهم
على أن الأمر لا يتطلب ذلك، لأنه عامٌّ ولا تُقصد به الإساءة، وأن دمشق وطنُنا
الثاني ولا حساسية بيننا. وقد أبلغتني مصادر عدة تقدير المسؤولين في أعلى
المستويات لهذا الموقف، الذي تردّد بين مجموعة السفراء العرب.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وينبغي أن أشير إلى أن حرمي كانت قد زارت حرم الرئيس الأسد عند
وصولنا، زيارةَ مجاملةٍ وكان سابقة بالنسبة لها كما علمنا، كما أن الرئيس الأسد ظل
في المناسبات التي يحضرها الدبلوماسيون يبادلني الحديث، ومن ذلك أنني تحدثت مع بعض
الزملاء العرب عن القدرة الخطابية للرئيس وسلامة لغته، فقلت له مرة إن من يُصغي
إلى خطبك، يتوسم أنك قد قرأت القرءان الكريم، فأجابني: لقد أنهيته وعمري تسع سنوات،
وهو ما أكدتْه لي شخصيات سورية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وفي لقاء معه بحضور زائر موريتاني أسهب في الحديث عن اغتصاب إسرائيل
لفلسطين دون حق أو سند تاريخي، فعلقت قائلا إن ما تقولونه يتقاطع مع ما ورد في كتاب
"التوراة جاءت من الجزيرة العربية" للدكتور صليبا أستاذ الجامعة
اللبنانية، الصادر حديثا، فتبين أنه لم يطلع عليه.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كان الأسد شغوفا بإثراء
لقاءاته، فهو محاور جيد، حريص على الدعابة والتودد، على خطى عبد الناصر الذي
التقيته مرتين ضمن وفود.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span></span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد استقبلني للتوديع، فكنت
الوحيد من ضمن أربعة سفراء مغادرين، هم الإيراني محتشمي، واليمني عبد الله بركات،
المعيّنان وزراء مثلي، وسفير الكويت عبد الرزاق الكندري، ورابع لا أتذكره؛ وتجاوز
لقائي معه الوقت الذي حددتْه المراسم، بإشارة منه. <o:p></o:p></span></b></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">في الأردن ولبنان، ومع منظمة التحرير الفلسطينية، قدمت أوراق اعتمادي
لكل من ولي عهد الأردن الأمير الحسن سنة 1981 في غيبة الملك في الخارج، وللرئيس
إلياس ساركيس رئيس الجمهورية اللبنانية في مارس 1982، ولياسر عرفات في إبريل 1982،
في فندق شيراتون بدمشق، دون إعلان بذلك، نظرا لحساسية وضعه؛ وكانت بيننا معرفة
سابقة، بدايتُها في طرابلس لتزويده بجوازات سفر موريتانية، تنفيذا للتعليمات. <o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">النشاط
الإعلامي والثقافي<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كان الإعلام<span style="color: red;"> </span>بوابتي إلى العمل
الدبلوماسي، ومصدر العلاقات التي ربطتها في ليبيا وسوريا، وأفادتني كثيرا، مثل علاقاتي
بمديرين سابقين للإذاعة والتلفزيون الليبيين، تولى وزارة الإعلام، ثم العدل،
والثاني الإعلام قبل مغادرتي طرابلس ثم أصبح وزير الخارجية، قبل أن يُتوفى في حادث
سير؛ كما كانت لي معرفة بمديري إذاعات معظم الدول العربية، بحكم<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أننا عضو مؤسس لاتحاد الإذاعات والتليفزيون
العربية، ومثلها اتحاد التلفزيونات الإسلامية، فكنت على اتصال مع من أعرفه منهم
عند الحاجة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وأفادتني علاقاتي مع<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>مراسلي وكالات الأنباء، والصحف والإذاعات
الأجنبية؛ في العاصمتين، حيث نتبادل الأخبار، ويزودونني ببعضها قبل نشره في بعض
الأحيان، وخاصة الأخبار الداخلية، ويُمرّرون لي بعض ما أريد إبلاغه دون إقحامي
كمصدر. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد زرت رؤساء الصحف الثلاث الرسمية في سوريا الذين يُعتبرون ركائز في
سياسة سوريا، ومصدر معْرفةِ توجهاتها في العلاقات العربية والدولية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>والمصدرُ الأساسي لأخبار
الدول التي خدمتُ فيها، كغيرها، هو الصحف المحلية، لأنها مرْآت الأوضاع الداخلية
والخارجية، ومصدرٌ لا يضاهى، في تتبع الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية،
حتى ولو كانت في نظر البعض مجرد أبواقِ دعايةٍ فقط.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكنا في طرابلس نُعد نشرة من أقوال الصحف المحلية، تبقى مرجعا مهما
نعتمد عليه في متابعة سياسة البلاد وأوضاعها المختلفة وعلاقاتها الدولية، ونرسله
حسب الأهمية إلى الوزارة. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أما إنتاج السفارة الإعلامي، فكان وثيقة دائمة تحتوي تقديما شاملا
ومتنوعا لموريتانيا من الشكل الذي يحتاجه المهتمون ببلادنا، من زوار وخاصة
إعلاميين. وكان نشاطنا أكثر مع تلفزيونات ليبيا ثم سوريا، لاسيما عن ذكرى
الاستقلال، حيث كنت أسجل كلمة عن الحدث، مصحوبة بصور وشريط وثائقي وأغنية مصوّرة،
مما تحتويه مكتبتي الشخصية، إذ لم تكن التلفزيون قد انطلقت لدينا كما هو معروف.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكنا نصدر نشرة دورية تتضمن بيانات عن العلاقات الموريتانية الليبية، والشيء
نفسه في دمشق عن علاقاتنا مع سوريا، وكذلك أنشطة رئيسنا ووزرائه التي لها علاقة
بالخارج، وقد حسّن خلفي هذه النشرة وصارت مطبوعة. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">لكننا أحجمنا عن توزيع البيانات التي كانت تردنا عن موضوع الحرب قبل
توقفها، لما فيه من إحراج للدولة المضيفة، وحتى لا نعمق الجرح الغائر في العلاقات
المغاربية، لأن الدبلوماسية، تطفئ الحرائق، ولا تصب الزيت على النار. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وفي المجال الثقافي والديني، كنت على صلة بوزراء التعليم العالي
والإعلام والثقافة والأوقاف والشؤون؛ الذي كان يزورني أحيانا في البيت، حيث ذكرت
له قصة جارنا سفير تركيا، الذي قال لي مرة إنه لا يصلي في المسجد المجاور بسبب صوة
المؤذن، الذي لا يعجبه، فما كان منه إلا أن أمر بعزله وتغييره بآخر أجمل صوتا،
فعلمتْ جماعة المسجد بالأمر وزاروني في البيت، للتدخل حتى يعود الوزير عن قراره،
لأن المؤذن رجل فاضل، لا يبخل بمساعدة المسجد، حيث يملك وكالة تأجير سيارات، ثم إن
السفير التركي لم يغير سلوكه، ففعلت وأعيد المؤذن. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد طلب مني الوزير مرة أن أعطي تأشيرة لرجل من مدينة حلب، أعتقد أنه
يزاول الأعمال، لزيارة ضريح الشيخ محمد فاضل، في دار السلام، بالحوض الشرقي، حيث
رتبت له ظروف الزيارة، وعند عودته أتحفني بكيس من تراب الضريح.<span style="color: red;"><o:p></o:p></span></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد حاضرت في بعض التجمعات والنوادي كنادي العروبة في دمشق، بمشاركةٍ أحيانا
من بعض طلبتنا، وحضور مثقفين، وكانت فرصا لحوار وسع دائرة التعريف بالوجه الثقافي
لبلادنا. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">والتقيت شخصياتٍ دينةً مثل مفتي الجمهورية وبجمعيات دينية، خاصة
متصوفة، منها من أخذ سنده في الحجاز عن شناقطة، <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>كما كانت لنا صلات ببعض الأدباء والكتاب والفنانين،
منهم الممثل الشهير دريد لحام، الذي زرته مع سيداتي بن آبه الذي كان في زيارة
لدمشق، وعندما جاءت زوجه تحمل أقداح القهوة قدمها لنا بقوله: هذه أمّي، فضحكنا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكان نادي الشرق أكبر قاعة
عرض في العاصمة في فترتنا، يستضيف كبار الفنانين مثل صباح فخري، ومياده الحناوي، وفيروز
ووديع الصافي وجوزيف صقر، حيث حضر بعضنا حفلاته، وقد سقط فوق حلبته بسكتة قلبية
نصري شمس الدين، في الليلة التي استقبلْنا فيها وزير العدل.<o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الانتقال
إلى نيجيريا<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">نيجيريا كما تعرفون </span></b><b><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">هي أكبر دولة في القارة الإفريقية من حيث عدد السكان وهي القوة
الاقتصادية الأولى فيها، وأكثرها نفوذا خاصة في الغرب الإفريقي، وعاصمتها مقر
الجامعة الاقتصادية لغرب إفريقيا. ومع إقامتي فيها كنت</span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> معتمدا في بنين والتوﮜو التي ترفض تسلم
أوراق السفراء المقيمين في نيجيريا، مع قبول الاعتماد، وإعطائهم بعض التسهيلات. <o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وما فاجأني أن وزارة الخارجية في نيجيريا تضع
موريتانيا في دائرة شمال إفريقيا وليس في غربها، وهو ما كانت تتبعه وزارة الخارجية
الأمريكية حتى تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تضعها في دائرة غرب إفريقيا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">لم تكن هناك مشكلة بالنسبة للمكاتب والمنزل،
ولا في موقعَيْهما، كما أنني وجدت دبلوماسييْن ومحاسب، كانوا يتولون تغطية الدول
الثلاث، وحضور المؤتمرات التي كان أكثرها للمنظمتين الإقليميتين: الجامعة
الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وجامعة غرب إفريقيا الاقتصادية، وبعض ملفات التعاون
بين البلدين الذي كان منحصرا في الشراكة بين خصوصيين من البلدين في الصيد، الذي
كان المستوردُ منه مرغوبا في لاكوص،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكذلك
لحل مشاكل الجالية في الدول الثلاث؛ التي كان يساعد فيها كثيرا القنصل الفخري،
الطالب الحبيب.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فَتح
السفارة في نيجيريا السفير أحمد بن اﭽـه، سنة 1967 <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>مزامنة مع قيام حرب انفصال ابيافرا؛ تعبيرا من موريتانيا
عن دعمها للحكومة النيجيرية، رغم موقف بعض الدول، ككوت ديفوار، والغابون وفرنسا
الجنرال دكول، المؤيدة للانفصال. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد
ساهم هذا الموقف في ربط البلدين بعلاقات سياسية كانت مفيدة في مواجهة الكثير من
القضايا في الإقليم وفي القارة، وخاصة في النضال لإكمال تحرير القارة من الاستعمار
والتفرقة العنصرية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وبعد انتهاء الحرب كان الكثيرون في الدول الإفريقية
التي وقفتْ ضد انفصال ابيافرا ينتظرون مساعدات من هذه الدولة النفطية، إلا أن
الجنرال يعقوبُ ﮜون، خيّب تلك الآمال، بإعلانه أن حكومته ليست في وارد مساعدة
الغير، لأنها خارجة من حرب أهلية وتحتاج إلى كل مواردها. وقد قيل إن موريتانيا،
لذلك السبب، قررت إغلاق السفارة، التي كانت مكاتبُها من أحسن مثيلاتها، لتصبح
للجزائر. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكانت مصر والجزائر إلى جانب حكومة لاكوص أيضا،
وساعدتاها عسكريا بالطائرات والطيارين. وقد استغربتُ أن السفير الجزائري ميهوب
ميهوبي في لاكوص، لم يكن على علم بتصريح شهير لرئيس وزراء إقليم نيجيريا الشمالي
محمدُّ بلُّ، الذي قتله انقلابيو الجنرال إيرونتسي. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">فقد قال بلُّ بعد تفجير فرنسا لقنبلتها
الذرية في رﯖـان بالصحراء الجزائرية سنة 1960: لو كانت الأمة الإسلامية بخير
لأعلنا الجهاد لإخراج فرنسا من أرض المسلمين.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وخلال فترتي، اندلع النزاع الموريتاني
السنغالي، الذي تعاملت معه الحكومات التي كنت معتمدا لديها، بمسؤولية وتوازن،
وبلفتة نيجيريا وتوغو بالمساهمة المالية في أعباء التكلفة الإنسانية للنزاع، وبحسن
معاملتهم لجاليتنا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد تعاملتُ إعلاميا مع الأزمة بنفس الطريقة التي اتبعتُ في ليبيا حول
النزاع الصحراوي، حيث اعتبرت أن دور السفير إطفاءُ الحريق وليس صب الزيت عليه. إذ
أحجمت عن توزيع البيانات الواردة من الخارجية والصادرة في أغلبها عن وسائل
إعلامنا، إلا فيما يتعلق بأمور جوهرية مثل ادعاء السيادة على نهر السنغال،
والوصاية على سكانه، ولكني أشرح الحالة بشكل دوري مباشرة للمسؤولين في البلاد
المعتمد لديها، وللزملاء الدبلوماسيين، وأرفض المقابلات التلفزيونية والصحفية، حول
الموضوع، بينما قمت بها حول سياسة موريتانيا عامة وفي إفريقيا، لا سيما دورها في
مجموعة غرب إفريقيا التي كانت من المؤسسين لها، وعن <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>التعاون العربي الإفريقي. وقد أبلغتُ بذلك وزير
الخارجية عندما زارنا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ومن حسن الحظ، أن السفير ﭽـاتا
سفير السنغال قد قرر التصرف بنفس الطريقة، كما أبلغني في حفل بالسفارة السعودية،
فلم ندخل في حرب إعلامية، كما كانت الصحافة النيجرية تريد.<o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="color: black; font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi; mso-themecolor: text1;">إشعاع موريتانيا الديني والثقافي<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="color: black; font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi; mso-themecolor: text1;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">يظل أهم رأس مال لنا في العالم العربي وإفريقيا: الدينُ الإسلامي
واللغة العربية، ودور علمائنا ومواطنينا بشكل عام كحمَلة لهذه الرسالة. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">لذلك كنت دوما أعطي هذا الأمر ما يستحقه من اهتمام، وأشجع كل جهد ينصب
في ترسيخه وتجديده. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ففي ليبيا التي كانت تمر بها طريق ركب الحج من ودان وشنقيطِ وتشيت
وولاته، وغيرها من المناطق، وجدنا العديد من آثار الدعاة الشناقطة. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">فقد طالعت مخطوطات في أحد مساجد العاصمة من العهد التركي، تضم أشاء عن
موريتانيا، لكنها نقلت أو ضاعت عند توسيع الساحة الخضراء، من بينها رحلة الطالب
أحمد بن طْوير الجّنة، ولم يسمح لي الوقت بالبحث، الذي إن قيم به لوُجد العديد من تلك
الآثار، خاصة الفتاوى ورسائل الحجاج، الذين كان لهم مريدون وتلامذة، شرَح أحدهم بعض
كتب سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ومن أشهر الشيوخ في العصر الحديث الذين تركوا أثرا بليبيا، الشيخ محمد
الأمين بن زيني القلقمي الشاذلي، الذي خلف مريدين وتلامذة، في مدينة أباري بالجنوب
الليبي، كان منهم سفيران في الخارجية من عائلة الحُضيري، وسنعود إلى ذلك لاحقا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وفي ليبيا قررتْ وزارة
التعليم سنة 1976 أن كل من يحفَظ القرءان الكريم يعامَل كحائز على شهادة جامعية، فاستفاد
عدد من الموريتانيين، الذين كانوا عمالا يدويين أو حراسا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ومرة كلمني بالهاتف ضابطُ
شرطة في مطار طرابلس الدولي، ليسألني عن شخص قال إنه موريتاني، فقلت له هل يحمل
جوازا؟ فرد بالإيجاب، فقلت ما الإشكال؟ قال إن الجواز مكتوب عليه باللغة الأجنبية،
ثم أننا عندما سألناه، هل يحفظ القرءان، قال لا، وذلك مصدر شكنا في هويته. هذه هي
النظرة التي ظلت سائدة في الكثير من الدول العربية وفي إفريقيا عن الموريتانيين. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وسمعت الرئيس الأسد مرة – في تعليق على من يشكك في هوية موريتانيا
ويربطها ببعض دول شرق إفريقيا، المنضمة إلى الجامعة العربية – سمعته يقول: إن من
يزعم ذلك جاهل بالشناقطة ودورهم العلمي.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وفي الأردن، عندما زرت مدير
ديوان الملك حسين الدكتور أحمد اللوزي، قال لي: سعادة السفير، ذكّر جلالة الملك أن
الشناقطة هم من أدخلوا الإسلام إلى الأردن. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فقلت: أنتم الأسبق، ومهد
الفتح. وذكرى شهداءِ مؤتة من الصحابة عليهم رضوان الله، محفورة<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>في ذاكرة كل مسلم.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وأردف اللوزي قائلا: عند
وصول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (يعني محمد الأمين بن زيني الذي تحدثنا عنه
سابقا) في خضم معارك الحرب العالمية الأولى، كان البدو الأردنيون يضعون الصلبان
على خيامهم. ولعقود الزواج، وترأس حفلات العقائق، يبعثون الفرسان بحثا عمن يحفظ
فاتحة الكتاب، للقيام بهذه الشعائر. وكانت القبائل تتصارع بينها، فأوقفها الشيخ،
حيث استقبل أبناء المتحاربين يخفُرهم في حضرته، ضمانا لاستمرار السلام؛ وقد أقبل
الناس عليه لتعليم أولادهم، وكنت أول من كتب عنه. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ويشكل تلاميذ الشيخ محمد الأمين المجموعة الشنقيطية الأولى التي توطنت
الأردن وأضَنَه في تركيا، بينما كانت المجموعة الثانية هي التي جاءت مع الأمير عبد
الله بن الحسين، من الحجاز؛ وأبرز رجالها الشيخ محمد الخضر بن مايابى.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكل هؤلاء موجودون في الأردن
ولهم صلاة مع أهلهم في موريتانيا، وأضنه في تركيا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">في نيجيريا، يلعب المسلمون دورا قياديا، بتصدرهم المشهد السياسي داخل
الأحزاب السياسية الرئيسية، في الجيش، والأعمال، يعلنون على الملأ الاعتزاز
بدينهم، والاعتداد بأنفسهم، لذلك كان من الطبيعي أن أوليهم الاهتمام، وأربط صلات
بهم، وبمشايخ الطرق الصوفية القادرية والتجانية، إضافة إلى أمير سوكتو، الذي تطرقت
معه إلى الحديث عن الطرق الصوفية ودورها في تعزيز العلاقات بين الشعوب، ومن ثم
الدول، ومنه الطريقة القادرية الكنتية التي كان يتبعها أجداده، من آل فودِيَّ. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكما هو معلوم، فإن عددا من
ولايات نيجيريا تطبق الشريعة حتى في الحدود، وتنتشر في الولايات حتى ذات الأغلبية
غير المسلمة المعاهد الإسلامية مثل آبيووكوتا في الغرب حيث معهد زليخه الذي أقامه
رجل الأعمال والسياسي الثري أبيولا، والذي حدثني سلفي الشيخ سيدي أحمد بن بابا مين
أنه يضم ألفي طالب؛ وفي لاﮜوص كانت هناك مدارس إسلامية أهلية لتعليم القرءان
الكريم والفقه للناشئة، من أشهرها مدرسة الشيخ سعد زغلول، الذي يشكل احتفالُها
السنوي بتخريج تلامذتها مناسبة مؤثّرة، أحرِص على حضورها مع السفراء المسلمين.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد أبلغني سلفي أيضا أن وزير النفط الشهير، رِلْوانُ لقمان، حفظ
القرءان على يد الشيخ بابا أحمد الموريتاني، المعروف بنشره التعليم العربي
الإسلامي. وخلال فترتي كان وزير النفط <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يحفظ القرءان أيضا ويصلي التراويح في جامع
مدينته المختلطة بين المسلمين وغيرهم، في ولاية باوشي.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="font-family: arial; mso-spacerun: yes;"><br /></span></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">العلاقات
مع الجاليات الموريتانية<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كانت الجالية الموريتانية في طرابلس تتشكل من الطلبة والعمال فقط،
الذين كنا على صلات مستمرة بهم، لحل مشاكلهم الكثيرة، وبالذات مع شركات الإنشاء، بسبب
رخص إقامتهم وتحويل أموالهم، وهو ما سوّته اتفاقية العمل والعلاقات القنصلية بين
موريتانيا وليبيا، والتي تجسدت في بطاقة قنصلية اعترفتْ بها السلطات الليبية، تُعفي
حاملها من الجواز، ومن ثمّ فتح حساب في البنك وسحب العملة الصعبة. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وفي سوريا لا يوجد غير الطلبة، وعلاقاتنا بهم طبيعية باستثناء
الاحتجاج على تأخير المنح، وهو أمر متوقع وروتيني.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وفي الأردن، لم يكن هناك إلا الشناقطة الذين تحدثنا عنهم، وهم مواطنون
أردنيون، إلا أن ذلك لم يتعارض مع تعلقهم ببلدهم الأصلي، ممّا يعبرون عنه
بالصِّلات التي يربطونها مع السفارة ومسؤوليها.<o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">التعامل
مع بعض المفاجئات <o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><u><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الأولى</span></u></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">،
كانت سنة 1979 عندما اتصل بي باكرا القائم بالأعمال الأمريكي "وليام إيـﯖلتون"
ـ الذي عمل في الستينات بسفارة أمريكا بنواكشوط - ولمّح إلى أنه يفكر في الالتجاء
إلى السفارة الموريتانية، في حالة وصلت المظاهرات المنادية بالموت لأمريكا إلى
سفارته، فرحبت بذلك، وأبلغت حراس السفارة. لكنه في النهاية خرج من الأبواب الخلفية
لسفارته دون أن يلحق به أذى.<o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد منعتني زحمة المرور من أن أتصل بوزير الخارجية أحمدُ بن عبد الله،
عضو الوفد المرافق لرئيس الوزراء محمد خونا بن هيداله الذي يقوم بزيارة ليبيا، ولم
ألحق بالوفد إلا وهو عند باب مكتب القائد الليبي.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقبل بدء المقابلة، كان الجو متوترا
في الجانب الليبي، بسب المظاهرات تلك، وكنت أشعر بالخوف، لأنني شاهدت طرفا منها. فاغتنمت
الفرصة، وقلت للعقيد القذافي "الأخ القائد إن المتظاهرين قريبون من السفارة
الأمريكية، وهذا أمر خطير، لأن هذه السفارة تحت حمايتكم، والعاملون فيها ضيوفُكم".
فرد قائلا بنبرة استغراب، لكنها ودية "وما دخل موريتانيا في ذلك؟" قلت
له محاولا تلطيف الجو "إنكم وضعتم سفارتنا بين السفارتين الأمريكية والروسية،
ولا أعتقد أن ذلك مجردَ صدفة". وفي الحال، وجه حديثه إلى أمين الاتصال
(سكرتيره) عبد المجيد القعود، ورئيس مرافقيه العسكريين، وقال لهما بحزم
"أوقفوا هذه المظاهرات عند حدها، ولا يمسن أحد أرواح أو ممتلكات الأمريكيين
بسوء." <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وجرى هذا كله بحضور رئيس الوزراء وأعضاء الوفدين، دون أن يتدخل أحد
منهم.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span><u><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الثانية</u>، كانت سنة 1980، عندما احتمى حوالي أربعين
سنغاليا بمكاتب السفارة في طرابلس، هربا من أحد مواطنيهم الذي غرر بهم عندما
استجلبهم للعمل، كما يقولون، ثم اكتشفوا أنه يسعى لتجنيدهم. وقد قضينا يومين من
المفاوضات مع أمين الخارجية، عبد السلام التريكي، لتحمل تسفيرهم إلى بلادهم، وهو
ما فعلوه بقطع تذاكر لهم عبر باريس، بينما أعطيناهم تصريح مرور جماعي من السفارة يضم
أسماءهم وجنسيتهم السنغالية، وعليه تأشيرة السفارة الفرنسية؛ وكان القرار النهائي
بأمر من العقيد القذافي، بعد ما اتصلنا بالوزير المكلف بإدارة مكتبه. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد أخبرني السفير التقي بن سيدي أن رئيس الحكومة عبدُ جوف استدعاه ليُبلغ
الرئيس الموريتاني بالامتنان لهذا الموقف، بينما لم أتلقّ ردّ فعلٍ من وزارة
الخارجية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><u><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الثالثة، </span></u></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">سنة
1982، وهي لجوء حوالي ستين مقاتلا من أزواد بقيادة إياد آػ غالي إلى السفارة في
دمشق بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث كانوا ضمن مجموعة أرسلتها ليبيا إلى الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، لمواجهة الجيش الإسرائيلي، فاستُشهد
بعضهم وأُسر الآخر، وأعلن الباقون العصيان، فنقلتهم الجبهة إلى دمشق، ثم تسللوا
إلى السفارة طلبا للحماية. <o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد زار السفارة مبعوث من زعيم الجبهة أحمد جبريل يطلب إعادتهم، فرفضنا.
وقد تمكنا من ترتيب سفرهم إلى الجزائر بالخطوط الجوية الجزائرية، بعد أن وافق
السفير الليبي على دفع كلفة التذاكر، وزودناهم بوثيقة مرور جماعية مكتوب عليها أنها
صالحة إلى الجزائر والعودة إلى أهلهم، كما فعلنا بالسنغاليين في طرابلس؛ وهنا أيضا
لم نتلق رد فعل من الوزارة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كنت في مواجهة أحداث طارئة كهذه أتصرف كمسؤول كامل السلطة، وأسعى إلى
حل المشكلة في مهدها، ثم أبعث تقريرا بما جرى، وإن استعصت، أُبلغ الوزارة، مع
اقتراح الخيارات<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>المتاحة.</span></b><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><b><span dir="LTR" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span></span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ولم أكن أرى من الضروري إبلاغ الوزارة باحتجاجات الطلبة مثلا، إلا
عندما صار الأمر حدَثا، تبثه الإذاعات الدولية ك </span></b><b><span dir="LTR" lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">RFI</span></b><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>، لكنني لم أتسبب في قطع منحة
طالب خلال فترة انتدابي.<o:p></o:p></span></b></span></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الحياة الدبلوماسية <o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">يشكل أعضاء البعثات الدبلوماسية مجتمعا داخل
بلد الاعتماد، له حياته المتميزة، وأسلوبه الخاص في التعامل بين أعضائه ومع محيطه،
يرتبطون بعلاقات الزمالة، ويحرصون على تبادل الآراء والمعلومات، رغم التنافس في
الاستئثار بها؛ ومع ذلك، فلن يبخل أحد منهم على زميله بتزويده بالمعلومة حسب
الظروف، وفي الوقت المناسب له، والذي هو عادة بعد أن يكون قد أبلغها إلى دولته. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكما هو معروف، فتوجد في كل مجموعة دبلوماسية
فرق تمثل القارات، كالمجموعة العربية، والإفريقية والغربية والاشتراكية أيام الحرب
الباردة، وهو ما انتهى مع انهيار المنظومة الاشتراكية؛ ثم أضيفت المجموعة
الإسلامية بالنسبة للأمم المتحدة ومنظماتها، مع الإشارة إلا أن في اليونسكو مجموعة
عربية إفريقية واحدة، ولكل مجموعة عميدها؛ وفي طرابلس ودمشق لم نشكل فريقا عربيا
بشكل رسمي، لأنه قد لا يُستساغ في بلدين يَعتبران نفسيهما موطن العرب كلهم. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وعلى
كل، فسفراء الدول الكبرى هم الأكثر اطلاعا على شؤون البلد المعتمدين فيه، مع
استثناءات، ترتبط بمكانة العلاقة بين بعثة مّا، ودولة المقر، والتي قد تكون سياسية
أو اقتصادية أو ثقافية أو هي مجتمعة كما بين سوريا وإيران؛ وعلى كل، فشخصية
الدبلوماسي هي المحدد النهائي لمكانته في بلد المقر وبين زملائه. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ويكون للمجموعة الدبلوماسية دائما مرجع، تلجأ
إليه في الكثير من الأمور الخاصة بحياتها، هو العميد، الذي يسعى دوما أن يكون في
خدمة زملائه، واضعا تحت تصرفهم تجربته ومقدما آراءه في الشؤون التي يوكلونها إليه.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>في
طرابلس، كان العميد سفير مملكة بلجيكا، الذي قدم لي عرضا عن ليبيا وسياستها
الخارجية، وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وشرحا مفصلا لحالة الإدارة، وبصورة خاصة
وزارة الخارجية، وما يراه من أسلوب يمكّن من فهم الليبيين والتعامل معهم. كما قدم
عرضا عن المجموعة الدبلوماسية، والمكانة التي تحتلها والحدود التي تقف عندها في
علاقاتها وحتى في تحركها، ليخلص إلى أن حالة الغليان الثوري، لا تتلاءم مع إقامة
الأندية وتنظيم الحفلات، وحتى التزاور بين العائلات، عكس ما هو الحال في عاصمة
الأمويين بمجتمعها المتعدد والمنفتح.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد
شرح لي صعوبة الحصول على الفنيين والعمالة المنزلية، مع الحاجة إليهم بسبب سوء
الخدمات المتمثلة في الانقطاع المستمر للكهرباء والماء، وأعطاني صندوق عدّةٍ،
يحتوي على المفاتيح الضرورية لإصلاح الأعطال الكهربائية، وإصلاح مفاتيح الأبواب،
باختصار: صندوق كهربائي وسمكري متكامل، قائلا إذا لم تكن تعرف فلتتعلم. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">رغم أن لا شيء مُعدا للحماية الأمنية، فكنت
يقظا بهذا الشأن، فأتنقّل داخل المدن بيقظة، وأراقب الناس عندما أكون في الحفلات
الدبلوماسية، خشية هجوم إرهابي، لأن بعض العواصم العربية تعرضت لذلك، ناهيك عن
العواصم الأجنبية، التي شهدت هجمات ضد إسرائيل وأمريكا، وغيرهما، كما حدث لسفيرنا
في باريس.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وكنت
لا أرتدي إلا اللبسة المدنية، ولا أستعمل لبسنا الوطني إلا في مناسبة حفل عيد
الاستقلال. وفي الحفلات الدبلوماسية - التي يُحتمل أن يستهدفها مهاجمون -<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أرتدي عادة داكنة، وقميصا أبيضَ نصف كم،<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ورُبطةً سوداء، للتخلص من السّترة الخالية
الجيوب، وأتحول إلى نادل، بيده صينية وأكواب. كما لا أقف ولا أجلس داخل بيت إلا
مقابل مدخله. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><u><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">في دمشق</span></u></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> كان العميد ممثلَ بابا الكنيسة الكاثوليكية
بروما، وكان شديد الاطلاع على أحوال البلد؛ وانْصب حديثه على سوريا ولبنان، وخاصة
الوجود السوري فيه، وذهب أبعد في حديثه عن الرئيس الأسد، فقال "إن البلاد
خارجة من تمرد خطير قام به الإخوان المسلمون، وأن من أسباب الانتصار عليهم قرار
الرئيس بالتخلي عن ممتلكاته وإهدائِها للدولة، وهو الوتر الذي كانت تلعب عليه
المعارضة المسلحة.<o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">بعدها هدأت الأمور وعاد الرئيس إلى تقمص
شخصيات القادة التاريخيين المحبوبين بين العرب، كجمال عبد الناصر الذي كانت نقطة
قوته خَطابته وعفة يده، وبساطة حياته، في المأكل والملبس".<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">العلاقات الرسمية والاجتماعية<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>مما وضعناه نصب أعيننا في العلاقات مع البلاد التي اعتُمدنا فيها، إعطاء
عناية لربط الصلة مباشرة مع رؤساء الدول، ومع الوزراء وأصحاب النفوذ، ولم نقبل
التنازل عن المكانة التي يحتلها مبعوثو رؤساء الدول لدى نظرائهم، ولا عن المساواة
في التعامل مع بقية المبعوثين الدبلوماسيين، كما تكفل المعاهدات والتقاليد
الدبلوماسية؛ فلم نرض يوما باستقبال مبعوثي رؤسائنا من غير نظرائهم، أو تسليم
الرسائل لغير الموجهة إليهم، إلا في الحالات القاهرة، ولم نغب يوما عن الدعوات
الرسمية لأي مناسبة كانت، مع الحرص على تحية الرئيس والوزراء، وربط الصلة بهم.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وفي
الوقت نفسه كنا نعتني بالعلاقات مع قادة المجتمع ورموزه؛ وكما هو معروف فإن جزءا
أساسيا من العلاقات الاجتماعية لا يمكن أن يقوم به إلا النساء، لذلك يأتي دورهن
مركزيا في خلق الصداقات وتنميتها، وفرصة للتثقيف والتعلم، والانفتاح على تقاليد
وعادات العالم، التي تَبرع النساء في إيصالها. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وما
أن وصلنا دمشق حتى انخرطت زوجتي في نسج علاقات، صارت متميزة مع زوجات كبار
المسؤولين، كعبد الحليم خدام وزير الخارجية، وخليفتهِ فاروق الشرع، وعدنان الدباغ
وزير الداخلية، ثم خليفته بعد موته ناصر الدين ناصر، ووزير التموين، وأستاذات في
الجامعة، وزوجات مراسلين صحفيين وتجار، وأصبحت عضوا نشطا في المجموعة التي تترأسها
زوجة خدام. <span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;">
</span>وقد انضمت إلى هذه المجموعة زوجات عدد من السفراء، نذكر من هن، السعودية
والكويتية والقطرية والليبية، والسودانية، والفينزويلية والتشيلية والإيندنوسية
والهندية، والألمانية والرومانية؛ وزوجة الزعيم الفلسطيني المغتال أبو إياد، وزوجات
عدد من قادة المجتمع؛ وليس هناك أثر لجهل اللغة الأجنبية في ربط العلاقات، لأن
معظم السيدات الأجنبيات يصطحبن مترجمات.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>ولم
تكن الدول الإفريقية في جنوب الصحراء ممثلة في دمشق.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>يحتل
العمل الخيري الجزء الأكبر من عمل المجموعة، حيث لبعض عضواتها جمعيات خيرية، تُنفق
على دور الأيتام والمحتاجين بشكل خاص، عبر التبرعات وريع البازارات. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد
توسع هذا النشاط في أديس أبابا عندما انتقلنا إليها، وكانت تشارك فيه جميع
السفارات المقيمة؛ ومما تغير في ما كان قائما قبل وصولنا إلى الحبشة - حول توزيع
الأموال المحصلة من البازارات السنوية والتبرعات - أن زوجات السفراء المسلمين فرضن
إعطاء نسبة إلى الفقراء المسلمين الذين كانوا محرومين من قبل، فصُرفت في الكفالات
المدرسية للأيتام ومساعدة المعوزين.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكانت عيشه تعطي عناية خاصة لتعلّم فن الطبخ والتدبير
المنزلي، الذي تتفنن عائلات الدبلوماسيين فيه، وفي الوقت نفسه تهتم بالتعريف بالأطباق
الموريتانية ضمن الأطباق الإفريقية، فنَشرت مع زميلاتها كتيبات عنها باللغات
المتداولة، كما اهتمت بفن ترتيب المآدب. إذ السيدات في عالم اليوم، لا يكِلن على
أحد طعامهن، ولا تدبير منازلهن؛ إضافة إلى ذلك كانت زوجات الدبلوماسيين يعطين
اهتماما لتعلم اللغات.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد
ذكر لي محمد أحمد المقرحي <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أول سفير ليبي
في نواكشوط أنه كان يشفق على زوجته من كثرة ما تقوم به من عمل في البيت، فجاءها
بطباخة سنغالية، فغضبت وقالت: إذن أنا فشلت في القيام بدوري، وشرعت في ترتيب
أغراضها لتعود إلى ليبيا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وبالنسبة
للهدايا، فهي مطلوبة، وأنفس ما قدمتُ منها مصحفا بخط اليد لأحد الرؤساء، ولم تحظ سفاراتنا
بالتوزيع الذي كان يجري على السفارات في الغرب لمنتجات الصناعات التقليدية
كالزرابي، لتقديمه هدايا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">والمناسبات الأكثر شهرة لتقديم الهدايا أعياد
رأس السنة الميلادية؛ وبما أننا لا نتعامل مع المشروبات الروحية، فكنا نوزع
الأقلام والعطور، والقمصان وربطات العنق ... <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>على مسؤولي وموظفي الجهات التي نتعامل معها
كالخارجية والتعليم العالي، والمطار والجمارك، والبنوك، وعلى الصحفيين المحلين
والمراسلين. <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وكانت السيدة نجاح العطار وزيرة الثقافة محبة
للشوكولا السويسرية.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أما
الولائم، فنحضّرها دوما في المنزل، خاصة في دمشق وأديس أبابا ولا تكلف أكثر من
ثلاثين ألف أوقية للوليمة بقيمتها آنذاك، لأن اللحوم <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>لا تمثل فيها إلا نسبة ضئيلة لغلائها، عكس عاداتنا،
بينما نعطي أهمية لوجباتنا الوطنية ككسكس بدهن الحيوان المرغوب جدا لدى المغاربة
عامة والجزيرة والخليج، وڇيبُ نار لضيوف الغرب الإفريقي، ويتألف مدعوو الوليمة
الصغيرة عادة من عشرة أشخاص إلى اثني عشر، ويحبَّذ أن يكون ضمنهم وزير أو نائبه <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وسفير، وموظف دولي، وأستاذ جامعي وصحفي، مع
زوجاتهم إن أمكن، حيث يحضَّر كل شيء في المنزل، وفي حالات خاصة نقيم الوليمة في
المطعم.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد تعودنا على إقامة حفلة شاي شهرية في أغلب
الأحيان، لا تُقدّم فيها إلا الفطائر والمكسرات والشاي والقهوة والعصائر، يحضُرها
مجموعة قد لا تتجاوز اثني عشر شخصا، يُختارون من فئات المجتمع الذين تحدثنا عنهم
سابقا، ولم تكن تكلف مثل هذه الدعوة أكثر من عشرة آلاف أوقية في ذلك الوقت. <o:p></o:p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%;">**</span><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p></o:p></span></span></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">متفرقات<o:p></o:p></span></b></p><p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ومما لم أستفد منه خلال مهمتي في الخارج
الانتماء إلى النوادي الرياضية، وإتقان لعبة كالتنس، فلم أكن أعرف إلا السباحة؛
بينما كان اثنان من أسلافي في لاﯕوص من اللاعبين المتميزين: <o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><u><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الأول</span></u></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">: أحمد بن اﭽـه، الذي حدثني عن أنها كانت
مدخله إلى تنفيذ قرار الإفراج عن أحد رجال الأعمال الموريتانيين البارزين، وذلك من
خلال معرفته في ملعب التنس لضابط نافذ في نيجيريا: هو حسن كاتسينا.<o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><u><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الثاني</span></u></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> الشيخ سيدي أحمد بن بابا مين، الذي من
المؤكد أنها مهدت له في نجاحاته في العواصم الرئيسية في إفريقيا والعالم العربي
وآسيا: لاﯖوص، والجزائر، وأبوظبي؛ وبَجِينـػ، التي فَتحتْ فيها لعبةٌ كرة الطاولة
الباب أمام العلاقات الأمريكية الصينية، فما بالك بكرة السلة الصفراء الملساء،
ومضرِبِها المنمق بخيوط تتفوق في متانتها وزهْوها أوتارَ التيدينيت، ثم لعبة الـﮜولف
التي تفرض على أي خصم التنازل، من شدة تعب المشي والبحث عن الكرات الضائعة. <o:p></o:p></span></b></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span></span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أما تجربتي في إثيوبيا، فكانت من نوع آخر هي
العلاقات متعددة الأطراف، لوجود منظمة الوحدة الإفريقية واللجنة الاقتصادية
لإفريقيا، وغيرها من المنظمات الجهوية، لكنني ألتمس العذر في عدم الحديث عنها رغم
طول المدة فيها: <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>خمسة عشر عاما، حيث لا
يسعنا الوقت.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></b></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 16pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">خاتمة<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">حبى الله موريتانيا بميزات إيجابية، تؤهلها
للدور الذي تلعبه في الإقليم وبين الأمم، فتركيبتها السكانية تجعلها نموذجا مصغرا
لإفريقيا، تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، وبعلاقات تاريخية: ثقافية واجتماعية مع
محيطها الجنوبي والشمالي وصيتٍ حسن في المشرق العربي؛ أرضُها تختزن ثروات طبيعة مرغوبة،
وتنتشر فيها ثروة حيوانية مهمة، وعلى شواطئ نهرها وفي كل ولاياتها مسطحاتٌ زراعية،
قابلة للتمدد، ترتبط بعلاقات دبلوماسية وتجارية وثقافية مع أهم دول العالم
ومجموعاته المختلفة، مما أوجد مصالح حيوية تُشكل صيانتُها وتنميتُها أولوية
رئيسية.<span style="mso-spacerun: yes;"> </span></span></b><b><span dir="LTR" lang="" style="font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoTitleCxSpFirst" dir="RTL" style="border: none; direction: rtl; mso-padding-alt: 0cm 0cm 0cm 0cm; text-align: justify; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><b><span color="" lang="" style="font-size: 16pt; letter-spacing: 0pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-font-family: "Times New Roman"; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-theme-font: minor-fareast; mso-font-kerning: 0pt; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>وقد أبلت سياستنا الخارجية الوليدة بلاء حسنا،
في استغلال هذه الميزات، رغم شح الكوادر والموارد، لكن الحاجة كانت ماسة منذ نهاية
القرن الماضي إلى تطوير السياسة الخارجية حتى تلائم المرحلة، فتوسِّع دائرةَ
التحرك ليغطي المجالات الحيوية في العلاقات الدولية: الثقافة، والتعليم، والتكوين،
والصناعة والتجارة، وتكونَ السفاراتُ المحرك الرئيسي لهذا القطار، بعد أن تغيرت
جذريا مهمتها، إذ لم تعد الواسطة الحتمية للعلاقات بين الرؤساء والوزراء،
المرتبطين اليوم بينهم عبر وسائل الاتصال الحديث؛ وإنما جهازا، القائمون عليه خبراء
في جلب المنافع، بتسويق ثقافتنا وإمكاناتنا الاقتصادية، ومشاريع الحكومة في جذب
الاستثمار وتشجيعه. <o:p></o:p></span></b></span></p>
<p align="center" class="MsoTitleCxSpLast" dir="RTL" style="border: none; direction: rtl; mso-padding-alt: 0cm 0cm 0cm 0cm; text-align: center; unicode-bidi: embed;"><span color="" lang="" style="font-family: arial; font-size: 16pt; letter-spacing: 0pt;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span></span></b><b><u><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أخيرا،</span></u></b><b><span lang="" style="font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> أنقل إلى السيدات السفيرات والسادة السفراء،
حكاية سمعتها في ليبيا، وهي أن العقيد القذافي اجتمع مع عدد من الوزراء الجدد، كان
بعضهم سفراء، فسألهم أي المنصبين أفضل، فأجابوا: الوزارة، إلا احدهم: عبد المجيد
الزنتاني، الذي قال: هل تريد الصراحة الأخ القايد؟ فقال نعم. <o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فقال
الزنتاني: لا وجه للمقارنة، فالسفير أمة وحده، لا يخضع للرقابة اليومية، يمثل رئيس
الدولة، وسيارتُه فارهة، يرفرف عليها علم، يركب في المقاعد الخلفية، ويَفتح له
السائقُ الباب، ولا يُدعى إلا بصاحب السعادة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>أما
الوزير، فهو تحت الرقابة الدائمة، لا يعرف متى يُستدعى إلى القصر، وهل لتسريحه؟
وسيارتُه من نوع الحمامة (ابّيجو) كغيره من موظفي الدولة، ويجلس جنب السائق، ويخاطبه
الناس بالأخ. <o:p></o:p></span></b></p>
<p align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; text-indent: 25.45pt; unicode-bidi: embed;"><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 18pt; line-height: 115%;">**<o:p></o:p></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><span style="font-family: arial;"><b><span lang="" style="font-size: 20pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">قبل الفراق،</span></b><b><span lang="" style="font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> </span></b><b><span lang="" style="font-size: 18pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أدعو الله العلي القدير أن يرحمنا ويرحم
والدينا وكلّ من ذكرناهم في هذه الورقات من المسلمين، وأن يوفقنا جميعا إلى ما فيه
خير شعبنا وبلدنا</span></b><b><span lang="" style="font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">.<o:p></o:p></span></b></span></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span lang="" style="font-family: arial; font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p> </o:p></span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-indent: 25.45pt; text-justify: inter-ideograph; unicode-bidi: embed;"><b><span dir="LTR" style="font-family: arial; font-size: 16pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p> </o:p></span></b></p>
<div style="mso-element: footnote-list;"><span style="font-family: arial;"><!--[if !supportFootnotes]--><br clear="all" />
</span><hr align="left" size="1" width="33%" />
<span style="font-family: arial;"><!--[endif]-->
</span><div id="ftn1" style="mso-element: footnote;">
<p class="MsoFootnoteText" dir="RTL"><span style="font-family: arial;"><a href="file:///C:/Users/HP/Desktop/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9%20%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1%20-%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A.docx#_ftnref1" name="_ftn1" style="mso-footnote-id: ftn1;" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="LTR" lang=""><span style="mso-special-character: footnote;"><!--[if !supportFootnotes]--><span class="MsoFootnoteReference"><span lang="" style="font-size: 10pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-font-family: "Traditional Arabic"; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: ZH-CN;">[1]</span></span><!--[endif]--></span></span></span></a><span dir="RTL"></span><span lang="" style="mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";"><span dir="RTL"></span> </span><span face="" lang="" style="font-size: 12pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";">جرى هذا الحديث بمنزل السفير المصري
بتونس محمود التهامي سنة 1970، حيث دعاني للعشاء مع السفير في تونس سيدي بونا بن
سيدي، أما الضيف الآخر فهو صاحب الحكاية الذي كان في القاعد، وكان التهامي أول
سفير لبلاده في نواكشوط حيث ارتبطنا بصداقة.</span><span dir="LTR" lang="" style="font-size: 12pt; mso-bidi-font-family: "Arabic Transparent";"><o:p></o:p></span></span></p>
<p class="MsoFootnoteText" dir="RTL"><span dir="LTR" lang="" style="font-family: arial;"><o:p> </o:p></span></p>
</div>
<div id="ftn2" style="mso-element: footnote;">
<p class="MsoFootnoteText" dir="RTL"><br /></p></div></div>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-7698794183702224292016-06-14T12:51:00.002+00:002016-06-14T12:51:19.577+00:00وفاة الشيخ بيلّه بن عابدين<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br /><span style="font-size: large;">أُعلن في نهاية الأسبوع الماضي عن وفاة الشيخ بيلّه بن عابدين بن سيدي حيب الله بن الشيخ سيدي المختار الكنتي، في الحرمين الشريفين.</span><br /><span style="font-size: large;">لقد عرفت الفقيد في نهاية سبعينيات القرن الماضي عندما جمعتنا الغربة في ليبيا ثم استمر الاتصال كلما أتيحت فرصة زيارة الحرمين الشريفين، في التسعينيات. كان الرجل شديد التواضع قواما لليل صواما للنهار، مكرما للضيف، عالي الهمة، من بقية أفذاذ جيل من الرجال ورثوا مجدا تالدا بوّأهم الصدارة في مجتمعهم، وحيث ما حلوا وارتحلوا.</span><br />
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;">فقد كان موئلا للضعفاء والغرباء، يُطمع الجائع ويكسي العريان، يحمل هموم الناس ويسعى في قضاء حوائجهم، ففتح الله على يده أبواب الخير، حيث تنقل من موطنه في أزواد الذي كان يواجه إحدى أقسى فترات تاريخه، بعد انتشار الجفاف وغياب سلطة وطنية ترعى الناس وتُغيثهم، كما فعلت دول مجاورة، ليصل إلى ليبيا، فتظهر كرامته بإقبال الناس عليه وخاصة أبناء وطنه، من عرب وطوارق وكَور، وكأنه مكلف بشؤونهم، فتراهم يلتفون حوله في إقامته وخلال تنقله، لقضاء حوائجهم وخاصة منهم العمال واللاجئين الفارين من صحرائهم، حتى يحصلوا على أوراق ثبوتية لدى السفارات المهتمة، والدوائر الحكومية، مما يمكنهم من ضمان حقوقهم والعيش بكرامة وأمن، وهم الذين جاءوا لإغاثة أهلهم في صحرائهم المنكوبة؛ وتارة تراه مصلحا بين الناس كلما وقع أبناء منطقته في ورطة، سواء بينهم أو مع آخرين، أو مع مُستخدِميهم من أفراد وشركات. وقد سهل الله على يديه تحقيق أحلام الكثيرين بالانتقال إلى الحرمين الشريفين، لأداء الحج والعمرة وحتى الإقامة؛ ثم تنقل هو ايضا ليقيم بمكة المكرمة، ليجاور بيت الله الحرام، فكانت داره محط الرحال، حيث استمر في عطائه وإحسانه، حتى انتهاء الأجل المحتوم، ويتحقق له ما يتمناه كل مسلم، ألا وهو الدفن في رحاب أحد الحرمين الشريفين.</span></div>
<span style="font-size: large;">رحم الله الفقيد وتغمده برحمته وأدخله فسيح جنانه، إنه على ذلك قدير، وجعل البركة في خلفه وأرزقهم الصبر وحسن العزاء، إنا لله وإنا إليه راجعون.</span><br /><br /></div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-14057007240503087622016-04-14T00:35:00.003+01:002016-06-18T13:41:16.556+00:00أفكار للإسهام في تنمية بلديتي مركز الرشيد الإداري<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<h2>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:WordDocument>
<w:View>Normal</w:View>
<w:Zoom>0</w:Zoom>
<w:TrackMoves/>
<w:TrackFormatting/>
<w:HyphenationZone>21</w:HyphenationZone>
<w:PunctuationKerning/>
<w:ValidateAgainstSchemas/>
<w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid>
<w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent>
<w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText>
<w:DoNotPromoteQF/>
<w:LidThemeOther>FR</w:LidThemeOther>
<w:LidThemeAsian>X-NONE</w:LidThemeAsian>
<w:LidThemeComplexScript>AR-SA</w:LidThemeComplexScript>
<w:Compatibility>
<w:BreakWrappedTables/>
<w:SnapToGridInCell/>
<w:WrapTextWithPunct/>
<w:UseAsianBreakRules/>
<w:DontGrowAutofit/>
<w:SplitPgBreakAndParaMark/>
<w:DontVertAlignCellWithSp/>
<w:DontBreakConstrainedForcedTables/>
<w:DontVertAlignInTxbx/>
<w:Word11KerningPairs/>
<w:CachedColBalance/>
</w:Compatibility>
<m:mathPr>
<m:mathFont m:val="Cambria Math"/>
<m:brkBin m:val="before"/>
<m:brkBinSub m:val="--"/>
<m:smallFrac m:val="off"/>
<m:dispDef/>
<m:lMargin m:val="0"/>
<m:rMargin m:val="0"/>
<m:defJc m:val="centerGroup"/>
<m:wrapIndent m:val="1440"/>
<m:intLim m:val="subSup"/>
<m:naryLim m:val="undOvr"/>
</m:mathPr></w:WordDocument>
</xml><![endif]--></h2>
<!--[if gte mso 9]><xml>
<w:LatentStyles DefLockedState="false" DefUnhideWhenUsed="true"
DefSemiHidden="true" DefQFormat="false" DefPriority="99"
LatentStyleCount="267">
<w:LsdException Locked="false" Priority="0" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Normal"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="heading 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 7"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 8"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="9" QFormat="true" Name="heading 9"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 7"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 8"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" Name="toc 9"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="35" QFormat="true" Name="caption"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="10" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Title"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="1" Name="Default Paragraph Font"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="11" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Subtitle"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="22" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Strong"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="20" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Emphasis"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="59" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Table Grid"/>
<w:LsdException Locked="false" UnhideWhenUsed="false" Name="Placeholder Text"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="1" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="No Spacing"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="60" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Shading"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="61" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light List"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="62" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Grid"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="63" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="64" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="65" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="66" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="67" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="68" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="69" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="70" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Dark List"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="71" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Shading"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="72" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful List"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="73" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Grid"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="60" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Shading Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="61" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light List Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="62" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Grid Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="63" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 1 Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="64" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 2 Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="65" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 1 Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" UnhideWhenUsed="false" Name="Revision"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="34" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="List Paragraph"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="29" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Quote"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="30" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Intense Quote"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="66" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 2 Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="67" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 1 Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="68" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 2 Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="69" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 3 Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="70" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Dark List Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="71" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Shading Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="72" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful List Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="73" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Grid Accent 1"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="60" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Shading Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="61" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light List Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="62" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Grid Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="63" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 1 Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="64" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 2 Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="65" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 1 Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="66" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 2 Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="67" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 1 Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="68" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 2 Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="69" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 3 Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="70" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Dark List Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="71" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Shading Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="72" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful List Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="73" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Grid Accent 2"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="60" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Shading Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="61" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light List Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="62" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Grid Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="63" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 1 Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="64" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 2 Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="65" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 1 Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="66" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 2 Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="67" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 1 Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="68" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 2 Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="69" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 3 Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="70" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Dark List Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="71" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Shading Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="72" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful List Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="73" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Grid Accent 3"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="60" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Shading Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="61" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light List Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="62" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Grid Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="63" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 1 Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="64" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 2 Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="65" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 1 Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="66" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 2 Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="67" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 1 Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="68" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 2 Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="69" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 3 Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="70" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Dark List Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="71" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Shading Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="72" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful List Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="73" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Grid Accent 4"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="60" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Shading Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="61" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light List Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="62" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Grid Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="63" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 1 Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="64" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 2 Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="65" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 1 Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="66" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 2 Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="67" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 1 Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="68" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 2 Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="69" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 3 Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="70" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Dark List Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="71" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Shading Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="72" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful List Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="73" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Grid Accent 5"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="60" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Shading Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="61" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light List Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="62" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Light Grid Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="63" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 1 Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="64" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Shading 2 Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="65" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 1 Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="66" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium List 2 Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="67" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 1 Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="68" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 2 Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="69" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Medium Grid 3 Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="70" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Dark List Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="71" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Shading Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="72" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful List Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="73" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" Name="Colorful Grid Accent 6"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="19" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Subtle Emphasis"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="21" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Intense Emphasis"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="31" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Subtle Reference"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="32" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Intense Reference"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="33" SemiHidden="false"
UnhideWhenUsed="false" QFormat="true" Name="Book Title"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="37" Name="Bibliography"/>
<w:LsdException Locked="false" Priority="39" QFormat="true" Name="TOC Heading"/>
</w:LatentStyles>
</xml><![endif]--><!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin-top:0cm;
mso-para-margin-right:0cm;
mso-para-margin-bottom:10.0pt;
mso-para-margin-left:0cm;
line-height:115%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:"Calibri","sans-serif";
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
</style>
<![endif]-->
<br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<br />
<br />
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgEQfCEcjkVgsAKfzpoy_a-lIcu3e8gLrhK8pvDIGLRhjKm1szWzqoN_o3F3RMSFyMrZrqmaDLcQY0Kh0k1f3tFCwaX_b8eehSKHgmr-zucL5a1BdQ55ML_-s49wSX61RgXb-OkF_k413o/s1600/%25D8%25B1+-%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2586%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2584%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="240" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgEQfCEcjkVgsAKfzpoy_a-lIcu3e8gLrhK8pvDIGLRhjKm1szWzqoN_o3F3RMSFyMrZrqmaDLcQY0Kh0k1f3tFCwaX_b8eehSKHgmr-zucL5a1BdQ55ML_-s49wSX61RgXb-OkF_k413o/s320/%25D8%25B1+-%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2586%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2584%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<span style="font-size: large;">منظر بانورامي لحاضرة الرشيد</span><br />
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> {إن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم</span><span dir="LTR" style="font-family: "times new roman" , "serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "times new roman" , "serif";"><span dir="LTR" style="font-family: "times new roman" , "serif"; font-size: x-small;">سورة الرعد الآية 11</span> </span>{</span><span style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">[لا يؤمن
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه]<span style="font-family: "arial" , "sans-serif";"> </span><span style="font-size: x-small;">حديث صحيح</span></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"></span><br />
<a name='more'></a><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "times new roman" , "serif"; font-size: large;"></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: 12.0pt;">المحتويات</span></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">1. مدخل</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">2. هموم المجتمع</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">3. التحدي الأول : التعليم</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">4. محاربة الاتكالية</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">5. حماية البيئة</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">6. آفاق مستقبل وادي الرشيد</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">7. خصوصيات محلية</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">8. الزراعة المروية</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">9. العمارة</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">10. الصناعة التقليدية</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">11. السياحة</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">12. إجراءات لها أولوية</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">13. خاتمة</span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">1 <b>مدخـــــل</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• منذ ثلاث سنوات أقضي عطلة
الخريف في تكانت، بحثا عن الراحة البدنية والنفسية وهربا من نواكشوط التي لم تعد
مضيافة كما كانت، خاصة في فترة الخريف، بسبب تلوث شوارعها وأجوائها، واستيطان
البعوض الذي لا يميز بين الليل والنهار، وزحمة شوارعها وأسواقها وفوضى المرور
فيها، وانعدام الأمن. كل ذلك جعلني "أهرب" إلى الداخل، الذي لا توجد فيه
أي من هذه المنغصات، وأستعيد ما افتقدته خلال الثلاثين سنة الماضية من العيش في
الخارج، ثم الركون في نواكشوط، بعد أن كنت أقضي سنويا عطلتي بين القرى والبوادي،
مثل الغالبية التي ما تزال تصر على التمتع بنعمة لا تُضاهى وهي تنفس الهواء الطلق
في فضائنا الرحب. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">وهذه السنة دامت العطلة خمسة أشهر
ونصف الشهر، بين قرى ومراكز بلديتي الرشيد وانييملان، فأتيحت لي فرصة
التجوال بين القرى والأودية، فتابعت عن كثب الناس وحياتهم، لأدرك مدى التغيير الذي
حدث في الريف وأهله، وفي البيئة بشكل خاص. فالبدو الرحل قد أوشكوا على الانقراض من
تكانت إلا في الجزء الجنوبي، ومعهم المواشي وخاصة الإبل والبقر، التي تناقصت
أعدادها إلى حد ملفت، وأصبحت قطعانها تعد على رؤوس الأصابع، ولا يملكها إلا
الأغنياء، وخاصة من المناطق المجاورة: آدرار والعصابة، الذين يأتون أزمنة الخصب –
على ندرتها - ليغادروا بعد انتهاء المراعي؛ وخلال تجوالنا في معظم أراضي مركز الرشيد
الإداري - الذي تغطي مساحته ثمانية آلاف كلم2 – لم نصادف في الطرق إلا أفرادا
مسافرين على الحمير أو راجلين، كما لم نر المواشي إلا بالقرب من بعض المراكز
المأهولة، ولم نشاهد غابة من أي شجر كان، باستثناء بعض أشجار الطلح المتفرقة في
الأودية الكبيرة، وشجر السلَم (التمات) في القيع، كما لم نر هذه السنة حيوانات
برية أيا كانت حتى الأرانب، أو طيورا مثل القطا، والحُبارى أو حيوانات مفترسة، إلا
ابن آوى الذي نسمع عواءه في الليل أحيانا. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">هذه هي حالة البادية اليوم في تكانت،
بعد انتقال غالبية سكانها الرحل مع مواشيهم إلى الولايات الجنوبية خاصة ضفاف النهر
أو تلك القريبة من الحدود المالية، فخلى ريف الولاية من سكانها تدريجيا ليتشكل
مجتمع جديد في قرى مرتجلة، معظم سكانها من المزارعين، أقيمت دون تخطيط عمراني أو
صرف صحي، معظم مساكنها الحجرية والإسمنتية وعرُشها، مبعثرة وهشة، لا تلبي متطلبات
السكان ولا تتوفر على شروط السلامة والصحة؛ تقع غالبا على جنبات الطرق الرئيسية أو
في بطون الأودية بجوار النخيل أو المزارع، لكن البعض منها منعزل، لا أمل في
بقائه. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">لقد أدت هجرة البدو إلى اختلال توازن
المجتمع وبلبلته، بعد انفصال كفتي عماد حياته: الرعي والزراعة، فغاب التكامل
والتكافل وتلاقح الأفكار، وتعطل التطور والإبداع الثقافي والانتاج الاقتصادي،
ورافق ذلك تضعضع في قيادة المجتمع، ومن ثم ضعفت القدوة بتوجهيها، ليحل الفراغ، حيث
أن شرعية السلطة التقليدية قد اهتزت بعد ما قررت حكومة الاستقلال النأي بنفسها –
عكس الدولة الاستعمارية – عن مؤسسة الشياخة، التي تركتها شأنا قبليا بحتا لا دخل
لها فيه، مع مواصلة التعاون معها دون أن تكون الوسيطة الحصريه مع الجمهور، وفي
الوقت نفسه أشركت الوجهاء في العمل السياسي ضمن الحزب الحاكم، فكان العديد من
الأمراء والشيوخ مسؤولين وناشطين داخل صفوفه وقياديين في هيئاته المختلفة، خدمة
لأهدافه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو ما حاولت حركة الهياكل اقتفاءه،
وإن وجهته إلى أغراض أمنية محلية. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> وفي عهد
"الديمقراطية" سنة 1992 أحيت القيادة العسكرية الحاكمة الروح القبلية،
ووظفت مؤسسة الشياخة في المعادلة الجديدة لكسب الانتخابات، دون أن تسعى إلى
توظيفها لأهداف التنمية، وتعبئة الجمهور لذلك، فأصبحت السلطة التقليدية الغائب في
النصوص والأدبيات الرسمية، الحاضر في الواقع، حيث بقيت مشروعيتها قائمة، تتكئ
عليها السلطة العمومية في تسيير الشأن المحلي، ويُختار منها غالبا المنتخَبون، على
كل المستويات أو بإشرافها وتأثيرها، بينما أصاب الوهن مشروعية الإدارة رغم
امتلاكها الشرعية؛ فغابت قيم التضامن والتشاور والعمل الجمعوي، وانتهت جهود
التنوير والتوعية التي بنى عليها الحزب الحاكم في العهد المدني برامج الدولة
السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ والريف الداخلي كما "المدينة
الريفية" يعيش أزمة قيادة شرعية مؤثرة توجه المجتمع نحو مصالحه والتطلع إلى
المستقبل.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> ولم تحاول الأحزاب السياسية
القائمة الآن - بما فيها الحزب الحاكم - تغيير هذا الواقع، لأنها بدون صوت إلا في
مناسبات الحملات الانتخابية. هذا الوضع أثر على العديد من مناح الحياة، مثل ملكية
الأرض والأنشطة الزراعية والرعوية، وحماية البيئة، التي هي رسميا وعرفيا منوطة
بالقبيلة، التي فككها الجفاف، بعد أن هاجر غالبيتها واستوطنوا أراض جديدة في
ولايات أخرى، فشيدوا فيها القرى وتعهدوا مراعيها، لذلك ترتفع أصوات بأن يُعتبر
الموجودون الذين لم يهاجروا هم القبيلة، بقيّمها وعاداتها وصيتها وسلطتها
وممتلكاتها؛ وأن يُسد الباب أمام اللبس القائم، بحيث تُحمى الأرض من التعدي الحالي
بتحمل البلديات والسلطات الإدارية مسؤولياتها في ذلك. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> بينما يعتبر المهاجرون أنهم
أصحاب الشرعية – حتى ولو تقرى بعضهم - فالقبيلة في نظرهم لا تستقيم إلا بتراثها
المرتبط بماشيتها وميسمها وخيامها - حتى وإن كانت من القماش - وبالعيش في البادية
وسط البدو. ويدعم ذلك استمرار بعض الصِّلات - ولو من بُعد - بين الطرفين - المستقر
والمهاجر - لعمق الروابط الموروثة، مما يتجلى في تعلق المهاجرين - وجدانيا على
الأقل - بانتمائهم، مهما بعدوا، متمسكين برموزهم من رؤساء وقضاة ووجهاء، الذين
يوظفونهم كمفاتيح للكثير من الإشكالات مع الجيران الجدد، حيث التعايش مرتبط
بالعلاقات القبلية؛ كما يظلون متمسكين بقيمهم التالدة أينما حلوا، وبمواطنهم
الأصلية، مما جعلهم يطلقون أسماءها على أماكن إقامتهم الجديدة: الرشيد، الحويطات،
الزويرة، كما فعل الإسبان مع مدنهم، عندما انتقلوا إلى أمريكا الجنوبية: قرطبة،
طليطلة، بلد الوليد، وادي الحب، الوادي الكبير .. والرومان قبلهم، بعد انتشارهم في
العالم الجديد. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• لقد كان من العوامل التي دعتنا إلى
تقديم هذه الورقات حدوث تطور هام تٌعلّق عليه آمال عريضة: طريق أطار - تجگجه
- مرورا بأوجفت وتوابعه من أودية وقصور نخيل، مع العين الصفرة والرشيد والحويطات -
رغم تأخرها خمسين سنة عن وقتها. ذلك أن السكان يعولون عليها في فك العزلة عن أطراف
واسعة من ولايتي آدرار وتگانت، وتسهيل ربطهما بمراكز القرار السياسي ومصادر
التمويل، وانتشار الوعي بتبادل الأفكار وتجارب الآخرين، ووسيلة لنقل السلع وتبادل
المنافع، وتأمين أجزاء شاسعة من البلاد؛ وفوق ذلك، يرون أنها ستمكن سكان مركز
الرشيد الإداري من التواصل مع أبنائهم المشتَّتين في أرجاء الوطن، ومع أصدقائهم
الكثر؛ وقد بدأ أثر الطريق الإيجابي جليا على حاضرة الرشيد وتوابعها، بإخراجها –
ولو جزئيا - من قمقمها، بتنفس نسمات فضاء المواصلات، بعد ربطها بعاصمة الولاية
والعاصمة الوطنية ومدن الشمال وبقية أرجاء الوطن، حتى قبل انتهاء مقاطع الطريق
الأخرى، وبرز أثر ذلك في مجالات العلاج والتجارة وغيرها. وستزداد أهمية هذا
الشريان بعد انتهاء الطرق المبرمجة (تجگجه – بو مْديد – كيفه – كنكوصه) وفي
الآن نفسه سيكون معْبرا دوليا، مع انتهاء الطريق الرابط بين موريتانيا والجزائر،
ومن ثم شمال إفريقيا والمشرق العربي؛ وبين أوروبا وإفريقيا الغربية.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">إن هذه "الأفكار" التي بين
أيدينا تدور حول جزء من المشاكل التي يعيشها مجتمع هذا الحيز وأبعادها، والتي هي
في الغالب تداعيات خلو الريف من سكانه تدريجيا خلال الأربعين سنة الأخيرة؛
حيث حاولنا - انطلاقا من مشاهداتنا ولقاءاتنا خلال هذه العطلة – ملامستها عن
قرب، راجين أن تكون طُعما، يشد انتباه النخب إلى مزيد من الاهتمام بالشأن العام،
لإخراج مركز الرشيد الإداري من عزلته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. </span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">2<b> -
هموم المجتمع المحلي وتطلعاته</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• لا بد لأصحاب القرار والمهتمين
بالشأن المحلي، والقوى الحية والمجتمع المحلي من أن يكونوا قد وضعوا في الحسبان
استثمار فرصة إقامة الطريق لتنمية هذا الجزء من الوطن الذي عانى من العزلة التي
كادت تُخليه من سكانه، وتقضي على مواطن عيْشهِ؛ لذلك على هؤلاء أن يتقدموا للسلطات
العمومية الولائية والمركزية، بمطالب عملية وواضحة في هذا الشأن، حيث سيكون الطريق
مسهلا لدمج المركز، بل مقاطعة تجگجه ضمن المشاريع الوطنية مثل "استراتيجية
النمو المتسارع والازدهار المشترك" التي تغطي الفترة من 2016 – 2030، المعلن
عنها قبل أشهر، حيث لم يكن لهم حظ وافر في مشاريع التنمية المحلية، السابقة، ما
بين سنوات 1985، 1990 و2001، وكذا "الإطار الاستراتيجي لمحاربة الفقر 2001-
2015". فهي تمثل فضاء واسعا من عالم الريف الأحوج لأي مجهود تنموي، بعد أن
وصل التدهور الاقتصادي فيه مداه مع موجات الجفاف المتتالية، التي أحدثت نتائج
خطيرة، في مقدمتها القضاء على قاعدة الاقتصاد الريفي الذي كان العمود الفقري
للثروة الوطنية، وتحولات هائلة اجتماعية وثقافية، رافقت هجرة السكان إلى الحواضر
ومراكز التجمع، حتى لم يبق في البادية إلا حوالي 6% من عموم السكان سنة 2000، بعد
أن كانوا 70% سنة 1965؛ وقد كان تأثير الجفاف على تگانت بالغ السلبية، ليس فقط على
الثروة الحيوانية، وإنما على الزراعة وخاصة النخيل، ومن ثم على الگصورْ. فقد تفرق
السكان البدو بحثا عن الكلأ والخدمات في الولايات الأكثر حظا في الأمطار،
والمتوفرة على طرق وبُنى تحتية وبعض الخدمات الضرورية، كالعصابة وگورگل وگيدي ماغا
والحوض الغربي، بينما اتجهت الطاقة العاملة من شباب ومن أصحاب حرف وعمال يدويين
إلى المدن الكبرى كالعاصمة ونواذيبو والزويرات وكيفه، وغيرها من التجمعات القائمة
على طول طريق الأمل، فتقلص سكان بعض بلديات الولاية إلى أقل من الثلث، مما كان له
تأثير سلبي بالغ على نموها، وزيادة العبء على الأسر المعيلة، بعد أن خلت من ثروتها
الحيوانية، وطاقتها البشرية، وفي مقدمتها مركز الرشيد الإداري ببلديتيْه.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">•
إن المطلوب من السلطات العمومية أن تعطي هذه الولاية الأهمية التي تستحق، كغيرها
من الولايات، مع العناية بالبلديات والمراكز الأكثر فقرا، حتى يُرفع الحيف عن
سكانها، ويعامَلون كالمناطق الأقل حظا في التنمية، ومنهم سكان مركز الرشيد الإداري
ببلديتيه: الواحات والتنسيق، فيعطوْن تمييزا إيجابيا، كما اتُّبع في أنحاء عديدة
من الوطن، مما سيكون له مردوده الاقتصادي والاجتماعي، نظرا للموقع الاستراتيجي
للبلديتين وقابليتهما للنمو. لذلك لا بد من المبادرة بوضع خطة تنموية مناسبة
للمرحلة، تتكفل بإعدادها وتمويلها السلطات العمومية، بالتعاون مع شركاء التنمية،
على أن تُشرك القدرات المحلية: الإدارة الإقليمية، البلديات، المنتخبين، المجتمع
الأهلي، الفاعلين السياسيين، المستثمرين، أصحاب المبادرات، وكل المهتمين، وأن يصدر
عن ذلك:</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• تشخيص مشاكل المركز، وتحديد حاجات
بلديتيْه، وترتيب أولوياتهما، ومدى إسهامهما المادي والبشري، وطاقتهما
الاستيعابية، وإعطائهما الإمكانيات والصلاحيات المنصوص عليها في اللوائح، والتي ما
تزال حبرا على ورق، مما يجعل اليوم من هذه المؤسسة التي أنشئت لإدارة الشأن المحلي
مجرد ديكور، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• تلبية مطالب المجتمع التي عبر
عنها الناطقون باسمه أكثر من مرة، ومن أهمها:</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تصحيح الخطأ الفادح الذي
ارتُكب سنة 1986 بإلغاء اسمي بلديتي انييملان والرشيد، قلعتي الجهاد ضد
الاحتلال الفرنسي، والذي تُشم منه رائحة السعي لطمسهما، وكأن الوادييْن بلا أهل
ولا تاريخ؛ إضافة إلى أنه عمل استبدادي، لم يُستشر فيه السكان أو يعرض على مختصين.
والرشيد اسم تاريخي فريد في جنوب الصحراء اختاره رجال بُناةٌ علماء صالحون، منذ
مطلع القرن الثالث عشر (نهاية الثامن عشر للميلاد)،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تحويل مركز الرشيد الإداري
إلى مقاطعة،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إنشاء صندوق اقتراضٍ للتنمية
المحلية، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تأهيل عاصمة المركز، بإقامة
منظومة إدارية كاملة، كمكاتب الحكومة ومساكنها، وإداراتٍ ومقارِّ أمن، والمساعدة
على تخطيط الحواضر والمداشر وتزويدها بالتجهيزات الضرورية،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إقامة بنية تحتية من طرق فرعية،
وغيرها، وتعزيز المنشآت التعليمية القائمة، وفتح مركز للتكوين المهني متعدد
الاختصاصات، بما فيها الإرشاد الزراعي والسياحي ودعم الصحة، مع تأهيل المنشآت
الخدمية القائمة، من مياه وكهرباء، بتوسيعها وزيادة طاقتها. فحاضرة الرشيد تستحق
عناية، للنهوض بها كما تم مع مناطق أخرى في الوطن، مثل انبيكة الاحواش وترمسّه
والشامي، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تفعيل القوانين المنظِّمة لتوزيع
مياه الأمطار من منابعها وبين أعاليها ومصابِّها، على طول الأودية المنطلقة من
إژيفْ والسّنْ مثل وادي الگصور (تجگجه، الحويطات، الرشيد) وروافد الوادي الأبيض
الرئيسية اليمنى: من أدروم؛ والوسطى: من انييملان، والجنوبية من التِّشوطن؛ وهو
توزيع ظل مُحترما – إلا في حالات نادرة – زمن الإدارة الفرنسية، حيث أن الوضع
الحالي تعدٍّ على حقوق سكان المصاب، وسيؤدي إلى جفاف أراضيهم الزراعية المتبقية،
وتصحرها، والإضرار بمجاري الأودية وآبارها، وعيونها وأحسائها التي تغذيها سيول
إژيفْ. إذن لا بد أن تراجع السلطات العمومية هذا الوضع، وتزيل السدود العشوائية
عديمة المردودية، التي أنشئت خلال العقود الأخيرة، في غفلة من الزمن، وأن يُعاد
النظر في الارتفاع الزائد لبعض السدود، حتى يُضمن انسياب المياه إلى بقية
المَصابِّ. إن العدالة في توزيع المياه تُستمد – كما هو معروف من الشريعة
الإسلامية والقوانين العصرية، وحتى من شرائع البابليين والفراعنة، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إعادة النظر في موضوع الملكية
العقارية، انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية بإحياء الأرض وتعميم نفعها، ومن
العرف، الذيْن تضعهما القوانين السارية في الحسبان، وإلا فيُخشى أن تتحول المناطق
الزراعية المتبقية إلى أراض بور، ويحْرم الناسُ من كسب رزقهم؛ جرّاء تعطيلها؛ إذ
الهدف الوصول إلى تنمية محلية متوازنة، يشارك فيها الجميع، ويحصدون ثمارها بعدل
وإنصاف، </span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">3<b> -
التحدي الأول : التعليم</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• كان أول ما ركزت عليه السلطات
العليا الموريتانية بعد الاستقلال: التعليم، بوصفه المدخل الصحيح لتحقيق الاستقلال
الناجز، وتدعيم ركائز الدولة، لحاجتها الماسة للأطر، الذين كانوا يعدون على رؤوس
الأصابع، والاستغناء عن الأجانب، الذين كانوا المسيرين الفعليين لدواليب السلطة، لذلك
أعطت كل العناية للتعليم، بجميع مراحله، وخاصة الابتدائي والثانوي الذي كان متاحا
داخل الوطن، ففتحت مدارس في القرى والبوادي، وخَصّصتْ أموالا طائلة لتجهيزها،
وأقامت الكفالات المدرسية، وتحملت مصاريف النقل والسكن لتلاميذ المرحلة الثانوية،
فحطت عبئا ثقيلا عن كواهل الأسر، ومنحت الطلاب في الخارج، واكتتب المعلمين وكونتهم
بإنشاء مدرستين للمعلمين والأساتذة، وفي الخارج أيضا، كما انتدبت معلمين ومربين
وإداريين متخصصين في المجال من الدول العربية، وبعض الدول الصديقة، وأرسلت متدربين
إلى البلاد العربية، قبل فتح الباب أمام الطلاب في جامعاتها، وبذلك رسخت في
الأذهان وجود الدولة، وشرعيتها؛ وضمن هذا التوجه فُتحت مدرسة متنقلة في حلة أولاد
سيدي الوافي السنة الأولى من الاستقلال (1961) وانتقلت إلى وادي الرشيد بعد
التقري، سنة 1968؛ وتوجد اليوم في البلدية عشر مدارس ابتدائية، منها اثنتان
مكتملتان في الحاضرة، تضمان ستة وثلاثين وثلاثمئة تلميذ (336) ومثلهما في أشاريم،
وتضم ثلاثة ومئتا تلميذ (203) والحويطات ... والباقي من المدارس موزع بين رأس
الطارف (فصلان)، الساگية (فصلان مجمّعان) آكنانه (فصلان)، تالمست (ثلاثة أقسام،
منهما اثنان مجمعان)، انوارْ (واحد) أغنمريت (واحد بدون معلم) وثانوية في الرشيد.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• أما البلدية الثانية التابعة
للمركز: التنسيق، فأنشئت المدرسة فيها سنة 1968، وبها اليوم مدرستان مكملتان تضم
أربعة وخمسين وأربعمائة تلميذ (454) ومدارس متكاملة في أغلمبيت وإگفان، ومجموعة من
الفصول في كل التجمعات والمراكز الصغيرة التابعة للبلدية، وإعداديتان في كل من
أغلمبيت وإگفان، وثانوية في مركز البلدية، بها أحدا وعشرين وأربعمائة تلميذ (421).
وخلال السنتين الأخيرتين نجح من ثانوية الرشيد ثلاثة تلاميذ فقط، بينما كانت
النتيجة في انييملان 18% في العام الماضي.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• تعتبر نسبة التمدرس في البلديتين
ضعيفة في مجتمع يشهد تطورا دموغرافيا لافتا، مع نقص في الفصول، يؤدي إلى الاكتظاظ،
مع قلة المعدات والتجهيزات؛ أما المشكلة الأكبر، فهي انحطاط مستوى التعليم، الذي
بلغ درجة تنذر بالخطر على حاضر الأجيال ومستقبلها. والمقلقُ تواصله سنة بعد سنة،
والتعامل معه كأمر مقضي لا راد له، بحجة جاهزة وعلى كل الألسن، من معلمين وإداريين
وآباء تلاميذ، ومسؤولين: "هذه حالة التعليم في موريتانيا كلها"!. نعم
إنه وضع عام، لكنه لا يُخلي أحدا من مسؤوليته، خاصة في مجتمع منكوب منذ الاحتلال
الفرنسي الذي سلط عليه العزل الدائم، انتقاما من مقاومته له، حيث حوّل أبناءه –
بعد تدمير حاضرتهم الرئيسية في الرشيد ـ إلى بدو منزوين، مصنّفين في سجلات الإدارة
وفي سلوكها، على أنهم غير جديرين بالثقة، وهو ما فشل قادة المجتمع المحلي، وممثلو
الدولة الوطنية في تغييره بعد الاستقلال. إن الواجب الأدبي على الأقل، يقتضي تعويض
ما فقده سكان هذا المركز من حقوق، وجبْرَ ما تعرضوا له من تمييز إبان الحقبة
الاستعمارية وما بعدها. فكيف يتفرج آباء التلاميذ والمجتمع عامة على ضياع أبنائهم
الذين هم أجيال الحاضر وأمل المستقبل؟ وكيف يصمت المنتخَبون والمسؤولون الحزبيون
والسياسيون ورجال الدين والنشطاء، من نساء وشباب ووجهاء؟ ولما ذا لا تقوم الوزارة
المعنية وإداراتها المحلية والسلطة الإدارية الوصيةُ في الولايات على القطاعات
الإدارية المحلية، والمدرسون بواجباتهم، والمبادرة بإيجاد حلول على مستواهم، ووضع
السلطات العليا أمام مسؤولياتها؛ إننا أمام تلاعب واضح بمصير أجيال بكاملها، حيث
نواجه عملية ممنهجة لتجهيلهم، الذي من تجلياته التنافس بين المدارس لتقديم أكبر
عدد من "الناجحين" في الانتقال بين الفصول، ومن الابتدائي إلى الإعدادي،
وهكذا دواليك إلى الثانوية؛ ثم الجامعة، رغم التواتر على أن الكثيرين من حملة
شهادة الإعدادية ـ فما بالك بخرّيجي الابتدائية ـ غير قادرين على تهجي نص بأية
لغة؛ وهم أيضا أُميّون في بيئتهم ومحيطهم الأسري، وأدوات منازلهم، وفي المحيط
الطبيعي: نخيل وأشجار ومواش وحيوانات برية وطيور؛ ولا يعرفون أسماء ولايات الوطن
وحدودها، أو دول المحيط الجغرافي، رغم أنهم قضوا - على الأقل - عشر سنوات في
المدرسة. فما القصد إذن من اختبارات هؤلاء، إذا لم يكن - كما يقال – لـ"تحقيق
نسبة نجاح عالية تبرئ الذمة، وتحقق "العدالة" في توزيع نسب النجاح بين
مدارس الإدارات الجهوية؟، والعجيب أن خريجي الإعدادية هم النسبة الأغلب ممّن
يُكتتبون اليوم – دون تأهيل – للتدريس في المدارس الابتدائية، حتى يُعمّم الجهل،
ويستمر حصار التلاميذ في المدرسة طول اليوم لـ "يريحوا أهلهم من شغبهم"،
كما يقول أحد المدرسين. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن من أسباب هذا الوضع ما هو معروف
وجلي للمتابعين وحتى لغيرهم، مثل:</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إصرار السلطات العليا على التمسك
بشعارات فارغة، مثل تعميم التعليم، بدل وضع مقاربة تركز على الممكن والأنجع،
وإخراج العملية التربوية من المساجلات السياسية المحلية والتدخلات الخارجية
السافرة،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إفراغ المؤسسة التعليمية من
كفاءاتها التربوية والإدارية، بسبب التقاعد، أو الانتقال إلى قطاعات أخرى إدارية
أكثر ربحا، بفعل التدخل السافر خلال الحملات السياسية، أو التحول إلى التعليم
الخاص؛ والأسوأ أن ذلك شمل قطاعي التعليم الابتدائي والثانوي، حيث فُرّغ الكثيرون
منه لشؤونهم الخاصة، الأمرُ الذي تفاقم في العقدين الماضيين،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تلاشي القواعد التي بنيت
عليها المدرسة الحديثة منذ أن أنشأها الاستعمار، وورثتها الدولة الوطنية ولاءمتها
مع متطلبات السيادة، وإهمال القوانين والنصوص المسيرة لها،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- فوضى "الإصلاحات"
وتطبيقها بدون إعداد المعلمين، وتهيئة التلاميذ،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- الاكتتاب العشوائي لمعلمين دون
مراعاة للضوابط المعروفة وعلى رأسها التأهيل، ومتعاقدين لا ينتمون إلى السلك، ودون
دراية بالتعليم، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- عدم جدية جهات الاختصاص: جهوية أو
مركزية في التعاطي مع المشكل،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- غياب الرقابة والتفتيش،
وتجاهل نتائجها إن وقعت،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- التدخل السافر للنافذين في الاكتتاب
والتحويلات التي كرست إبقاء معلمين من أبناء القرى والحواضر من غير أصحاب الكفاءات
فيها، أو استمرار أمثالهم سنوات طويلة دون تحويل، في خرق سافر للنصوص والتقاليد،
ولقواعد الإدارة الرشيدة وسنة التناوب، وتعميق لحمة المجتمع بالتنقل بين أطراف
الوطن،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- غياب مبدإ المكافأة
والعقاب، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تجاهل خصوصيات الجنسين، خاصة
في المسؤوليات، والتحويل،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• من باب المقارنة فعندما نعود إلى
الوراء نجد أن نتيجة المدرسة الأولى - بالنسبة لسكان بلدية الواحات (الرشيد) التي
بدأت بفصل واحد ومعلم واحد، وعدد قليل من الأطفال، في ظروف الترحال في البادية -
كانت إيجابية، حيث إن خريجيها وخريجي وريثتها في الرشيد - عِقدا من الزمن بعد ذلك
- هم من أصبحوا - على قلتهم جميعا – كوادر، وحققوا لأنفسهم وأهليهم مستوى محترما
من العيش والمكانة المعنوية، وشكلوا سندا لأبناء مجتمعهم وساهموا في خدمة الوطن
بتميز. فالمدرسة كانت وستظل سُلّمًا للرقي والازدهار المادي والمعنوي، ورفع مستوى
وعي المجتمع ومعيشته، وهو ما اقتنعت به الأسر الفقيرة، التي تحملت التضحيات
بالاستغناء عن أبنائها وإدخالهم التعليم، وهي في أمس الحاجة إليهم في كدّها لتحصيل
قوتها اليومي. ومنذ أن بدأ التعليم يتدهور، لم يلتحق بالإدارة ولا القطاعات
الخاصة أو غير المصنفة – من خريجي مدارس الرشيد ومركزه الإداري - إلا أفراد يُعدون
على رؤوس الأصابع، بينما ضاع الباقون في صحراء البطالة والتشرد. وقد حل محل التعلم
في الارتقاء والكسب "التبِتيب" الذي لا يُكتسب بالتدريس والكد، وإنما
بالشطارة والمحاباة، إذا لم نقل بالتلصص، ولا يُراد لأجيال مدرسة اليوم سبيلٌ
غيره. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• لا بأس أن نقدم بعض الأفكار، علّها
تنشّط الاهتمام بهذا الموضوع الطاغي على كل ما سواه، والموجة قبل كل شيء إلى
المعنيين، من سلطات عمومية، ومنتخَبين وقيّمين على المدرسة، وآباء التلاميذ،
والفاعلين السياسيين وعلماء الدين والنشطاء، والنساء والشباب والوجهاء، أي القوة
الحية في المجتمع، لـ:</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- خلق إطار محلي للتشاور،
برئاسة عمد البلديات، يشارك فيه ممثلو الأطراف المذكورة أعلاه،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إنشاء صندوق لدعم المدرسة،
والعملية التربوية، وتحديد الأطراف المساهمة فيه،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- التركيز على التعاون بين آباء
التلاميذ وإدارات المدارس والمعلمين، للتصدي لتقصير التلاميذ وجبره، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- المتابعة المنزلية اليومية للأطفال،
للقيام بواجباتهم المدرسية، حتى ولو كان آباؤهم من غير المتعلمين. ولنا في الأجيال
السابقة واللاحقة المثل، حيث معظم الأمهات والآباء أُميون،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تنظيم دروس خصوصية طوعية من قبل
المعلمين وأبناء القرى والتجمعات، تشرف عليها إدارة المدرسة خارج أوقات الدوام،
وخلال العطل،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- العناية بالعلوم المدرّسة في
المحظرة، من قرءان، نحو، صرف، علوم شرعية للناشئين، سيرة نبوية... </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إحياء سنّة مدارس الكبار (محو
الأمية) لمساعدة مَن حرموا من التعليم،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- خلق فضاء متعدد الاختصاصات، تشرف
عليه البلديات، يحتضن أنشطة ثقافية كالندوات الدينية والفكرية والشعرية، والمسرح
والفن، والأنشطة الرياضية، ويحتضن البعثات الثقافية الزائرة، والباحثين والمنقبين
عن الآثار، وحماية البيئة، وإنشاء مكتبة وقاعة للمطالعة،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- دعوة المثقفين وأصحاب الكفاءات
العلمية من أبناء مركز الرشيد الإداري، من علماء دين وأساتذة جامعات وشعراء وكوادر
وغيرهم من أصدقاء المنطقة لإقامة ندوات في مواسم الگيطنه وفي العطل، وتشجيع أصحاب
المكتبات المهاجرين، وخاصة المخطوطات بإعادتها إلى مقارها الأصلية، وبذلك يمكننا
أن نستعيد جزءا من الذاكرة الثقافية، لحواضرنا.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<h4>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> -<span style="font-weight: normal;"> </span></span><span style="font-size: large; font-weight: normal;"><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , sans-serif; line-height: 115%;">إقامة محظرة متكاملة لتدريس علوم المحظرة (من عقيدة وفقه ونحو وصرف
ولغة وأدب وحضارة إسلامية ..) حتى تتمكن الأجيال الصاعدة من امتلاك ناصية العلوم
العربية والفقهية ، كما الحال في جميع أنحاء الوطن</span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR" lang="EN-US" style="font-family: "arial" , sans-serif; line-height: 115%;"><span dir="LTR"></span>.</span></span></h4>
<div class="MsoListParagraph" dir="RTL" style="margin-top: 18.0pt; mso-add-space: auto;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: 16.0pt; line-height: 115%;"><o:p></o:p></span></b></div>
</div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">4<b> محاربة
الاتكالية</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن أخطر ما يهدد مستقبل سكان البلاد
كلها والريف ومراكزه خاصة، روح الاتكالية والتعويل على مساعدات المنظمات الوافدة
والهيئات الخيرية، سواء مباشرة أو عبر السفارات المقيمة النهج الذي ابتكرته الدول
الغربية وقلّدته الدول الأخرى بما فيها العربية، بترحيب من الحكومات الوطنية، التي
تتهمها تلك الجهات علنا "بعدم الأمانة كواسطة بين الممولين وشعوبها"!.
وبتوجيهات من هذه الجهات أُنشئت منظمات أهلية في العاصمة والمدن، وانتشرت في
الحواضر الريفية، إلى درجة أنْ صار لكل أسرة منظمتُها؛ غير أنه لم تسجل في هذا
الحيز تمويلات أو هباتٌ ذات نفع يذكر، وإنما يتم الاقتصار على تقديم مواد غذائية
قليلة، تعوّد الفقراء على أن نصيبهم منها ما يبقى – أحيانا - عن أسر متنفذة. وبشكل
عام، يظل الناس في ترقب توزيع المواد الغذائية، يتنافسون عليها تلقائيا، حتى ولو
كانت غير صالحة للاستعمال، أو من نوعيات رديئة، ومنها ما تقدمه الحكومة في خطة
أمل، أو إبان مواسم الحملات السياسية والزيارات الرسمية. فالسجلات جاهزة لتضخيم
الأسرة، والبرهنة على المسكنة وسوء الحال! إنها درجة متقدمة من فقد قيَم القناعة
والنزاهة و"كبر الخيم". ومن الواجب القيام بحملات توعية تشمل شرائح
المجتمع كله لمحاربة هذه الروح، والتسول المقنّع، والعودة إلى العمل والاعتماد على
النفس، فالإسعاف - حتى عندما كان متوفرا بكميات كبيرة وغير مغشوشة - لم يساعد في
تغيير أحوال متلقيه، بل زاد الفقراء فقرا، وسلب إرادتهم ثم كرامتهم. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن الظاهرة التي تولدت عن هذه
الروح، هي انتشار الزهد في الكسب بالعمل اليدوي المحلي، بل الترفع عنه، وعن المهن
المعروفة بحياة الگصور، مثل تلك المرتبطة بالنخيل، كالتأبير (أجَنْكرْ) حتى أنه لا
يوجد في وادي الرشيد اليوم – مثلا - سوى ثلاثة أشخاص يزاولونه، وهم من كبار السن،
مما أفقد أعدادا من الناس مصادر دخلها، وحرم مُلاّك النخيل من الاستفادة من ثمره،
فتناقص إنتاجه. فلجأ البعض إلى بدائل مكلفة، مثل المصاعد المتحركة، كما أوشك
حُفّار الآبار المرصوفة بالحجارة (العيون) على الانقراض، إذ لم يعد في الرشيد ممن
يقبل العمل فيها إلا ثلاثة أشخاص، كما انقرض العمل في المنازل أيضا؛ وعزف الناس عن
مهنة رعاية الماشية، التي انحصرت في مواطني مالي من الطوارق المهاجرين، بعد أن
انقرض قبلها غزل الوبر وصناعة خيامه، التي حل القماش محلها، وحلت النعجة البيضاء
الملداء محل السوداء ذات الوبر الوافر.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• في السياق ذاته تخلت ربات المنازل
عن إعداد الوجبات الغذائية المحلية الصحية، التي لم يبق منها إلا كسكس، لتحل محلها
المواد المستوردة كالمكرونة والرز، وإن كانت أقل لذة وقيمة غذائية، وانقرضت أدوات
هرش الحبوب وطحنها من مهاريس ورُحي. وتوقفت الصناعة اليدوية المرتبطة بالنخلة،
كالحصيرة، بأنواعها المختلفة والطبق أو المتعلقة بشجرة السبط أو بالجلود، كالمخدات
والأفرشة (آلواويش) بعد العزوف عن دباغة الجلود، التي تُرمى اليوم في الشارع. إن
علينا فتح حوار مع أصحاب هذه المهن من أجل إعادة الاعتبار إليها، وتحسينها، كالعين
التي يمكن أن تنافس بئر الإسمنت، إن وُسّع قُطرها وزاد عمقها، وكالحصير، والأدوات
المصنوعة محليا. وعلينا دحض مقولة أن كل مستوَرَد أفضل، والدعوة إلى الإقبال على
الإنتاج المحلي المتوفر، من حبوب وفواكه، ووجبات طعام محلية، والتزام المجتمع، وفي
المقدمة النخبة بإعطاء المثل في استعمال المنتج المحلي، ومنه البناء ومواده من
حجارة وسقوف. </span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: 12.0pt;">5 حماية البيئة</span></b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• تتطلب حماية البيئة وعيا بمدى
أهميتها لحاضر السكان ومستقبلهم، فالتصحر يتسارع بشكل حثيث، نتيجة عوامل عدة، منها
الجفاف، ونزوات الإنسان، مما أدى إلى تلاشي الغابات والغطاء النباتي، وتقليص
الرقعة الزراعية في جميع أنحاء المركز الإداري، وقضاء صيادي المدن المتنفذين بما
فيهيم العاصمة - بدواعي المتعة والبطر - على كل ما يدب على وجه الأرض من حيوانات
برية؛ فبعد الغزلان والحُبارى والأرانب والطيور البرية المستوطِنة من قطا وحمام،
أو مهاجرة كإوز وبط، ها هي الدائرة تدور على ابن آوى (الذئب) وكلاب الكدية، وكلها
عوامل تسبب حبس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. والمخجل أن تدمير ما تبقى من حياة
في البراري، يجري في غيبة كاملة لسلطان الإدارة ورقابة البلديات، بل بمشاركة
منتسبيهم أحيانا، مما ولّد يأسا عاما جعل المواطن غير مكترث بما يجري حوله، وكأنه
قدر لا راد له. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• صحيح أن أكبر مصيبة حلت
بموريتانيا بعد استقلالها هي تدمير بيئتها، وهو في مركز الرشيد الإداري اليوم وفي
وادي الرشيد بصورة خاصة نكبة على الباقي من شجر الوادي، حيث تقوم قلة من تجار
الحطب والفحم، بقطعه وحرقه لبيعه بأسعار خيالية للسكان، دون إذن أو رقابة أو أداء
رسوم. وبالطريقة نفسها دُمرتْ دشرة الرشيد القديمة ومسجدها في ستينيات القرن
الماضي ببيع أبواب منازلها وسقوفها لسكان تجكجه، وتركها تنهار على مخازن الكتب
والعقود، التي كان الصبية يلعبون بأوراقها على أعين الناس دون اكتراث، لندبّج
اليوم خطبنا بأن ذلك كان فعل المستعمرين الفرنسيين!. وهل من المقبول أن يظل الأمر
على ما هو عليه، حتى ينتهي كل شيء، أمام أعين السلطة الرسمية من ولاة وحكام
وموظفين إداريين ودرك وحرس وشرطة وعمد ومستشارين وممثلي وزارة "حماية البيئة"
والناطقين باسم الأحزاب السياسية؟.</span><br />
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">**</span></div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span>
<br />
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">عينات من بعض صور الاعتداء على ما تبقى من شجر في وادي الرشيد، والمستورأعظم</span></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhpPEcSSi9V7Qp7k9ydUxBXAFkiPbIpNubztf_39K8CFc7_Cq51HmzRcicloMF6AGGrnmVWq3AK55FQ6msiKjitjmxPQQWnhQ_W3w35j8fa1w-fMWeZAiDYQD6dTm4xWI6cDrlCwF9Dbug/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D9%2581%25D9%258A+%25D9%2583%25D9%2584+%25D9%2585%25D9%2583%25D8%25A7%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhpPEcSSi9V7Qp7k9ydUxBXAFkiPbIpNubztf_39K8CFc7_Cq51HmzRcicloMF6AGGrnmVWq3AK55FQ6msiKjitjmxPQQWnhQ_W3w35j8fa1w-fMWeZAiDYQD6dTm4xWI6cDrlCwF9Dbug/s640/%25D9%2585+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D9%2581%25D9%258A+%25D9%2583%25D9%2584+%25D9%2585%25D9%2583%25D8%25A7%25D9%2586.jpg" width="640" /></a></div>
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjTAzUfjfZHif-gWXqY9yspvqIInmZEn2cxHV1zoRGFzbzZJQy9UB4LQU1IwLsn-4fFgBk5UoLlvQvs-_fbiza0kWx_hOz4YuY4vELz4pqNMIYRheXTpmvtRlOCpCq9PRqv14zLz0Kbe7k/s1600/%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25B2%25D9%2586+%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9+-%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjTAzUfjfZHif-gWXqY9yspvqIInmZEn2cxHV1zoRGFzbzZJQy9UB4LQU1IwLsn-4fFgBk5UoLlvQvs-_fbiza0kWx_hOz4YuY4vELz4pqNMIYRheXTpmvtRlOCpCq9PRqv14zLz0Kbe7k/s640/%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25B2%25D9%2586+%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9+-%25D9%2586.jpg" width="640" /></a><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"></span><br />
<div style="text-align: left;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGFi3Lz7qdZm8FFN9CI0qoA6LfaV-ddVHf9meHzElD6EK2mhlue-_hHWFwsGI3mZO7Ivd-tEmrjbWofW0nvkiV0kptS4vUnotdVKzQzXmObgBjQACzrDe4aVkOKqUJDEU7EwOf6njCO6w/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D9%2582%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25B9%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" imageanchor="1" style="font-family: arial, sans-serif; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGFi3Lz7qdZm8FFN9CI0qoA6LfaV-ddVHf9meHzElD6EK2mhlue-_hHWFwsGI3mZO7Ivd-tEmrjbWofW0nvkiV0kptS4vUnotdVKzQzXmObgBjQACzrDe4aVkOKqUJDEU7EwOf6njCO6w/s640/%25D9%2585+-%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D9%2582%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25B9%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" width="360" /></a></span></div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">
</span>
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: right;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKWZWEvH7nXT5NSgqjK7124uneLl98g6JVbt6NA97EM1PPZmpjCR0Wp4tNPk39AFIqheFfJk8Dm318I9_gE0jl1FgDxKg0X-ouWMfadwmaSrTbJwYbLU-WgC4dNXDZ74kpuaaj3kcP-qo/s1600/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A5%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A2_%25D9%25A0%25D9%25A6%25D9%25A3%25D9%25A9%25D9%25A4%25D9%25A4.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhKWZWEvH7nXT5NSgqjK7124uneLl98g6JVbt6NA97EM1PPZmpjCR0Wp4tNPk39AFIqheFfJk8Dm318I9_gE0jl1FgDxKg0X-ouWMfadwmaSrTbJwYbLU-WgC4dNXDZ74kpuaaj3kcP-qo/s320/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A5%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A2_%25D9%25A0%25D9%25A6%25D9%25A3%25D9%25A9%25D9%25A4%25D9%25A4.jpg" width="180" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEifjqEcURi252mxkSdK34UZX7dvHMK6eHa7S_jRfNNuHyjuFMIfWZT_v7wkUCEN9Q9hZz7dOr4Utx8dAih4LKKs01xzEKzRO2yD-WvQqMUFnFGFEsLkgbRhfRc6R3QqocczvT1m6Qu8lLQ/s1600/%25D9%2585.+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF+%25D8%25AE%25D8%25B7%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B4%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D9%2588%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2586+%25D9%2584%25D8%25A7+%25D9%2586%25D8%25A7%25D9%2587+%25D9%2588%25D9%2584%25D8%25A7+%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2587.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em; text-align: left;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEifjqEcURi252mxkSdK34UZX7dvHMK6eHa7S_jRfNNuHyjuFMIfWZT_v7wkUCEN9Q9hZz7dOr4Utx8dAih4LKKs01xzEKzRO2yD-WvQqMUFnFGFEsLkgbRhfRc6R3QqocczvT1m6Qu8lLQ/s320/%25D9%2585.+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF+%25D8%25AE%25D8%25B7%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B4%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D9%2588%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2586+%25D9%2584%25D8%25A7+%25D9%2586%25D8%25A7%25D9%2587+%25D9%2588%25D9%2584%25D8%25A7+%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2587.jpg" width="180" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj5oILp-tGAas4_T1BI_BBAMRLRNCoKtnM4mYeLeBmk1t5bA7A9MHLoOut1VpXCH0KErQaSb9k72YwSwn774WULJvkBaM5chWVnffoRtROSO7Euxq7vFHOx36565XSUEOiDElUoOo3HRPM/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25AA%25D9%2582%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2582%25D8%25B7%25D8%25B9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25B0%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25AA%25D8%25AF%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25A7+-+%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj5oILp-tGAas4_T1BI_BBAMRLRNCoKtnM4mYeLeBmk1t5bA7A9MHLoOut1VpXCH0KErQaSb9k72YwSwn774WULJvkBaM5chWVnffoRtROSO7Euxq7vFHOx36565XSUEOiDElUoOo3HRPM/s320/%25D9%2585+-%25D8%25AA%25D9%2582%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2582%25D8%25B7%25D8%25B9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25B0%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25AA%25D8%25AF%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25A7+-+%25D9%2586.jpg" width="180" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjTAzUfjfZHif-gWXqY9yspvqIInmZEn2cxHV1zoRGFzbzZJQy9UB4LQU1IwLsn-4fFgBk5UoLlvQvs-_fbiza0kWx_hOz4YuY4vELz4pqNMIYRheXTpmvtRlOCpCq9PRqv14zLz0Kbe7k/s1600/%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25B2%25D9%2586+%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9+-%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<br />
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgvmWqdHGm3jWg6wR7out_kAvkRFcgumHZWEm0lzYZAhYKCyL2_FhPbhtO7ibuIdZDhzJ2TqIc4mEBhQNqefbtxwvC86F23lZAB0Fj5j15o_58MDqEdCFxRxXX3Njk9AEpH5X50K1e5z2g/s1600/%25D9%2585+-+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A3%25D9%2586+%25D8%25AA%25D8%25AE%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgvmWqdHGm3jWg6wR7out_kAvkRFcgumHZWEm0lzYZAhYKCyL2_FhPbhtO7ibuIdZDhzJ2TqIc4mEBhQNqefbtxwvC86F23lZAB0Fj5j15o_58MDqEdCFxRxXX3Njk9AEpH5X50K1e5z2g/s640/%25D9%2585+-+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A3%25D9%2586+%25D8%25AA%25D8%25AE%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" width="360" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhdOqok50imXxWPQDbDLQjeX0oB3U5OxtPMb5w2rASHAMdIYOhb7llk2w0Ki3uUTRmu2BeZsljV9FOOmpzClrWpml-xJzZmBkO-ww6wBgxXyPNdR38cSaG7Pg6jH7C3ALm_2TEyGHuK9OE/s1600/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A5%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A2_%25D9%25A0%25D9%25A6%25D9%25A4%25D9%25A1%25D9%25A5%25D9%25A5.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhdOqok50imXxWPQDbDLQjeX0oB3U5OxtPMb5w2rASHAMdIYOhb7llk2w0Ki3uUTRmu2BeZsljV9FOOmpzClrWpml-xJzZmBkO-ww6wBgxXyPNdR38cSaG7Pg6jH7C3ALm_2TEyGHuK9OE/s320/%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A5%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A2_%25D9%25A0%25D9%25A6%25D9%25A4%25D9%25A1%25D9%25A5%25D9%25A5.jpg" width="180" /></a></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<br />
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjaV1rL04pYmLxIPpa1XNuBR9uBSatAaDRu16lmGTDql-4qXsfjPiJXZwsa5dHXcRD1D31Oc7mManqX6dKtOja3-uC108FZE5v-Tyw2_5V7JuReg5rKef7rAbg5WXz2FCGCNCe1pvEyszI/s1600/%25D9%2585+-+%25D9%2584%25D9%2585+%25D8%25AA%25D8%25B4%25D9%2581%25D8%25B9+%25D9%2586%25D8%25B6%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%2582+%25D9%2584%25D9%2587%25D8%25B0%25D9%2587+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9++%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25AD%25D9%2592%25D8%25B3%25D9%258A%25D9%2592+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2587.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjaV1rL04pYmLxIPpa1XNuBR9uBSatAaDRu16lmGTDql-4qXsfjPiJXZwsa5dHXcRD1D31Oc7mManqX6dKtOja3-uC108FZE5v-Tyw2_5V7JuReg5rKef7rAbg5WXz2FCGCNCe1pvEyszI/s320/%25D9%2585+-+%25D9%2584%25D9%2585+%25D8%25AA%25D8%25B4%25D9%2581%25D8%25B9+%25D9%2586%25D8%25B6%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%2582+%25D9%2584%25D9%2587%25D8%25B0%25D9%2587+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9++%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25AD%25D9%2592%25D8%25B3%25D9%258A%25D9%2592+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2587.jpg" width="180" /></a></span><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgAcV0BXEvU0-mJROx4DNDW-Fh9kIU4DlL0o8mfFEyxjugG0wwo6kSeKYSIXayFdim7JHMRnekjNr7WQrTPCzJzyXV-OHIpR0aUD_F3pnRNuFApcYm_nEmplsyyDsBX9noFCAH0sr9BJlA/s1600/%25D9%2585.+%25D8%25B6%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7+%25D8%25AD%25D9%2592%25D8%25B3%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2587+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%2585%25D8%25A7.jpg" imageanchor="1" style="font-family: arial, sans-serif; font-size: x-large; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgAcV0BXEvU0-mJROx4DNDW-Fh9kIU4DlL0o8mfFEyxjugG0wwo6kSeKYSIXayFdim7JHMRnekjNr7WQrTPCzJzyXV-OHIpR0aUD_F3pnRNuFApcYm_nEmplsyyDsBX9noFCAH0sr9BJlA/s640/%25D9%2585.+%25D8%25B6%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7+%25D8%25AD%25D9%2592%25D8%25B3%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2587+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%2585%25D8%25A7.jpg" width="360" /></a><br />
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span>
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVrMpS0xVbbqgagLFecXawFUISNlMW-cp-sCiVm5kfi8To1TJtUCpm_fO8eTrxTlZwKj9KcG5Chp5qCDyvDnIjjSPRnB92rwkYk_WVmA-WVlDTOelgDwCJyx8Lj9kD1HFywKmVy92S-x4/s1600/%25D9%2585-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D8%25AD%25D9%2585+%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2587%25D8%25B2+%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgVrMpS0xVbbqgagLFecXawFUISNlMW-cp-sCiVm5kfi8To1TJtUCpm_fO8eTrxTlZwKj9KcG5Chp5qCDyvDnIjjSPRnB92rwkYk_WVmA-WVlDTOelgDwCJyx8Lj9kD1HFywKmVy92S-x4/s320/%25D9%2585-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D8%25AD%25D9%2585+%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2587%25D8%25B2+%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584.jpg" width="180" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6FLdPyBBeGV2E3bFmfFeVWvkDMogFXrs-D0FefR9zFXtF5zQIfOmk2v-MY400I8yAwKdcvryN6FPYM6kJalX_Ogs3S0Zww4uoAQT3EhTJnTWsmy-gYLLBsQadaQY4nMg7khf-fvdAnJU/s1600/%25D9%2585+.+%25D8%25B2%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25A6%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2585%25D9%2588%25D9%2585+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25AD%25D9%2592%25D8%25B3%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2587+%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6FLdPyBBeGV2E3bFmfFeVWvkDMogFXrs-D0FefR9zFXtF5zQIfOmk2v-MY400I8yAwKdcvryN6FPYM6kJalX_Ogs3S0Zww4uoAQT3EhTJnTWsmy-gYLLBsQadaQY4nMg7khf-fvdAnJU/s640/%25D9%2585+.+%25D8%25B2%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25A6%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2585%25D9%2588%25D9%2585+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25AD%25D9%2592%25D8%25B3%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2587+%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" width="360" /></a><br />
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">تحت ما بقي من غابة اجويله</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjmIskUBnam8L2vF9-xMJn305zrBISzglq4xmuL-FczvFzpDGMZClmutwj_KNsXKYVIyf-OpBWJmZIIS9oUihZEbCqDftXd9Q-6p71QpzbqB_10PfP1TwkQsbxllXE8kv_01J7W5rzkrPM/s1600/%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%2581+%25D9%2582%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2584+%25D8%25A8%25D9%2582%25D9%258A+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2584%25D9%2587+-%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjmIskUBnam8L2vF9-xMJn305zrBISzglq4xmuL-FczvFzpDGMZClmutwj_KNsXKYVIyf-OpBWJmZIIS9oUihZEbCqDftXd9Q-6p71QpzbqB_10PfP1TwkQsbxllXE8kv_01J7W5rzkrPM/s640/%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%2581+%25D9%2582%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2584+%25D8%25A8%25D9%2582%25D9%258A+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2584%25D9%2587+-%25D9%2586.jpg" width="640" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<br />
<div style="text-align: center;">
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;">تحت: براعم شجر بعد المطر، لو سُيجت لأفادت</span></div>
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhF7lyI6VaZRV-Y4RdFkhFwj3JTE7KBC6UUdkJLnAhbxtslSmWV5zNYcjCQWzdvM6tZl-Ma3ZQembtjpswNomFsSqyJ-WW9Ss-yebHgn6Fr8SO1hVXRt5LuCSmwrb6exEF_tMXt45ELZBA/s1600/%25D9%2586+-+%25D8%25A8%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25B9%25D9%2585+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B7%25D8%25B1+%25D9%2584%25D9%2588+%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25AC%25D8%25AA+%25D9%2584%25D9%2586%25D9%2585%25D8%25AA.jpg" imageanchor="1" style="font-family: 'Times New Roman'; font-size: medium; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhF7lyI6VaZRV-Y4RdFkhFwj3JTE7KBC6UUdkJLnAhbxtslSmWV5zNYcjCQWzdvM6tZl-Ma3ZQembtjpswNomFsSqyJ-WW9Ss-yebHgn6Fr8SO1hVXRt5LuCSmwrb6exEF_tMXt45ELZBA/s640/%25D9%2586+-+%25D8%25A8%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25B9%25D9%2585+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B7%25D8%25B1+%25D9%2584%25D9%2588+%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25AC%25D8%25AA+%25D9%2584%25D9%2586%25D9%2585%25D8%25AA.jpg" width="640" /></a></span><br />
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjQrkkatt2124HGzqDA4ybALpyDoFgrAjaTi8_eKxCIu3dTPIIkSg9gQ7NvAT05ividqeRD40Eig5_VxJfWMM4Ry98lV9rsCyNbjHEQrtC5a-wmgR3zW72AfJUlpoasMg1UHEWys94IdXk/s1600/%25D9%2586+-+%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25B9%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B2%25D9%2584.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjQrkkatt2124HGzqDA4ybALpyDoFgrAjaTi8_eKxCIu3dTPIIkSg9gQ7NvAT05ividqeRD40Eig5_VxJfWMM4Ry98lV9rsCyNbjHEQrtC5a-wmgR3zW72AfJUlpoasMg1UHEWys94IdXk/s640/%25D9%2586+-+%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25B9%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B2%25D9%2584.jpg" width="360" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;"><span style="font-size: large;">التصحر مربوط بتدمير البيئة</span></td></tr>
</tbody></table>
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhhNvy56iQS4TME4tI7heJuqnbd08XgN1edClP7rAfI97hNWy_AlswDNcq-4YVJEW9822lqQow0YeTuIQ6shiAynrwKohs713agiRXvLVRctNF_ctch8xvUltMRS9yf_98zKo79bUVLOIs/s1600/%25D9%2586+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25AA%25D9%2587%25D8%25AF%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D8%25B7%25D9%2585%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B2%25D9%2584.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhhNvy56iQS4TME4tI7heJuqnbd08XgN1edClP7rAfI97hNWy_AlswDNcq-4YVJEW9822lqQow0YeTuIQ6shiAynrwKohs713agiRXvLVRctNF_ctch8xvUltMRS9yf_98zKo79bUVLOIs/s640/%25D9%2586+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25AA%25D9%2587%25D8%25AF%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D8%25B7%25D9%2585%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B2%25D9%2584.jpg" width="640" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;"><span style="font-size: large;">والتهديد مستمر حتى للبيوت والطرق</span></td></tr>
</tbody></table>
<div style="text-align: left;">
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;"></span><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgk9TRWjwjN67aFWRChDJHvSdh1WrWAdbGD9Sw82MLuGSuCYmUjb1bMTmSkPUJXpI8yMftpsf5b_l8Ptt9SDNZgE9dnaHNoNeFCSkzswSSDDJFk9-YiDFNH_rLh_QY0aaHOgKbO3fRWKvI/s1600/%25D9%2586-%25D8%25B2%25D8%25AD%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgk9TRWjwjN67aFWRChDJHvSdh1WrWAdbGD9Sw82MLuGSuCYmUjb1bMTmSkPUJXpI8yMftpsf5b_l8Ptt9SDNZgE9dnaHNoNeFCSkzswSSDDJFk9-YiDFNH_rLh_QY0aaHOgKbO3fRWKvI/s640/%25D9%2586-%25D8%25B2%25D8%25AD%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+.JPG" width="640" /></a></div>
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;"><br /></span>
<br />
<h2>
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;">• <span style="font-weight: normal;">إن تعرية الأرض وزحف الرمال
تنعكس بشكل جلي على حالة النخيل اليوم في المركز الإداري كله، والذي لم يبق منه
إلا شخوصه، مع استثناء حديقة أو اثنتين في هذا الوادي أو ذاك، في جو من الإهمال
والصدود، الغير مسبوقين، مما يجعل فرص النهوض والنمو تحتاج إلى طول النفس والعمل
الدؤوب. إنه واقع يجب على الجميع أن يعوه، ويتحملوا فيه مسؤولياتهم. إنه وضع لا بد
من تلافيه، حيث المُعطيات تبرهن على إمكانية كبح جماح التدهور، بالتكاتف لوضع خطةِ
أولويات، تمكّن على المديَيْن القريب والبعيد من إصلاح جزء من الأضرار التي لحقت
بأودية النخيل، ومساعدة النخلة على الانبعاث من جديد، على غرار ما وقع في حقب
ماضية، واستعادة النسيج البيئي، ومميزات الأودية السياحية، قصد تعميرها وضمان
العيش الكريم لساكنيها.</span></span></h2>
</div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">6<b> آفاق
مستقبل وادي الرشيد</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن الوادي بموقعه وخصوصيته الحضارية
والجغرافية والبيئية مؤهل لمزيد عمران ونهضة، وأن يكون حاضنة طيبة لسكانه الذين
عُرفوا بروح التضامن والجد والعمل، ونبذ الخمول والدّعَة، والسعي لما يُصلح حاضرهم
ويضمن مستقبلهم. وأمثلة قريبة على ذلك ما تزال حية، حيث نهض أبناء الوادي بصورة
خاصة، بعد استقرارهم النهائي فيه سنة 1968 إلى تحمل مسؤوليتهم، فشكلوا شركة
للتموين، ساهمت فيها الأسر الحاضرة والبدوية، وأبناؤهم القاطمون خارج تكانت،
وَفّرتْ المواد الضرورية بأسعار ميسرة، في مرحلة زمنية صعبة، بسبب موجة الجفاف
الأولى؛ وانخرط الرجال في الوادي وفي أشاريم في فرق للعمل التطوعي لشق الطرق
إليهما، اعتمادا على الجهود الذاتية، وفي طليعتهم مسؤولهم الأول، وشقوا طريق الجبل
(طْريگ الزرع) حتى تمكنوا من إيصال سيارات الشحن، كما ربطوا أشاريم بالرشيد
وبانييملان. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• سيكون الرشيد خلال سنوات قليلة
مَعْبرا - ليس فقط بين الشمال الموريتاني وتگانت - بل مع الجنوب والشرق، وأيضا
محطةً على طريق دولي، يربط بين أوروبا وإفريقيا الغربية، مما يتطلب وضع تصور لما
سيكون عليه الوادي خلال العشر سنوات القادمة، إذ يمكننا دون مجازفة كبيرة أن نتوقع
ارتفاع عدد السكان إلى أكثر من عشرة آلاف نسمة (10000) خلال تلك المدة، مُوزَّعين
بين الحاضرة الرئيسية وامتداداتها المنتظرة لتوسيع المجال السكني. وهنا لا بد من
الحذر من الوقوعَ في ما حل بالحواضر الجديدة على الطرق العمومية، كطريقي الأمل
وتگانت، حيث تتزاحم الحوانيت البائسة الفقيرة، ومحطات البنزين وأفران الخبز وشي
اللحم، في مشاهد مزرية، طمست معالمها، وتركت الساحة لبائعي بطاقات تموين الهاتف،
والمتسولين. فالرشيد قادر على تجنب الكثير من تلك المساوئ، بالتوسع على طول
الوادي، دون اللجوء إلى التجمع في المكان الحالي الذي بُني في ظروف اضطرارية ودون
تخطيط، مع مراعاة إمكانية قرب المزارعين من حدائقهم، بعد أن طوت الطريق المسافات؛
كذلك الحرص على أن تبقى للوادي معالمه التي هي روحه.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• يحقق هذه الرؤية امتدادُ الحاضرة في
اتجاه شمالي الوادي، لاتساعه وتوفر إمكانيات التنمية الرعوية والزراعية والسياحية،
ابتداء من الجّويْلة حتى تاوجافت، وستكون بذلك في حماية سلسلة الجبال المحيطة بها
من العواصف الرملية مع ضرورة بدء التشجير، وستساعد على مواجهة الحرارة، لأن غالبية
الأشجار المتبقية هي هناك، مع قرب المياه، وتوفّر مصادر كلأ للمواشي؛ على أن
تُراعى في العمران الجديد المعايير الحديثة، مع الحرص على مطابقته لضرورات البيئة
المحلية، ونمط مساكنها، وضمان المساكنة بين مختلف الفئات الاجتماعية، على أن تكون
ضمن أولويات المستفيدين من القطع السكنية الأسرُ التي فقدت منازلها أو تضررت بسبب
أشغال بناء الطريق، والأسر الكبيرة التي ضاقت بها مساكنها. وهذا التوسع داخل الوادي
يوفر أيضا اختيارات كثيرة للسائح، في الوصول إلى أية جهة يريد فيها الاستقرار، حتى
يتمتع بما يفضله من تلال أو جبال أو روافد (اخنوگه). </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• وضْع تطلع الكثيرين من مهاجري
البلدية إلى العودة إليها في الحسبان، وتفعيل الارتباط بهم، وكذلك بعض سكان القرى
والتجمعات الصغيرة في أطراف المركز الإداري التي لا مستقبل لها، مع التعويل على
آخرين من مواطني الولايات المجاورة، وحتى المستثمرين على المستوى الوطني.</span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span style="font-size: large;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: 12.0pt;">7</span><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: 12.0pt;"> </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: 12.0pt;">خصوصيات محلية</span></b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن لكل منطقة طبيعتها، ولسكانها
مؤهلات لأنشطة معينة، انطلاقا من المعطيات الموضوعية والخبرات المتراكمة والتجارب
التاريخية، التي هي رأس مال لا ينبغي التفريط فيه، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• بالنسبة لمركز الرشيد الإداري، تظل
تربية الماشية أهم مصادر دخل السكان، لكنه أيضا يتمتع بمقومات معتبرة في الزراعة،
والعمارة، والسياحة، لذلك لا بد من التركيز على هذه المجالات،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<h2>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">•<span style="font-weight: normal;"> يشكل النخيل أساس الزراعة في
المركز، ويغطي مساحات كبيرة على طوله وعرضه، وهو وإن لم يعد مصدرا اقتصاديا
بالأهمية التي كانت، فلا يزال الناس متعلقين بثماره التي تشكل أحد عناصر الغذاء
المحلية المهمة؛ وتتبارى الأودية في اقتناء جياده وثمارها، ويتباهون بخبراتهم
وتجاربهم؛ ففي وادي الرشيد مثلا، يعتز الناس بوجود خبرة بشرية متراكمة في النخل
وفنون العمارة، توارثتها الأجيال، حيث أن العديد من أجداد العديد من الأسر
الرشيدية قد جاءوا للوادي للإسهام في تعميره وغرس نخيله، بفضل الخبرة التي
امتلكوها في القصور القديمة: وادان وشنقيطِ وحتى سلفه آبّيْر؛ </span></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large; font-weight: normal;">فانتشرت هذه الخبرة
على أيديهم. وكانوا عونا على التوسع في الغرس في تگانت كافة والعصابة، وحتى الحوض
الغربي. </span></h2>
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large; font-weight: normal;">**</span></div>
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large; font-weight: normal;">النخل ومعالجته: من اليمين أشيلال الذي ينقرض لصالح مضخات الطاقة</span></div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiXAVRXLqB8cnCugqxFoWFw_YZHeVSTE8Barfuj_MsLPgSVNbPRTChdJRGjZmgyvHC6JowdxM1t-QXEqzejmIZQ9jz2daDtJ2sQ4mLaXNZ1dagAD9bmVEwe_tMfJysTQSVkIJPCsiedxoE/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25A3%25D8%25B4%25D9%258A%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B0%25D9%258A+%25D9%258A%25D9%2586%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25B6+%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25AD%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B6%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2587%25D8%25B1%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2584%25D9%2587.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiXAVRXLqB8cnCugqxFoWFw_YZHeVSTE8Barfuj_MsLPgSVNbPRTChdJRGjZmgyvHC6JowdxM1t-QXEqzejmIZQ9jz2daDtJ2sQ4mLaXNZ1dagAD9bmVEwe_tMfJysTQSVkIJPCsiedxoE/s320/%25D9%2585+-+%25D8%25A3%25D8%25B4%25D9%258A%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B0%25D9%258A+%25D9%258A%25D9%2586%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25B6+%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25AD%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B6%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2587%25D8%25B1%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2584%25D9%2587.jpg" width="180" /></a></span><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgWZBZX6t1lE-HznKxJO38ckt9vvdNhKt_aMR1HWPea7At0PN-1Oh7UEa0ey1WJe9U3fZ3U4mGsvMp7pwgu5GtuixCUF8z32wranmkDdSav75m9bG1PWP__ypMATYake0cOzApx5VQ_5iA/s1600/172.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgWZBZX6t1lE-HznKxJO38ckt9vvdNhKt_aMR1HWPea7At0PN-1Oh7UEa0ey1WJe9U3fZ3U4mGsvMp7pwgu5GtuixCUF8z32wranmkDdSav75m9bG1PWP__ypMATYake0cOzApx5VQ_5iA/s320/172.jpg" width="180" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhll8FbmUNtFoB3y-Vqb6jrF5HsXWn6T1mgF7b8TUGCJu2yXoX8hj3rKeISJIprFusC2MoQI6jceoiaczFB_NHs38sSOF0rHX7JJgtEGBRG8lpyePVpo6bSUzx1f4YzZRcQW7APCaveceE/s1600/%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A-%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D8%25A6%25D8%25B5%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25B5%25D8%25B9%25D8%25A8+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D8%25A3%25D9%2587%25D9%2584%25D9%2587+%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B9%25D9%2587+-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%2582%25D9%258A%25D9%2586+%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25B1%25D8%25B6+%25D8%25B0%25D9%2584%25D9%2583.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhll8FbmUNtFoB3y-Vqb6jrF5HsXWn6T1mgF7b8TUGCJu2yXoX8hj3rKeISJIprFusC2MoQI6jceoiaczFB_NHs38sSOF0rHX7JJgtEGBRG8lpyePVpo6bSUzx1f4YzZRcQW7APCaveceE/s320/%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A-%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D8%25A6%25D8%25B5%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25B5%25D8%25B9%25D8%25A8+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D8%25A3%25D9%2587%25D9%2584%25D9%2587+%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B9%25D9%2587+-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%2582%25D9%258A%25D9%2586+%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25B1%25D8%25B6+%25D8%25B0%25D9%2584%25D9%2583.jpg" width="180" /></a><br />
<br />
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgPVYGZsdWGUpP51SXhHb8Vhvbhm2PpG8jq0oyM7V_LUk7QLx2zbFyGl4w177vz-wytCvdkG9k_iV1KbPYeGvn1wpJbvBBiKxzWrYdCFZ9ZzQoo7DJhQuBEeuUibsJt2tHNDqxOaMFNt-c/s1600/174.jpg" imageanchor="1" style="font-family: 'Times New Roman'; font-size: medium; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgPVYGZsdWGUpP51SXhHb8Vhvbhm2PpG8jq0oyM7V_LUk7QLx2zbFyGl4w177vz-wytCvdkG9k_iV1KbPYeGvn1wpJbvBBiKxzWrYdCFZ9ZzQoo7DJhQuBEeuUibsJt2tHNDqxOaMFNt-c/s640/174.jpg" width="640" /></a></span></div>
<div class="MsoNormal" style="line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• لقد تربت أجيال على الاعتماد على
النخلة والتعلق بها، واعتبار ملكها قيمة اقتصادية وحتى اجتماعية، ليس فقط بالنسبة
للسكان المحليين بل من المناطق الأخرى، ومصدر اعتزاز، يعطي للمالك مكانة محترمة في
المجتمع. وهي شجرة مباركة، لها منة كبيرة علينا، بعطائها السخي، وبكونها ملجأً في
حر الصيف، نستظل بظلها الوارف، ونطعم من رُطبها، ويقينا تمرُها ذلّ الخصاصة في
أزمنة القحط والشدة، فنعوض به ما نفتقده من مواد غذائية، ونستعين به على العمل
والكد، حيث هو مصدر للطاقة لا يُضاهى. وتُنبئنا الروايات المتواترة أن أجدادنا
كانوا في موسم سقيهم لزراعتهم المروية أيام لفْليكه، لا يتوفرون عليه من زاد يومهم
إلا تمرات تُعد على الأصابع؛ وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن بالتمرة أكثر من ستة
عشر (16) عنصرا مغذيا، نافعا للإنسان. والتمر بوصفه قابلا للادّخار، ظل مادة
للتصدير والمقايضة بالزرع في زمن الميرة، وطعاما جاهزا يكفي وحده لقرى الضيف في
الحالات الطارئة (جاع بيتٌ لا تمرَ فيه) إضافة إلى كونه مطلوبا للتداوي في الطب
التقليدي. </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> </span></div>
<div class="MsoNormal" style="line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<ul>
<li><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">والنخلة أيضا توفر لنا بسعفها: العريش، ومن جذوعها صنعنا سقف البيت، ومن
فِدامها فتلنا الرشاء والحبل والقيد ... ومن جريدها صنعنا السرير (التبريت)
والحصير الناعم والخشن (آسّار) والطبق والكونتيه (لمواعين أتاي) واللافية (لتغطية
الأواني) وبكرنافها استدفأنا وطهيْنا، وتسلى أطفالنا، وبشحمتها (تمنياغت) تفكهنا،
بينما يشكل نواها وسعفها وجريدها أفضل علف للماشية؛ وقد أثبتت البحوث الجديدة أن
للنخلة من الفوائد ما لا يخطر على بال، مثل نجاعة غبارها المطيّن في علاج الأمراض
الجلدية، وهي ملهمة الشعراء والفنانين، لذلك تشكل عنصرا رئيسيا في حياة الإنسان
وتاريخه ووجدانه. </span></li>
</ul>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن لنا في جيراننا في تجگجه المثل
البليغ في العناية بالنخل واعتباره الثروة الأم التي لم تغن عنها مصادر الرزق
الأخرى، وقبلهم أهل آدرار الذين، كلما انحبست الأمطار وتوالت الشدد، ازدادوا تعلقا
بنخيلهم، مع الحذر من الوقوع في خطر استنزاف الثروة المائية. إن النخلة ومنتوجها،
والزراعة المطرية التقليدية، والجديدة من خضروات موسمية وبُقول، يجب أن تساهم في
سد جزء من حاجتنا الغذائية اليوم، وتكون عماد أطباق الطعام في فترات حصادها، ليس
فقط للأصحّاء وإنما لذوي الحاجات الخاصة؛ والتمر غذاء جيد للمسنين، لما فيه من
سكريات وألياف، وللذين فقدوا ملكة المضغ، حيث يمكن تناوله بعد تهشيمه أو تنقيعه،
حتى لا تنقطع عاداتهم الغذائية، ومِثْلهم الأطفال، إذ هي مادة نافعة لنموهم، وهي
مساعدة في الوقاية من بعض الأمراض، وخاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي، كما هي علاج
جيد للإمساك،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن مَن لا يأكل التمر في قصور
النخيل، كمن يهجر اللبن في البادية أو الفستق السوداني (گرته) في سنغال، أو الفول
في مصر، أو السمك على شواطئ البحور والأنهار. هذه العوامل جعلت أسلافنا يبتكرون
الگيطنة للراحة والاستجمام – قبل ابتكار الأوروبيين لعطلة الصيف
- فهي راحة حقيقية للأذهان والأبدان، وموسمٌ يتنادى إليه الناس من كل حدب وصوب،
للتداوي وصلة الرحم وعقد الصداقات والتحالفات والزيجات والصفقات وحل النزاعات
وقضاء الديون. وعلى كل فإن الصحة البدنية والنشاط الاقتصادي في الَقصور مبنيان على
تنمية النخيل، والأنشطةُ الأخرى فروع عنها، وبتراجع النخيل وإنتاجه، سيتراجع
الباقي. وانطلاقا مما تقدم، فإن عناية خاصة لا بد أن تعطى للنخيل، عبر القيام
بحملة تعبئة تنويرية عامة تتسم بالجدية والديمومة ووضوح الأهداف، بإشراف السلطات
البلدية مثلا، تستهدف إقناع:</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- ملاك النخيل بإعطاء عناية
جديدة له، واستخدام أساليب حديثة لزيادة إنتاجه،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- أهل الحرف في العودة إلى
استغلال مُنتَج النخل في إنتاجهم،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إشراك الخبرة المحلية، رغم أن
أغلبهم من كبار السن وانزوائهم - كغيرهم وانكفائهم على أنفسهم - إلا أنه يمكن
التعويل عليهم في حال إعادة الاعتبار إليهم وإلى مهنهم،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- الشباب، وبالذات الذين ملّوا
التسكع في المدن بدون عمل، على أن يُفتح لهم أفق جديد تأمين دخل مجز وشراكة في
الإنتاج عبر تمويل محلي، كما سلف،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• أما الشرط الأساسي الذي يؤخذ في
الاعتبار، فهو حالة المياه السطحية، والتي ما تزال كافية، حسب المعلومات
المتوافرة، لسد حاجات الشرب وللزراعة القروية المعهودة، إذا ما عُقْلِن استعمالها.
والوادي الوحيد الذي يعاني هو تجگجه، بسبب كثافة السكان والإسراف في استعمال
المياه لتغطية التوسع في الغرس والسقي. وخلال عقود الجفاف استخدم عديدون من ملاك
النخيل مضخات البنزين والديزل، رغم محدوديتها خارج تجگجه – دون معرفة مدى
ضرره على مخزون المياه، غير أن التجربة لم تؤت أكلها، لا من حيث نمو النخل ولا
إنتاجه، بسبب غيبة المتابعة، وكبدت الملاك – على كل حال - مصاريف لم يعوضوها.
وهناك تجربة مشروع الواحات في مركز الرشيد الإداري، التي كانت حسب المعنيين به
معدومة النتيجة، ولم تترك أثرا يذكر، خلال العقود التي قضاها، وخاصة في وادي
الرشيد، حيث اقتصرت على حفر بئر شرق الدشرة، في أرض جدباء رملية، لا نخل فيها
اليوم ولا زرع، وقيل إن المشروع كوّن مرشدا زراعيا من أبناء الوادي، ووزع بعض
السنوات بذور الخضار، التي يبدأ الحصاد قبل وصولها أحيانا! والتي لم تعد مجانية،
كما الحال في موسمنا الحالي. ومن الجديد في الموضوع، مشروع لاستعمال المياه
"الجوفية" لسقي النخيل، في تجگجه ، وبعض أودية المركز الإداري:
الرشيد وأشاريم وأغلمبيت. وفي غيبة معلومات كافية عنه، يطرح الناس العديد من
الأسلة، مثل:</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- هل هي عملية خصوصية لأفراد،
أو عامة مفتوحة للمجتمع؟</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- وفي كلتا الحالتين، لما ذا لا
تبلّغ للجمهور وتشرح أهدافها، لما للأمر من أهمية وتداعيات؟</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- ما هو مدى تأثير المشروع على
الحدائق الموجودة، في ضوء شكوى ملاك الحدائق المغذاة من الآبار السطحية في تجگجه
وأطار من أصحاب الآبار الارتوازية؟</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- أليس المشروع فتحا لباب حفر الآبار
الارتوازية دون حسيب أو رقيب؟ </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- هل تم تقييم تأثير استغلال المياه
الجوفية الغير متجددة على الأودية المعنية، عبر دراسة يُعتد بها؟ خاصة أن الهدف –
كما يُتداول - غرس آلاف النخيل،؟</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- أليست المحافظة على المخزون الجوفي
للأجيال الحاضرة والقادمة هي الأجدر بالاهتمام ؟</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يرى
بعض المهتمين أن استخدام المياه الجوفية في حالة أودية تكانت، نوع من الهروب إلى
الأمام، في وجه العجز عن العناية بالنخيل ومتابعته، ومحاولة "التعويض"
بإغراق النخيل بالماء، دون معالجة المعضلة، المتمثلة في غيبة ملاكه عن مباشرة
العمل، كما هو واقع في آدرار، وفي البلاد العربية، وكذلك عجزهم عن التأجير عليه.
لقد كان هؤلاء – وهم أغلبية الملاك - أغنياء الأمس، لكنهم صاروا فقراء اليوم، لا
يستطيعون التكيف مع قفزة من هذا النوع؛ والأجدى أن يساعَدوا - بدلا من ذلك - على
حفر الآبار المعتادة، وتوفير الطاقة والسماد والبذور في مواسمها، والتأطير الدائم،
وفي الأوقات المناسبة، وتغطية ذلك عن طريق صندوق اقتراض محلي، كما أشرنا إليه من
قبل. </span><br />
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , sans-serif; text-align: right;">8</span><b style="font-family: arial, sans-serif; text-align: right;"> الزراعة </b><b style="font-family: arial, sans-serif; text-align: right;">المروية</b></span></div>
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><b style="font-family: arial, sans-serif; text-align: right;"><br /></b></span></div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjTDHXYZZEhkTYxVpcrylGv2m0A0OI5GoCweIm72GyD7y8C9EzNDUCZRXs_C2iDZImunFg8loWR1ubtBTykeJdAPD0695tJJSqypalEJhRFKsaPugoTqCxu3YvhJEMQfAGV45iRiQXIbRM/s1600/%25D8%25B2%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25B9%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A7+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B8%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2587+-+%25D9%2585%25D8%25B5%25D8%25BA%25D8%25B1.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em; text-align: left;"><img border="0" height="358" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjTDHXYZZEhkTYxVpcrylGv2m0A0OI5GoCweIm72GyD7y8C9EzNDUCZRXs_C2iDZImunFg8loWR1ubtBTykeJdAPD0695tJJSqypalEJhRFKsaPugoTqCxu3YvhJEMQfAGV45iRiQXIbRM/s640/%25D8%25B2%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25B9%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A7+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B8%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2587+-+%25D9%2585%25D8%25B5%25D8%25BA%25D8%25B1.jpg" width="640" /></a><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"></span><br />
<div style="text-align: right;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , sans-serif;">تحت: من آخر تيدوم مكرن التيشوطن التابع لمركز</span></span><span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;"> الرشيد الإدار، وزراعة الخضروات تحت النخل</span><span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;"> </span></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: left;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhxRdvRatCNdnEHeTlBEKTT2S6DPyCe8M1atnx892VM_miT0yuoy7R69LSAHJLD4odj0NVhOioTFsNL9WN4ZoaJDK2grK4kFp5henu3mnN2vEYvbvO-7Qh94BsjJS9FhWEeytggY4r98bA/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25AA%25D9%258A%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2587+%25D9%2581%25D9%258A+%25D9%2585%25D9%2583%25D8%25B1%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%258A%25D8%25B4%25D9%2588%25D8%25B7%25D9%2586+.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhxRdvRatCNdnEHeTlBEKTT2S6DPyCe8M1atnx892VM_miT0yuoy7R69LSAHJLD4odj0NVhOioTFsNL9WN4ZoaJDK2grK4kFp5henu3mnN2vEYvbvO-7Qh94BsjJS9FhWEeytggY4r98bA/s320/%25D9%2585+-+%25D8%25AA%25D9%258A%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2587+%25D9%2581%25D9%258A+%25D9%2585%25D9%2583%25D8%25B1%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%258A%25D8%25B4%25D9%2588%25D8%25B7%25D9%2586+.jpg" width="180" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEijQzVVg8a0on8jtuhpMz673uftQp84d1uf9bGspYe6DiCUDJFVsGKMCeiBF_ysXexTS7IiyPykl6IW5OeNrsouoLQBQYYyP1l65D0RkeOUPxDZ8ZCATprsHsV7CgA1xG3DKwbj2QYoWFg/s1600/%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A+%25D9%2585+-+%25D9%2585%25D9%2588%25D8%25B3%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25B6%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="225" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEijQzVVg8a0on8jtuhpMz673uftQp84d1uf9bGspYe6DiCUDJFVsGKMCeiBF_ysXexTS7IiyPykl6IW5OeNrsouoLQBQYYyP1l65D0RkeOUPxDZ8ZCATprsHsV7CgA1xG3DKwbj2QYoWFg/s400/%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A+%25D9%2585+-+%25D9%2585%25D9%2588%25D8%25B3%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25B6%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" width="400" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br />
<br /></div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• على تواضعها اليوم وتقلّص رقعتها،
ظلت الزراعة المروية على مدى التاريخ عنصرا مهما في اقتصاد الوادي وداعما للنخلة
التي تشترك معها في نبعة واحدة؛ ومن أشهر محاصيلها القمح والشعير والحناء والقهوة
والشّم (التبغ) وسانگومه التي كانت تستعمل لصباغة الجلود. وقد ذاع صيت هذه
المحاصيل، وتصدرت وَجباتُها المائدة المحلية (كسكس قمح أشيلال، وكسرته ورغيده،
وأبلژ الشعير، وبلغمانه (السويق) والهبيد ، لما لها من خصائص غذائية نافعة ومذاق
شهي؛ وقد ظلت هذه الحبوب تزرع في الأرباط (أم الطبول والتاشوط وأدروم التابع
لتجگجه حتى اليوم) وفي الَگْرائرْ مثل الخط، قبل شح المياه وحالة الكسل
الجديدة، وبالاستطاعة العودة إلى زراعتها، مع توافر الإمكانيات والتقنيات الجديدة؛
والعودة كذلك إلى منتجات أخرى ترفّعنا عنها، مثل الهبيد وحب المحيص (أيزن)، وآژْ،
حيث أثبتت التجارب نجاعتها في الغذاء، وتفوقها على الرز والحبوب المستوردة،
والملوثة – في غالبيتها - بمواد حافظة، أو مجهولة المصدر أو منتهية الصلاحية.</span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">9<b> العمارة</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• لا تقلُّ العمارة أهمية عن الزراعة،
ولنا فيها خبرات متوارثة، كانت محل اهتمام الدارسين. وقد أفادت كثيرا من الفن
المعماري في قصور الشمال (وادان وشنقيطي) وفي قصور تگانت الأقدم (تشيت وتجگجه وگصر
البركة)، بل أضافت. ويمتلك الوادي اليوم عددا من البنائين المهرة - كما سلف -
قادرين على تلبية احتياجات السكان في أنماط البناء، من غرف استقبال وحُجرات سكن،
ومحامل ومصاطب وأفنية حجرية، وأعرشة جريد أو قصب قِدٍّ، وأخصاص (تيكّاتن) ومرافق
صحية، ومرابض للماشية (آكوادير)، سواء بالمواد المحلية، من حجارة، ومنتجات نخيل
وسبط وثمام (أم ركبه) المسايرة للبيئة، أو مواد جديدة كالإسمنت والرخام والحديد
والزنگ؛ ولبنّائي الرشيد في بقية نواحي تگانت وفي الولايات المجاورة كالعصابة سمعة
طيبة. إن الواجب يقتضي تشجيع هؤلاء المعماريين والتشبث بمواد البناء التقليدية من
حجارة وجذوع نخل، لأنها أيضا قيمة اقتصادية وجمالية وتراثية، من الخطأ الفادح
ضياعها.</span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">
10 <b>الصناعة التقليدية </b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• تُعد الصناعة التقليدية أبرز
خصوصيات تكانت بشكل عام ومركز الرشيد الإداري بشكل خاص، حيث ينحدر غالبية الصناع
التقليديين منه، والعديد منهم ما يزال مقيما فيه، موزعين بين مداشره وقراه أو في
تجگجه، وإن كان آخرون هاجروا إلى العاصمة والمدن الكبرى. ورغم ظاهرة العزوف عن
الأنشطة الموروثة في بعض الشرائح الاجتماعية، إلا أن الوضع قابل للتدارك، بشرط
العناية والتوجيه حتى يُضمن للصانع دخل مجز، وتُلبي حاجة المستهلك، وخاصة في
مجالات مثل أثاث المنازل، من أسرّة وحصائر، ووسائد وأبواب وستائر، إضافة إلى
المشغولات اليدوية المعهودة، من قدائم (گواديم) وسكاكين ومواس، وتلك المخصصة عادة
للسياح، مع العناية بالأسعار حتى يمكن التنافس.</span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">11<b>
السياحة</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<br /><span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• تُشكل السمعة الغالية التي يتمتع
بها الرشيد في الذاكرة الجمعية في أرجاء موريتانيا وأرض البيظان - وخاصة لدى أهل
الثقافة والفنون الجميلة، وكونه أيضا فضاءً آمنا لله الحمد - مكاسب مهمة تغني عن
الكثير من الترويج، وينبغي التشبث بها والسعي لترسيخها، قصد نيل فوائدها المعنوية
والمادية الجمّة؛ ومن حسن الحظ أن الكثير من المعطيات التي أسست لهذه الشهرة ما
تزال قائمة، مثل واحات نخيل الوادي، كأم الأرجام، إريجي، الدخلة، التيميريرت، البور،
رأس الطارف، الساگية، الگطيطيرة، آگنانه؛ أو برك ماء، كتلمدينْ وتنژلاط وتاوجافت
وانتسكه وگلتة الجمل، وانتاورطه، وواحات ذات طابع متميز، كالحويطات، وتالمست
بنخلها المتلوي وأحسائها، وانييملان، وواحات الوادي الأبيض (العوينات، الكريسي،
النبط، أغلمبيت، الزويرة، عين الخشبة، الدندان، أغوديت) أو تلك الواقعة على الطرف
الثاني من الطريق، كمنحدر إفرشاي الجبلي، البيجوج، أغريگت انتاورطه، أكرج؛ أو
مواقع أثرية كالدشرة القديمة في الرشيد، وأوابد مثل الأرجام، وآثار گنگاره (ديار
أهل الأولين) ومعالم جبلية كلَكْليبْ الأحمر، گلب مَري، گلب الشنينيفة، أگنتور
الظلمة، أگنتور بحان؛ وخوابي الحفرة، وسدود: كأم الطبول، انييملان، الحرج، الحفرة،
الميرْ، ونقوش الدشرة القديمة الحجرية، ورسوم گلب انتموتاگت وتنژلاط وأگرج. ورغم
أن الرشيد والحويطات وانييملان وصاله وإگفان، كانت ممرا للسباقات الصحراوية
"الراليات" المختلفة حتى توقفها، لم يُجن منها أي شيء، نظرا لضعف
الاستعداد الذهني وانعدام الخبرة، وهيمنة الفرق المصاحبة، المتحكمة في محطات
التوقف وفي التموين، وهذا ما ينبغي تلافيه في المستقل<span style="font-family: "arial" , "sans-serif";">.</span> وما يُحتاج إليه اليوم هو
وضع ترتيبات للاستفادة من السياحة بشكل أفضل، بدءا من توعية الجمهور وإشراك أهل
الخبرة المحلية، وحتى الذين لهم في سياحة الگصور يد طولى من خارج المركز الإداري. </span><br />
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , sans-serif;">• </span><span style="font-family: "arial" , sans-serif;">إن السياحة مجال حساس يحتاج إلى ثقافة وكياسةٍ وذوق، وهو عامل تقارب وصداقة بين الشعوب وتبادل للمنافع، عبر ربط علاقات إنسانية، أساسها الاحترام المتبادل، وشعارُها إكرام الضيف، والصدقُ في التعامل، بمراعاة قيم البلد، وعلى رأسها الدين والثقافة المحلية، واحترام الآثار، كالقدور والصّفا المحفورة والمقادح (التميش) وفؤوس الحجارة، بل الرّوُمد بشكل عام، بذلك نحمي المجتمع والآثار، ونكسب ثقة السائح، ونوفر له ما قطع آلاف الكيلومترات – أحيانا - بحثا عنه، وهو السعادة، ونربح معنويا وماديا.</span></span><br />
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span>
<br />
<h2 style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">من معالم الرشيد</span></h2>
<div>
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjhU10g2Xj5lSAitZXGOzS2EzbvvrcUH7eLFoShKqDe_9RlYwQJBhBmqRIUre23FqR-mq4YH5c6pDI6Ff8KXkHLWzn03jtkDRTY2bZ2PLIgsCNrxP1_DaXLWTL0gXZmfwBRdNnQOWTlOkI/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A8%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B4%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585%25D8%25A9+%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B8%25D8%25B1+%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25A9+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A9+-+%25D9%2585%25D8%25B5%25D8%25BA%25D8%25B1.jpg" style="font-family: 'Times New Roman'; font-size: medium; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjhU10g2Xj5lSAitZXGOzS2EzbvvrcUH7eLFoShKqDe_9RlYwQJBhBmqRIUre23FqR-mq4YH5c6pDI6Ff8KXkHLWzn03jtkDRTY2bZ2PLIgsCNrxP1_DaXLWTL0gXZmfwBRdNnQOWTlOkI/s640/%25D9%2585+-%25D8%25A8%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B4%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585%25D8%25A9+%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B8%25D8%25B1+%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25A9+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A9+-+%25D9%2585%25D8%25B5%25D8%25BA%25D8%25B1.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "times new roman"; font-size: small; text-align: center;"> </span><span style="font-family: "times new roman"; text-align: center;"> الدشرة القديمة وكلب الشنينيفة والبطحاء</span></span></div>
<div>
<div style="text-align: center;">
**</div>
</div>
<div>
<br /></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "times new roman"; text-align: center;">تحت: مناظر من بقايا مسجد الدشرة القديمة، إلى اليمين</span></span><span style="font-size: large; text-align: center;">المحراب الداخلي وإلى اليسار </span><span style="font-size: large; text-align: center;">المحراب الخارجي ليالي الصيف </span></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"></span><br />
<h3 class="separator" dir="ltr" style="clear: both; font-family: 'Times New Roman'; text-align: left;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjUnMN70HbVD_MyRH9fJJKVOYbTkIqtbIrhhDF5q1Uib4KgDpydBDUoUXnKtnAMtpwvaapR9qUrCZmLEz_Rk9jCIRhBZE5iH196U6QoIQ9pNDvtLm-C0Pc-LUOLWk8hOg4IEU5IwAw-_VE/s1600/%25D9%2585%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25AC%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25AC%25D9%258A+%25D9%2584%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%258A%25D9%2581+.jpg" style="font-family: arial, sans-serif; font-size: x-large; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: left;"><img border="0" height="180" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjUnMN70HbVD_MyRH9fJJKVOYbTkIqtbIrhhDF5q1Uib4KgDpydBDUoUXnKtnAMtpwvaapR9qUrCZmLEz_Rk9jCIRhBZE5iH196U6QoIQ9pNDvtLm-C0Pc-LUOLWk8hOg4IEU5IwAw-_VE/s320/%25D9%2585%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25AC%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25AC%25D9%258A+%25D9%2584%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%258A%25D9%2581+.jpg" width="320" /></a><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjXyp0qGwiufXeUx6RDQBDdFG-Agoxg1YtDIW471rTybtqXNKmuUgITE0vdcUByt6XqKWY1_un4S6aLKrws-4RyVu1M2B_xt58kMDL7AZEuv4ERHDBbwGU_pJzbwTbgGOUH2W5EEmss1Ts/s320/%25D9%2585%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25AC%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25AE%25D9%2584%25D9%258A.jpg" width="180" /></span></h3>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">
</span></div>
<div dir="ltr" style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5NUtDeZmkEIwGtodqX6Q4pbEvMWOVNadKc8cUOU3D4mEERtRMZqAQeBpiTpqoR7vtOcTYEAfqWs6HUAxXOcGxTcYdRSc4HuGksXiyol4X3Z0s-ggMHU3_2j1cHM7vwSQWCL2c1iYeLKU/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25A8%25D9%2587%25D9%2588+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" style="clear: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5NUtDeZmkEIwGtodqX6Q4pbEvMWOVNadKc8cUOU3D4mEERtRMZqAQeBpiTpqoR7vtOcTYEAfqWs6HUAxXOcGxTcYdRSc4HuGksXiyol4X3Z0s-ggMHU3_2j1cHM7vwSQWCL2c1iYeLKU/s400/%25D9%2585+-+%25D8%25A8%25D9%2587%25D9%2588+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" width="225" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg3HdbM2SqF3-rBIJRXC12NN9GwoeR2phBEtYmAMDYrLU8hfYO4lNRfQLqPveUB7WoIgS6JL6VjaWtCqQ1Dp-sT34Z0DyXeQoOtsB32GXoEq3S4s-a2MXnmeQDcLFeND-LMwLlQf98hUhQ/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D8%25B7%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25AC%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585.jpg" style="font-family: 'Times New Roman'; font-size: medium; margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg3HdbM2SqF3-rBIJRXC12NN9GwoeR2phBEtYmAMDYrLU8hfYO4lNRfQLqPveUB7WoIgS6JL6VjaWtCqQ1Dp-sT34Z0DyXeQoOtsB32GXoEq3S4s-a2MXnmeQDcLFeND-LMwLlQf98hUhQ/s400/%25D9%2585+-+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D8%25B7%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25AA+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25AC%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585.jpg" width="225" /></a></span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;"> بعض أسطوانات المسجد وجانب من دار محمد المختار بن الحامد</span></div>
<div>
<br /></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , sans-serif; text-align: center;">جانب من بهو دار محمد المختار بن الحامد وحيطانها الداخلية</span></span></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoTXmCzPROoz6kl5TNalgARDVQIQ4BdoKmKL9kdfRy5rTxEjC_qZjMI3CxbQJeYe0B5Nfld1mCX1J1mhtWklHG29h1NtxoruLgMkkyWN0MADgNj-dTpNoZt7jAIO3bGmgyzyBPOHmaxZY/s1600/%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25A6%25D8%25B7+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25A8%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25AF.jpg" imageanchor="1" style="font-family: 'Times New Roman'; font-size: medium; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhoTXmCzPROoz6kl5TNalgARDVQIQ4BdoKmKL9kdfRy5rTxEjC_qZjMI3CxbQJeYe0B5Nfld1mCX1J1mhtWklHG29h1NtxoruLgMkkyWN0MADgNj-dTpNoZt7jAIO3bGmgyzyBPOHmaxZY/s640/%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25A6%25D8%25B7+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25A8%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25AF.jpg" width="360" /></a></span></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "times new roman"; text-align: right;">تحت، نقوش </span></span><span style="font-size: large; text-align: right;">غزلية شبابية في القرن 19</span></div>
<div>
<span style="font-size: large; text-align: right;"><br /></span></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjBEJOt6HHI0ReAc06ybNNQZ_9VNTlGgHCLQJFJTWT8NmzjQrUA5F8SDqWoiYHi0fhQl5fQS8r9liCG_YerBX9wyQn1i2mvyG27j-130GN1Af_eNt6fQr3qZVEFmPEDWMaMWZ0cxwjZY9s/s1600/%25D9%2585+-%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2588%25D8%25B4+%25D8%25AD%25D8%25AC%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+19+%25D9%258A%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B3+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1%25D9%2587%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1++%25D9%2585%25D9%2586+%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><img border="0" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjBEJOt6HHI0ReAc06ybNNQZ_9VNTlGgHCLQJFJTWT8NmzjQrUA5F8SDqWoiYHi0fhQl5fQS8r9liCG_YerBX9wyQn1i2mvyG27j-130GN1Af_eNt6fQr3qZVEFmPEDWMaMWZ0cxwjZY9s/s400/%25D9%2585+-%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2588%25D8%25B4+%25D8%25AD%25D8%25AC%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+19+%25D9%258A%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B3+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1%25D9%2587%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1++%25D9%2585%25D9%2586+%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586.jpg" width="225" /></a><span style="font-family: "times new roman"; text-align: right;"> </span></span><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhmGCfkYIBYNIzEhG4eeCMkO2XXdtptf633UgA_Iin-dBJDKfCOgI6pR57YbzPrRwzc6ABkePvz8Yy0eXdP5GeP7QR7p49xHSzEhJsDgh9A5RhRUhSZ62M3QUwRHU2rN-HdAFrdUag4CPA/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25B6+%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2588%25D8%25B4+%25D8%25AD%25D8%25AC%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+19+%25D9%258A%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B3+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1%25D9%2587%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1+%25D9%2585%25D9%2586+%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><img border="0" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhmGCfkYIBYNIzEhG4eeCMkO2XXdtptf633UgA_Iin-dBJDKfCOgI6pR57YbzPrRwzc6ABkePvz8Yy0eXdP5GeP7QR7p49xHSzEhJsDgh9A5RhRUhSZ62M3QUwRHU2rN-HdAFrdUag4CPA/s400/%25D9%2585+-+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25B6+%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2588%25D8%25B4+%25D8%25AD%25D8%25AC%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+19+%25D9%258A%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B3+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1%25D9%2587%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1+%25D9%2585%25D9%2586+%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586.jpg" width="225" /></a></div>
<div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"></span><br />
<h2 style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;">تحت: صورتان الأولى للكْليبْ الأحمر، قبل عبث شركة الطريق به والثانية بعد ذلك </span></h2>
</div>
<div style="text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6oGHRP9MCBRwIXKHiXQLJFDGp6rrw1vHd5_2FIrGydE3qVfeiSyZiaafT42iy8kddoQX1q4RP5TT-wYrk8Pu9PZcmZxzZxHV2SL3Irwd7SgRx0Ob8EK3UTPyxXtxXhHZ8UtbyLBzFDGA/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25B1+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AB+%25D8%25A8%25D9%2587++%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6oGHRP9MCBRwIXKHiXQLJFDGp6rrw1vHd5_2FIrGydE3qVfeiSyZiaafT42iy8kddoQX1q4RP5TT-wYrk8Pu9PZcmZxzZxHV2SL3Irwd7SgRx0Ob8EK3UTPyxXtxXhHZ8UtbyLBzFDGA/s640/%25D9%2585+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25B1+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AB+%25D8%25A8%25D9%2587++%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" width="640" /></a> </div>
<h2 style="text-align: center;">
</h2>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiiNvG-fcwVGEmqrJXWlSKT5sR98xMVn3wBLhauNS0imbV41lsn2fqtDXGCJYfZ-MQoV1YegvUAKlR3MrqNmN6xLuiJ0Th-Ygt2iDo-vGG0FqdsAT5hA6V8r_YREqwqzzZpu9Hhm2JEaGo/s1600/%25D9%2586-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25B1+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF+%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AB+%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A8%25D9%2587.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiiNvG-fcwVGEmqrJXWlSKT5sR98xMVn3wBLhauNS0imbV41lsn2fqtDXGCJYfZ-MQoV1YegvUAKlR3MrqNmN6xLuiJ0Th-Ygt2iDo-vGG0FqdsAT5hA6V8r_YREqwqzzZpu9Hhm2JEaGo/s640/%25D9%2586-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25B1+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF+%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AB+%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A8%25D9%2587.jpg" width="640" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: left;">
<br /></div>
<h3 style="clear: both; text-align: center;">
**</h3>
<h3 style="clear: both; text-align: center;">
كارت كلب مري</h3>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgZsisyJQeN8i1qVgw0bb8vfWibVANMUGSE-CqJLrq3lTsNKgc7J7aTIuI_8gkfPZz1zKH-poYcXklOhvAIXbybS4qZQhBt2QXiz-SzK-WcR0rQeorzEn_kTTiqexpvVeXZj8kn7SBLifo/s1600/%25D9%2585+-%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25A8+%25D9%2585%25D8%25B1%25D9%258A+.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgZsisyJQeN8i1qVgw0bb8vfWibVANMUGSE-CqJLrq3lTsNKgc7J7aTIuI_8gkfPZz1zKH-poYcXklOhvAIXbybS4qZQhBt2QXiz-SzK-WcR0rQeorzEn_kTTiqexpvVeXZj8kn7SBLifo/s640/%25D9%2585+-%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25A8+%25D9%2585%25D8%25B1%25D9%258A+.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<br />
<h3 style="text-align: center;">
**</h3>
<h3 style="text-align: center;">
حضارات قديمة قبل القرن 18</h3>
<div>
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEia6dsq_iu9uHQn8_tRyvFO3tOv-tXv4StJyEgaDKTLfs_HfV4iq9WBFmi7SLX1TJj1Yn8pR7hfcRBU6LPEzaZUDNOTVBy7H63TdDDugYIUuKaks6UQ-KfdRdykEV-2RIs1Ikh1wiDR19Y/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A2%25D8%25AB%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1+-++%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="225" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEia6dsq_iu9uHQn8_tRyvFO3tOv-tXv4StJyEgaDKTLfs_HfV4iq9WBFmi7SLX1TJj1Yn8pR7hfcRBU6LPEzaZUDNOTVBy7H63TdDDugYIUuKaks6UQ-KfdRdykEV-2RIs1Ikh1wiDR19Y/s400/%25D9%2585+-%25D8%25A2%25D8%25AB%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1+-++%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" width="400" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjcwxj_d5wCBdDefioBwYAp3v_DdnAxfU8CBi4rnmMk0U2sxUQPKIYy5fiIGuyKQiAQC64K7mRFlUwvVATe5_FCsAMhnSPUvImgt34kH83_3SmgMz7zvJ-jjRoSOb5rrRlSyw-lt8y7EhY/s1600/%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A3%25D9%2587%25D9%2584+%25D9%2588%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25AF%25D9%258A+%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25A6%25D8%25B7+%25D8%25A3%25D8%25AB%25D8%25B1%25D9%258A+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A8%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2582%25D9%258A%25D8%25A9+5-3-15++1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: center;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjcwxj_d5wCBdDefioBwYAp3v_DdnAxfU8CBi4rnmMk0U2sxUQPKIYy5fiIGuyKQiAQC64K7mRFlUwvVATe5_FCsAMhnSPUvImgt34kH83_3SmgMz7zvJ-jjRoSOb5rrRlSyw-lt8y7EhY/s320/%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A3%25D9%2587%25D9%2584+%25D9%2588%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25AF%25D9%258A+%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25A6%25D8%25B7+%25D8%25A3%25D8%25AB%25D8%25B1%25D9%258A+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A8%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2582%25D9%258A%25D8%25A9+5-3-15++1.jpg" width="180" /></a></div>
<h3 style="text-align: center;">
</h3>
<h3 style="text-align: center;">
**</h3>
<br />
<div style="text-align: center;">
<span style="text-align: right;"> <span style="font-size: large;">تحت، طريق تنزلاط وكلتتها وبطحاؤها وبعض نقوشها الأثرية غربي </span></span><span style="font-size: large; text-align: right;">وادي الرشيد، وهي آخر منعة لمحمد المختار بن الحامد بعد احتلال المستعمرين للرشيد في أغشت 1908 </span></div>
<span style="font-size: large; text-align: right;"><br /></span>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjRoCZFQPJ4gv3y922I76A-AgixERgtruKkBhnOFm9d6RsAnmGbmorMwqKXAhjzvYfShqCQStos20Z_aPcn9Wf6_tNYh51RH2-lam0cEM2IdoDPJP97bchDFI3S4N_jGGYdnsipUcr-rlM/s1600/%25D9%2586-%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjRoCZFQPJ4gv3y922I76A-AgixERgtruKkBhnOFm9d6RsAnmGbmorMwqKXAhjzvYfShqCQStos20Z_aPcn9Wf6_tNYh51RH2-lam0cEM2IdoDPJP97bchDFI3S4N_jGGYdnsipUcr-rlM/s640/%25D9%2586-%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+-+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+1.jpg" width="640" /></a></div>
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw7lKYoT4rl1AdqrzEiH-5t-UMu-3hr1bki-dl3AnlEqpq4qIwfdLMg9DUZ3jMY1cY9a_xlZocwWSgg5ujgen4ZdtI4B_gxrO5pVKj3AfBkef64eUkQXMtXI-TbnGX8Y9slt7unOy3WTw/s1600/%25D9%2585+-+%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25A9+%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+9.JPG" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw7lKYoT4rl1AdqrzEiH-5t-UMu-3hr1bki-dl3AnlEqpq4qIwfdLMg9DUZ3jMY1cY9a_xlZocwWSgg5ujgen4ZdtI4B_gxrO5pVKj3AfBkef64eUkQXMtXI-TbnGX8Y9slt7unOy3WTw/s640/%25D9%2585+-+%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25A9+%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+9.JPG" width="640" /></a></div>
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhIwVfTttdxE64SRGlR4LXRfVrhvqdOEx8ky0th567qCrvHrRHVBxOvv6KpcxaAAdPJoaUweb6JcKy-3L-CHn5o-Qflak0KH0SqvBbFXlbz41z2shDhEMMsm11be-jiuZpzdooot5MCbGY/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+8.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhIwVfTttdxE64SRGlR4LXRfVrhvqdOEx8ky0th567qCrvHrRHVBxOvv6KpcxaAAdPJoaUweb6JcKy-3L-CHn5o-Qflak0KH0SqvBbFXlbz41z2shDhEMMsm11be-jiuZpzdooot5MCbGY/s640/%25D9%2585+-%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+8.jpg" width="640" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0dVw2eDfsoxGthMiv1hYw4OyDA3K9tLkZoOikYmBjF1ybqWRNhyphenhyphenw5cWt9jsdW979mSBH0XgjtDYKURXAjh7u6cHnUbn6sKxR2VfBjBrr57f0fd6rytRbYVn84mUm3-bGcaIlIKUTgqfw/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+-+%25D8%25B1%25D8%25B3%25D9%2588%25D9%2585+2.jpg" style="font-family: arial, sans-serif; font-size: x-large; margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi0dVw2eDfsoxGthMiv1hYw4OyDA3K9tLkZoOikYmBjF1ybqWRNhyphenhyphenw5cWt9jsdW979mSBH0XgjtDYKURXAjh7u6cHnUbn6sKxR2VfBjBrr57f0fd6rytRbYVn84mUm3-bGcaIlIKUTgqfw/s640/%25D9%2585+-+%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+-+%25D8%25B1%25D8%25B3%25D9%2588%25D9%2585+2.jpg" width="640" /></a></div>
<br />
<h3 style="text-align: center;">
تحت، كلتت تاوجافت</h3>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiiw1z6hywFc4A-s5zvj2Iaz820VcL-ONsAmvZnxxEYwaKMrTxX4EYaabxCOWfJrZXTXFbgS-lS2HXkPNWPZjXu-PQJlB2KZ_lGdJK1P92YTwsq8ttd6QWC-aR0M9i3JRMnXzT_3moWOng/s1600/%25D8%25A7+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2580+%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25A9+%25D8%25AA%25D8%25A7%25D9%2588%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2581%25D8%25AA.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiiw1z6hywFc4A-s5zvj2Iaz820VcL-ONsAmvZnxxEYwaKMrTxX4EYaabxCOWfJrZXTXFbgS-lS2HXkPNWPZjXu-PQJlB2KZ_lGdJK1P92YTwsq8ttd6QWC-aR0M9i3JRMnXzT_3moWOng/s640/%25D8%25A7+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2580+%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25A9+%25D8%25AA%25D8%25A7%25D9%2588%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2581%25D8%25AA.JPG" width="640" /></a></div>
<div>
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;">تحت: أكنتور بحّان في انتاورطه</span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkTJsQ3yIQAe5vFJr6nDg4QPL1f6KhyphenhyphenoCUGS1jXuZYCdLUjwcLz1zY7es-4HrfsfkigVdEGjfqbBYKub5RkXG7kS_L0pB63yXETOVE3Wm7oCsLthjsOT2OB0hu84wPS7nMY63RnfDTZRM/s1600/-%25D8%25A3%25D9%2583%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25A8%25D8%25AD%25D9%2591%25D8%25A7%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgkTJsQ3yIQAe5vFJr6nDg4QPL1f6KhyphenhyphenoCUGS1jXuZYCdLUjwcLz1zY7es-4HrfsfkigVdEGjfqbBYKub5RkXG7kS_L0pB63yXETOVE3Wm7oCsLthjsOT2OB0hu84wPS7nMY63RnfDTZRM/s640/-%25D8%25A3%25D9%2583%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25A8%25D8%25AD%25D9%2591%25D8%25A7%25D9%2586.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: right;">
<div style="text-align: right;">
<span style="text-align: justify;"> </span><span style="font-size: small; text-align: justify;"> </span></div>
</div>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<h3 style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large; font-weight: normal;">12 إجراءات لها الأولوية</span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إعادة الاعتبار للعادات الفلاحية
المعروفة، والتي تكاد تختفي، وذلك بإحياء العمل في النخلة من حيث سقيها وطلوعها
وتشذيبها وتوبيرها، لتأقلم أبناؤنا من الأجيال الجديدة مع المحيط ويشاركوا
في الحملات الزراعة، والمرابَطَةُ في المزارع وفي الحدائق أيام حصادها، وفرز
المُنتج وإعداده للاستهلاك أو البيع أو التخزين، مما يجعلهم يتشبعون بثقافتنا
العريقة، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إدخال أساليب جديدة في الزراعة
وتوفير أدوات فلاحية حديثة، بعد التوقف عن استخدام الأدوات القديمة المعتمدة على
الجهد العضلي، وعزوف الفلاحين عنها، حتى صارت النتيجة - مع عوامل أخرى – تدنِّ
كبير في إنتاج المزارع المطرية، وانقراضٍ شبه كامل لبعض المزروعات، كالذرة التي
كانت المحصول الأساسي، وكذلك القمح والشعير، واستبدالها بالأسهل إنتاجا: اللوبيا
البيضاء (آدلكان)، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- المحافظة على الثروة المائية
لبوادي وأودية مركز الرشيد الإداري، بترشيد استعمال المياه، حتى لا يتكرر ما يحل
بتجگجه وأودية آدرار، حيث يُجمِع الخبراء على أن مستقبلهما القريب مهدد، بسبب
الإسراف في استعمال المياه، حتى أشرف المخزون السطحي على النضوب، بعد استنزافه
بوسائل الضخ الحديثة، ويتبعه الآن المخزون "الجوفي" بعد أن تمكن بعض
المتنفذين وأصحاب الأموال من استعماله لري النخيل والأغراض الخاصة، كما ذكر من
قبل، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- وضع خطة لحماية أودية مركز الرشيد
الإداري من زحف الرمال، تبدأ بإقامة مشروع لصدها في الرشيد كمثال: في انيزرگ، وعلى
الطرف الشرقي للجبل، مقابل دْخيلة أهل امّيده، وفي مناطق تجمع الرمال قبل رأس
الطّارف وبعده، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- حماية المتبقي من شجر المركز
الإداري بشكل عام، والرشيد بشكل خاص لأنه الأكثر تضررا من السيبة الحالية
حيث يوجد في الناحية الشمالية في طرف الصحراء ذات الأمطار النادرة، وفي البدء وضع
زرائب على بقايا الغابات، في وادي الرشيد مثلا: المبروك اجّويْله، امْليهيه،
زاروقه، حْسي الخشبة حْسي التيشطايه، وحماية مراعي حمى أودية المركز، بمنع حفر
الآبار في المناطق الرعوية المفتوحة (الشمسات) كتلك الواقعة بين وادييْ الرشيد
وأشاريم، واستعمال مياه الأودية الكافية، وهو ما اتبعته الإدارة الفرنسية حتى
الاستقلال؛ ومنع التقري العشوائي، والتركيز على السكن ضمن الحواضر القائمة في
الأودية،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- وقف تآكل اجْوالي، من خلال البدء
بمجهود تعبوي واسع يُعنى به الجميع، بحيث يستحضر الكلُّ وفي طليعتهم ملاك الحدائق
مسؤوليتهم في ذلك، </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- وضع عوائق (آشكاريف) على طول
المناطق المتآكلة والمهددة بالانجراف جراء السيول، خاصة في الرشيد والحويطات
وأشاريم وانييملان وكافة واحات بلدية التنسيق (انييملان)، خاصة الوادي الأبيض، ومثل
ذلك غير جديد، فقد عُرف سكان الرشيد باستخدام هذه العوائق، وتاريخيا أشرف
الفرنسيون بعد سنة 1917 (تاريخ سيل الأرواح الثاني) على حملة تعبوية دامت لسنوات،
لوضعها في مختلف جالات وادي الرشيد، مما أعاد لها الكثير من ما فقدته آنذاك،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- تزريب مناطق النخيل ذات الكثافة،
وخاصة منها المشتركة بين ملاك متفرقين، أو المنقطعة، ومنها في الرشيد: انخيل
گانيه، أم الأرجام، إريجي، تاوجافت،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">- إلزام شركة تعبيد مقطع تجگجه
– الخط، من طريق تجكجه – أطار: "الموريتانية للأشغال الكبرى" بـ:</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">أ - تصريف مخلفات عملها من الحجارة
وغيرها، ومحاولة الاستفادة من بعضها بنقله إلى اجوالي لتكون ضمن مجهود العوائق
المنوه عنه، وذلك لكونها تركت مخلفات كبيرة من الحجارة والحَصَى (أرارش) وغيرها في
البطحاء، فشوهتها،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">ب - إصلاح الأضرار المباشرة التي
ألحقتها ببعض حدائق النخيل، وأخطرها إحاطتها بكومات هائلة من الحجارة، حجزت عنها
مياه الأمطار التي كانت تنساب إليها من الجبل، وشوهت المناظر الطبيعية؛ ومع
استحالة إعادتها إلى ما كانت عليه في مستقبل منظور، فيجب القيام بتعويض كافٍ، لحفر
آبار في هذه الحدائق وتزويدها بالطاقة، حتى يعوَّض النخيل النافق ولو على مدى
طويل،</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">ج - إصلاح سد جالة البور (خنگ أهل
الطالب خيري) الذي مرت منه الطريق، وجرفته، فتحول المجرى، وتضرر الموقع، والمساعدة
في إقامة السدود الصغيرة التي تمر بها الطريق وصيانة الأخرى، إسهاما في التنمية
الاقتصادية والاجتماعية المحلية، </span><br />
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;">د - ردم الحفر الكبيرة داخل الوادي وفي جنباته التي استُخدمت كمقالع للحجارة والحصى، وترميم المعالم المتضررة، لعل أبرزها رأس الطارف والَگليْبْ الأحمر الذي تعرض لتجريف فظيع، وهو آبدة فريدة، في الوادي، كانت تاريخيا ميقاتا لمسافة القصر بين الوادي وتجگجة،</span><br />
<div style="text-align: center;">
**</div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-family: "arial" , sans-serif; font-size: large;">تحت، جالة النخل الطويل قبل حاجز حجر شركة الطريق وبععه عندما سد ماء المطر عن النحل</span></div>
<div style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><br /></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgGMCK44zeFT29H7WiAVibuWP0JLFJIOo-oVZjpD80ix7Cf5N2a5DqQPtVmiPWHjMegFb4xuWSp_vOP-XzRuSChbSS2Eq8n9c1OGgbXLnxxzLJJH8BGlbfDYxpIGMB-FJCP23BEaRK5iHs/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2584+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25B3%25D8%25AF+%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%2582+%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2587+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B7%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25BA%25D8%25B0%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2584%25D9%2587+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25A8%25D9%2584+%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="480" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgGMCK44zeFT29H7WiAVibuWP0JLFJIOo-oVZjpD80ix7Cf5N2a5DqQPtVmiPWHjMegFb4xuWSp_vOP-XzRuSChbSS2Eq8n9c1OGgbXLnxxzLJJH8BGlbfDYxpIGMB-FJCP23BEaRK5iHs/s640/%25D9%2585+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2584+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25B3%25D8%25AF+%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%2582+%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2587+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B7%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25BA%25D8%25B0%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2584%25D9%2587+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25A8%25D9%2584+%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A.jpg" width="640" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgBOwlfj5a37HtdjcwfRrc3FWOLMB3R3E1s5dHGJbdLbXu7VGcR5oqSH15q3EZL2i9j277fV6R71yGG5hwkWIqnxUusvIBv_gnsqlSZxP8rDyoEY-tZNdmyujPysHyfJxe5CSdn4a9mSdw/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2584.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="476" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgBOwlfj5a37HtdjcwfRrc3FWOLMB3R3E1s5dHGJbdLbXu7VGcR5oqSH15q3EZL2i9j277fV6R71yGG5hwkWIqnxUusvIBv_gnsqlSZxP8rDyoEY-tZNdmyujPysHyfJxe5CSdn4a9mSdw/s640/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%2588%25D9%258A%25D9%2584.jpg" width="640" /></a></div>
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<h3 style="text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">13<b> خاتمة</b></span></h3>
</div>
<div class="MsoNormal" style="line-height: normal; margin-bottom: 0cm;">
<span style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• <span dir="RTL" lang="AR-SA">بتقديم هذه الأفكار، أردنا إلقاء حجر
في الماء الراكد، وتذكير المجتمع بمستوياته كافة - وفي المقدمة نخبته، من سياسيين
ومثقفين وتجار وحرفيين وأصحاب مبادرات وأعيان، وممثلي شريحتي النساء والشباب ذوي
الطاقات الخلاقة، والطموح في التغيير والتجديد - بمكامن قوة مجتمعنا ونقاط ضعفه،
ودعوتهم إلى التأمل جديا في الحالة المُعاشة، من غياب سياسي وفراغ ثقافي وكسل فكري
وخمول نفسي، التي هي نتاج ثالوث التخلف: الجهل والفقر والمرض. ولا بد من التخلي عن
المفاهيم والمسلكيات المعيقة، كالتقوقع حول الذات والدائرة الضيقة، والعمل على
ترميم ما تآكل من قيَم المجتمع الدينية: الطهر والنقاء والصدق والأمانة والتراحم
والتكافل، والتي كانت من عوامل حيويته وتضامنه؛ فلا يمكن لمجتمع مثلنا، أن يعيش
التفرد والقطيعة بين الإخوة والأصدقاء والزملاء والجيران، الذين شكلوا على مدى
التاريخ أسرة واحدة</span>. <span dir="RTL" lang="AR-SA">فالمصلحة المشتركة تتطلب التشاور</span> <span dir="RTL" lang="AR-SA">والتكاتف، مثلما تتطلب احترام
القوالب التي تضعها السلطة العمومية الممثّلة للدولة، وهي لب المصلحة العامة، التي
يجب المحافظة عليها، وعلى رأسها الأمن، والتعليم والطب، والممتلكات العامة
والخاصة، من مدارس ومشافٍ وكهرباء ومياه وطرق، وهوائيات... ومنها احترام قوانين الدولة
السارية، كتجريم الرق، وتحريم سرقة المال العام، والرشوة، وخيانة الأمانة، وتحريم
الصيد البري وقطع الأشجار وتلويث البيئة؛ ألا نخشى أن يكون ما يتربص بنا من القحط
وانتزاع البركة، وكساد اقتصادي وقلة معاش، بسبب ما نقترفه من جرائم في حق الله وفي
حق عباده ومخلوقاته على أرضه، حية وجامدة</span>: </span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><span style="font-family: "times new roman" , "serif"; font-size: large;">{</span>ظهر الفسادُ
في البر والبحر بما كسبتْ أيدِي الناسِ ليذيقهم بعضَ الذي عملوا لعلّهم يرجعون</span><span style="font-family: "times new roman" , "serif"; font-size: large;">}</span><span style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">. </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• يجب التذكير بأن الشأن العام المحلي
من مسؤوليات العمد والمجالس البلدية، قبل غيرهم، وهم من تقع عليهم المسؤولية
الأولى في توعية الجمهور بأهميته، وإعطاء المثل بالاستقامة والتضحية والبذل،
والسعي لاكتشاف مواطن قوة الجمهور لإقناعه بالانخراط في معركة التنمية، ضمن خطة
سنوية، تعدها المجالس البلدية، وتهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية، والصحية
والثقافية؛ لكن، كيف نطمح إلى ذلك دون القضاء على العقلية الجديدة الهدامة بالترفع
عن العمل الشريف، وترك المهن المتوارثة، التي مارسها الأنبياء والأجداد، ونختار
بطالة مقنعة عبر تزيين ملابس مخاطة، في مجال لا صلة لنا به كخياطة الدراريع
والملاحف لننافس أهل دبّانگو في الخياطة والصباغة! ونترك إبداعاتنا من مواد النخلة
كالحصير والشنط مثلا؟ وهل سنستمر في معاشنا اليومي في تقليد الآخرين في الملبس
والمشرب والمأكل؟ ونصرف القليل الموجود في غير محله حتى نتماهى معهم في التبذير
والإسراف، المخالف للدين ورشاد الدنيا، ونتمادى في تدمير أنفسنا بتعاطي مواد فتاكة
للبدن والجيب، مثل التدخين والإسراف في شرب أتاي، وفي استعمال ملح الطعام بنهم،
وندمر أجسادنا بالدهون المبيضة للبشرة، وكلها اليوم آفات العصر في مجتمعنا، بما
تجره من أمراض فتاكة (سرطان، جلطات قلبية، شلل، سكري ...) </span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• وكما ركزنا عليه فيما سلف، فإن من أسباب انتشار هذه الظواهر
المعيقة هو غيبة إرشاد الناس وتوجيههم وتنويرهم، الذي يجب أن نعطيه العناية عبر
حوارات منتظمة، وفي اللقاءات الأسرية والخاصة والمهنية والمناسبات الاجتماعية
والدينية والثقافية، والسياسية، وفي ندوات تعقد خصيصا لذلك، وتخرج بخلاصات مكتوبة،
تشكل خارطة طريق. ولما ذا لا يقوم بعض النشطاء في المجتمع المحلي بالسعي إلى إقامة
إذاعة خاصة في الرشيد مثلا، كما في حواضر أخرى، توّسع من دائرة الحوار وتنور
المجتمع حول مشاكله، من تعليم وتربية ورعاية أطفال وتدبير منزلي وطهي وصحة ونظافة
وحالة الطقس، ومواكبة المزارعين في المواسم الزراعية، وبحث عن فرص عمل؛ في الوقت
الذي تقدم للناس فنونهم الشعبية، وتوسع دائرة معرفتهم الدينية والتاريخية،
والثقافية بشكل عام، وتربطهم بالشتات، وتعرّفهم بوطنهم وشعبهم.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن هذه الأفكار موجهة أيضا إلى
أبناء مركز الرشيد الإداري المقيمين خارجه، سواء داخل الوطن أو في المهجر، من رجال
دين وسياسيين ومثقفين وأعيان وأصحاب مهن حرة، نساء ورجالا، للانضمام إلى مسيرة
مجتمعهم، إلى جانب أولائك الذين بقوا مرابطين يتولون أعباء النضال اليومي في معركة
الحياة، والخروج من حالة التخلف المزمنة التي يعيشونها، ليعيشوا مطمئني البال في
موطنهم الذي حباه الله باعتدال الطقس ووفرة المياه، وقابلية تربته للحرث، في مجتمع
طينته الصبر والمثابرة، لا ينشد إلا من ينير طريقه ويؤازره. ومن الرشاد لهم
ولمجتمعهم أن يلتحقوا بالقافلة اليوم قبل غد، ويرتبطوا عضويا بأرضهم التي أصبحت
قابلة للسكن مع بداية فك عزلتها، وتوفرها على خدمات مقبولة في ظروف اليوم، من ماء
وكهرباء واتصالات؛ وأن يبدؤوا بقضاء عطلهم فيها، واقتناء أراض للسكن، يعمرونها حسب
ما يلائمهم؛ ولما ذا لا يشكلون رابطة للتنمية والنهوض بحواضرهم، وتشجيع العودة
إليها؟.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<div style="line-height: normal;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">• إن تردي الأمن في العالم، وتنكر
الغرب خاصة، لمبادئ حقوق الإنسان، ومطاردة الغريب، المغاير في الثقافة واللون،
تدعو إلى مراجعة أمر الإقامة الدائمة فيه؛ فلا بد من ربط الصلة - لمن لم يفعل بعد
- بالوطن وبمسقط الرأس بالذات، والتواصل معه، للتحضير للعودة، واستثمار الخبرة
والمال فيه، حيث ما يزال الداخل يحافظ في أغلبه على الفطرة النقية، وما يرتبط بها
من أمن وطمأنينة. صحيح أن الوضع العام والمناخ الاستثماري والأزمة الاقتصادية تخيف
كثيرين ممن هم في خارج الوطن، وأيضا مَن هم في العاصمة والمدن الكبرى التي تعقّدت
أحوالها في ظل الهجرة المستمرة إليها، والتي ساهمت في تفش غير مسبوق للجريمة،
والتعثر في حل مشاكل السكن والخدمات الأساسية والصرف الصحي والنظافة، والقضاء على
البعوض؛ مع ذلك، فلا بديل عن الوطن، ولا مستقبل إلا فيه، وهو ما أدركه الكثيرون
الذين عادوا أو استثمروا، ولو القليل في المناطق الداخلية، ومن ثم، وفروا بدائل؛
ومن واجب السلطات العمومية تشجيع الناس في هذا المنحى. </span></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;">**</span></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<span style="font-size: large;">صور من طريق الرشيد تجكجه </span><br />
<span style="font-size: large;">من اليمين وصول الطريق إلى الرشيد حيث تشكل غورا فصل بين طرفي حاضرة الرشيد، وخلق مشكلة عويصة للسكان في التواصل إلا بالتسلق، حيث ينتظرون من الشركة الحل</span><br />
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTctgE6toE9KyqI5XkicECYXNEd81BLftMOi212SKCHiKWXFFU9F5dHeBiTPWsp1RbRBPGKShIGZpneF4l-7QBWV0l9Mfw2MF_lRMorMQGeEK71EYq1lsacKHWAyzE_Bm-hBgLbnOXu50/s1600/%25D9%2585.+%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF-+%25D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF+%25D9%2587%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B7%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25B6%25D8%25B1%25D8%25AA%25D9%2587.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTctgE6toE9KyqI5XkicECYXNEd81BLftMOi212SKCHiKWXFFU9F5dHeBiTPWsp1RbRBPGKShIGZpneF4l-7QBWV0l9Mfw2MF_lRMorMQGeEK71EYq1lsacKHWAyzE_Bm-hBgLbnOXu50/s400/%25D9%2585.+%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF-+%25D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF+%25D9%2587%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B7%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589+%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25B6%25D8%25B1%25D8%25AA%25D9%2587.jpg" width="225" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjlhllk6orAqstrvOMkZyHoLD1VSGCOk97uVL6dYMlc03JUYmh8iac6s2b0JvTcYXc8-pxRdMnGctfdSfuZemm7tGdroO5KnS7zpz2K1bf7Qb1P-MuKdt7Y0Dkqu3cYdJL6OahakIQU2U/s1600/%25D8%25B7-%25D9%2585%25D8%25AF%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25AD%25D9%258A%25D8%25AB+%25D8%25B5%25D8%25B9%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AA%25D8%25B5%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25A8%25D9%258A%25D9%2586+%25D8%25B4%25D9%2582%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B4%25D8%25B1%25D8%25A9++.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgjlhllk6orAqstrvOMkZyHoLD1VSGCOk97uVL6dYMlc03JUYmh8iac6s2b0JvTcYXc8-pxRdMnGctfdSfuZemm7tGdroO5KnS7zpz2K1bf7Qb1P-MuKdt7Y0Dkqu3cYdJL6OahakIQU2U/s640/%25D8%25B7-%25D9%2585%25D8%25AF%25D8%25AE%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25AD%25D9%258A%25D8%25AB+%25D8%25B5%25D8%25B9%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AA%25D8%25B5%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25A8%25D9%258A%25D9%2586+%25D8%25B4%25D9%2582%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B4%25D8%25B1%25D8%25A9++.jpg" width="360" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: right;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhovGOsT5SqbwbqY9nU1d0mu-rwC8NleQuEbIDNLyOrg4RCLXLqJ5YJyjyEGUPEhbqeY62rY16KWSo_zOAn98CHdjcQ4juzoPAeMarf5lcjng91my1gBsqtX6ETxOWtRzgOjbR-05RGing/s1600/%25D9%2585+-%25D9%2585%25D9%2582%25D8%25B7%25D8%25B9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhovGOsT5SqbwbqY9nU1d0mu-rwC8NleQuEbIDNLyOrg4RCLXLqJ5YJyjyEGUPEhbqeY62rY16KWSo_zOAn98CHdjcQ4juzoPAeMarf5lcjng91my1gBsqtX6ETxOWtRzgOjbR-05RGing/s640/%25D9%2585+-%25D9%2585%25D9%2582%25D8%25B7%25D8%25B9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582.jpg" width="360" /></a><span style="font-size: large;">بداية زحف الرمال حتى قبل انتهاء الطريق</span></div>
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi8uARgns-xGSJtEiK72_F7Ybr5Tb2Y7u1EV5ccA-5N92YRuA0gKM_JFDw3sJAhFnpMkeoX980E76C9tOytj9aGkc-IcPu9w-YZ2Rk4rbl_t0PuYFfS9bKnf3lnQOdA6wzecDDQg87-FQE/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25AA%25D9%2582%25D8%25B7%25D8%25B9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%2587%25D8%25A7.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="400" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi8uARgns-xGSJtEiK72_F7Ybr5Tb2Y7u1EV5ccA-5N92YRuA0gKM_JFDw3sJAhFnpMkeoX980E76C9tOytj9aGkc-IcPu9w-YZ2Rk4rbl_t0PuYFfS9bKnf3lnQOdA6wzecDDQg87-FQE/s400/%25D9%2585+-+%25D8%25B1%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584+%25D8%25AA%25D9%2582%25D8%25B7%25D8%25B9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%2587%25D8%25A7.jpg" width="225" /></a><br />
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<span style="font-size: large;">تحت من اليمين طريق الرشيد قبل الخط وفي الوسط غراب يصطاد قنفوذا فيقتلهما سائق، ومن </span><span style="font-size: large;">اليسار بداية طريق الخط - العين الصفرة التي انتهت قبل سنة</span></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEia6dsq_iu9uHQn8_tRyvFO3tOv-tXv4StJyEgaDKTLfs_HfV4iq9WBFmi7SLX1TJj1Yn8pR7hfcRBU6LPEzaZUDNOTVBy7H63TdDDugYIUuKaks6UQ-KfdRdykEV-2RIs1Ikh1wiDR19Y/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A2%25D8%25AB%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1+-++%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div class="separator" dir="ltr" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh4IrFVuAsUhTPcdT2AG9KERHecicBwGrgf2h0YNAjYdZFrxEurcAT4JHkW4CdVidqKbfAhmGYYZr4UHspBrJ92pvC5-afu7JCc0vqw14FGv5QngTzzW85NeoGbrUc1QSLd4S1N5hjV_VA/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%258A%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%2581%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2587%25D8%25AA+%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25B0+%25D8%25B3%25D9%2586%25D8%25A9.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh4IrFVuAsUhTPcdT2AG9KERHecicBwGrgf2h0YNAjYdZFrxEurcAT4JHkW4CdVidqKbfAhmGYYZr4UHspBrJ92pvC5-afu7JCc0vqw14FGv5QngTzzW85NeoGbrUc1QSLd4S1N5hjV_VA/s320/%25D9%2585+-%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%258A%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%2581%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2587%25D8%25AA+%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25B0+%25D8%25B3%25D9%2586%25D8%25A9.jpg" width="180" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjQh0F6cijZwi2gMiH6jEF4EQeJxO3RQEj3gz91eZgjypj91awDGnANxdohyG7QcNE1xSXGv_kRiULwN0R2zscWYu8P4yy1J0ly-NWY4gDbRQLnJMVvFIbmGyvsgyoldkYTtUm8gJjXs5M/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25B7.jpg" imageanchor="1" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjQh0F6cijZwi2gMiH6jEF4EQeJxO3RQEj3gz91eZgjypj91awDGnANxdohyG7QcNE1xSXGv_kRiULwN0R2zscWYu8P4yy1J0ly-NWY4gDbRQLnJMVvFIbmGyvsgyoldkYTtUm8gJjXs5M/s320/%25D9%2585+-+%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B4%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25B7.jpg" width="180" /></a><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg5pcnn8PDJV6rSeQUec_HbfZGTlW51cDIQ0n1UZcV3Jyd3BFfA3zzK5J4NCwFoFIIw4XVjfDSh2PthkpvjxoYKjbSC34FwHomLJwJ8mHvoNS0Xd7dqbbMfR8191_etnorArildzKSxlYk/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25BA%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D9%258A%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25B7%25D9%2581+%25D9%2582%25D9%2586%25D9%2581%25D9%2588%25D8%25B0%25D8%25A7+%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2581%25D8%25B9+%25D8%25A8%25D9%2587+%25D9%2581%25D9%258A%25D9%2582%25D8%25AA%25D9%2584%25D9%2587%25D9%2585%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%2582+%25D8%258C+%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7+%25D8%25B0%25D8%25A7%25D8%259F+%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg5pcnn8PDJV6rSeQUec_HbfZGTlW51cDIQ0n1UZcV3Jyd3BFfA3zzK5J4NCwFoFIIw4XVjfDSh2PthkpvjxoYKjbSC34FwHomLJwJ8mHvoNS0Xd7dqbbMfR8191_etnorArildzKSxlYk/s320/%25D9%2585+-%25D8%25BA%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D9%258A%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25B7%25D9%2581+%25D9%2582%25D9%2586%25D9%2581%25D9%2588%25D8%25B0%25D8%25A7+%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2586%25D8%25AA%25D9%2581%25D8%25B9+%25D8%25A8%25D9%2587+%25D9%2581%25D9%258A%25D9%2582%25D8%25AA%25D9%2584%25D9%2587%25D9%2585%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%2582+%25D8%258C+%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25A7+%25D8%25B0%25D8%25A7%25D8%259F+%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%258A.jpg" width="180" /></a></div>
<div dir="rtl" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em; text-align: right;">
</div>
<br />
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
**<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj79fAfvDW3aT5FE9gcwcRM2V0DRGTe8-NUxrj382k-GwGmRXsP0VbQacSu-D74feR7N2yfshiE55hyy5zwK2mtExIbANV4mkguFOrDFQM99U3RkxBJn-V_OxINXcBj1moJV4ikWbmANms/s1600/%25D9%2586+%25D9%2586+-+%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25A8+%25D8%25A3%25D8%25BA%25D8%25B4%25D9%2583%25D9%2588%25D9%2583%25D9%258A%25D8%25AA.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj79fAfvDW3aT5FE9gcwcRM2V0DRGTe8-NUxrj382k-GwGmRXsP0VbQacSu-D74feR7N2yfshiE55hyy5zwK2mtExIbANV4mkguFOrDFQM99U3RkxBJn-V_OxINXcBj1moJV4ikWbmANms/s640/%25D9%2586+%25D9%2586+-+%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25A8+%25D8%25A3%25D8%25BA%25D8%25B4%25D9%2583%25D9%2588%25D9%2583%25D9%258A%25D8%25AA.jpg" width="360" /></a><br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
كلب أغشكوكيت شرقي أغلمبيت</div>
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiWiMs8eU9GcSVmPUy5rfmvnsd1gIGY15m2LKVT8gNUaHBmyXQ9kGiKBiKW7BKxRHJCa8kmjOh-fw2AA01beusrGkrBoCVwPjGPXsDTFDHOcXWW9TG12ZAuhBXLm0GlbG0m-s95bv81qSs/s1600/%25D9%2585-+%25D8%25B6%25D8%25A7%25D8%25AD%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25B3%25D9%258A+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A8%25D8%25B7+%25D9%2585%25D8%25B9+%25D8%25AC%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A3%25D9%2585+%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2592%25D8%25AD%25D9%2584.jpg" imageanchor="1" style="font-size: x-large; margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" height="360" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiWiMs8eU9GcSVmPUy5rfmvnsd1gIGY15m2LKVT8gNUaHBmyXQ9kGiKBiKW7BKxRHJCa8kmjOh-fw2AA01beusrGkrBoCVwPjGPXsDTFDHOcXWW9TG12ZAuhBXLm0GlbG0m-s95bv81qSs/s640/%25D9%2585-+%25D8%25B6%25D8%25A7%25D8%25AD%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25B3%25D9%258A+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A8%25D8%25B7+%25D9%2585%25D8%25B9+%25D8%25AC%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A3%25D9%2585+%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2592%25D8%25AD%25D9%2584.jpg" width="640" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;"><span style="font-size: large;">ضاحية الكُريسي في النبط</span></td></tr>
</tbody></table>
</div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5NUtDeZmkEIwGtodqX6Q4pbEvMWOVNadKc8cUOU3D4mEERtRMZqAQeBpiTpqoR7vtOcTYEAfqWs6HUAxXOcGxTcYdRSc4HuGksXiyol4X3Z0s-ggMHU3_2j1cHM7vwSQWCL2c1iYeLKU/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25A8%25D9%2587%25D9%2588+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjBEJOt6HHI0ReAc06ybNNQZ_9VNTlGgHCLQJFJTWT8NmzjQrUA5F8SDqWoiYHi0fhQl5fQS8r9liCG_YerBX9wyQn1i2mvyG27j-130GN1Af_eNt6fQr3qZVEFmPEDWMaMWZ0cxwjZY9s/s1600/%25D9%2585+-%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2588%25D8%25B4+%25D8%25AD%25D8%25AC%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+19+%25D9%258A%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B3+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1%25D9%2587%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1++%25D9%2585%25D9%2586+%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhmGCfkYIBYNIzEhG4eeCMkO2XXdtptf633UgA_Iin-dBJDKfCOgI6pR57YbzPrRwzc6ABkePvz8Yy0eXdP5GeP7QR7p49xHSzEhJsDgh9A5RhRUhSZ62M3QUwRHU2rN-HdAFrdUag4CPA/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25B6+%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2588%25D8%25B4+%25D8%25AD%25D8%25AC%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586+19+%25D9%258A%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF+%25D8%25A8%25D9%2587%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B3+%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1%25D9%2587%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25A3%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A7%25D8%25A1+%25D9%2585%25D9%2586+%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A8%25D9%2588%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj6oGHRP9MCBRwIXKHiXQLJFDGp6rrw1vHd5_2FIrGydE3qVfeiSyZiaafT42iy8kddoQX1q4RP5TT-wYrk8Pu9PZcmZxzZxHV2SL3Irwd7SgRx0Ob8EK3UTPyxXtxXhHZ8UtbyLBzFDGA/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25B1+%25D9%2582%25D8%25A8%25D9%2584+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AB+%25D8%25A8%25D9%2587++%25E2%2580%25AB%25E2%2580%25AC.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjWJkYWu8R8ORaeOntEIQHGqyE0MTcKjdDQrKRXULic-jng97KLCJiobeESsTMGy4iuosikBt4YV_ynrPZ9bczMV4ktFUBPN8WK1OuzPxAdbtPqXQCFchDkg4Cu9OL64j3MGUzDS_N15Jw/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25AA%25D8%25A7%25D9%2588%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2581%25D8%25AA+00.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiw7lKYoT4rl1AdqrzEiH-5t-UMu-3hr1bki-dl3AnlEqpq4qIwfdLMg9DUZ3jMY1cY9a_xlZocwWSgg5ujgen4ZdtI4B_gxrO5pVKj3AfBkef64eUkQXMtXI-TbnGX8Y9slt7unOy3WTw/s1600/%25D9%2585+-+%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25A9+%25D8%25AA%25D9%2586%25D8%25B2%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B7+9.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgW-ipUDHeSSOdBYfSceQWGU4Z4vRpNFSl9uMUzDZ7bnlVXTo-xqHuQvUjoJDrsVKjykM4nw_V6-GqhvmQWnJ2XflIG6vWzN8alxasXVRDMjvX1WPuX4o-v9s8Kz_nRYn-WjkDwBL3_muQ/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A8+%25D9%2585%25D9%2586+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25B1+%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF+%25D8%25B9%25D8%25A8%25D8%25AB+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9+%25D8%25A8%25D9%2587%25D8%258C+%25D8%25AD%25D9%258A%25D8%25AB+%25D8%25A3%25D8%25B5%25D8%25A8%25D8%25AD+%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25B2%25D9%2586%25D8%25A7+%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25B7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25BA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjhU10g2Xj5lSAitZXGOzS2EzbvvrcUH7eLFoShKqDe_9RlYwQJBhBmqRIUre23FqR-mq4YH5c6pDI6Ff8KXkHLWzn03jtkDRTY2bZ2PLIgsCNrxP1_DaXLWTL0gXZmfwBRdNnQOWTlOkI/s1600/%25D9%2585+-%25D8%25A8%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B4%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585%25D8%25A9+%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B8%25D8%25B1+%25D9%2584%25D9%2583%25D9%2584%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25A9+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A9+-+%25D9%2585%25D8%25B5%25D8%25BA%25D8%25B1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; line-height: normal; text-align: center;">
</div>
<div style="line-height: normal;">
<br /></div>
</div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
<div style="line-height: normal; text-align: center;">
<br /></div>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5NUtDeZmkEIwGtodqX6Q4pbEvMWOVNadKc8cUOU3D4mEERtRMZqAQeBpiTpqoR7vtOcTYEAfqWs6HUAxXOcGxTcYdRSc4HuGksXiyol4X3Z0s-ggMHU3_2j1cHM7vwSQWCL2c1iYeLKU/s1600/%25D9%2585+-+%25D8%25A8%25D9%2587%25D9%2588+%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25B1+%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1.jpg" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<br />
<br />
<br />
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<br />
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<h3 class="separator" style="clear: both; text-align: left;">
</h3>
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<br />
<div style="text-align: center;">
<div style="text-align: right;">
</div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
</div>
</div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; mso-margin-bottom-alt: auto; mso-margin-top-alt: auto; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjXyp0qGwiufXeUx6RDQBDdFG-Agoxg1YtDIW471rTybtqXNKmuUgITE0vdcUByt6XqKWY1_un4S6aLKrws-4RyVu1M2B_xt58kMDL7AZEuv4ERHDBbwGU_pJzbwTbgGOUH2W5EEmss1Ts/s1600/%25D9%2585%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25AC%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25A7%25D8%25AE%25D9%2584%25D9%258A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<span style="font-size: large;">ا</span></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "arial" , "sans-serif"; font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjUnMN70HbVD_MyRH9fJJKVOYbTkIqtbIrhhDF5q1Uib4KgDpydBDUoUXnKtnAMtpwvaapR9qUrCZmLEz_Rk9jCIRhBZE5iH196U6QoIQ9pNDvtLm-C0Pc-LUOLWk8hOg4IEU5IwAw-_VE/s1600/%25D9%2585%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A8+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25AC%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25AC%25D9%258A+%25D9%2584%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%258A%25D9%2581+.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal">
<br />
<br />
<br /></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-29377960969834343242015-06-09T14:12:00.001+01:002016-05-03T19:06:42.564+01:00عرض عن كتاب الداهية بن محمد فال المختار موريتانيا وقضية الصحراء، من الحرب إلى الحياد، قراءة في الحصيلة والآفاق<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<span style="font-size: large;"><div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</span><br />
<div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">عرض بقلم/ محمد محمود ودادي </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> أشكر المعهد الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية على دعوته للمشاركة في هذه الندوة، وأثمن عاليا جهوده للإسهام في تلبية حاجة الدارسين والمهتمين، بل الجمهور، في الوصول على مبتغاهم المعرفي في بلاد ما تزال في بداية طريقها إلى توسيع حقول المعرفة، كما أثمن مجهود مركز الجزيرة في اهتمامها المتواصل بالمؤلف الموريتاني.</span><br />
<a name='more'></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> لقد قرأت هذا الكتاب المؤلف من 270 صفحة، وبابيْن وأربعة فصول وملحقات عديدة، وذلك بطريقة سريعة ومتقطعة، لكني خرجت بأنه إسهام في موضوعه، فهو عرض مكثف عن الصحراء الغربية وعلاقات كل من موريتانيا والمغرب بها وكذلك الجزائر، إضافة إلى تطرقه لأحداث موريتانيا الداخلية، وخاصة النشأة، ومدى ارتباط ذلك بالموضوع، موظفا هنا أهم وثيقة موريتانية مكتوبة حتى الآن عن نشأة الدولة والمصاعب التي اعترضتها، وخاصة علاقاتها بالجيران والإقليم، ثم عن القضية الصحراوية والحرب التي اندلعت حولها، أعني كتاب الرئيس الراحل المختار بن داداه: موريتانيا على درب التحديات.</span></div>
<span style="font-size: large;"><div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</span><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> ويمكن تلخيص الرؤية الموريتانية في قضية الصحراء في أنها ذات أبعاد وطنية وإقليمية وحتى دولية، ولاهتمام موريتانيا بها وتشبثها بأن تكون طرفا في جميع الجهود والتحركات المحلية والإقليمية والدولية، لتقرير مصيرها، مقدماتٌ كثيرة، أن الطبقة السياسية الموريتانية كانت مقتنعة بأن الصحراء جزء من موريتانيا ومعها ـ إلى حد ما ـ أزواد في مالي. وهو ما يجسده خطاب الرئيس المختار الشهير في أطار سنة 1957 الذي ذكره المؤلف دون فقرته الأكثر التصاقا بوجدان جل المواطنين: "..أن موريتانيا لا يمكن أن تنهض إلا بجناحيها: الصحراء الغربية وأزواد"؛ إضافة إلى أن تحقيق الوحدة مع الصحراء هو اكتمال للسيادة الوطنية وتعزيز الفضاء الشنقيطي البشري والثقافي، ومن ثم الاقتصادي والسياسي، مما سيحصن استقلال موريتانيا ويدعم مكانتها الإقليمية، سواء مع أقطار المغرب العربي، أو دول غرب إفريقيا؛ وكانت الفترة التي شهدت تقاربا بين نواكشوط والرباط والجزائر، منذ سنة 1969 مليئة بالآمال والتوقعات ببناء جسور من الثقة بين الأطراف الثلاثة، الخارجة من سنوات من القطيعة والتوتر، فالتقت وجهات نظر قادة هذه الأقطار في حينه، حول هدف محدد ومعلن، هو إخراج الاستعمار الإسباني من الصحراء الغربية، فشكلوا "مجموعة" ثلاثية في مؤتمر نواذيبو سنة 1970، نسقت للضغط على إسبانيا وحرمانها من سياسة فرق تسد التي كانت تلعب عليها لتماطل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومهد هذا التفاهم الثلاثي ـ كما كان متوقعا ـ لتوقيع اتفاقية حدود بين الرباط والجزائر، وطي صفحة الخلاف المزمن بين موريتانيا والمغرب، لتثبّت الحدود نهائيا بين الأقطار المغربية الثلاثة، بعد أن ظلت سببا رئيسا في الخلاف بل الصراع أحيانا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وقد استطرد المؤلف محطات مهمة، منها أن الموقف المبدئي لموريتانيا كان رفض التقسيم لأنها تعتبر الصحراء موريتانية، مثل الموقف المغربي منها تماما، لكن الرئيس المختار قبِل التقسيم، خضوعا لواقع ميزان القوة والضغوط الخارجية، ومنها العربية والإفريقية والأروبية. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وكما قال المؤلف، فإن التقسيم تم في التفاهم السري بين المختار والحسن، الذي توج باتفاق فاس سنة 1974، ثم تلته المرافعات أمام محكمة العدل الدولية سنة 1975، والتي كان يراد منها تثبيت الاعتراف بحق كل طرف أمام هيئة دولية؛ فقد قُبلت "المجموعة الموريتانية" ندًّا للدولة المغربية ذات الإدارة العريقة، وهي سابقة قانونية كرستها المحكمة الدولية، وبذلك حُسمت المطالبة بموريتانيا - وهو مكسب عظيم - حيث اعترف المغرب "بالمجموعة الموريتانية" وأن لها "صلات خاصة مع بعض قبائل وادي الذهب أي تيرس الغربية" مقابل اعتراف موريتانيا للمغرب بـ"علاقات مماثلة مع بعض قبائل الساقية الحمراء". وقد لاحظ المؤلف أن المحكمة حرصت على أن تقرير المصير المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة هو الاستفتاء المباشر، بينما اعتبرت موريتانيا والمغرب أن تصويت المجلس الوطني الصحراوي (برلمان المستعمرة) بالأغلبية لصالح اتفاقية مدريد، تقرير مصير، مثل الجمعيات الوطنية في المستعمرات السابقة التي أُعلن استقلالها دون تنظيم استفتاء شعبي، ومنها موريتانيا، بينما ردت پُوليزاريو بأن ذلك يتجاوز الحقيقة، لأن أعضاء برلمان الإقليم لم يكنوا حاضرين جميعا، بل ساندها بعضهم وحضروا إعلان الجمهورية الصحراوية في فبراير 1976، مؤكدة تشبثها بنص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 حول تقرير المصير. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">وقد ضم الكتاب بين دفتيه معلومات كثيرة يحتاجها - بلا شك - القارئ، وإن كان القليل منها جديدا بالنسبة للمتتبع، كسير الحرب وخسائرها، وملابسات انقلاب 1978 وما آلت إليه سياسة اللاسياسة بالنسبة للبلد عامة، ولقضية الصحراء، وعلاقات الحكم الجديد بأطرافها، بل بالعالم الخارجي كافة. ومن أمثلته على ذلك "اتفاق الجزائر بين موريتانيا وپوليزاريو، في 5 أغشت 1979، والظروف الغامضة التي اكتنفت توقيعه، حيث كان إذعانا للجبهة التي فرضت انسحاب موريتانيا من تيرس الغربية - دون إخطار شركائها في اتفاق مدريد - في موعد رُتب له أن يكون سريا، لكن المغرب اطلع عليه، فبادر باحتلال تيرس الغربية. ولم يحقق الطرفان الموريتاني والصحراوي أي مكسب"؛ وهو ما كشف هشاشة بعض التسريبات إلى الصالونات (محل الحل والعقد للحكم الجديد) عن وجود "تفاهم سري يجعل الجبهة تترك تيرس الغربية بيد موريتانيا، وتتفرغ لمواجهة المغرب" ويصوغ "الصالونيون" في ذلك مقولة تريد تغطية واقع الكراهية آنذاك بين الطرفين "بأن حرب الصحراء لم تكن بين عدوين، وإنما صراع إخوة، سينتهي بالتصالح، وأن احتفاظ موريتانيا بجزء من الصحراء سيكون لصالح المجموعة؛ فالرابح في عرف البيظان أن من يُبقي على جزء من "لَمْدنّه والماشية" بعد الغارة، يكون قد خدم المجموعة كلها". </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وقد اعتمد الكاتب بالنسبة لمعظم معلوماته عن الطرف الموريتاني على ما وجد بين يده منشورا من قبل الدارسين الموريتانيين القلائل، الذين تعرضوا للموضوع، خلال الخمس عشرة سنة الماضية، وهو غير كاف، خاصة أن المعلومات متوفرة ولكنها تحتاج إلى التجميع والتدوين، فالكثيرون من شهود العيان ما يزالون على قيد الحياة. كما أهمل الكاتب مصدرا رئيسا للمعلومات هو ما نشر باللغات الأجنبية الأوربية، سواء من كتب أو دراسات أو مقالات، صادرة عن مراكز بحث، أو مؤسسات حكومية غربية، أو صحف ومجلات، وتلك ظاهرة تتكرر في المؤلَّف العربي في موريتانيا. لكن الكتاب ضم بين دفتيه وبتفصيل، وثائق الأمم المتحدة الخاصة بالنزاع، وعلى الخصوص، مشاريع التسوية المختلفة التي قدمتها لأطراف النزاع والتي لم تراوح مكانها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وقد حاول المؤلف أن يكون متجردا وموضوعيا وهو ما لا يمكن التأكد من أنه سينجح فيه، نظرا للاصطفاف الذي ما يزال قائما بين جمهور المعنيين من الأطراف المختلفة، ولأدلجة الخطاب السياسي والإعلامي، الذي يضيّق كثيرا من هامش التجرد لدى أي كاتب، خاصة في موضوع كهذا. وقد تجلت تلك الصعوبة عندما حاول أن يقترح مشاريع حلول للخروج من الأزمة الحالية، حيث استخدم تارة عبارات تكاد تكون "وعظية" من قبيل "تغليب المصالح المشتركة، وإقامة المغرب العربي" بعد أن برهن - من خلال سرده للوقائع السياسية ووجهات نظر الأطراف المعنية - على استحالة ما يتمناه، لعمق الهوة بين الأطراف، ولرسوخ انعدام الثقة، مقترحا أن يُترك الأمر بيد الأمم المتحدة، وهو أمر غير واقعي أيضا، أمام فشلها الذريع في القضية.</span></div>
<span style="font-size: large;"><div style="text-align: justify;">
</div>
</span><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">وعلى كل، فله السبق في هذه المحاولة التي ينبغي للدارسين التركيز عليها، لكن المسؤولية تبقى على عاتق قادة الأطراف المعنية، وهم المغرب وپوليزاريو والجزائر، وموريتانيا الذين عليهم مقاربة جديدة للخروج من المأزق الذي تعيشه دولهم وتعيشه قضية الصحراء، حيث يرى د. ددود بن عبد الله: "أن على هذه الحكومات رفع اليد عن شعوبها بإدخال إصلاحات حقيقية، أو اكتمال ما تم حتى الآن، لتولد أنظمة حرة منبثقة عن إرادة الشعوب، التي ستعرف مصالحا، وأن تضع هذه الحكومات الصحراويين في ظروف من الحرية والشفافية، ليعبروا عن إرادتهم، سواء في الساقية الحمراء ووادي الذهب أو في مخيمات تندوف، وموريتانيا، أو في الشتات، وعندها سنكون على الطريق الصحيح لإيجاد حل نهائي للقضية" لكن ذلك كله مرهون بقدرة الشعوب على فرض التغيير على حكامها وتحقيق الحرية والعدالة والحكم الرشيد وإقامة دولة القانون. وقد يكون هذا جوهر أمل المؤلف في أن نجاح الربيع العربي سيساهم في ربط علاقات أخوة بين شعوب المغرب العربي، والإسهام في حل القضية الصحراوية. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">ورغم هبّة الثورة المضادة فإننا على يقين من أن عصر الدكتاتورية والتسلط، والنهب والفساد، والاحتقار، مآله الزوال، وأن الشعوب العربية لا بد أن تصل إلى إقامة أنظمة تُدخل العرب العصر، الذي حُرموا من الدخول فيه طيلة ما يناهز القرن، فسيصلون إلى إقامة أنظمة انتقالية تؤسس لأحكام ديمقراطية تحترم القانون، مما سيكون مفتاح حل الكثير من المعضلات ويضمن بقاء كياناتنا بل شعوبنا المهددة في كثير من مواطنها بالسقوط.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">نواكشوط 20/08/1436 – 06/06/2015</span></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-77394115368774977642014-11-22T12:15:00.001+00:002016-05-03T17:44:33.502+01:00 ذكرى رحيل أحمدُ بن احميّد<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<span style="font-size: large;"><div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</span><br />
<div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">عرض بقلم/ محمد محمود ودادي </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> أشكر المعهد الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية على دعوته للمشاركة في هذه الندوة، وأثمن عاليا جهوده للإسهام في تلبية حاجة الدارسين والمهتمين، بل الجمهور، في الوصول على مبتغاهم المعرفي في بلاد ما تزال في بداية طريقها إلى توسيع حقول المعرفة، كما أثمن مجهود مركز الجزيرة في اهتمامها المتواصل بالمؤلف الموريتاني.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> لقد قرأت هذا الكتاب المؤلف من 270 صفحة، وبابيْن وأربعة فصول وملحقات عديدة، وذلك بطريقة سريعة ومتقطعة، لكني خرجت بأنه إسهام في موضوعه، فهو عرض مكثف عن الصحراء الغربية وعلاقات كل من موريتانيا والمغرب بها وكذلك الجزائر، إضافة إلى تطرقه لأحداث موريتانيا الداخلية، وخاصة النشأة، ومدى ارتباط ذلك بالموضوع، موظفا هنا أهم وثيقة موريتانية مكتوبة حتى الآن عن نشأة الدولة والمصاعب التي اعترضتها، وخاصة علاقاتها بالجيران والإقليم، ثم عن القضية الصحراوية والحرب التي اندلعت حولها، أعني كتاب الرئيس الراحل المختار بن داداه: موريتانيا على درب التحديات.</span></div>
<span style="font-size: large;"><div style="text-align: justify;">
<br /></div>
</span><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> ويمكن تلخيص الرؤية الموريتانية في قضية الصحراء في أنها ذات أبعاد وطنية وإقليمية وحتى دولية، ولاهتمام موريتانيا بها وتشبثها بأن تكون طرفا في جميع الجهود والتحركات المحلية والإقليمية والدولية، لتقرير مصيرها، مقدماتٌ كثيرة، أن الطبقة السياسية الموريتانية كانت مقتنعة بأن الصحراء جزء من موريتانيا ومعها ـ إلى حد ما ـ أزواد في مالي. وهو ما يجسده خطاب الرئيس المختار الشهير في أطار سنة 1957 الذي ذكره المؤلف دون فقرته الأكثر التصاقا بوجدان جل المواطنين: "..أن موريتانيا لا يمكن أن تنهض إلا بجناحيها: الصحراء الغربية وأزواد"؛ إضافة إلى أن تحقيق الوحدة مع الصحراء هو اكتمال للسيادة الوطنية وتعزيز الفضاء الشنقيطي البشري والثقافي، ومن ثم الاقتصادي والسياسي، مما سيحصن استقلال موريتانيا ويدعم مكانتها الإقليمية، سواء مع أقطار المغرب العربي، أو دول غرب إفريقيا؛ وكانت الفترة التي شهدت تقاربا بين نواكشوط والرباط والجزائر، منذ سنة 1969 مليئة بالآمال والتوقعات ببناء جسور من الثقة بين الأطراف الثلاثة، الخارجة من سنوات من القطيعة والتوتر، فالتقت وجهات نظر قادة هذه الأقطار في حينه، حول هدف محدد ومعلن، هو إخراج الاستعمار الإسباني من الصحراء الغربية، فشكلوا "مجموعة" ثلاثية في مؤتمر نواذيبو سنة 1970، نسقت للضغط على إسبانيا وحرمانها من سياسة فرق تسد التي كانت تلعب عليها لتماطل في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومهد هذا التفاهم الثلاثي ـ كما كان متوقعا ـ لتوقيع اتفاقية حدود بين الرباط والجزائر، وطي صفحة الخلاف المزمن بين موريتانيا والمغرب، لتثبّت الحدود نهائيا بين الأقطار المغربية الثلاثة، بعد أن ظلت سببا رئيسا في الخلاف بل الصراع أحيانا.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وقد استطرد المؤلف محطات مهمة، منها أن الموقف المبدئي لموريتانيا كان رفض التقسيم لأنها تعتبر الصحراء موريتانية، مثل الموقف المغربي منها تماما، لكن الرئيس المختار قبِل التقسيم، خضوعا لواقع ميزان القوة والضغوط الخارجية، ومنها العربية والإفريقية والأروبية. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وكما قال المؤلف، فإن التقسيم تم في التفاهم السري بين المختار والحسن، الذي توج باتفاق فاس سنة 1974، ثم تلته المرافعات أمام محكمة العدل الدولية سنة 1975، والتي كان يراد منها تثبيت الاعتراف بحق كل طرف أمام هيئة دولية؛ فقد قُبلت "المجموعة الموريتانية" ندًّا للدولة المغربية ذات الإدارة العريقة، وهي سابقة قانونية كرستها المحكمة الدولية، وبذلك حُسمت المطالبة بموريتانيا - وهو مكسب عظيم - حيث اعترف المغرب "بالمجموعة الموريتانية" وأن لها "صلات خاصة مع بعض قبائل وادي الذهب أي تيرس الغربية" مقابل اعتراف موريتانيا للمغرب بـ"علاقات مماثلة مع بعض قبائل الساقية الحمراء". وقد لاحظ المؤلف أن المحكمة حرصت على أن تقرير المصير المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة هو الاستفتاء المباشر، بينما اعتبرت موريتانيا والمغرب أن تصويت المجلس الوطني الصحراوي (برلمان المستعمرة) بالأغلبية لصالح اتفاقية مدريد، تقرير مصير، مثل الجمعيات الوطنية في المستعمرات السابقة التي أُعلن استقلالها دون تنظيم استفتاء شعبي، ومنها موريتانيا، بينما ردت پُوليزاريو بأن ذلك يتجاوز الحقيقة، لأن أعضاء برلمان الإقليم لم يكنوا حاضرين جميعا، بل ساندها بعضهم وحضروا إعلان الجمهورية الصحراوية في فبراير 1976، مؤكدة تشبثها بنص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 حول تقرير المصير. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">وقد ضم الكتاب بين دفتيه معلومات كثيرة يحتاجها - بلا شك - القارئ، وإن كان القليل منها جديدا بالنسبة للمتتبع، كسير الحرب وخسائرها، وملابسات انقلاب 1978 وما آلت إليه سياسة اللاسياسة بالنسبة للبلد عامة، ولقضية الصحراء، وعلاقات الحكم الجديد بأطرافها، بل بالعالم الخارجي كافة. ومن أمثلته على ذلك "اتفاق الجزائر بين موريتانيا وپوليزاريو، في 5 أغشت 1979، والظروف الغامضة التي اكتنفت توقيعه، حيث كان إذعانا للجبهة التي فرضت انسحاب موريتانيا من تيرس الغربية - دون إخطار شركائها في اتفاق مدريد - في موعد رُتب له أن يكون سريا، لكن المغرب اطلع عليه، فبادر باحتلال تيرس الغربية. ولم يحقق الطرفان الموريتاني والصحراوي أي مكسب"؛ وهو ما كشف هشاشة بعض التسريبات إلى الصالونات (محل الحل والعقد للحكم الجديد) عن وجود "تفاهم سري يجعل الجبهة تترك تيرس الغربية بيد موريتانيا، وتتفرغ لمواجهة المغرب" ويصوغ "الصالونيون" في ذلك مقولة تريد تغطية واقع الكراهية آنذاك بين الطرفين "بأن حرب الصحراء لم تكن بين عدوين، وإنما صراع إخوة، سينتهي بالتصالح، وأن احتفاظ موريتانيا بجزء من الصحراء سيكون لصالح المجموعة؛ فالرابح في عرف البيظان أن من يُبقي على جزء من "لَمْدنّه والماشية" بعد الغارة، يكون قد خدم المجموعة كلها". </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وقد اعتمد الكاتب بالنسبة لمعظم معلوماته عن الطرف الموريتاني على ما وجد بين يده منشورا من قبل الدارسين الموريتانيين القلائل، الذين تعرضوا للموضوع، خلال الخمس عشرة سنة الماضية، وهو غير كاف، خاصة أن المعلومات متوفرة ولكنها تحتاج إلى التجميع والتدوين، فالكثيرون من شهود العيان ما يزالون على قيد الحياة. كما أهمل الكاتب مصدرا رئيسا للمعلومات هو ما نشر باللغات الأجنبية الأوربية، سواء من كتب أو دراسات أو مقالات، صادرة عن مراكز بحث، أو مؤسسات حكومية غربية، أو صحف ومجلات، وتلك ظاهرة تتكرر في المؤلَّف العربي في موريتانيا. لكن الكتاب ضم بين دفتيه وبتفصيل، وثائق الأمم المتحدة الخاصة بالنزاع، وعلى الخصوص، مشاريع التسوية المختلفة التي قدمتها لأطراف النزاع والتي لم تراوح مكانها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وقد حاول المؤلف أن يكون متجردا وموضوعيا وهو ما لا يمكن التأكد من أنه سينجح فيه، نظرا للاصطفاف الذي ما يزال قائما بين جمهور المعنيين من الأطراف المختلفة، ولأدلجة الخطاب السياسي والإعلامي، الذي يضيّق كثيرا من هامش التجرد لدى أي كاتب، خاصة في موضوع كهذا. وقد تجلت تلك الصعوبة عندما حاول أن يقترح مشاريع حلول للخروج من الأزمة الحالية، حيث استخدم تارة عبارات تكاد تكون "وعظية" من قبيل "تغليب المصالح المشتركة، وإقامة المغرب العربي" بعد أن برهن - من خلال سرده للوقائع السياسية ووجهات نظر الأطراف المعنية - على استحالة ما يتمناه، لعمق الهوة بين الأطراف، ولرسوخ انعدام الثقة، مقترحا أن يُترك الأمر بيد الأمم المتحدة، وهو أمر غير واقعي أيضا، أمام فشلها الذريع في القضية.</span></div>
<span style="font-size: large;"><a name='more'></a><div style="text-align: justify;">
</div>
</span><br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">وعلى كل، فله السبق في هذه المحاولة التي ينبغي للدارسين التركيز عليها، لكن المسؤولية تبقى على عاتق قادة الأطراف المعنية، وهم المغرب وپوليزاريو والجزائر، وموريتانيا الذين عليهم مقاربة جديدة للخروج من المأزق الذي تعيشه دولهم وتعيشه قضية الصحراء، حيث يرى د. ددود بن عبد الله: "أن على هذه الحكومات رفع اليد عن شعوبها بإدخال إصلاحات حقيقية، أو اكتمال ما تم حتى الآن، لتولد أنظمة حرة منبثقة عن إرادة الشعوب، التي ستعرف مصالحا، وأن تضع هذه الحكومات الصحراويين في ظروف من الحرية والشفافية، ليعبروا عن إرادتهم، سواء في الساقية الحمراء ووادي الذهب أو في مخيمات تندوف، وموريتانيا، أو في الشتات، وعندها سنكون على الطريق الصحيح لإيجاد حل نهائي للقضية" لكن ذلك كله مرهون بقدرة الشعوب على فرض التغيير على حكامها وتحقيق الحرية والعدالة والحكم الرشيد وإقامة دولة القانون. وقد يكون هذا جوهر أمل المؤلف في أن نجاح الربيع العربي سيساهم في ربط علاقات أخوة بين شعوب المغرب العربي، والإسهام في حل القضية الصحراوية. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">ورغم هبّة الثورة المضادة فإننا على يقين من أن عصر الدكتاتورية والتسلط، والنهب والفساد، والاحتقار، مآله الزوال، وأن الشعوب العربية لا بد أن تصل إلى إقامة أنظمة تُدخل العرب العصر، الذي حُرموا من الدخول فيه طيلة ما يناهز القرن، فسيصلون إلى إقامة أنظمة انتقالية تؤسس لأحكام ديمقراطية تحترم القانون، مما سيكون مفتاح حل الكثير من المعضلات ويضمن بقاء كياناتنا بل شعوبنا المهددة في كثير من مواطنها بالسقوط.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">نواكشوط 20/08/1436 – 06/06/2015</span></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-28671329888739941772014-11-09T16:56:00.001+00:002016-05-03T19:09:10.952+01:00محمد بن سيدي بابا في ذمة الله<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: justify;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhXkRa6NqdO2yiaLibCOkoDwtNpkpY2zhBc2Bpj2cjZt0rRAO0wY3v0OtHCMakwBfISuy57hx-atuWXbst34HjoqrKHiu0Mi4J6ex2Lf93E3v7xdCPE5tcjCMHsIQqvzq9adHxUKA0TQrk/s1600/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A+%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7.ORF" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="239" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhXkRa6NqdO2yiaLibCOkoDwtNpkpY2zhBc2Bpj2cjZt0rRAO0wY3v0OtHCMakwBfISuy57hx-atuWXbst34HjoqrKHiu0Mi4J6ex2Lf93E3v7xdCPE5tcjCMHsIQqvzq9adHxUKA0TQrk/s1600/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A+%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7.ORF" width="320" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> توفي ليلة الخميس الماضي 13 محرم 1436 – 14/11/6م في نواكشوط محمد بن الداهي بن سيدي بابا، عن عمر يناهز الواحدة والسبعين، بعد مرض عضال كان متلبسا به منذ فترة؛ تاركا ابنا ما يزال في نهاية المرحلة الثانوية، وابنتين، وثلاث أخوات؛ وترك في الآن نفسه فراغا في الرشيد ومجتمعه المتمدد في تكانت ومعظم ولايات الوطن.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">تربى الفقيد في أسرة دين ومروءة وشهامة، في كنف أبيه الداهي الذي توفي عنه مع البلوغ، وأمه فاطمه بنت خواه، وبين أخواته وأخيه (مات مبكرا) فشب على البرور بالوالدين والأسرة، التي توسعت بزواجه، الذي أضاف لهذا العقد النفيس: فارسا وزهرتين. فتشكلت أسرة هي اليوم مضرب المثل في التقى والورع والمروءة، والثقافة الواسعة من أدب وشعر وسيرة ومناقب، فهي مرجع الباحثين والدارسين للمجمع، وجميع أنواع الثقافة المحلية، مع الإبداع، وعلو الهمة، مما يكرس إرثا ضاربا في أعماق التاريخ.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> كان محمد، عارفا بأمور دينه، مشاركا في الفنون المتداولة في محيطه، شاعرا بالعامية، جغرافيا، قل من يضاهيه في معرفة جبال تكانت وسهولها، وأوديتها، ومنابع مياهها، وأشجارها، وتركيبتها السكانية، إضافة إلى معرفة واسعة بمجتمعه والمجتمعات المجاورة، راوية للشعر الفصيح والعامي، ولمناقب الرجال، صدوقا صبورا، شجاعا، يعاف الخنى، ويأبى الضيم، والمذلة، يكرم الجار، ويقري الضيف، ويقدس العهد ويفي بالوعد.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> زرته يومين قبل وفاته، بعد ما سمعت بخطورة نوبة حلت به، حيث كنا نتحادث بالهاتف فقط، بسبب صعوبة التنقل في المدينة وضيق الوقت، وخاصة أنني لم أكن أتصور خطورة المرض الذي يعانيه، ويلح عليّ أنه من سيزورني في البيت. وخرجت بعد زيارتي وحديثي معه مطمئنا إلى حد ما، وأن نوباته عابرة، خاصة وأنه أشفى لي الغليل بتفصيل وروية في موضوع سألته عنه.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">وفي نوبته الأخيرة قبل وفاته، استدعى الابن وأوصاه، بحضور عدد من أفراد الأسرة، وطمأنه أن لا ديون عليه، وحدد له أماكن بعض الأمانات والودائع، وقال لإحدى القريبات التي كانت تريد أن تدلّك قدميه "لا جدوى! إذ مرت من هناك المنية، فلم أعد أحس باللمس" ثم نهَر أحد الحاضرين الذي كان يداعبه، ليحاول تخفيف ما هو فيه: "اتركني وما هو أنفع لي" وقرأ الفاتحة وبعض الآيات، ثم شرع في الشهادة، حيث لم يفقد الوعي إلا في آخر رمق. وبذلك مات محمد على ما عاش عليه من المثل التي تربى عليها.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وأول ما يتبادر للذهن أمام هذه الشجاعة، ما ذكر لي الثقاة الراوين عن شهود عيان عن موت جد أبيه لأمه محمد المختار بن الحامد؛ عندما حلت به المنية وهو في ركب من الحجاج عند ميقات ذي الحذيفه حوالي سنة 1915 - وهو مهاجر من بلاده بعد الاحتلال الفرنسي - حيث كان يعاني من مرض اعتبره رفاقه خفيفا: فالتفت إليهم وقال: "سترون اليوم موت الشجعان" فتمدد على الأرض وتغطى بقطعة قماش، وما لبث أن انقطع دون حراك.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وفقدت تكانت بموت محمد بن سيدي بابا علما بارزا قل مثيله، كما فقد الرشيد وجهه الأدبي الثقافي المتميز، وفوق ذلك فقدت الأسرة الأب والأخ والابن، وفقد الأصدقاء الزميلَ والرفيق المؤنس، المنجد عند الملمات، رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جناته ورزق الأهل الصبر وحسن العزاء، وبارك في الخلف، إنا لله وإنا إليه راجعون. </span></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-42151821954177642752014-06-07T14:46:00.000+01:002014-06-09T00:58:44.561+01:00مصلو تفرغ زينه يستقبلون رمضان بدون الإمام أحمد بن محمد فال<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> </span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;"> </span><span style="font-size: large;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj0m4sTRCeOeWFR6rP0EU0V1IQFBCfHKwQO4hiA59rziODkaM3QvLD5HfDhvTDRYw4JB5ln0o3fgeVYaNH8dDnkTgoGx-Z2kJArn2b8KjJN9Qbd5ZFemzoW7c_lPBBA1tGQV0XpRFtPe-8/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85+%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj0m4sTRCeOeWFR6rP0EU0V1IQFBCfHKwQO4hiA59rziODkaM3QvLD5HfDhvTDRYw4JB5ln0o3fgeVYaNH8dDnkTgoGx-Z2kJArn2b8KjJN9Qbd5ZFemzoW7c_lPBBA1tGQV0XpRFtPe-8/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85+%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF.jpg" height="320" width="246" /></a></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">دأب سكان حي "سـوكـوجـيــــم" على صيام شهر رمضان الفضيل وقيامه، يستقبلونه بفرحة، يصومون نهاره ويصلون ليله، كباقي مساجد العاصمة الكثيرة لله الحمد، مجتهدين في أعمال البر من بذل للفقير والمحتاج؛ يأدون الفرائض الخمس في المسجد، يجتهدون في الوصول باكرا لأخذ أمكنتهم خلف الإمام في صلاة العشاء – رجالا ونساء - في ساحة المسجد، ثم صلاة التراويح. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">وقد ظل خلال العقدين الأخيرين القارئ الحافظ أحمد بن محمد فال بن سيدي بابا، إمام هذا المسجد، الذي يقبل عليه سكان الحي المترامي الأطراف، بل جيرانهم من الأحياء الأخرى، خاصة في رمضان.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وفي 27 من رجب الماضي وافت المنية الإمام أحمد في تونس وهو في رحلة استشفائية من مرض عضال قاومه عدة سنوات بصبر وشجاعة، فكانت رزية لمصلي المسجد ورواده، ورزية لهذه البلاد بفقد أحد حفظة كتاب الله العزيز. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> لم أكن من الرعيل الذي عايش آخر فصل من قصة نجاح هذا الرجل العبقري الصبور، ولكني سمعتها من المصلين القدماء، وهي تحويل كشك من الصفيح، كان مخزنا لمعدات شركة سوكوجيم، إلى مصلى ومقر كُتّاب لتعلم القرءان وحفظه، ثم إلى مسجد. وقد استمتعت بعد عودتي من الغربة الطويلة إلى الوطن منذ ثماني سنوات بارتياد بيت الله هذا، المريح بموقعه العامر بجماعته، خلف إمامهم. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> زرت معظم أحياء نواكشوط لأطلع على التوسع الذي حدث، فوجدت مدينة عامرة بالمساجد من أحجام وأشكال مختلفة، في نهضة مباركة تعوض عن الإخفاق في مجالات أخر، وصليت في العديد منها، فبُهرت بعدد الجمهور المصلي، ونوعيته، التي يمثل الشباب غالبيتها، بعد أن لم يكن في العاصمة خلال خمس عشرة سنة من إنشائها إلا جامعان وثلاثة مساجد، حيث كان الناس يعتاضون عنها بالصلاة في منازلهم. وإضافة إلى ذلك بُهرت بعدد من الأئمة، لحفظهم وحسن تلاوتهم، وتنوع مقرئهم، من ورش وقالون إلى قراءة حفص الوافدة، وإن كان البعض من الأئمة الشباب يقلدون مُقرئي الحرمين الشريفين حتى كأنك تسمع عبد الرحمن السديس أو سعود الشريم أو على بن عبد الرحمن الحذيفي.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> وفي مسجدنا ينتمي الإمام إلى المدرسة الشنقيطية وخاصة إلى محاظر القرءان في أفلّه والعصابة والحوض، التي هي - لله الحمد - احتياطنا الاستراتيجي في حفظ القرءان وتعليمه، فهو صمام أمننا في مواجهة الجهل والزيغ والانحراف، يتلو في الفرض بقراءة ورش وفي التراويح بقالون، متوخيا التخفيف لقصر المد عند الأخير وبطريقتنا المحظرية المؤثرة. وعندما ينتصب هذا الرجل المائل إلى القصر والنحافة، ويُحرم للصلاة مندفعا في التلاوة، تجد نفسك خلف عملاق من جنود الله لا يكاد محرابه يسعه، تتهادى كلمات القرءان من فيه بسلاسة وعذوبة، رحمةً على المومنين ووبالا على الغافلين؛ في ملحمة مع النفس والشيطان أمام الخالق الديان، وفي اقتفاء حرفي لما صح من صفة صلاة رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام؛ ويزيد خضوعك وخشوعك انضباط هذا الرجل في حركاته وكأنها مبرمجة على جهاز آلي، فالوقت هو الوقت، وقدر القيام والسجود والركوع محدد، والهيئة هي نفسها طوال السنة: لباس نظيف، يكاد يكون من مقاس واحد، يغطي الجسم كله ولا يزيد، لا ترى إلا المُحيا والرقبة والأيدي والسواعد والسيقان، دون أن يظهر السروال، بينما تُتوّجُ العمامة ذاتُ الذؤابة هامتَه البيضاء، مما جعلني أقول لبعض الإخوة إن الإمام بانضباطه يشبه من تدرب في الجيوش، قبل معرفتي بقصته الكاملة أياما قبل رحيله. إنه باختصار مدني متحضر ومنضبط، كمن لم يتأثر بالبادية وبعض مسلكياتها التي تشوب سلوك معظمنا اليوم حتى في بيوت الله.</span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"> <b>رحلة الحياة</b></span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;"> ولد فقيدنا في موضع يُدعى بيظة الماء في الأطراف الجنوبية الشرقية لأفلة (الواقع آنذاك بين ولايتي العصابة والحوض) قبل حوالي ستين سنة، في أسرة صيتُها بالأمانة والصدق منثور في الحي والقبيلة، وعندما بلغ سن الدراسة تولى أمرَه زوج خالته محمد المختار بن سيدي بن عُمارُ، متنقلا به في أطراف البادية إلى حيث المرعى والكلأ من وادي أم الخز المنبثق إلى الشمال الغربي من جبل العاگر، حيث منازل القبيلة، التي تتجه جنوبا في بعض الأحيان زمن الصيف إلى ضفاف أعالي نهر سنغال وحاضرته خاي. وما أن كسر "اذْهَابَة" (حفظ القرءان دون المقرء) حتى عاد الصبي الحافظ إلى والديه، ليبدأ قراءة علم التجويد، ويأخذ السند (الإجازة في قراءتي ورش وقالون عن نافع)، وهو في هذه الفترة مساهم في رعاية الماشية والقيام بنصيبه من شؤون الأسرة وإعالتها مع إخوته. ثم اتجه إلى تدريس القرءان للصبيان لدى الأقارب، كمصدر للعيش بعد سن البلوغ، كعادة أقرانه من حفظة القرءان الشباب، المتخرجين في المحاظر المحلية التي كان من أشهرها محظرتا محمد فال بن القاسم، ومْحمد بن اچّوهَ. وهكذا تنقل في أطراف الولاية والبلاد، حتى حطت رحالُه في أكجوجت ليعلّم الصبيان لدى بعض الأسر.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">وقد تاقت همته إلى الدخول إلى الجيش، ربما لكسر حاجز العزلة، الذي ضربه الاحتلال على القبائل التي حاربتهم فمنعوا عنها اقتناء السلاح أو استعماله، مما ولد عزلة لدى غالبية الشعب والابتعاد عن السلطة الوطنية وأدواتها، والتي ظلت في نظر الكثيرين امتدادا لإدارة الدولة الفرنسية الظالمة، حيث منعوا التعامل معها خلال الستين سنة من الاحتلال. وقد ترسخ هذا النهج في مناطق المقاومة أكثر من غيرها، مثل أفلّه والعصابة التي ظلت جبالها – كما تگانت - سنوات عدة معقلا للمقاومة المسلحة (أهل الكديه) قبل انتصار المحتل الغاشم. أليس مستقر جزء من قبيلة إمامنا في حاضرة بوگادوم المجاورة لرأس الفيل، حيث ضريح شيخ المجاهدين الأمير بكار بن سْويدي أحمد؟ ومن المنطقة نفسها التي واجه فيها مقاتلو أفله والعصابة الغزاة المحتلين في <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: FR; mso-ascii-font-family: Verdana; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR; mso-hansi-font-family: Verdana;"> </span></span><span style="font-size: large;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: FR; mso-ascii-font-family: Verdana; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR; mso-hansi-font-family: Verdana;"><span style="font-size: large;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: FR; mso-ascii-font-family: Verdana; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR; mso-hansi-font-family: Verdana;">الجحافية، و</span></span>البيظ وعلب الجمل و أجار ولد</span><span dir="LTR"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Verdana","sans-serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: FR; mso-bidi-font-family: "Times New Roman"; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR;"><span dir="LTR"></span> </span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%; mso-ansi-language: FR; mso-ascii-font-family: Verdana; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR; mso-hansi-font-family: Verdana;">الغوث، </span>، بقيادة سيدي بن الغوث، ومن نفس المجموعة التي استشهد أبطالها في انييملان، من أمثال محمد الأغظف بن الشيخ بن الجوده، وحد بونا بن جدُّ بن عبد الرحمن خْليفه من ضمن حوالي أربعين شهيدا منهم في هذه المعركة.</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">أُرسل الشاب أحمد إلى المغرب في دورة تدريبية في سلاح المدرعات، ليعود سائق مدرعة، ثم أبعد من الجيش سنة 1987 في الحملة التي شُنت على البعثيين، وراح ضحيتها المستعربون من أمثاله. فما كان منه إلا أن عاد إلى مهنته المباركة الشريفة تعليم القران، الذي جره إلى قلب العاصمة، فاكتتبته شركة سوكوجيم حارسا لمعداتها، في الكوخ الشهير؛ ليكون صاحبُنا مركزا دينيا واجتماعيا، حيث شكل محطة استقبال للأهل القادمين من مواطنهم للاستشفاء وقضاء الحوائج، أو العبور، كما توسعت الأسرة، وكبر بعض الأولاد، الذين حفّظهم القرءان إلى جانب التعليم في المدارس الرسمية، ليتخرج البعض منهم، بينما يواصل الصغار الرحلة المباركة، وقد أنتدب أحدَهم العامَ الماضي ليصلي بالناس التراويح. </span></div>
<span style="font-size: large;">إننا لنبتهل إلى المولى الرحمن الرحيم أن يحسن مثواه ويتغمده برحمته، مرددين مع الإمام الشاطبي:</span><br />
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;"> وإنّ كتابَ الله أوثقُ شافـعٍ وأغْنى غِناءٍ واهبًا مُتفضِّـلا</span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;">وخيرُ جليسٍ لا يُمل حديثـُه وتَردادُهُ يَزداد فيـه تجَمـــــُّلا</span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;">وحيثُ الفتى يرتاعُ في ظُلماته من القبر يلقاه سَنًا مُتهلِّـلا</span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;">يُناشد في إرضائـه لحبيبـه وأجدرُ به سُؤلا إليه مُوصلا </span></div>
<span style="font-size: large;"><br /></span>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-37731152091240131582013-03-03T11:05:00.001+00:002013-03-03T11:38:14.324+00:00نظرة الرئيس المختار بن داداه لما يجب أن يتحلى به رئيس دولة من صرامة وأخلاق وتعامله مع الرشوة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<strong><span style="font-size: large;">في كل مرة تثار فيها مشاكل موريتانيا أجدني مدفوعا إلى العودة إلى مذكرات الرئيس المختار "موريتانيا عبر التحديات" لعلي أجد فيها ما ينير الرؤية. ومن ذلك ما كتبه في الفصل الرابع عشر بعنوان {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} وهذا جزؤه الأول الخاص بالرشوة ومواجهتها، الذي أنقله إلى القارئ الكريم: </span></strong><br />
<br />
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">"لقد حاولت على الدوام، مدة بقائي أن يتطابق تصرفي فيها مع تصوري الأخلاقي للمسؤولية. وهكذا فإن المسؤول في نظري، وخاصة المسؤول السامي، مطالب ببذل قصارى جهده في الابتعاد عن مواطن الشبه في جميع المجالات الأخلاقية والمادية. ومن الضروري أن يتحلى بالصرامة تجاه نفسه ليكون قدوة حسنة للآخرين، وأن يفرض وجوده بالفضيلة لا بالاستبداد، وألا تكون رغبته احتكار السلطة والمال. وعليه في الوقت نفسه ألا يكتفي بتحاشي الرشوة بل تلزمه محاربتها بكل عزم وفى أي شكل مادي أو أخلاقي كانت. ولا فرق في نظري بين المحاباة والمحسوبية وبين الرشوة الصارخة والمكشوفة. فالكل مذموم ويستحق الإدانة. إن لين جانب المسؤول حيال الإخلال بواجبه ذنب لا يغفر. ولهذا السبب كنت دائما أعاقب بقسوة كلما أبلغت عن حالة من هذا النوع نظرا لأن إهمال العقاب يجعلني متمالئا مع المتهم بالخربة. </span><br />
<span style="font-size: large;"> وهكذا تصرفت في كل مرة أقتنع فيها بأن مسؤولا ساميا – وزيرا كان أو سفيرا أو واليا أو مديرا أو رئيس مصلحة – أصبح غير نزيه. ولا تقف العقوبة عند تجريده من الوظيفة، بل كنت أطلب في الوقت نفسه متابعته قضائيا. وخير شاهد على ذلك إلقاء القبض على وزراء وسفراء الخ. ولم يكن هذا النهج محل إجماع، حتى في صفوف الطبقة الحاكمة، بل إن كثيرًا من الناس داخل البلد وخارجه اعتبره صارما جدًا. </span><br />
<span style="font-size: large;"> وبالفعل، فقد نصحني كثيرًا بعض أعواني ومسؤولون سياسيون آخرون بالتسامح، وكانوا يبحثون عن ظروف مخففة لصالح المرتشين منبهين في الوقت نفسه على ما ينجم عن اعتقال وزير من فضائح يمكن استغلالها، مثلا، من قبل المعارضين للنظام للنيل من نفوذه وصيته عندما تعرض مساوئ بعض المسؤولين السامين في وضح النهار. وهذا خطر قائم حسب رأي هؤلاء. أما في الخارج فقد تتضرر سمعة البلد من ذلك… </span><br />
<span style="font-size: large;"> ولم تتغير إجابتي لهؤلاء، إذ أعتبر أن إنزال العقوبة بمسؤول سام غير شريف لا يشكل فضيحة، بل إن الفضيحة الحقيقية تكمن في تركه دون عقاب وقد ثبت عليه عدم النزاهة الأخلاقية أو المالية.</span><br />
<span style="font-size: large;"> أما مفهوم المسؤولية فيتناسب عندي مع الرتبة التي يحتلها الشخص في سلم الدولة. فكلما ارتقى إلى مسؤولية سامية كلما كان خطؤه جسيما. وعليه فإن ممارسة مسؤولية، مهما كانت درجة سموها، لا توفر حصانة لصاحبها، بل إن حسنات الأبرار سيئات المقربين. فالذنب يعظم أو يصغر حسب الموقع في المسؤولية. لمذا؟ لأن سلوك المسؤول السامي، طيبا كان أو سيئا، إنما هو أسوة للآخرين خاصة من يتبع منهم لسلطته، في حين أن تصرف الموظف البسيط التابع أقل تأثيرا.</span><br />
<span style="font-size: large;"> وعليه فإن العقوبة يجب أن تكون متناسبة مع درجة الخطأ من جهة، ومع أهمية الوظيفة التي يمارسها المخطئ في سلم الدولة من جهة أخرى. ويتطلب الأمر في المقام الأول، إرساء قواعد عدالة موضوعية حقا، تخدم الجميع، وهو طموح يصعب تحقيقه في الواقع، ولكن ينبغي السعي إليه دائما. وفى السياق نفسه، قرر المكتب السياسي الوطني لحزب الشعب الموريتاني في شهر فبراير من عام 1970 التعليق المؤقت لأي عضو يتعرض لمتابعة قضائية، على أن يعاد دمج المعني إذا أثبتت العدالة براءته. وبالمقابل فإن إدانته تقتضى، حسب الإجراءات، طرده نهائيا من المكتب السياسي الوطني.</span><br />
<span style="font-size: large;"> إن الطرح السابق يلخص بإيجاز جهودنا الرامية إلى تهذيب أخلاقنا وسلوكنا السياسي والإداري قدر الإمكان. فقد نجحت تلك الجهود على الأقل في الحد من آثار الرشوة والمحاباة وأمراض أخرى مشابهة، وإن لم تقض عليها بصورة نهائية. فلم يعتقد مسؤول قط، مهما كان منصبه، أنه فوق القانون. فالكل مقتنع بأنه سيعاقب سياسيا أو قضائيا أو هما معا حسب الحالات، وذلك عندما تثبت عدم نزاهته.</span><br />
<span style="font-size: large;"> ويمكننا القول دون تباه بالنصر إن حالة البلد في هذا المجال سنة 1978 لم تكن الأسوأ مقارنة بنظيراتها السائدة في بعض بلدان منطقتنا. فخلال ثماني عشرة سنة مثلا لم يثبت على المسؤولين السامين من عمليات الاختلاس سوى بعض حالات تمت متابعتها قضائيًا. وكان البحث عن المختلسين في تلك الفترة على أشده من قبل مراقبي الدولة ومفتشي المالية. وأشير في الأخير إلى أن هذه السياسة نجم عنها تعميم عدد هام من الرسائل وجهتها شخصيا إلى الوزراء ومراقبي الدولة والولاة. </span></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">ومن غير المستغرب أن تثير هذه السياسة استياء من تعرضوا للعقوبة جراء الأسباب التي تم عرضها، وأن تكون الحال كذلك بالنسبة لذويهم وحلفائهم، وهي السياسة التي سماها البعض "صرامة المختار السقيمة". يتبع</span></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-56989751068626676062012-11-02T04:39:00.001+00:002012-11-02T04:39:13.017+00:00<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
جميع الحقوق محفوظة، يحظر نشر مواد المدونة أو الاقتباس منها دون ذكر المصدر</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-87779211241681604912012-10-28T14:13:00.001+00:002012-10-28T14:17:06.773+00:00قراءة في كتاب الأمل الخائب، 2006-2008: ديمقراطية بلا مستقبل<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div style="text-align: justify;">
قبل أسابيع نوهت مواقع الالكترونية عن صدور هذا الكتاب لمحمد السالك بن محمد الأمين وزير الخارجية في حكومة سيدي محمد بن الشيخ عبد الله الأولى، ولم أطالعه إلا في الأيام الأخيرة، فحاولت الاكتفاء بتصفح المقدمة وبعض فصوله، في انتظار الانتهاء من بعض الالتزامات، لكني فوجئت مع الفقرات الأولى من المقدمة بأنني أمام عمل جاد يحتاج إلى قراءة كاملة ومتأنية، فكرست الوقت الضروري له، وهو ما لم أندم عليه.<br />
إن الكتاب بالغ الأهمية لاعتبارات عدة، منها: أنه:<br />
- أول تدوين لوزير موريتاني منذ الاستقلال باستثناء عملين تفصل بينهما ثلاثون سنة .<br />
- أن الكاتب وزير خارجية أدار سياسة البلد وحاور قادة العالم.<br />
- كونه شاهدا على أحداث ما تزال فصولها تتوالى، وفاعلوها حاضرون، سواء في السلطة أو خارجها، وكذلك المتابعون في الداخل أو الخارج.<br />
- عنوان الكتاب، الجريء المعبر.<br />
- تطرقه لجوانب أساسية من التجربة التي عاشتها البلاد بعد انتخابات 2006 و2007.<br />
- تحديد دقيق للأهداف وتوجه مباشر للحلول.<br />
- إصراره على تحمل المسؤولية وإبداء الرأي في قضايا البلاد دون تلكأ. <br />
- كشف أمور ظلت مجهولة على مستوى الدولة.<br />
- تشهيره بأمراض الإدارة الحكومية وقادتها من فساد وعجز وانعدام كفاءة ومحاباة. <br />
- التزامه بقواعد التدوين بذكر الأسماء كاملة والتواريخ، واستشهاداته الدالة.<br />
- معرفته الدقيقة بالأصول الدبلوماسية وكيفية التعامل مع العالم الخارجي وقادته ومسؤوليه.<br />
اقتصرت معرفتي للمؤلف على ثلاثة لقاءات، أولها على مائدة عشاء بدعوة منه في منزل أمين عام الوزارة - أياما قليلة بعد تعيينه - ضمن مجموعة من السفراء السابقين: عْلي بن علاف والشيخ سيد أحمد بن بابا أمين وأحمد بن غْناه الله والتقي بن سيدي، إضافة إلى عبد الله بن الشيخ بن أحمد محمود الوزير السابق، وأول وال لموريتانيا لتيرس الغربية سنة 1976 بعد تقسيم الصحراء الغربية.<br />
وخلال العشاء طلب الوزير سماع آرائنا حول مشاكل البلاد الخارجية والتحديات الآنية، وعلى رأسها قضية الصحراء والعلاقات مع الجيران وبقية العالم، ودور موريتانيا العربي والإفريقي، وحضورها في المنظمات الدولية والإقليمية، إلا أن الحديث لم يتطرق لنهاية المسلسل الانتحابي الذي توج بتنصيب رئيس جديد وتشكيل حكومته، رغم أنها كانت ما تزال حديث الساعة. وقد أرسلت للوزير مساهمة مكتوبة عن رؤيتي بشان المواضيع المذكورة وعن جوانب من أوضاع الوزارة والسفارات، لأن روابطي بهذا القطاع - الذي قضيت ثلاثين سنة من العمل فيه بالخارج - ما تزال حية في الذاكرة.<br />
أما اللقاء الثاني فكان زيارة مجاملة له في مكتبه، والثالث بعد ذلك بثلاث سنوات خلال ندوة مشتركة بين نادي نواكشوط الدبلوماسي ومندوبية اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نواكشوط عن "تفادي الصراعات في إفريقيا وإدارتها" حيث تولى هو باسم النادي جانب الاتحاد الإفريقي في الموضوع. وقد أدهش الحاضرين - وأنا منهم - بمعرفته الدقيقة لهذه المنظمة وأهدافها ومراحل تطورها، وما تقوم به تجاه الصراعات في القارة، ذلك أنني عايشت تلك المنظمة منذ إنشائها سنة 1963، حيث موريتانيا من الدول المؤسسة، التي أولت كل اهتمامها للقارة التي كانت ملاذنا لفرض سيادتنا في المنظومة الدولية، ثم لكوني قضيت خمس عشرة سنة مندوبا لجامعة الدول العربية لديها، مما مكنني من حضور جل مؤتمراتها ومن ثم الإلمام بالمشاكل والاطلاع على المشاريع المختلفة. وعندما قرأت تنبأ سفير إثيوبيا لدى منظومة الأمم المتحدة في جنيف لمحمد السالك يوم 20 من إبريل 2007 أي أسبوعا قبل تعيينه بأنه سيكون وزير الخارجية في الحكومة الجديدة، تذكرت رد أحد ممثلي الاتحاد الإفريقي في جنيف - في معرض سؤالي عن سفير موريتانيا الذي لم أكن أعرف سوى اسمه وأنه من الشباب الدبلوماسيين المحترفين – "نعم هو بخير وجدير بالاحترام والتقدير" وفي هذه الشهادة تعبير عما يكنه الأفارقة للسفير من تقدير، اكتشفنا جوانب من أسبابه في حديثه عن بعض القضايا ذات الصلة بالقارة وعلاقاته بسفرائها، حيث كان لاعبا رئيسيا في المجموعة الإفريقية والعربية في جنيف وحتى في الأمم المتحدة بنيو يورك.<br />
وقد رأيت أن أخصص مقالين لهذا العمل، أولهما عبارة عن نقل فقرات من المقدمة للقارئ العربي الذي يجب أن لا يحرم طويلا من هذا النص، والثاني في شكل ملاحظات حول بقية الكتاب المؤلف من تسعة فصول. </div>
<div style="text-align: center;">
المقدمة</div>
<div style="text-align: justify;">
بقراءتنا للمقدمة نجد أننا أمام كاتب متمرس بأسلوبه وثقافته الواسعة المتشعبة ومعلوماته الغزيرة وقدرته على التعبير المباشر، وفوق ذالك منهجيته المحكمة، التي جعلته يوجز مواضيعه التوطئة ليعود إليها بلف ونشر مرتب، مع نجاح في الترابط المنطقي والسياق التاريخي. وقد أشار عند الوهلة الأولى - بشكل عابر - بمنطلقات أساسية، مثل التعريف المقتضب بمولد الكاتب ومكانه، وبعض الآراء السياسية في مرحلة المراهقة في المدرسة التي سيظل لها ذكر في صلب القضايا الوطنية بعد مرحلة النضج، وبداية المسار، بتخرجه في أول دفعة من الشعبة الدبلوماسية في المدرسة الإدارية سنة 1984، تاريخ التحاقه بالخارجية، وتولي رئاسة قسم الأمم المتحدة، ثم الانتقال، مستشارا في البعثة الدائمة في نيويورك، دبلوماسيا محترفا تدرّج في السلك حتى أصبح سفيرا بعد ثلاث عشرة سنة في جنيف لدى منظومة الأمم المتحدة؛ وهو أمر طبيعي في السلك الوظيفي، خاصة لمن يثبت الجدارة، والاعتماد على الجهد والمثابرة؛ مما يؤكد أنه حتى في ظل أنظمة فاسدة ليس النجاح مربوطا دوما بالتزلف والانخراط في كرنفالات المواسم السياسية، فصاحبنا "لم يحضر قط أنشطة الحزب الحاكم -آنذاك - ولم يشارك في مسرحية بناء فصول محو الأمية ولا حملات الانتخابات الرئاسية". وهو يعتبر الظهور على خشبة الأضواء مناف لقيمه و"للمهنة التي اختار" منسجما مع قناعته بأن "موظف الدولة لا يحتاج إلى إثبات الولاء، وهو الذي يقوم بواجباته الوظيفية والوطنية رعاية للمصالح العامة ودفاعا عن قضايا الوطن". إذن نحن أمام مسؤول غير ملوث يعرف مأموريته ويتحمل تبعاتها دون حاجة إلى رقيب، بل إلى من يؤازره لتحقيق المصلحة المشتركة. <br />
وتعرفنا المقدمة على شمائل نصطحبها طيلة قراءة الكتاب: اعتزازه بالبلد وقيمه، من صدق وصبر وواقعية، والتي ظلت زاده في تجربته الثّرة خلال مسيرته الدبلوماسية، وكلها مرتبطة عن قرب بهذه "الأرض ذات الطبيعة القاسية، التي ترعرع فيها أجدادنا وأقاموا بها إمبراطوريات عظيمة ساهمت في نشر الحضارة العربية الإسلامية والإفريقية الزنجية، كما تصدوا ببسالة لصد الاستعمار الأجنبي عنها" ولذلك نراه ينحاز إلى الورثة الطبيعيين لهذه القيم: "الجيل الأول الذي تولى مقاليد الأمور في موريتانيا بعد الاستقلال، ورفع التحدي بتكريس السيادة الوطنية ووضع أسس دولة في مجتمع لم يعرف في تاريخه حكما مركزيا داخليا، تقاس صلابتها (الأسس) بدرجة استعصائها على معاول الهدم الواسع الذي يقوم به الحكم العسكري مذ سنة 1978" إذن هو وريث شرعي لتاريخ هذا البلد الذي "امتاز أهله بقوة التحمل والعزة والتعفف والرضا بالقليل، وبروح التضامن التي كانت مصدر اللحمة الاجتماعية". <br />
• لم يخيب الكاتب الأمل في التصريح بآرائه ثم أفعاله - بعيدا عن تقية العجز- كما عودنا البعض، فهو يكتب ل "تمكين الأجيال الجديدة من أن تطْمئن على تاريخ بلادها، عبر ما دونه أولائك الذين تحملوا مسؤوليات وطنية، داعيا كل من عاشوا هذه الأحداث إلى تقديم رواياتهم". فكتب بأدب ورزانة، وبلغة الواثق في النفس العارف بأبعاد قضايا الوطن وتأثيرات الخارج، معتمدا المعلومة والتحليل الموضوعي للأسباب التي جرتنا إلى ما نتخبط فيه من أزمات في مقدمتها "النكوص عن قيم المجتمع الحميدة، نتيجة التغيرات الاجتماعية والفتور والانفتاح على المجتمعات الأخرى، وتسيير النظام العسكري وعمى بصيرته الذي ولّد صفات جديدة انتشرت في المجتمع الموريتاني، مثل الانتهازية والفراغ، وتلاشي صدقية المؤسسات وتدهور القيم وضعف الضمير الوطني، لينتشر صراع الهويات". <br />
• لم يترك فرصة تفوت إلا وندد بالقبلية وتعارضها مع الدولة والعصر، لأنها تشكل تحديا حقيقيا لبقاء موريتانيا ومستقبلها، وهي التي صارت أساس الحكم ومصدر إلهام معظم النخبة والشباب، حتى رأينا رجالا من الرعيل الأول يتنكرون لماضيهم بالانهماك في إحياء القبلية! وشبابا يتكتلون عبر وسائل الاتصال الاجتماعي "فيس بوك" باسم القبيلة! ومثل القبلية النظام العسكري وقادته الذين تحول الموريتانيون في ظلهم إلى شعب خانع، يتصرفون فيه على هواهم، مع الأقارب والحلفاء، مدجِّنين شرائح واسعة من النخبة، التي تحولت إلى أدوات طيعة ينفذون بها مآربهم في جمع المال وتكديسه، بينما الموريتانيون يعيشون في الفقر المدقع يتخطفهم الجوع والمرض.<br />
وحدثنا - تمهيدا لمعالجة قضيتن مهمتين يجب حلهما لصون الوحدة الوطنية - عن: <br />
• محو آثار الرق<br />
• المهجرين الذين خُصص لهم فصل في الكتاب. لكنه كان حريصا على أن يعطي لكل ذي حق حقه، وأن يكبح جماح الاندفاع، عكسا لما تعودناه [إما ضد أو مع]. وعن أحداث 1989، ونتائجها " إن جزءا من المواطنين تعرض للقمع والتهجير إلى الدول المجاورة، وبقي الجرح نازفا، مما يجعل من المحتمل قيام مجموعات مسلحة بأعمال تهدد السلم الاجتماعي والوئام الوطني سواء من تلقاء نفسها أو بإملاء من قوة أجنبية. وجرت هذه الأحداث المؤلمة رغم أن الشعب الموريتاني ظل على مدى تاريخه في وئام وانسجام بين قومياته المختلفة التي يشكل الإسلام حصنا منيعا لوحدتها، لكن حاجز اللغة بقي عائقا رغم الاعتراف بأن التعددية تشكل ثراء كبيرا ينبغي صونه بتعليم اللغات الوطنية، وبجعل العربية لغة غالبية السكان اللغة الموحِّدة ". وقد لاحظ "تراجع هذه اللغة بسبب إدخال الاستعمار تعليم اللغة الفرنسية ثم بسبب اختطافها من طرف القوميين العرب المتناسين أنها استُعملت بشكل واسع من طرف السكان الكور" . <br />
إن إثارة موضوع اللغة العربية في غاية الأهمية ما دمنا نريد التصدي لأهم القضايا التي لها تأثير مباشر على لحمة الموريتانيين وهويتِهم كبلد مسلم عربي إفريقي ليس له من صيت أو موطئ قدم في الإقليم ومن ثم في العالم إلا بإشعاعه الديني ونبوغه الثقافي العربي، وهو ما ينسجم اليوم مع تطلعات الأشقاء في سنغال ومالي وتشاد ونيجيريا والنيجر... الذين يولون كل الاهتمام لتعليم اللغة العربية ونشرها ويعولون على الدور الموريتاني. <br />
ونبه الكاتب إلى أن من أسباب تذمر الكور سيطرة البيظان على الثروة، والذي تجلى أكثر فأكثر بعد "وصول ائتلاف قبلي سنة 1984 إلى الحكم، وعزز قبضته على الاقتصاد الوطني. مع ملاحظة أن الغبن عام، حيث لا توجد شخصية من الحوض أو العصابة ضمن الأغنياء الجدد أولائك". وأشار إلى أن الكور استاءوا في المجال الخارجي من انسحاب موريتانيا من الجامعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا دون شرح للأسباب. <br />
• ثم أثار القضية الكبرى الأخرى التي يعاني منها المجتمع ونسيجه الاجتماعي، وهي "آثار ظاهرة الرق البغيضة، والتحدي الذي يشكله اندماج الأرقاء السابقين" منبها إلى "أن الظاهرة منتشرة في جميع مكونات المجتمع، وتمتد إلى خارج الحدود في جميع منطقة الساحل والسودان، لكنه يلاحَظ أكثر لدى المجموعة العربية بسبب اللون" وذكّر بأن "الأرقاء السابقين هم أكثر شرائح المجتمع فقرا وتهميشا، رغم أن آلافا من المواطنين الذين لم يخضعوا للرق يشاطرنهم هذا الوضع، وهو وضع ظالم اجتماعيا وخطير سياسيا وعقيم اقتصاديا، ومن ثم فهو أكبر خطر يهدد المجتمع الموريتاني، حيث يمكن استغلال يأس هذه الجماهير المعدَمة من قبل تيارات متطرفة ومن قبل دول خارجية لزعزعة البلاد لذلك كان لا بد من مواجهة هاتين القضيتين لمنع خطر الانفجار" <br />
• وتمهيدا للدخول في معمعة الحكم ومعاركه كان لا بد من وصف المشهد السياسي ولاعبيه، فجاء عنوان "صفات القيادة" الذي أعطى فيه للرئيس ما هو أهل له: "الاحترام والتعليم والتجربة وللوزير الأول الشباب والحيوية" مقابل "طبقة سياسية صاغها بشكل كبير الحكم العسكري، متعودة على ممارسات نقيضة لالتزامات رئيس الجمهورية عن الإصلاح وإعادة السلوك الأخلاقي للحياة العامة. فكان من الجليّ أن نجاح التجربة الديمقراطية أو فشلها وإعادة تأسيس الدولة مربوطة بالطريقة التي سيسير بها الرئيس العلاقة مع هذه الطبقة السياسية وبقدرته على مقاومة ضغطها ومناوراتها". ولإكمال الصورة ذكّر بأن الرئيس "رغم تأييده من رئيس المجلس العسكري (الحاكم) وكبار أعضاء المجلس لم يحصل في الشوط الأول إلا على 25% من أصوات الناخبين؛ وتقدم في الدور الثاني على منافسه بأغلبية بسيطة، رغم انضمام الزين بن زيدان ومسعود بن بلخير إليه. ودلت الأرقام على شفافية الانتخابات وخاصة على وعي ويقظة الناخبين الذين صوتوا بكل حرية". <br />
وكان منطقيا "دمج هذه العوامل واستخلاص رؤية عامة على ضوئها يتم الدفاع عن مصالح البلاد ووضع أسس سياسة خارجية على المدى الطويل؛ أبرزها أربع أولويات: القضاء على التناقضات الداخلية، إزالة العوائق البنيوية، تقوية الإمكانيات المؤسسية، إبراز المصادر الطبيعية عبر مساهمة المهارات المحلية ورأس المال الخارجي الضروري. وعليه يجب تعبئة الطاقات الوطنية لرفع هذه التحديات، مما يحتم على الجهاز الدبلوماسي أن يستعد للإسهام بأقصى ما يمكن في تحقيق هذه الطموحات. ومهما كانت السياسة الخارجية عادلة ومحكّمة فلن تحقق نتيجة ذات بال إذا لم تنفذها دبلوماسية فعالة وكفئة، وبالعكس فإن جهازا دبلوماسيا جيدا لن يحقق نجاحا معتبرا إذا كانت الأهداف المحددة خاطئة وغامضة" وبعد أن استطرد رؤية بعض الرواد في تعريف الدبلوماسية كـ"أداة لتحقيق مصالح الدول وتنفيذ سياستها اليومية" لاحظ "أن من ميزاتها الاستمرار، لأن المحيط الجيوستراتيجي والإكراهات التي تواجهها كل دولة تكاد تكون ثابتة؛ وفي حالتنا كانت سياستنا جامدة طيلة عقود من الزمن ولم تكن تقاد باختيارات واضحة ومدروسة. كما لم تستخلص دروسا من سرعة التاريخ الناتجة عن انتهاء الحرب الباردة." <br />
وانطلاقا من ذلك حدد الوزير المحاور الرئيسية للسياسة التي سيقودها: <br />
• تعميق العلاقات مع الدول المغاربية <br />
• تأكيد انتمائنا لاتحاد المغرب العربي، والسعي لبعث أجهزته والعمل مع تونس وليبيا – إن أمكن – لحمل الجزائر والمغرب على المزيد من المرونة، إذ بدون هذين البلدين لا يمكن تحقيق أي تقدم.<br />
• تعزيز العلاقات مع دول غرب إفريقيا وخاصة القريبة مالي، سنغال، غامبيا، غينيا بيساو، الرأس الأخضر.<br />
• تنشيط العلاقات مع دول غرب إفريقيا الأخرى ووضع أسس شراكة مع المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا على أسس قواعد منظمة التجارة العالمية.<br />
• استعادة العلاقات المميزة مع جميع الدول العربية مع عناية خاصة بدول مجلس التعاون الخليجي.<br />
• تطوير الشراكة مع الاتحاد الأوربي، مع العناية بالروابط الخاصة مع ألمانيا وإسبانيا وفرنسا. <br />
• تعزيز الشراكة مع جمهورية الصين الشعبية.<br />
• العمل على رفع العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية لتكون على مستوى العلاقات السياسية.<br />
• تعميق العلاقات مع اليابان<br />
• وضع أسس للعلاقة مع الدول الصاعدة لكسب أكبر قدر من المزايا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية من تقلبات توزيع الثروة على المستوى العالمي". <br />
أما الخطوات التي تمكّن الجهاز الدبلوماسي من أداء مهمته فهي:<br />
• " إنجاز برنامج للتكوين والتدريب لموظفي الوزارة<br />
• السهر على تسيير الوارد المالية بطريقة سليمة<br />
• تحسين وضعية العاملين الدبلوماسيين<br />
• تحديث الإدارة المركزية والبعثات الدبلوماسية والقنصلية <br />
• تصور سياسة صحيحة للمحفوظات ووضعها موضع التنفيذ<br />
• توخي الصرامة في منح الوثائق الإدارية.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
الجزء الثاني</div>
<div style="text-align: justify;">
استقبل الرئيس سيدي محمد بن الشيخ عبد الله يوم 1 ميه 2007 وزير الخارجية الجديد محمد السالك بن محمد الأمين صبيحة وصوله إلى نواكشوط، بعد أن تسلم مهامه، حيث عبر له عن رؤيته للوضع الجديد بالقول إن التحدي الذي يواجهه (الرئيس) أكبر مما يتصور، لأن الدولة وبنيتها قد تحللت منذ وصول الجيش للسلطة سنة 1978، وأن القيم الأخلاقية قد سجلت تآكلا خطيرا، ومع ذلك فإن انتخابه قد أثار آمالا عريضة، وأن قطاعات واسعة من الشعب تنتظر تغييرات عميقة، على رأسها استعادةُ دولة العدل والإنصاف، خاصة وأن الأشد فقرا من المواطنين هم الأكثر معاناة من الاستبداد والفساد. ويمكنه الاعتماد على الشرائح الكبرى التي ستكسب من تنفيذ برنامج إصلاحي عادل وعميق لدحر مقاومة المجموعة القليلة المتنفذة التي ظلت تحصد المكاسب من ضعف الدولة". وقدّم له عرضا عن السياسة الخارجية والإصلاحات الضرورية لتفعيل الوزارة وجعل الدبلوماسية أداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. <br />
إنه لأمر جديد وغير مألوف - خلال العقود الثلاثة الأخيرة - أن يقوم وزير خارجية بشرح مهامه وتوجهاته إلي رئيس الدولة. فقد فصلتنا صحراء قاحلة عن العصر الذي احتلت فيه الدبلوماسية الموريتانية مكانة سامقة في وجدان الموريتانيين، وحظيت باحترامهم وعناية رئيسهم الذي تولاها أزيد من سنة، فعرف أهميتها وارتباط بها، وهو ما كرسه الدستور وأصبح دستوريا أو عرفيا في معظم الأنظمة الرئاسية. وظلت الدبلوماسية الركيزة التي نعتمد عليها لفرض وجود موريتانيا على الساحة الدولية، والعنصر الحاسم في بناء السمعة التي حظيت بها البلاد، وأعطتها وزنا أكبر مما هي عليه، وأعطاها بقاء حمدي ولد مكناس وزيرا لها عشر سنوات استمرارية، ساعدت في التحكم في السفارات والموظفين وغطت على الكثير من النواقص البنيوية وضعف الإمكانات المادية، وساهمت علاقاته الشخصية في ربط صلات متينة مع نظرائه في العالم العربي والإفريقي بل لدى معظم الشركاء، فكان المردود إيجابيا. ومع وصول الجيش إلي السلطة تغيرت هذه الوضعية مئة وثمانين درجة بحيث أصبح وزراؤها الأقل استقرارا، حتى أن أحدهم لم يقض إلا عشرين يوما. وتدنت كثيرا مكانتها لتصبح دائرة تابعة لمدير ديوان رئيس الدولة، ليس فقط بغيبة الوزير بل بحضوره وبرغبة منه - أحيانا - حتى لا يتحمل أي تبعات. فرؤساء البعثات يتصلون مباشرة بمدير الديوان، بينما يتولي الأمين العام مهمة التسيير الإداري وتنفيذ تعليمات الرئاسة، وحتى أن التمثيل في المحافل الخارجية ونقل الرسائل إلى القادة لم يعد من مشمولات وزير الخارجية، إذ لا يحتاج – في نظر الديوان - إلى خبرة ولا تجربة. وبشكل عام خرجت الوزارة نهائيا عن دورها "الشكلي" فما بالك بالقضايا الجوهرية كالقيام بالمبادرات وتقديم الأفكار الجديدة ووضع الاستراتيجيات وخطط التنفيذ، فالوزراء مجرد كتبة ينفذون ما يملى عليهم، والخارجية والإعلام مراكز"حساسة" لا بد للعاملين فيهما من إثبات الولاء وخدمة الحاكم والبطانة. <br />
من هنا نفهم سلسلة الإرباكات التي تعرض لها الوزير في عمله وخاصة مع الديوان الذي يعتبر نفسه وريثا لسابقيه، في عملية استنساخ الماضي التي طبعت التجربة وساهمت في البلبلة والتذبذب الذي يتحدث عنه الكتاب؛ وقد مرَد مديرو الدواوين الرئاسية المتعاقبون على خلق مراكز من العاملين حولهم ممن ليس لهم عمل ولا مكاتب لتدمير الوزراء، بمتابعة عملهم اليومي غير متورعين عن استخدام الكذب، حتى يتسمم الجو ويسود الشك. ومن المحزن أن ذلك يسبب الضرر الكبير لعلاقات موريتانيا والتزاماتها ومواقفها. ويُحسب للوزير تثمينه للنتائج الإيجابية التي تحققت وإسداءه خدمة جليلة بالكشف عن الاختلالات التي عانت منها مؤسسات الدولة: رئاسة ووزارات وبعثات دبلوماسية؛ كما يؤدي واجبا بإطلاع الرأي العام على عمل الحكومة وسياسات البلد ومواقفه؛ لكن المقام لا يتسع هنا لسرد ما أورد. <br />
ومنذ الوهلة الأولى يسجل الوزير "أن قطاع الدبلوماسية أساسي، إلا أنه في حال يرثى لها، فموريتانيا تُبحر بدون رؤية منذ 1978 بلا سياسة خارجية واضحة أو منسجمة، ترتجل حسب الظروف، وهي لا تستطيع أحيانا الوفاء بالالتزامات التي تتحملها بين الحين والآخر، ووجودها في المحافل الإقليمية والدولية شكلي، فكما قال فيصل القاسم "لا تُستشار عندما تحضر ولا تُنتظر عندما تغيب" ومن ذلك أيضا ما جاء في تقرير بعثة من صندوق التنمية التابع للأمم المتحدة زارها سنة 2000: "إن موريتانيا المتأثرة بالثقافة العربية والإفريقية لا تنتمي لأي منهما". أما على المستوى الإداري فإن الوزارة ملغومة من الداخل على مدى جيل على الأقل بسبب العدد المفرط من العمال عديمي الكفاءة. والإمكانيات الموجودة على قلتها لا توزع بين البعثات حسب ارتفاع المعيشة ولكن حسب تأثير رئيسها". <br />
لقد كانت الورقة الرابحة التي يملكها الوزير لتغيير النظرة السلبية إلي البلاد وإقناع الشركاء من أشقاء وأصدقاء بالدعم والمؤازرة هو إقامة مؤسسات ديمقراطية حيث "شكلت الهالة التي تمتعت بها البلاد صبيحة إقامة المؤسسات الديمقراطية ورقة رابحة" عكسا لما نتذكره عن الورقة التي كان معظم من يصل إلي السلطة بانقلاب يقدمها للمانحين أن الخزينة فارغة لا تتوفر على ما تدفعه رواتب للعمال. وظل يشرح لمحاوريه المزايا التي يمكن أن تُجنى من احتضان التجربة الموريتانية الجديدة سواء في إفريقيا أو العالم العربي أو بقية العالم الذي تتشابك مصالحه، إضافة إلي تعزيز العلاقات مع المحاورين وفتح مجالات للتعاون المثمر، وأنجعُه المنظمات الحكومية التي "توفر الإطار الأمثل للتعاون الدولي. فالدول الصغيرة يمكن أن تحقق تأثيرا يتجاوز بكثير حجمها الحقيقي إذا استغلت التحالفات الجهوية أو السياسية التي تنتمي إليها لتوسيع تأثير مواقفها". وكانت الأسبقية للدبلوماسية الجديدة هي الإسهام في النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي له تأثير على حياة الشعب المنتظر لما يساعده، لأن موريتانيا هي رقم 155/177 دولة فقيرة في العالم، تنتمي إلى المجموعة الرابعة الأكثر فقرا. وكان أول ما استهدفه التوجه الجديد: المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء خاصة الدول المجاورة، والعالم العربي، مع التركيز على دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما تجسد في الزيارات التي قام بها الوزير لهذه الدول.</div>
<div style="text-align: center;">
أفكار ومبادرات</div>
<div style="text-align: justify;">
يتميز الكاتب بروح المبادرة وخصوبة الخيال الفكري حيث لا نجد فصلا خاليا من فكرة أو مبادرة، ومن ذلك:<br />
- السعي لإقامة فريق باسم "أصدقاء الديمقراطية في موريتانيا" يكون راعيا للتجربة الديمقراطية وضامنا لاستدامتها، مؤلف من الشركاء الرئيسيين (ألمانيا واسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا) على أن تلتحق بهم دول أوروبية أخرى (إيطاليا والنرويج والسويد)، واقترحت أن تلتحق بهم ثلاث دول إسلامية (ماليزيا وقطر وتركيا) وقد رحب بالفكرة دون تردد رئيس وزراء إيطاليا، كما رحبت بها الدول الأخرى، لكن بعضها طلب مهلة زمنية للدراسة. وقد أحسست التردد لدى مستشار الرئيس بوش للشؤون الإفريقية. وعلى كل فأزعم إنني لو تابعت هذا المشروع أكثر لأمكن إنجازه. ولو تحققت إقامة هذا الفريق لكان لها تأثير على الأحداث اللاحقة." <br />
- إقناعه مجلس وزراء اتحاد المغرب العربي بأن يقدموا لموريتانيا الدعم الذي تحتاجه على غرار ما يفعل الأوربيون مع الدول الأقل نموا، لذلك قرروا "عقد ندوة المستثمرين المغاربيين ونظرائهم من مجلس التعاون الخليجي في نواكشوط. إضافة إلى سعي الوزير الليبي إلى أن يقوم رؤساء الدول المغاربة بزيارة موريتانيا معا، ولو تم لكان له وقع كبير، ويساعد على إحياء مؤسسات الاتحاد الميتة منذ فترة طويلة، والمبنية أصلا على خطأ، وهو تساوي الأعضاء في المساهمات، حيث استحت موريتانيا من أن تثير وضعها الخاص، انطلاقا من نظرتها لقيمة الكبرياء، المتناقضة اليوم مع القواعد التي تسيّر المجتمع الدولي، إذ لا يمكن لأية مجموعة أن تطلب من أعضائها دفع ما لا طاقة لهم به" <br />
- السعي لخروج موريتانيا من اللاموقف من مشكلة الصحراء الغربية التي نعتبر - مثل الجزائر - مهتمين بها، فلا نزيد على تكرار عبارة "إننا مع كل حل يرضاه طرفا النزاع" أمام جميع الزوار مما يجعل من غير المجدي لنا وللأطراف الأخرى والوسطاء كالأمم المتحدة تبادل الرأي معنا. فقد حان الوقت لتكون موريتانيا حاضرة في هذا الملف الذي يرهن مستقبل العلاقات المغاربية والاتحاد المغاربي، ومن ثم مستقبل شعوبنا. وقد أشار الوزير إلي أنه لم يفصح عن بعض الأفكار التي طُرحها على الرئيس في هذا الشأن، وذلك - ربما - ضمن التزامه بأن لا يكشف ما قد يكون له تأثير على مصالح البلاد.<br />
- - اقتراح المشاركة في قوات الأمم المتحدة في دار فور، مما سيعزز مكانة البلاد في الأمم المتحدة ومع الشركاء، وترشحها لمقعد غير دائم في مجلس والذي تخلت عنه لليبيا رغم معارضة الوزير. وكان الرئيس معاوية بن الطائع قد عرض سنة 1992 إرسال كتيبة إلي دارفور ضمن قوات الأمم المتحدة لكن أمريكا رفضت بسبب تبعيّات موقف موريتانيا من احتلال الكويت.<br />
- عقد اجتماع وزاري لمجموعة (5+5) حول التضامن الرقمي في يونيه 2008 بنواكشوط.<br />
- التمكن من إدخال موريتانيا في مجموعة الشراكة الأورو-متوسطية بعد عشر سنوات من التأجيل.<br />
- إقناع الصين الشعبية بتحويل المساهمة السنوية في ميزانية الدولة إلي تشييد أبنية عمومية.<br />
- حرصه في مؤتمر آناپولي المنعقد في رحاب الحكومة الأمريكية بواشنطن في نومبر 2007 على أن يتحدث عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 حول تقسيم فلسطين، وهو ما لم يقم به أحد حتى أصحاب الشأن.<br />
وقد خصص الكتاب صفحات عديدة للعلاقات بين موريتانيا ودول الجوار، حيث يُلاحظ تعقيد تسييرها لأسباب موضوعية أحيانا ونفسية وتراكمية في كثير من الأحيان، لذلك نرى حرصه الشديد على أن يتعامل معها جميعا بالندية، فقد رد علي الرئيس – بشأن - وشاية نمت إليه عن رسالة حادة قد يكون وجهها إلي الرئيس الدوري الليبي لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي، يرفض فيها قرارا لم يُستشر عليه - قائلا "إن دولة لا تحرص على أن تُحترم ليس لها شركاء وإنما أوصياء، وبالتجربة، فإننا لن نكسب احترام تلك الدول بابتلاع الأفاعي، وأرى أن على الدولة الصغيرة أن تكون أحيانا متشددة وإلا فإن شركاءها سيتجاهلونها تماما. واخترت بهذه الرسالة أن يحترم الآخرون القواعد التي وضعناها معا. فالمثل الصيني يقول إن السمك الكبير يبتلع الصغير الذي يتغذى بدوره على القريدس؛ وفي المغرب العربي نحن "القريدس" لكن علينا اليقظة حتى لا نُؤكل. وقد قدم الوزير الليبي للسفير في طرابلس الاعتذار، فأبلغ السفير الرئيس بعد ذلك أنه لم يشعر بالتقدير إلا بعد تلك الرسالة" <br />
ويلفت النظر في الكتاب المعرفة الدقيقة بتاريخ البلاد التي زارها على تنوعها، فقد ذكّرنا بأن دمشق هي أول مستوطنة بشرية على أرض المعمورة وأن صنعاء أول عاصمة في التاريخ، وبمكانة الشناقطة في السودان، ولم يبق له إلا أن يذكّرنا بمحمد صالح الشنقيطي رئيس أول جمعية تأسيسية فيه قامت بإعلان الاستقلال وصادقت على دستوره، ولا شناقطة اليمن والأردن والكويت ومصر وليبيا، ولعل ذلك من باب توخي الاختصار، كما نبهنا إلى أن أول دستور حديث في العالم العربي هو ما استنه البايْ محمد الصادق في تونس عام 1861 مما يفسر رفض شعبها لخنق حرياته.<br />
ويضاف إلي هذه الميزات التمكن من الأساليب التي يُتعامل بها، من ذلك طلبه لعدد من القادة التدخل لتحسين علاقات موريتانيا مع دول أخرى، والحضور الذهني لتصحيح معلومة أو إسهام في حديث أو تنبيه خلال لقاءات يحضرها بين الرئيس ونظرائه؛ وتلك أيضا من مهام وزير الخارجية في الأنظمة غير الاستثنائية. </div>
<div style="text-align: center;">
**</div>
<div style="text-align: justify;">
يضم كتاب الأمل الخائب مقدمة وتسعة فصول هي: وزير الخارجية، وضع التوجيهات المحدِدة للسياسة الخارجية موضع التنفيذ،مجلس الأمن، إسرائيل، قضية الصحراء الغربية، اللجنة الوزارية المكلفة بعودة اللاجئين، وحل الإرث الإنساني، إصلاح وتحديث الجهاز الدبلوماسي، نتائج مشرفة، الستار الحديدي. <br />
لقد عالج الوزير جميع هذه المواضيع بعمق لأنها كانت في صلب مهامه وأشبعها تحليلا، عارضا وجهة نظره وما أنجزه وما لم يتمكن منه، والعقبات التي واجهته، والنواقص التي تعاني منها وزارته، مع ربط المشهد كله بالموضوع الجوهري، وهو التجربة الديمقراطية ومآلها المحزن، موضحا دور كل اللاعبين، ومحددا لكل منهم مسؤوليته وعلى رأسهم الرئيس سيدي محمد بن الشيع عبد الله. وبذلك يرفع سقف النقاش السياسي، الذي ظل متقوقعا حول الهم اليومي، واجترار معلومات قديمة مجتزأة، وتخمينات، دون تحديد المسؤوليات. وينبغي أن يشكل الكتاب إغراء للسياسيين وخاصة أقطاب التجربة المعنية بالإدلاء بدلوهم.</div>
<div style="text-align: center;">
<br />
غرائب وطرائف</div>
<div style="text-align: justify;">
<br />
- توعُّد الرئيس الفرنسي نيقولا سركوزي لأحد معاونيه أمام رئيس الجمهورية ووفده في الأليزى!<br />
- إبدال كاتب الدولة الفرنسي لاسم الرئيس وبحضوره باسم وزيره الأول الزين بن زيدان ثم تصحيح الخطأ.<br />
- العثور على اتفاقية بين موريتانيا وجزر الرأس الأخضر بشأن الجرف القاري بينهما سنة 2003، حيث قُدمت للبرلمان لإجازتها، حتى نتمكن من مد مياهنا الإقليمية 200 بحري طبقا لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق البحار.</div>
<div style="text-align: center;">
<br />
<span style="color: black;">تصويبات</span></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
أقيمت العلاقات مع سوريا سنة 1966 وسبقتها مصر بسنة، ولم تقدم من المساعدات إلا في الثمانينات وهي كلها في مجال المنح؛ أم سفيرها فكان في نواكشوط سنة 1987.<br />
- جاك لبريت هو ثاني سفير لفرنسا لدى موريتانيا بعد الاستقلال.<br />
- قطعت موريتانيا علاقاتها بإيران بعد العدوان على موكب أمير الكويت أمام قصره، حيث كلفت بإعداد "تقدير موقف" حول الموضوع، نصحت فيه بعدم القطع، وقبل أن أسلمه بساعات أُذيع القرار!.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br />
</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<span id="goog_757756692"></span></div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-60768800169915412232012-10-21T13:08:00.003+00:002012-10-21T13:08:50.508+00:00أوراق عن أژواد/ الثانية عشرة/ قبائل الطوارق<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div style="text-align: justify;">
يتوزع الطوارق على التقسيمات الاجتماعية المعروفة لدى إخوانهم وجيرانهم العرب من حيث تركيبة الهرم الاجتماعي، فهنالك على رأسه حمَلة السلاح أصحاب السلطة السياسية، وتمثلهم عدة قبائل تتفاوت في الأهمية موزعة بين مناطق إقليم أژواد الشاسع، ثم حملة القلم إيڴلاد (الزوايا أو الطلبه) ويتمتعون بالنفوذ نفسه الذي لأمثالهم من العرب، ثم تأتي الطبقات الاجتماعية الأخرى من أتباع أو تياب متحالفين، إضافة إلى الصناع التقليديين الذين هم في الآن نفسه أصحاب الفن والطرب، ثم بيلاّت وهم الأرقاء السابقون.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
ويتحدث غالبية الطوارق بلغة تماشغ التي تكتب بحروف تيفنياغ التي يعود للطوارق الفضل في المحافظة عليها، وهي اليوم المعتمدة في الفضاء الأمازيغي من غرب مصر (واحة سيوه) إلى المغرب الأقصى. وينحدر الطوارق حسب أغلب الباحثين من خمس هجرات متتالية إلى الصحراء الكبرى وحتى ضفاف نهر النيجر، وهي لمطة وهواره (القادمة) من غرب ليبيا ومسوفه أو كل تادمكت، وڴداله ولمتونه. ومن هذه القبائل انحدر إلمْدَنْ الحاليين وكل تادمكت وإڴلاد والفروع التابعة لها.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
وكان لمطه هم أوائل الطوارق الذين احتلوا المناطق الواقعة غرب الأيَر في نهاية القرن السابع الميلادي، ومنهم انحدر إلّمدن - كما سلف - وقد جاءوا من منطقة طرابلس الغرب، بينما بقي جزء من القبيلة في أماكنها الأصلية، بينما اتجهت أفخاذ منها إلى جنوب المغرب وإلى تْوات، ولحقت بها قبيلة هواره التي احتلت المناطق الجبلية للصحراء الوسطى، ومنها انحدر الهوڴار. وكانت لمطه هي التي انحدرت منها أول سلالة حكمت لمدة قرن (ابتداء من 1009م) نهر النيجر، متخذة من منطقة ڴاوو الحالية قاعدتها. أما مسوفه فكانت هجرتهم في القرن الثامن مع بداية الفتح الإسلامي للمغرب العربي حيث احتلوا معادن الملح في تغازه قبل أن يسيطر عليها البرابيش، واستقر أحفادهم أي مسوفه في منطقة افَاڴيبين (رأس الماء) أما كل تادمكت فقد استقروا في منطقة تِلمسي في الشمال الشرقي لڴاوو، وكان ذلك حسب عديد من الباحثين مع بداية التاريخ المسيحي، وأنشئوا مدينة بهذا الاسم يقال إن معناها: شَبِيهَةُ مكّة. وعندما هيمن العرب عليها عبر تجارهم ودعاتهم أيام قيام دولة المرابطين في الغرب سموها السّوق، وأصبحت مركزا للتبادل ورحلات القوافل بين منطقة النهر وروافده وطرابلس وتوات، وصارت مركزا إسلاميا كبيرا، منه انطلقت الدعوة عبر نهر النيجر إلى بعض مناطق الجنوب في بوركينا فاسو الحالية وبنين وغرب نيجيريا.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
وكان من ضمن القبائل التي حملت لواء الدعوة مجموعة من أصل شريف هم إفوغاس المنتمين إلى إدريس الأول، ومنهم أُطلق الشرف على عدد من المجموعات المرتبطة بهم، وعرفوا بلقب كلسوق (كل السوق) نسبة إلى المدينة إلى الحاضرة، وانطلاقا من القرن العاشر الميلادي اتجهت قبائل إفوقاس وكلسوق إلى ما يعرف اليوم بآدرار إفوقاس، بينما اتجهت مجموعات من سكان كل تادمكت إلى الجنوب واستقرت في الضفة اليمنى للنهر مقابل ڴاوو.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
وقد وصلت بعض قبائل ڴداله ولمتونه في القرن الحادي عشر إلى نواحي تنبكتو، وارتبطوا بالهجرات العربية الحسانية القادمة من جنوب المغرب وشمال موريتانيا، إليهم تنتسب قبائل كلنصر. </div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
وإذا ما عدنا إلى خمسينات القرن الماضي نجد أن القبائل الطارقية موزعة كالتالي: </div>
<br />
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;">أولا - إڴلاد (الزوايا) وأتباعهم</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br />1. <span style="font-size: large;">كلنصر،</span> ويعود نسبهم إلى أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم لكن استقرارهم في وسط الطوارق جعلهم يتحدثون لغتهم ويتماهون معهم في العادات والتقاليد ومن ثم فهم مثال للقبائل العربية التي (تطرقت) وينتشر التعليم العربي والإسلامي فيهم بكثرة، ومنهم اشتهر علماء وشعراء، وينقسمون إلى الأفخاذ التالية: الشرفاء، كل تچبس، إنتابن الفاو، إيدنان، كل تاشرير، كل أوروزيل، كل رزاف، بانكور، إدكاكامن، إنتابن هانيبونڴو، كل تينتوهون، كل إنتابوريمت، كل دوكونى، إنتاچيت، كل تينبوكري، كل أبوكاخ، كل إينوكندر ويطلق على هؤلاء كلنصر الغرب، وجيرانهم البرابيش؛ أما كلنصر الشرق الموجودون في تلمسي فيتألفون من: كل حامد طال، كل هَندا هَندا، كل إنكومّن، كل انتورشاون، كل إنابالاهن، إنتّولك، كل إيناڴوزم، كل إمڴشارن (مغشاره) كل غزان، كل إيبادان، كل إنچارن، وهؤلاء جيرانهم كنته. وينتجعون في الوسط وكذلك الغرب حتى ڴوندام.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
2. <span style="font-size: large;">كل هوسا،</span> ويضمون الأفخاذ التالية:كل هوصه الأصليون، كل كمرت، كل طاهروديان، كل تنبوراق، كيلَيْ، كل تينتهون، كل تاداك، كل إندابي، كل طبقات، شرفاء ڴلاڴه، كانيْ، هنڴبير، بيبى فاڴبين.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
3<span style="font-size: large;">. شريفنغ</span> (الشرفاء) وهم عرب تطرقوا، لكن الكثير منهم ما زال يحتفظ بشجرات نسبه العربية، ويوجد البعض منهم في كورمه مع كنته أو إفلان، والباقي في الصحراء، ويتوزعون إلى عدة أفخاذ:إنَتابن، كل إواطه، فاتي كويْ، كل هديده، داباروكويْ، كل أراڴونڴو، بيلّة دبي، بيلة فاڴبين.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;">ثانيا - قبائل الشوكة وأتباعهم</span></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
إن مواطن القبائل ذات الشوكة، الرئيسية المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، وهي التي ظلت تاريخيا تهيمن سياسيا وعسكريا على معظم الإقليم، حتى وصول الفرنسيين مع نهاية القرن 19، ومن أبرزها:</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
- -<span style="font-size: large;"> إيلّمدن</span> وكانوا أهل الإمارة، وينقسمون إلى غربيين وشرقيين، معظمهم اليوم في مالي والباقون في شمال النيجر، وجنوب الجزائر، ويتوزعون إلى:إموشغ (النبلاء) كل إهارن، كل تهيتات، إغطافنن، إلوغمان، إودالن، إمنان، إمغران، إشد نهارن، إمضضغن، كل ولي.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">إفوغاس</span>، وهي قبيلة عربية شريفة تنحدر من إدريس الأول، وكانت من قبائل مدينة السوق التي ورثت مدينة تادمكت بعد اندثارها، وقد انحدر منها العلماء والصالحون، وإليها ينتمي العام والمربي الشهير سيدي عالي بن النجيب شيخ الشيخ سيدي المختار الكنتي. وبالإضافة إلى هذا الدور فهي قوية الشكيمة مهابة الجانب، تستوطن بشكل رئيسي في جبال آدرار (آدغاغ) وتيمترين على الحدود مع الجزائر، التي لها امتدادات بها وكذلك النيجر. وانطلقت منها على مدى التاريخ جميع الثورات والانتفاضات ضد الفرنسيين ثم ضد الحكومة المالية، حتى الثورات المعاصرة والحالية التي يقود أبناؤها أجنحتها الرئيسية اليوم: حركة أنصار الدين وحركة تحرير أژواد. </div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
ويتوزع إفوغاس من الأفخاذ التالية: كل تينبوكورت، كل أباغ، تل كاتن، إيريَڴين البيض ويشتعينين، إيريَڴين الكحل ويلينين، إيبهاون، إيمزڴرن (أهل الذكر) إفرقومس، إيقلاد، إيمدّدغن (يسكنون النهر مع إمغاد) تاراقازا، كل تلميط، كل تشادّين (أهل النخل في تسليت)إبراهيم الدغوغي، الأنصار، والبعض من إفوغاس يسكن النيجر وهم كل تَدَينْ، كل تغليت، يقضاض (الطيور) ومن القبائل المنضوية تحتهم: إڴدلن (ڴداله) أهل السوق (بعض من كل السوق) إيدنان، كل تغليت، إرڴناتن، الكناته (من كنته) إيضبيلالن، يغوزاون، إمغاد وهم أتباع من قبائل شتى، كل أغلال، إيبوعلليتن، إينهاضن (حدادون) وولاؤهم لكل القبائل.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">- الهڴار</span> وهي على الحدود المالية الجزائرية، وقاعتها اليوم في تمنغاست بالجنوب الجزائري، ويوجد البعض منها داخل الشمال الشرقي لأژواد، ومن فروعها: كل أغلال، كل أغري، تاغت نلت.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">- إيدنان،</span> ويضمون: تالكاست (وهم من الأنصار) إينهرن (الغزلان) تايتوق، كل تيرغست.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">- إدوسحاق</span>: وهم من أصول عربية، ومن قبائل العلم. </div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
- <span style="font-size: large;">كل السوق</span>: تحدثنا عن مكانتها العلمية التي ما تزال قائمة، ولها فروع متفرقة بين قبائل أژواد العربية والطارقية، ويتحدثون العربية إلى جانب تماشغ.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
- <span style="font-size: large;">شَمنمّاس</span> (شام أنماس = الشام الأوسط) وهي من أصول عربية وتنتجع في الوسط وفي أقصى الجنوب حتى بوركينا فاصو. </div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
<span style="font-size: large;">- إمغاد،</span> وهو خليط من أتباع جميع القبائل ويوجدون بين قبائل الطوارق والعرب. يتبع</div>
<br />
<div style="text-align: center;">
**</div>
<br />
للمزيد من الاطلاع يمكن الرجوع إلى: <br />
<br />
1. HAUT- SNEGAL – NIGER T 1Paris Maisonneuve et larose 1972<br />
<br />
2. PAUL MARTY: les kounta de l,este – les brabiche les iguellad, T.1ernest leroux paris 1920.<br />
<br />
3. PAUL MARTY : la région de Tombouctou , T.2-<br />
<br />
4. صحراء العرب الكبرى لمحمد سعيد الكشاط دار الرواد طرابلس – ليبيا 1994.<br />
<br />
5. أژواد أو صحراء التينرى " " "مؤسسة ذي قار سنة 2000.<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<div align="center">
</div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com8tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-76253312546224805012012-10-16T11:58:00.002+00:002012-10-16T11:58:20.854+00:00أوراق عن أژواد/ الحادية عشرة/ قبائل أژواد العربية <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
أبدى عدد من المتابعين الرغبة في معرفة تفاصيل عن قبائل أژواد، لذلك سنخصص هذه الحلقة لاتحاديتي البرابيش وكنته التيْن يتوزع بينهما عرب الإقليم.<br /><br />أ - البرابش <br /><br />كما أشرنا إليه في الحلقة الأولى من هذه السلسلة فإن أولى الهجرات العربية إلى أژواد كانت البرابيش في القرن 15م، حيث قدموا من تخوم المغرب الجنوبية والصحراء وشمال موريتانيا عن طريق آدرار وتگانت والظهر، وهم البرابيش المنحدرون من حمٌّ بن حسان، والرحامنة المنحدرون من عبد الرحمن بن حسان، أو من رزق بن حسان، ويشكل الفرعان العمود الفقري للاتحادية إلى جانب مجموعات وأسر من أصول شتى منها من ينتمي إلى عرب المعقل، نعبر عنهم بالأصليين، بينما ينحدر الباقون من أصول مختلفة تدل عليهم أسماؤهم، انضموا للاتحادية وأصبحوا جزءا منها إما كحلفاء أو أتباع. <br /><br />التقسيم<br /><br />أولا - أولاد سْليمان: مؤلفون من: أولاد سْليمان الأصليين (أهل رحال، أهل مرزوق بن الشيخ، أهل يوسف الكبار، أهل يوسف الصغار) أولاد سْعيد، النهارات، الرتيبات، أهل النفع، أهل منصور، أهل السلام عليكم.<br />2 - أولاد غيلان:<br /> أولاد غيلان الأصليون (أولاد أحمد ولد إبراهيم)، أولاد عبد الله ولد إبراهيم، أولاد بوخْصيب (أهل المجيد، الخميرات).<br />3 - أولاد إيعيش: أهل القوني، أهل حمّ، أهل الحسن.<br />4 - أولاد إدريس: أهل مْبارك، أهل عْماره، أهل حموداد، أهل بله، أهل اعلي موسى، عْريب.<br />5 - أولاد غنام: أولاد معريك، أهل الحسين، أهل حماد، أهل حدي، أهل بجه، أهل بده.<br />6- أولاد عمران: أهل الهادي، أهل الكوري، المحافيظ.<br />7 – الگوانين الكحل: أهل بلال، أولاد محمد ولد سيدي احمد، ياداس<br />8 – الگوانين البيظ: أهل دخنان، أهل الراحل، أهل اميلاه، أهل بو ابْعير، أهل هيمه، أهل اعلي ولد ماما، أهل عمر، أهل أحمدو.<br />9 – رگان: ياداس، الزريبة، أهل بكار.<br />10 – السكاكنة: أهل بوصْبيع، أهل الكنيبي، أهل كيجاجا.<br />11 – أهل أروان: بني سيدي احمد بن صالح (سكان القصر) بني احمد بن أيَر، الحيسة، أولاد بوهدة، النواجي، الوسرة، تجكانت وهؤلاء كانوا من سكان بوجبيهه.<br />12 – أهل بو جْبيهه<br />وكان أول مقر حضري لهم أروان حيث أقام به الجد المشترك للعديد من أسرهم: أبو مخلوف ذو الصيت الشائع في القيادة والتدبير والاستقامة ليرتبط بشيخ أروان المعروف الشيخ سيدي محمد آغ آدّه. وظلت سيطرة البرابيش قائمة على القرية حتى بعد وصول الفرنسيين، حيث زارها كبولاني قادما من تنبكتو تمهيدا لمشروع إقامة مستعمرة "تْراب البيظان" لكن محمد بن مْهمد رئيس البرابيش رفض دخوله الدشرة فعاد خالي الوفاض إلى تنبكتو. <br />وأرض نجعة البرابيش واسعة تشمل الشمال الغربي لأژواد من أروان حتى تنبكتو، وغربا حتى العكلة، وجنوبا إلى منطقة الأبيار ورأس الماء أحيانا. وبشكل عام يستخدمون آبار انغارن وإنبلاشا وتنغ الحي وإمراتن وتينتاكونت والحجيو ويشتركون فيها مع قبائل أخرى، أما الگوانين منهم فينتجعون عادة قرب تنبكتو. <br /><br />ب - كنتة <br /><br />أشرنا في الحلقة الأولى إلى أن الهجرة الكنتية إلى أژواد كانت سنة 1130هـ 1717م انطلاقا من الساقية الحمراء، عبر تْوات والحنك وأرڴشاش. <br />التقسيمات<br />أولا – كنتة الصحراويون:<br />تنقسم كنتة الضفة اليسرى (لنهر النيجر) أو كنته الصحراويون (أژواد وآدرار إيفوقاس وتيمترين، إلخ) إلي أربعة أفخاذ كبرى هي الرگاگده وأولاد سيدي المختار والهمال وأولاد الوافي؛ وتتداخل مناطق نجعة هذه الأفخاذ الأربعة بصورة حميمة، كما أن معظم الآبار هي آبار عامة لهم. ويبلغ عمق الآبار عموما بين 50 و90 مترا وتحتوي غالبا على مياه غزيرة، وتكون المراعي بعلية جافة ووفيرة.<br />أ– الرگاگده : ينقسمون إلي ثمانية أفخاذ فرعية أصلية، يتبع كل واحد منها مخيمات تابعة سواء عربية أو طوارق (إيمغاد) وحتى من إيفلان، ويعرفون أيضا بالتلاميد.<br />والأفخاذ الفرعية الأصلية هي وحدها التي تعد من أصل كنتي، ويتألفون من حيث المبدأ من ذراري محمد الرقاد، الجد الجامع، المنحدر من سيد أعمر الشيخ بن الشيخ سيدي أحمد البكاي دفين ولاته (920 ه-1514 - 15م) بن سيد مْحمد الكنتي الكبير (القرن 8 هـ 14م) دفين فصك في تازيازت بن سيدي عْلي دفين تْوات في الجزائر، والأفخاذ هي:<br /> 1 - أهل سيدي الصديق ( أصليون) 15 خيمة<br /> أهل عبد المؤمن20 خيمة<br /> تركزْ 10 خيام<br /> أولاد عمران 20 خيمة<br /> أهل لعليبات 14 خيمة<br /> أولاد البكاي 08 خيام<br /> أهل النهارات 06 خيام<br />2 – أهل سيدي علي بن أحمد ( أصليون) 14 خيمة<br /> الأمهار 16 خيمة<br /> أهل اگليله 10 خيام<br /> أهل آمينوكه 07 خيام<br /> 3 - أهل سيدي بن 25 خيمة<br /> أهل بوزكري 14 خيمة<br /> أهل كومة 04 خيام<br /> أهل الطالب الأكحل 08 خيام<br />4 – أهل سيدي الشيخ ( أصليون) 10 خيام<br /> أهل خطري 18 خيمة<br /> أهل عبد الله 06 خيام<br />5 – أهل سيدي يحيى ( أصليون)20 خيمة<br /> أهل بيكن 06 خيام<br />6 - أهل سيدي المصطفى ( أصليون) 04 خيام<br /> أهل عُمر 07 خيام<br />7 – أهل الفيرم (أصليون) 05 خيام<br />8 – أهل لحبار ( أصليون) 07 خيام<br />وينتجعون إجمالا بين أروان إلى توزاي، ولهم مركز على مسافة 250 كلم شمال شرق تمبكتو، وبه آبار غزيرة المياه.<br />ثانيا – أولاد سيدي المختار<br /><br /> ينقسمون إلي الأفخاذ الثانوية التالية:<br />1– أهل سيدي بادي (حمادي) 45 خيمة<br />2 – أهل سيدي بو هادي 11 خيمة<br />3 – أهل سيدي مينه ( سيدي عبدي) أصليون 16 خيمة<br />4 – أهل حمو صالح 20 خيمة<br />5 – أولاد زيد 13 خيمة<br />6 –لمازيّل 10 خيام<br />7 – أهل الطالب محجوب وهم تلاميذ 10 خيام<br />وكانوا في الأصل تابعين لإلمدن، لكنهم يتحدثون تماشغ<br /><br />ثالثا – الهمال<br />ينقسمون إلي الأفخاذ التالية:<br />1 – أهل علواته (بكل) 10 خيمة<br />2 – أهل سيدي موسى أصليون 15 خيمة<br />- التوابير 20 خيمة<br />أهل شيخنا 10 خيمة<br />النورات 10 خيمة<br />النهرات 07 خيمة<br />رابعا– أولاد الوافي<br />يؤلف أولاد الوافي حاليا أكثر أفخاذ كنتة عددا، أي حوالي 648 خيمة. وينقسمون إلي عشرة أفخاذ، ويطلق على الثمانية الأولى اسم أهل الشيخ ويؤلفون أول مجموعة، ويتألف التاسع من أهل محمد ول احمد، ويشكلون مجموعة ثانية، وفيما عدا هاتين المجموعتين، اللتين تؤلفان نوعا من مجموعة ثانية، هناك الفخذ العاشر، وهم أولاد ملوك، وهم حلفاء قدماء، منحتهم السلطة الفرنسية استقلالا كاملا.<br />التقسيمات<br />1 – أهل بادي ( أصليون) 05 خيام <br /> الأمهار 25 خيمة<br /> مشظوف 25 خيمة<br /> لادم 07 خيام<br /> الطرشان07 خيام<br /> دورق 15 خيمة<br /> تاگاط 05 خيام<br /> تدابوكه 20 خيمة<br /> بْدوكن 17 خيمة<br /> أولاد بن عمار 14 خيمة<br /> إيفلان 10 خيمة<br />وينتجعون في عين أوكر وكرشول واتناسيت ويصلون ضفاف النهر.<br />2 – أهل عابدين ( أصليون) 05 خيام<br /> الأمهار 15 خيمة<br /> لادم 10 خيام<br /> لعريم وياداس والزخيمات والتوابير 25 خيمة<br />وينتجعون في كرشول وتاسيت وأغاروش وآمراس واسكنت وتابنويت وتيلمسي.<br />3 – أهل الشيخ سيدي البكاي ( أصليون) 04 خيام<br /> أهل التمري 25 خيمة<br /> ياداس 10 خيام<br /> أهل الأزرق 07 خيام<br /> أهل الفلاني 07 خيام<br />وينتجعون في كرشول واتناسيت وتاركنت وآمغاز وﻤﭽاگلت ومرزفال وأفايس.<br />4 – أهل بابا ولد سيدي بابا أحمد (أصليون في البدء) 25 خيمة<br /> أولاد زين العابدين ( أصليون في البدء) 15 خيمة<br /> أهل سيدي بادي ( أصليون) 10 خيام<br /> لادم 20 خيمة<br /> أوريلة ايمانيس20 خيمة<br />وينتجعون في وادي اكرر، وأصكان وتبنكورت.<br />5 – أهل باي ( أصليون) 20 خيمة<br /> إيفلان 36 خيمة<br /> لادم 05 خيام<br /> التلاميد 15 خيمة<br />وقد غادرهم إلى كنتة النيجر بسب الاحتلال أهل علوه (4 خيام) وأهل الركوه (6 خيام) وأهل بركه خيمتان وأهل عابدين آغ طالبي خيمة واحدة، أولاد سيدي أحمد (3 خيام) أهل الطالب عْلي (4 خيام). ويقصدون في نجعاتهم آدرار ايفوقاس ولا سيما تكلوت.<br />6 – أهل بابا ولد الشيخ سيدي محمد (أصليون) 05 خيام<br /> ترمز (أصليون)45 خيمة<br /> النهرات (أصليون) 15 خيمة<br /> الحبوس (أصليون)20 خيمة<br />7 – أهل سيدي الأمين (أصليون) 03 خيام<br /> إيفلان 03 خيام<br />وينتجعون في تفاريست.<br />8 – أهل الشيخ سيدي أعمر 06 خيام<br /> تجكانت 10 خيام<br /> أهل توات 15 خيمة<br /> أولاد سْعيد 10 خيام<br /> دورق06 خيام<br /> أهل العطاري 06 خيام<br /> حرطان (حدادون)04 خيام<br />ينتجعون من غاروس إلى اسلاگ، ويقصدون في كثير من الأحيان آدرار إيفوقاس حيث يملكون أراض رعوية خاصة بهم.<br />9 – أهل محمد احمد ( أصليون) 20 خيمة<br /> أهل سيدي عبد الرحمن ( أصليون) 20 خيمة<br />ويدعى هذا الفخذ الفرعي أحيانا أولاد سيدي الوافي الأصليين، وينتجعون في اتناسيت وفي تفليست.<br />10 – أولاد ملّوك ( أصليون) 20 خيمة<br /> أولاد عمر ( أصليون) 20 خيمة<br /> أولاد حديك ( أصليون) 10 خيام<br /> أهل القبلة ( أصليون) 25 خيمة<br />ويوجد في إقليم دنك (النيجر) أكثر من ألف خيمة كنتية متمردة على الاحتلال، وينقسمون إلى مجموعتين حسب الأصل:<br />1- فخذان رئيسيان: كانوا حلفاء سابقين لأهل بادي، الذين ردوا عليهم استقلالهم، وقد ذهبوا نحو الشرق في عام 1890 في فترة الحروب بين كنته وإيلمدن، وهم درمشاكة الذين يضمون حوالي 400 خيمة وياداس الذين يؤلفون 200 خيمة، وحدد الفرنسيون في القرن الماضي إقامتهم في طاوه . <br />2- أربعة أفخاذ كبرى، واثنان صغيران: <br />الاتواج، (300) خيمة، ويتألفون من- مجموعة أولى 30 خيمة<br />2- مجموعة ثانية 40 خيمة<br />3- مجموعة ثالثة 20 خيمة<br /> وكانوا ينتجعون في أطلگ، وفي عين إيتيسان وآدرار. <br />- تاگاط وهم إجمالا 90 خيمة، وينتجعون في آدرار إيفوقاس.<br />خامسا: الطرشان ثمانون خيمة.<br />وتضم كنتة الصحراء 2229 خيمة وعشرة آلاف نسمة (1915)<br />ثانيا – كنتة گورمة ويدعون أيضا كنتة أريبنده (الضفة اليمنى للنهر) فهم أقل عددا بكثير من أبناء عمومتهم الشماليين. وبما أنهم يعيشون في وسط أقوام زنوج ويختلطون بهم عن طريق زيجات عديدة، فيظهرون شديدي التهجين. وهم ينتجعون في بحيرات العقفه: كورسي، گادو، دو، نيانگاي، هاريبنگو. ويزرعون في حقول يملكونها الأرز والدخن ولهم سبع قرى على ضفتي بحيرتي گارو وهاريبنگو. <br />وينقسمون إلي مجموعتين:<br />أهل بادي: ومعهم زوايا وأتباع أو إيمغاد. والأفخاذ هي شريفن (كل السوق) ايمورامن، أهل كاهيدي (برابيش) إيدنان، الحراطين الحمر، ايكايماداين، ايكورشاتن.<br />أهل سيدي علواتة<br />أهل سيدي علواتة الأصليون، أولاد ملّوك حراطين أولاد ملوك، ايدوفان (بيلّة: طوارق) ايبغاف بغافن المستقلون. وتضم كنتة گرمه ألفي نسمة من ثلاثة آلاف (1915).<br />ج - قبائل لم ترد أسماؤها في المراجع المذكورة<br /><br />توجد بأژواد داخل الاتحاديتين الكبيرتين(البرابيش وكنته) وخارجهما خاصة في المراكز الحضرية، خيام وأسر من قبائل موريتانيا مثل: تكنه، تركز، حم صالح، أولاد الملات (أولاد دْليم) المصادفه، الرگيبات، تنواجيو، آمگاريج، أولاد سالم، أولاد عمني، الگواليل (تجكانت)الرماظين (تجكانت) إدگجملّه، أهل بوردّه، ادگاربن، أهل السيد (أولاد بالسبع) إدوعلي، أهل باريك الله، لمرادين، اتمدك، أهل الطالب مختار، إديبوسات.<br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /></div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com14tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-66918864725803151182012-10-06T23:12:00.000+00:002012-10-06T23:12:03.536+00:00أوراق عن أژواد/ العاشرة/ خطر الانزلاق والفشل <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
رحب شعب أژواد في غالبيته الساحقة بتحرير إقليمه، واستبشر خيرا رغم ما عاناه جراء الاقتتال بين الثوار والجيش، الذي دفع فيه أثمانا باهظة، على رأسها النزوح الداخلي واللجوء إلى الدول المجاورة.<br />
وكان على القادة الجدد أن يتصرفوا كأبناء بررة لشعب مقهور ومشتت، لا بد من لمّ شمله وتضميد جراحه، وطمأنته على حاضره، وأن يسهروا على صون وحدته، وكسب ثقته، ويزنوا ما حملوه على عواتقهم من مسؤوليات جسام أمام الله والشعب والتاريخ والجيران والعالم، حتى يثبتوا جدارتهم بما حققوا من انتصار. <br />ومن الغريب أن الثوار لم يضعوا في الحسبان ما بعد التحرير، إذ لم نر خططا جاهزة للسيطرة الفعلية على الأرض، وضمان استمرار المؤسسات الرسمية القائمة – على علاّتها – من إدارة ومصالح خدمية من طب وتعليم وزراعة ... وشرطة، لأن حياة الناس مرتبطة بها، وهي وسيلة الحاكم لضبط الأمور وصيانة الحقوق وبسط العدل والإنصاف، ثم العمل على إرجاع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم، وطمأنة الجيران، وخلق جو من الثقة معهم سعيا وراء بسط السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، والتعاون مع المنظمات الإنسانية والإغاثية، مما سيعتبر رسالة طمأنة إلى العالم، وبالتالي إزالة مسوغات العودة إلى الأوضاع السابقة، ونزع فتيل التدخل الخارجي.<br />لقد خاب أمل الكثيرين من أبناء أزواد والمتعاطفين مع قضيته ممن كانوا ينتظرون السير في هذا المسلك، رغم تفهم طبيعة تكوين الحركات الأژوادية والظروف التي انطلقت فيها للإجهاز على الجيش المالي، وكذلك الوضع داخل الإقليم، وعلى الخصوص إرث العقدين الأخيرين من الفوضى والتخريب. نعم ضاعت فرصة ثمينة خلال الأشهر الستة الماضية، وزاد الوضع تعقيدا. فقد ظهر إلى العلن الخلاف بين الحركتين الرئيسيتيْن التيْن قادتا الحرب وحققتا الانتصار: الحركة الوطنية لتحرير أزواد وأنصار الدين، بمآزرة بعض كتائب القاعدة في الغرب الإسلامي .<br />ولولا أن قادة الحركتين ينتمون إلى المجموعة التي ظلت رأس حربة النضال منذ الستينات: إفوقاس، بل يرتبطون بعلاقات قرابة مباشرة وتجمعهم المصاهرة لكانت عواقب الاختلاف مأساوية؛ وقد أُعجب المراقبون بأنهم وضعوا جانبا - منذ الوهلة الأولى - الاختلاف الإيديولوجي: العمانية والسلفية، وحافظوا على التشاور والتواصل الأُسري، واضعين نصب أعينهم قضية تحرير الإقليم. غير أن الصائدين في المياه الآسنة نجحوا في تعطيل سلاح أحد أجنحة النضال (حركة تحرير أزواد) بجرها إلى الدخول في مواجهة دامية مع مجموعة سلفية منشقة عن أحد فروع القاعدة في المغرب الإسلامي منذ العام الماضي (حركة التوحيد والجهاد) المكونة أساسا من عرب أزواد وموريتانيا وبعض أبناء دول الكور المجاورة، ومن بين قادها من هم متهمون بالضلوع في الاتجار بالمخدرات. <br />وحسنا فعل زعيم حركة أنصار الدين إياد آك غالي في البداية بنأيه عن هذا الصراع رغم أنه يقدّم كحليف لبعض الحركات الأصولية المسلحة، وفي الآن نفسه يعد أبرز قائد في إيفوقاس الذين يتزعمون - اليوم كما الأمس - قيادة الكفاح المسلح ضد حكومة بماكو، والذين إليهم تنتمي غالبية كوادر حركة تحرير أزواد أيضا. وهذا التبصر قد يجعله الرابح من العملية بحيث استوعب دون عناء جميعَ مقاتلي الحركة التي فقدت قيادتها، فأضحت مجموعته الأقوى والأكثر تأثيرا في الإقليم، والأوفر صدقية لدى السكان بحيث أصبح أهم شخص يعول عليه لإيجاد حلول للأزمة عبر المفاوضات.<br />وقد لوحظ أنه بقي على مسافة من حركة التوحيد التي يصفها البعض بالجسم الغريب لا تهمها تطلعات السكان وهمومهم، خاصة أن غالبية الوسط الذي تتحرك فيه مؤلف من السونغي والفلان وغيرهم من السكان الكور في گاوو وادوينزا وبقية مراكز الضفة، فبدل الرحمة بالناس ومواكبتهم في حل مشاكلهم، وتقديم بديل أفضل عن السلطات السابقة، ساهمت في خلق فراغ في السلطة والأمن بعد تدمير الإدارة والمرافق الخدمية، وُأخذ عليها العديد من التصرفات غير المقبولة، كمضايقة الناس في حياتهم اليومية بل استعمال العنف غير المبرر. كل ذلك عزز الشكوك المثار حول دوافعها الحقيقية من وراء تنصيب نفسها "إمارة إسلامية" قيّمة على الدين الإسلامي وشريعته السمحة، مما دفع أعداءها إلى تحمليها مسؤولية تشويه صورة الأزواديين وحركاتهم الوطنية، في الوقت الذي هم في أمس الحاجة إلى تحسينها ليقبلهم العالم ويتفهم قضيتهم، ويساعدهم في توفير الطعام والماء والدواء للسكان. فبدل ذلك اندفعوا في خلق عداوات داخلية لا سبب لها و لا طائل من ورائها، ونجحوا في إثارة الكراهية والنفور منهم، عندما توجوا تصرفاتهم بحملة تهديم أضرحة العلماء والصالحين اتسعت الهوة بينهم أيضا مع العالم الخارجي؛ الذي لم يتفادوا استثارته وخاصة الجيران مثل الجزائر. <br />وكما مر بنا في الحلقة الماضية فإن محللي مؤسسة كارنيغي يرون أن دوافع نفسية واجتماعية - من باب العلاقات الاجتماعية والتراتبية داخل النسيج الاجتماعي - من أسباب اندفاع أفراد في هذه الجماعة في نهجهم المتشدد ضد بعض المكونات الأخرى في المجتمع ورموزه الدينية، ذاكرين بالاسم الأمهار مع كنته وإيمغاد مع إيفوقاس؛ حيث يسعى هؤلاء الأفراد إلى الانتقام ممن يصورونهم المسؤولين عن "الغبن" الذي كانوا يعيشونه ضمن مجموعات قبلية، غير مدركين لقانون التشكل والانشطار، خاصة في المجتمعات الطارقية والعربية سواء في أزواد أو موريتانيا أو غيرهما. فالقبائل مهما كبرت تبدأ برجل يؤلف مع أسرته النواة الأولى، ثم يجتمع أناس من مجموعات أخرى حولهم، لحاجتهم إلى الحماية في ظل زعامة دينية أو نفوذ سياسي أو هما معا، فتتوسع الدائرة حتى تصير قبيلة، مع تباين في درجة الانصهار الداخلي بين قبيلة وأخرى.<br />وكما أشارت إليه الدراسة فقد وقعت إشكالات بين أفراد من إيمغاد وقبائل طارقية ذات شوكة، تجلت في بعض المواجهات، ووقع الشيء نفسه بين أفراد ينتمون إلى بعض أسر الأمهار وآخرين من أفخاذ إخوتهم في عشائر كنته الأخرى، بلغت حد الاقتتال بالسلاح، واستخدم فيها "المتظلمون" آنذاك شعارات تطالب "بالمساواة وانتهاء الهيمنة" لكن الأمر انتهى بالصلح، وتبين أن للحكومة ضلعا فيه. والواقع أن الأمهار - حاضرا وماضيا – هم أرومة عربية أصيلة، تحالفوا مع كنته واندمجوا فيها كعشرات الأفخاذ وآلاف الأفراد الوافدين، منذ عهود طويلة في موريتانيا وما يزالون كذلك، ومَنْ هم في أزواد يعيشون في تناغم كامل داخل عشائر كنته المختلفة، رغم ظهور إشكالات بين الأفراد بين الحين والآخر .<br />وفي زمن الشيخ سيدي المختار الكبير وقع خلاف بين الأمهار وأحمد بن محم بن بابا بوسيف رئيس أولاد بوسيف العام ، مما جعلهم ينضمون إلى مجموعات قبلية أخرى، فطلب أحمد من الشيخ التدخل، فأصلح ذات بينهم؛ بعد أن أعرب الأمهار عن استيائهم من الرئيس العام قائلين: إنه لا يعدّنا أحياء بل موتى، لا يستشيرنا في أمر ولا يدعونا إلى نائبة.. إلى آخر ما اعتذروا به، فلما قدم بهم الشيخ على أحمد قال له في استشارتهم وعرْض الأمور على رؤسائهم ما لفظه: الفردية لا تصح إلا للفرد الأحد، فأيُّّ قوم كنت فيهم، عَلوْا أو سفلوا، عقلوا أو جهلوا، اتخذ منهم رؤساء تستعين بهم على أمورك، وتأخذ بهم على مَن سواهم من سفهائهم، وربما أشار عليك منهم مشير برأي غاب عنك أو يطلعك على أمر خفي عليك، وأنشد قول الشاعر:<br />وأنزلي طولُ النوى دارَ غُربة إذا شئتُ لاقيتُ امرُؤا لا أشاكله <br />فحامقْته حتى يقال ســـــجية ولو كان ذا عقل لكنت أُعـــاقله<br /> وقد أنصفهم الشيخ أيما إنصاف في بقية هذه القصة التي أوردها الشيخ سيدي محمد في كتابه الطرائف والتلائد. يتواصل <br /></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-29527816261968389292012-09-30T11:14:00.000+00:002012-09-30T11:14:01.769+00:00أوراق / التاسعة/ الانتصار العسكري والتركة الثقيلة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div style="text-align: justify;">
من نتائج سقوط النظام الليبي - التي فاجأت الجيران ودول حلف شمال الأطلسي - خروج تشكيلات أژوادية مدججة بالسلاح من رحم القوات الليبية، وقطع آلاف الكيلومترات عبر النيجر وربما الجزائر، لتأخذ مواقعها نهارا جهارا في أرض أژواد، وتباشر استعداداتها الحربية أمام أعين القوات المالية المرابطة في قواعدها المختلفة، وتحتل بسرعة البرق كامل إقليم أژواد، وتنهي وجود الحكم المالي جيشا وإدارة.<br />ومن الواضح في هذه الملحمة إحكام الخطة التي وضعت لتحقيق أهدافها المصيرية، دون خسائر تذكر، بفضل الكفاءة العسكرية، وانضمام غالبية المقاتلين الأژواديين العاملين والمسرّحين والمنخرطين في الجيش المالي، واختيار الوقت الأنسب، حيث كان الجميع منشغلا بما يجري داخل دول الربيع العربي، دون أن يرفعوا البصر صوب حزامه الجنوبي، حتى يروا حراكا ربيعيا آخر على يد فصيل من هذا النسيج الاجتماعي والبيئي العربي الإفريقي الإسلامي، الذي عانى منذ القرن الثامن عشر الغزو الاستعماري الصليبي والذي استعبد السكان ونهب الخيرات، وحارب الدين واللغة، ومسخ الهوية وحطم أسس المجتمع الأهلي، قبل أن يضطر كارها - في أحيان كثيرة- إلى الانسحاب تحت ضربات المقاومة التي لم تتوقف وإن تعددت أشكالها، ويغادر - في أحيان أخرى - بترتيب مرتب، يضمن استمرار النهج على يد أنظمة حارسة لمخلفاته.<br />لقد كان من الجلي أن الحركات الأژوادية قد استوعبت دروس نضالها الطويل الذي شاب فيه الولدان، والنكسات التي تعرضوا لها، خاصة ثورة 1990 التي قادتها حركة تحرير أژواد بزعامة إياد آڴ غالي، قبل أن تتفرق إلى خمسة فصائل موزعة الولاء - الكلي أو الجزئي - بين الدول المجاورة (الجزائر، ليبيا، المغرب، بوركنا فاصو، موريتانيا) لتكون ثمرةُ التضحيات الجسيمة التي قدمها المقاتلون والشعب الأژوادي في الداخل وفي المهجر، رزم من الاتفاقيات والالتزامات، التي صدرت عن مؤتمرات جُند لها عشرات الدبلوماسيين، وأظلتها منظمة الأمم المتحدة، بمشاركة المنظمات الإقليمية، والدول المجاورة والمانحة. وكل ما تحقق تظاهرات دعائية فولكلورية، أهم مشاهدها حرق السلاح، ووعد بماكو بإقامة حكم أقل مركزية، والتزام المانحين بتقديم مساعدات اقتصادية لتنمية الإقليم وفك عزلته وربطه بمسيرة التنمية في مالي، غير أن كل ما نُفذ إنشاء ولاية جديدة على الورق في كيدال، بدون موارد ولا تجهيز، وضمِّ مجموعة من المقاتلين إلى الجيش المالي، واكتتاب بعض صغار وكلاء الإدارة، بينما استحوذت الحكومة المركزية على المساعدات المقدمة من المانحين، واكتتاب الأمم المتحدة بعض زعماء الجبهات المقاتلة. لذلك لم يكن أمام زعماء الحركات الأژوادية بعد عقدين من اتفاقيات تمنغاست ومماطلة الحكومة سوى الدخول في هذه المغامرة الكبيرة ورفع سقف مطالبهم هذه المرة إلى أقصاه، وهو الاستقلال (حركة تحرير أژواد) أو تطبيق الشريعة الإسلامية في مالي كلها (أنصار الدين). <br />وكان من المنطقي – لو في مالي حكومة مسؤولة – أن تُقر بالأمر الواقع وتتعامل مع الوضع الجديد بحكمة وصدق في النيات، وتبدأ مفاوضات فورية بعد أن أعلن الطرف الثاني استعداده لها، لكن عادة السلطة المالية التعنت والاعتماد على العنف، وهو ما تغلب هذه المرة أيضا. في هذا الوقت دخلت على الخط فرنسا، الوصي المعتمد على مستعمراتها السابقة، فشجعت انقلابا عسكريا على الرئيس المنتهية ولايته، ودخلت في اتصالات علنية مع حركة تحرير أژواد، موحية بأنها خاضعة لها، عندما تدخلت بقوة لمنع تنفيذ اتفاق بين الحركة وأنصار الدين ينص على أن الدولة الجديدة ستطبق الشريعة الإسلامية. وبذلك دقت إسفينا بين الحركتين، مما عجل بإبعاد حركة تحرير أژواد عن الساحة، وتوزيع النفوذ بين أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد، وخلق حالة من الفوضى في بماكو بعد أن تبين أن قائد الانقلاب عاجز عن تحقيق ما كانت تعلق عليه من آمال، فتحملت بذلك مسؤولية في ما يجري اليوم في بماكو من فوضى سياسية وانفلات أمني، وإفلاس أخلاقي كان آخر تجلياته قتل الدعاة.<br />لقد كانت تصرفات فرنسا خلال سنوات ساركوزي في الإقليم عودة فجة لممارسات خلية "فرنسا - إفريقيا" التي حمت الأنظمة الفاسدة وضمنت لفرنسا الاستيلاء بأقل ثمن على خيرات تلك الدول، وخططت ونفذت معظم الانقلابات التي أطاحت بكل من شب عن الطوق، وحاول الإصلاح في بلاده.<br />العلاقة بين السلطة والجريمة المنظمة<br />كان آخر رئيس لمالي هو الجنرال أمدو توماني توري، الذي قضى مأموريتين رئاسيتين، وهو قائد انقلاب 1991 على الجنرال موسى تراورى، حيث تفاهم مع زعماء الحراك المدني على أن يعود إلى السلطة بعد الرئيس المدني عمر كونارى، وظل مدلل الغرب لقبوله الانتظار حتى حلول فرصته، وارتبط بدوائر صنع القرار، ومنظماته المشرفة على ترسيخ أنموذج النظام الغربي للحكم في القارة، وترميم ما تهرأ منه، مثل مركز كارتر والمعهد الأمريكي للديمقراطية، وغيرهما من المراكز والمنظمات الممولة من مؤسسات الغرب، وأصبحت البلاد أحد أكبر متلقٍ للمساعدات الخارجية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بصورة فردية، لتكون واجهة في غرب إفريقيا، ومضرب مثل في الحكم الرشيد المسالم، الزاهد في السلطة! حيث لا يملك الرئيس حزبا وبالمقابل لا يواجه معارضة، وإنما الجميع في أغلبيته، مما خلق فراغا سياسيا: لا نقاش ولا جدل ولا حوارا، الكل حر في الانهماك في شأنه الخاص، على حساب قضايا الوطن. وفي هذا الجو انتشرت الجريمة المنظمة: التهريب والاتجار بالمخدرات والسلاح واختطاف الرهائن والهجرة السرية، وكلها شكلت أنشطة مربحة للمتنفذين في الحكم.<br />كان التهريب قد انطلق ابتداء من تسعينات القرن الفائت من الدول المجاورة ذات المنافذ البحرية: موريتانيا وسنغال وغينيا وساحل العاج وغانة وتوغو وبنين ونيجيريا والجزائر، أو البعيدة كليبيا والمغرب، وشمل في مراحله الأولى السلع المختلفة من مواد غذائية مدعومة (في ليبيا والجزائر) ومحروقات (جزائرية) وأدوية، وملابس وسيارات ... وخاصة السڴائر التي ساهم تهريبها إلى حد كبير في ظهور شبكات المخدرات. وقد ازدهر في أسواق شمال أفريقيا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بسيطرة قلّة من اللاعبين الكبار. وزوّدت تلك المستوردة منها عبر موريتانيا جزءاً كبيراً من الأسواق الجزائرية والمغربية، في حين تم توجيه تلك المستوردة عبر كوتونو في بنين ولومي في توغو، عبر النيجر وبوركينا فاسو، إلى ليبيا والجزائر. وأطراف هذه التجارة الفاعلون هم موزّعوها القانونيون، الذين يستوردونها من مناطق التجارة الحرّة مثل دبي، بدل الدول المصنعة لها مباشرة . <br />
إن دوافع تهريب السلع وتجارتها فروق الأسعار بين الدول وتجنّب الرسوم والضرائب، وجرت بتواطؤ من فاعلين في المؤسسات الجمركية، قبل أن تنتشر في مختلف الإدارات المعنية، وتتغلغل في أجهزة الأمن والرقابة وفي قوات الجيش، وتصعد إلى الصفوف العليا في المؤسسات الحاكمة لبعض هذه الدول. <br />
و ما أن حلت الألفية الجديدة حتى حلت المخدرات محل البضائع القانونية، وتدفقت بسرعة من مصدريْن رئيسييْن: جنوب أمريكا عبر موانئ دول غرب إفريقيا: الكوكايين، وصمغ الحشيش من المغرب عبر موريتانيا أساسا، وأصبحت مالي أكثر الدول المتلقية لهذه السموم، وفي منطقتها الحدودية مع الجنوب الشرقي الموريتاني أقيم أشهر مركز لهذه الأنشطة هو أمگدي. <br />
ومع قيام تمرد ضباط طوارق في الجيش المالي في كيدال سنة 2006 ضد الحكومة المتهمة بعدم الوفاء بالتزاماتها المتكررة، ظهرت على السطح الصراعات بين شبكات تهريب المخدرات، وبينهم والمجموعات المهيمنة على المنطقة التي تسعى لفرض إتاوات على المهربين، الذين تفاحش غناهم ومعه بطرهم. وهكذا أصبح الإقليم وما جاوره بؤرة بؤرة لتجارة المخدرات وتوزيعها الذي يغطي المشرق حتى السودان ومصر والسعودية ودول الخليج، وأنحاء من أوروبا.<br />وقد دخلت حكومة بماكو على الخط بعد تمرد 2006 "فحرضت قادة بعض الجماعات ضد جماعات أخرى، واعتمدت على قبائل محددة للإبقاء على منطقة الشمال تحت السيطرة. ولمواجهة قبيلتي إيفوقاس وإيدنان اللتين ينتمي إليهما المتمردون تحالفت القيادة المحيطة بالرئيس أمادو توماني توري، مع المتمردين المنافسين، وخاصة منهم القيادات المنتمية إلى قبائل البرابيش والامهار العربيتين، وكذلك إلى قبائل إيمغاد الطارقية.<br />في بعض الأحيان كان المسؤولون في الدولة يتدخلون بشكل مباشر، كما فعل المقدم لمانه ولد ابوه (ولد محمد يحيى) - وهو ضابط في جيش مالي له علاقات وثيقة مع رئيس جهاز أمن الدولة - خلال اشتباك وقع في أغشت 2007 بسبب شحنة كوكايين، حيث رتّب عملية إعادتها مقابل مبلغ مالي كبير، كما شجعت الحكومة شخصيات عربية بارزة من مناطق تنبكتو وگاوو على تشكيل مليشيات لحماية مصالحها التجارية، وذلك ضمن تعبئة الزعماء العرب لمحاربة المتمرّدين؛ وترأس هذه القوات مؤقتا ضباط من الجيش المالي، هو العقيد محمد ولد ميدو.<br />ويمكن ملاحظة العلاقة بين الوجهاء المحليين والدولة ورجال الأعمال، وتجارة المخدرات في شحنة الكوكايين الضخمة المفترضة، التي تم نقلها في نومبر 2009 إلى شمال مالي على متن إحدى الطائرات، التي هبطت في منطقة تاركنت، شمال گاوو. ويعتقد أن وجهاء الأمهار على الأرجح – كما يقول صحفي جزائري على صلة بدوائر الأمن - هم الذين تعاملوا معها، وعلى رأسهم عمدة البلدة. <br />وقد وصلت التوتّرات إلى ذروتها في يناير 2010، عندما استولت مجموعة مسلحة مكونة من أفراد من قبيلتي إيفوقاس وكنته على شحنة كوكايين كبيرة كان ينقلها مهربون متحالفون مع الحكومة من قبيلتي إيمغاد والأمهار، الذين ردوا بخطف زعيم كنتي في منطقة گاوو.<br />كان لمثل هذه الصراعات المرتبطة بالتهريب بُعد سياسي أوسع أيضاً. فشقّة الخلاف التي كشفها الحادث الأخير ترتبط بالانقسام بين حلفاء القيادة في مالي وأعدائها. وعلاوة على ذلك، كانت قبيلتا الأمهار وإيمغاد تابعتين تاريخياً لقبيلتي كنته وإيفوقاس، على التوالي. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تندلع فيها صراعات تنطوي على تنافس بشأن علاقة التبعية. فقد اندلعت اشتباكات خلال التسعينات، حتى بعد انتهاء تمرّد الطوارق. <br />وقد وقعت عملية مشابهة في منطقة تنبكتو، ونجحت الشخصيات المرتبطة بتهريب المخدرات في الضغط على قيادة مالي لإنشاء منطقة إدارية منفصلة (تاودني) وعدة مناطق جديدة في سياق عملية إصلاح إداري تم اعتمادها قبل اندلاع التمرّد الأخير مباشرة. وبالإضافة إلى ذلك، تم في كثير من الأحيان استثمار الأرباح المتحققّة من التهريب في الماشية والبنية الأساسية المرتبطة بها، مثل الآبار، ما أفضى إلى تأجيج التوتّرات بين المجتمعات على الموارد" . <br />وكان المراقبون الخارجيون وخاصة المسؤولين في الدول المانحة يغضون الطرف عن علاقات المسؤولين في الدولة والقادة السياسيين بالشبكات الإجرامية حتى لا يضعوا النظام في ورطة، وهم يعولون عليه في مواجهة الحركات المسلحة، التي يوليها صنّاع القرار في الغرب كل اهتمام بوصفها منظمات إرهابية. يتواصل</div>
<br /></div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-36505054541181097912012-09-11T21:18:00.000+01:002012-09-11T21:18:17.267+01:00كلمة محمد محمود ودادي رئيس لجنة منسقية المعارضة الديمقراطية المكلفة بالقضايا الدبلوماسية في ندوة المنسقية حول الوضع في مالي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: small;">انطلاقا من مسؤوليتها في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين وهمومهم، والسهر على مصالح موريتانيا الداخلية والخارجية، وأمنها واستقرارها، ومن ثم علاقاتها الخارجية خاصة مع الدول الشقيقة والصديقة، أحرى المجاورة- تابعت منسقية المعارضة الديمقراطية باهتمام وقلق عميق الأزمة التي اندلعت بداية العام الحالي في جمهورية مالي الشقيقة، وآلت إلى فقدان الحكومة المركزية السيطرة على ولايات إقليم أزواد الذي تشكل مساحته أكثر من ثلثي مساحة مالي.</span><br /><span style="font-size: small;">وقد ارتأت المنسقية أن تنظم ندوة، تقدم فيها رؤيتها حول الأزمة وأبعادها وتداعياتها على موريتانيا والجوار بل الإقليم كله، إذ لا ننسى أن لنا مع جمهورية مالي علاقات متشعبة قلّ نظيرها بين الجيران، حيث نرتبط معها بحدود تبلغ حوالي 2 237 كلم، معظمها مع إقليم أزواد، أما الروابط التاريخية الضاربة في أعماق الزمن، فحدث ولا حرج، حيث انتمينا كلانا إلى إمبراطوريات وممالك عظيمة كغانه والتكرور التين كان مهدهما موريتانيا، وجزئيا: ملي (مالي) فيما بعد، ثم جمعتنا دولة المرابطين التي امتدت شرقا وجنوبا حتى النهر، كما تبعت أطرافٌ من الحوض الحالي لنفوذ إمبراطورية السونغي، وفي الزمن المعاصر خضع البلدان معا للاستعمار، وشكلا مع آخرين اتحاد غرب إفريقيا، بل ظل الحوض جزءا من السودان الفرنسي، حتى سنة 1944.</span><br /><span style="font-size: small;">وتتشعب العلاقات، لتغطي نواحي الحياة كافة: من تمازج عرقي واجتماعي وترابط ديني وثقافي، وتشابك مصالح: تجارية وزراعية وتنموية، سواء بين المواطنين أو بين الحكومات، خاصة بعد إقامة منظمة استثمار نهر سنغال التي تُعد أنجح مشروع مشترك في الإقليم بل في القارة؛ ورغم خلافات عابرة ظلت العلاقات مع مالي في جميع الحقب، وتحت مختلف الأنظمة مثالية، لما يُسندها من روح محبة حقيقية وتقدير متبادل.</span><br /><span style="font-size: small;">ولكل من ولايات ڴيديماغا، والعصابة والحوضين الغربي والشرقي، وحتى ولايات الوسط والشمال علاقات ذات خصوصية مع مثيلاتها المالية المقابلة، ومن ضمنها ولايات أزواد، بسبب الانتماء إلى الفضاء الصحراوي الواحد الذي يجهل الحدود، ليظل مهدا للهجرات القادمة من موريتانيا وإليها، منذ أكثر من عشرة قرون، فتشكلت وشائج قربى، لم تؤثر فيها التقلبات المختلفة ولا المسافات البعيدة.</span><br /><span style="font-size: small;">وخلال الأزمات المتعاقبة من سنة 1963 التي عاشها إقليم أزواد، وحتى تلك التي انفجرت في التسعينات ثم بداية الألفية الجديدة، كان الحضور الموريتاني بارزا سواء على صعيد إيواء المتضررين من تلك الأزمات، أو في المساعدة على الوصول إلى حلول سلمية برغبة الطرفين: الحكومة، والحركات المنتفضة؛ وفي المقابل كان لمالي دورها المشهود في تطويق الأزمة بين موريتانيا وسنغال سنة 1989، إضافة إلى إيوائها للاجئي موريتانيا. </span><br /><span style="font-size: small;">ستتناول هذه الندوة اليوم جوانب رئيسية من الأزمة في مالي، بشقيها المتعلقين:</span><br /><span style="font-size: small;"> أولا: وضع إقليم أزواد الذي هو مشكلة داخلية لجمهورية مالي، يجب على الماليين أنفسهم التصدي لها - عبر الحوار - بما يضمن تسويتها بشكل دائم، وحسبما ترتضيه الأطراف المعنية، التي تتقاسم: الدين والثقافة والمصالح المشتركة، وفوق كل شيء الانتماء لوطن واحد، عريق في حضارته، وذي تاريخ مجيد. أما دورُ موريتانيا فهو الاستعداد لتقديم كل العون للطرفين، بما يسهل الوصول إلى الحل المنشود. </span><br /><span style="font-size: small;">أما الشق الثاني فهو الإرهاب، الذي عشّش في الإقليم بعد أن مهدت له شبكات التهريب المختلفة التي بلغت أوجها بدخول أنواع المخدرات المغذية لإفريقيا والشرق الأوسط وأوربا، فتغلغلت بنفوذها في المجتمعات المحلية والمجاورة، وحتى في مكامن السلطة في بعض دول الإقليم، ومن ثم التحمت بالمجموعات الإرهابية الوافدة، بعد التقاء مصالحهما، فأصبحت مصدرا جديا لتهديد أمن واستقرار الدول المجاورة، وفي طليعتها موريتانيا، مما يتطلب معالجة حكيمة واستعدادا يضمن الدفاع عن الحدود على الحدود والداخل، بعيدا عن الأجندات الخارجية، وصراعات القوى الأجنبية ومصالحها.</span><br />وستعالج الندوة الأزمة في أربعة محاور:<br />الجذور والأطراف، <br />الرهانات والآثار <br />موريتانيا والأزمة، <br />الدروس المستخلصة لموريتانيا، <br /><br /><br /><br /><br /><br />نواكشوط في 19 شوال 1433/ 5 شتنبر 20012<br /></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-6095325741297785962012-09-01T21:22:00.002+01:002012-09-01T21:22:48.550+01:00أوراق عن أژواد/ الثامنة/ الترابط مع ليبيا <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br /><div style="text-align: justify;">
طاب المقام في ليبيا مع بداية ثمانينات القرن الماضي لطوارق مالي والنيجر وعربهم وبعض الموريتانيين، حيث وجدوا قواسم مشتركة مع المواطنين الليبيين، الذين عاملوهم بكرم وتسامح، وهو دين اشتهروا به على مدى التاريخ، حيث اكتشف الطرفان بعضهما البعض، فالوافدون بحاجة إلى العناية والاستقرار، وبعض القبائل الليبية متعلقة بأصول تربطها بالساقية الحمراء والصحراء، من هجرات مرتدة من تلك الأصقاع بعد ما وصلت مع الهجرة العربية (الهلالية) الشهيرة التي تشكل معظم عرب ليبيا. وفي ظل النظام القبلي الذي هو أساس الحكم في ليبيا آنذاك، كانت القبائل تتبارى في تعزيز مراكزها ضمن التنافس على السلطة والنفوذ، حيث اكتشفت أن للكثير منها صلات "قرابة" مع قبائل البيظان، وأرادت أن تعزز وضعها حتى ولو لم يتحقق من ذلك – في النهاية - الشيء الكثير. ويتكئ بعضهم في ذلك إلى روايات قديمة عن وجود صلات قرابة، كما الحال بين أولاد سْليمان في فزان وعشيرة أولاد سْليمان البربوشية، بينما يرى معظم الباحثين أن الأمر لا يعدو تشابها في أسماء القبائل العربية على طول أوطانها من الجزيرة العربية إلى الصحراء الكبرى. ومن ذلك في ليبيا وموريتانيا: البحيحات، أولاد إبراهيم، البريكات، الجعافرة، أولاد موسى، اليعاقيب (إيديقب) أولاد خْليفة، بنو داوود (أولاد داوود) بنو رزق (أولاد رزق) أولاد عطية، أولاد سالم، الشويخات، أولاد الشيخ، الطرشان، الفقرة، أولاد عبد الله، العبيدات، أولاد عْلي، العيايشة، القواسم، القرعان (الڴرع) أولاد مبارك، أولاد ناصر (أولاد الناصر) أولاد وافي (أولاد الوافي) الهماملة (الهمال) أولاد يونس... ومن هذه القبائل مَن اسمه واحد لكنه يختلف في الأصل إذ البعض عربي والآخر أمازيغي. أما بالنسبة للطوارق فالأمر أسهل، لأن الرابطة لم تنقطع بين مَنهم في شمال الصحراء وفي جنوبها. <br /> وساهمت القرابة هذه في اكتساء هجرة الطوارق الماليين والنيجيريين وعربهم في الثمانينات طابعا جديدا شجع على التحاق العديد من أسرهم بهم في ليبيا، حيث فُتح لهم باب التجنيس كبقية المواطنين العرب، باسم "الجنسية العربية" وهي غير الجنسية الليبية، التي اقبل عليها الكثيرون من مواطني الدول العربية الذين لم يجدوا فرصا في التمتع بالإقامة وحق العمل، فتوفرت لهم الخدمات نفسها التي يتمتع بها الليبيون: التموين ومجانية التعليم، ومزاولة بعض المهن، ولكن مع التجنيد في القوات وقوات الأمن، الذي يؤمن نظريا الحماية والنفوذ، لكن هذا الوضع لم يشمل في الحقيقة من الأژواديين والأژواڴيين سوى من ليست لهم أوراق ثبوتية تخولهم الإقامة أو البطاقة القنصلية، التي كان الليبيون يتحاشون مضايقة حمَلَتها. إلا أن هناك البعض الذي حصل على الجنسية الليبية، منهم مجموعة الطرشان النيجيرية ذات الأصول العربية الحسانية المهاجرة من موريتانيا إلى أژواد ومنه إلى النيجر، فقد التحمت بالمجموعة الليبية التي تحمل الاسم نفسه واستقرت في سرت إلى اليوم. <br /><br /><br /><div style="text-align: center;">
<h4>
الدخول إلى ساحات المعارك</h4>
</div>
<br /> مع استمرار أوضاع مالي والنيجر في التدهور اقتصاديا واجتماعيا، ازدادت الاضطرابات والتناحر على السلطة في باماكو ونيامى وتوالت الانقلابات العسكرية أو محاولاتها، فتفاقمت أحوال العرب والطوارق بصورة أكثر، واستفحل البؤس، واتسعت الهوة بينهم وحكومتيْهما، التين لم تثق يوما في ولائهم، وظلت على مدى عقود من الزمن تتهمهم بتربص الدوائر بها، حتى قبل انخراطهم في عملية التجنيد. وقد تسارعت الأحداث ليتحقق ما كان مجرد اتهام، عندما دخلت طرابلس في حلبة الصراع الإقليمي والدولي المعقّد، ضمن طموح العديد من القوى الناشئة إلى ملء الفراغ، الذي تركه لاعبون كبار في الساحة، بعد أن ظلوا مهيمنين عقودا من الزمن، كمصر والهند ويوغوسلافيا (على رأس كتلة عدم الانحياز) وتزامن ذلك مع انفجار صراعات دامية في المشرق العربي بسبب محاولة إسرائيل القضاء على الثورة الفلسطينية، التي كانت في أوج عنفوانها، حيث نجحت في إرغامها على الانغماس في الشؤون الداخلية للدول المجاورة الضعيفة، فدخلت في صراعات دموية جانبية مع الأردن الذي كادت تطيح بنظامه، ثم مع لبنان الذي كانت فاعلا رئيسيا في حربه الأهلية، ثم المشكلة الأفغانية مع غزو الاتحاد السوفيتي لها، وتفجر الثورة الإيرانية، التي كانت مقدمة للحرب المدمرة العراقية الإيرانية. <br />وقد أغرى هذا الوضع ليبيا التي كانت في أوج انفتاحها على العالم الذي جعلها قبلته، لما لها من ثروات نفطية هائلة، واستعداد لوضعها في خدمة أهدافها السياسية الطموحة، وخاصة محاربة السياسات الامبريالية، فانجرت إلى الدخول في مواجهات مسلحة مع مصر (سنة 1977) والسودان (1976) وتونس (قفصة 1980) وتشاد، وانخرطت في العديد من بؤر الصراع: جزر مورو بجنوب الفلبين، وباناما ونيكاراغوا، وأيرلندا الشمالية، مع أنها طرف – بشكل أو آخر - في حرب الصحراء الغربية.<br /> في هذه الظروف كانت طرابلس في حاجة ماسة إلى العنصر البشري، لاستعمال ترسانتها الضخمة من الأسلحة، فاتجهت إلى تجنيد الكثير من المواطنين العرب – كما سلف - الذين جذبتهم الحملة الدعائية الكبيرة التي تقدم ليبيا كقلعة للحرية والمقاومة ضد الاستعمار والامبريالية والصهيونية والميز العنصري، بديلا لمصر جمال عبد الناصر، وهو ما استجاب له في بداية الأمر الكثيرون، وغالبيتهم تنتمي إلى منظمات سياسية معارضة لأنظمة قائمة في الدول المجاورة، مما عرّض طرابلس لضغوطٍ وتشهيرٍ إعلامي، أدى في النهاية إلى تسريح غالبيتهم، أو وضعهم مباشرة تحت تصرف منظماتهم، كما الحال في السودان وتشاد. وكان ممن بقي في جيشها من المجندين مجموعات من شباب أژواد وأژواڴ عربا وطوارق، شاركوا في عمليات خارجية، من أهمها الانضمام إلى مقاومة الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982؛ ضمن قوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، حيث دخلوا في مواجهة مع الإسرائيليين في الجنوب اللبناني، الذي قاتلوه ببسالة، فسقط منهم عدد من الشهداء، ثم اتجهوا إلى الشمال لينسحبوا مع الجيش السوري إلى دمشق، لكنهم لم يلبثوا أن لجؤوا إلى السفارة الموريتانية - على رأسهم إياد آڴ غالي - لتؤمّن لهم الحماية والعودة إلى وطنهم. وقد حاول مبعوث من أمين الجبهة العام أحمد جبريل أن "يستعيدهم" لكنهم رفضوا الاستمرار في التعامل مع هذه الجبهة، التي اتهموها بالخَوَر، وأفرادَها بالفسوق، وهم الذين جاءوا "دفاعا عن الإسلام والمسلمين"، وقد رتبت السفارة سفرهم إلى الجزائر، الأقرب إلى وطنهم.<br />ومع اشتداد الصراع بين ليبيا وتشاد سنة 1987، ووقوع قوة ليبية كبيرة في أيدي التشاديين في "فايا لارجو" و"وادي دوم" وشلل قوات الدروع والدبابات، وبروز فاعلية القوات الخفيفة المشكلة من سيارات الدفع الرباعي، المجهزة بالرشاشات والمدافع، اتجهت ليبيا إلى هذا السلاح، وإلى تكوين كتائب سريعة الحركة، كان فرسانُها بلا منازع الأژواديين، مثل الصحراويين قبل ذلك بسنوات. وقد شارك العديد منهم في معارك منطقة آوزو محل النزاع بين ليبيا وتشاد، قبل أن تعود إلى الأخيرة في تسعينات القرن الماضي بقرار من محكمة العدل الدولية التي أنيط بها الملف؛ كما شارك عدد محدود من رجالهم في العمليات المسلحة في أزواڴ وخاصة أژواد من سنة 1990 – 2006 ضد حكومتيهما، مع العلم أن السلطات الليبية ظلت حريصة على منع انتقال أعداد مؤثرة من الرجال والسلاح إلى الدولتين، التين ارتبطت معهما بعلاقات قوية، وجعلتهما حجر الزاوية في سياستها بإفريقيا التي استثمرت فيها طاقات سياسية واقتصادية كبيرة، فألجمت أي محاولة جادة تنطلق من أراضيها لتهديد الحكومتين، إلى جانب معطى آخر هو احترام تفاهما مع الجزائر بأن لا تتعدى حدودا معينة في نشاطها داخل الإقليمين، حتى أنها أغلقت قنصليتها في كيدال بعد فترة قصيرة من فتحها بضغط جزائري. <br />وقد أثبتت الأحداث اليوم أن أژواديي ليبيا كانوا يحضرون أنفسهم من زمن طويل لانتهاز أول فرصة تتاح، للعودة إلى صحرائهم وتحقيق حلم الأجيال بإقامة كيان ينعمون فيه بما حُرموا منه خلال نصف قرن:الحرية والكرامة، واستعادة الهوية الثقافية والدينية، وقد توفرت هذه الفرصة بعد اندلاع ثورة فبراير الليبية سنة 2011، وقيام حلف شمال الأطلسي بشن غاراته المدمرة، حتى سقط النظام، مما قلب الموازين في الإقليم وفي المنطقة بأسرها. فانتقل الأزواديون دون عناء إلى وطنهم ليطردوا الجيش المالي بسهولة مذهلة، وبتنسيق كامل ومحكم بين الفصيليْن الرئسييْن حركة تحرير أزواد، وحركة أنصار الدين، ويحكموا سيطرتهم على الإقليم المترامي الأطراف، ومدنه وبلداته، وذلك رغم التباين في الأهداف المعلنة، فالأولى علمانية لا ترضى بغير الاستقلال بينما تعلن الثانية أن مطلبها تطبيق الشريعة الإسلامية ولا تتحدث عن الانفصال. يتواصل</div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-19242500743101430022012-08-25T11:12:00.000+01:002012-08-25T11:25:27.393+01:00أوراق عن أژواد/ السابعة/ الهجرة إلى ليبيا <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
ما أن حلت سنة 1973 حتى بدأت الهجرة الأژوادية تتدفق على ليبيا، قادمة من النيجر التي يشاطرها الحدود، والتي ظلت ملجأ سكان الإقليم، كلما ألمت بهم المحن، مثل الاحتلال الفرنسي، الذي هرب الناس في وجهه من أژواد فضاعفوا عدد العرب والطوارق الأصليين فيه، وازدادت اللحمة والترابط، حتى تحول النيجر رغم ظروفه الصعبة إلى ملجإ ومنفذ لهؤلاء المشردين. <br />
إن الوجهة الليبية لسكان جنوب الصحراء ليست سوى استمرار لصلات تاريخية قطّع أوصالها الاحتلال وحدُوده المصطنعة، فجنوب الصحراء يرتبط بعلاقات صمدت طيلة عصور الصحراء المناخية والسياسية الضاربة في أعماق التاريخ، من أبرزها في العصر الحديث، ما ارتبط بفتوحات الإسلام على يد عقبة بن نافع الفهري لفزان بجنوب ليبيا، في العقد الثالث من القرن الهجري الأول، حيث استقر الإسلام في بواديها وواحاتها وكَوَرها، فتشكل من سكانها العرب والكور أول الدعاة التجار إلى جنوب الصحراء: النيجر ونيجيريا ومحيط بحيرة تشاد، وذلك قبل انتشار الإسلام في أجزاء من غرب الصحراء بقرنين. يضاف إلى هذه الصلة روابط الدم بين طوارق جنوب الجزائر وأزود وأزواڴ، الذين هم امتداد لإخوتهم في ليبيا، كما لم تنقطع جسور التواصل بين مدن القوافل الليبية المتاخمة للصحراء كغات وغدامس المرتبطة بتادمكت وتغازة وتنبكتو، إلى حد أن لبعضها مضافات تستقبل قوافل الأخرى. كما انتقلت قرونا بعد الفتح من ليبيا إلى نهر النيجر وبحيرة تشاد، مجموعات من القبائل العربية المصاحبة للهجرة الهلالية، واستقرت بها، وهي اليوم موزعة بين الدول المحيطة بالبحيرة بفعل تقسيم الاستعمار: النيجر وتشاد والكاميرون ونيجيريا. <br />
ومع بداية التسرب الاستعماري إلى نهر النيجر والصحراء الكبرى ونهر شاري ووسط إفريقيا مع نهاية القرن 19 وبداية 20 اصطدمت قواته بأتباع الحركة السنوسية المنتشرة في النيجر وتشاد وشمال السودان، حيث حملت زعامة الحركة في بلدة الجغبوب بالشرق الليبي (بعد انطلاقها من موطنها الأول في الجزائر) لواء الجهاد، فأرسلت النجدات المعززة بالسلاح والعتاد والمؤن إلى تلك المناطق، التي تحالف فيها السكان المحليون من أتباع السنوسية أو زعماء العشائر الطارقية والعربية والكورية الغيورين على دينهم، فخلد التاريخ ذكر رجال منهم قادوا الجهاد ضد القوات الفرنسية والإيطالية وكبدوها خسائر فادحة، من أمثال محمد كاوصن أحد أبطال قبيلة أولَمدَنْ الطارقية الشهيرة بقوة الشكيمة، ورباح بن فضل الله الذي استشهد في تشاد.<br />
وجعل هذا الوضع الفرنسيين يعبئون طاقاتهم لمواجهته عبر قواتهم الغازية من غرب إفريقيا، وبعض الوحدات المرابطة في الجزائر ومخابراتهم (قنصلياتهم) في طرابلس وتونس واسطنبول، في خضم حملةِ دعايةٍ وتشهير ضد الطريقة السنوسية، حتى أن من يقارن بين الحرب على ما يسمى الإرهاب اليوم يتخيل أن التاريخ يعيد نفسه.<br />
<br />
<div style="text-align: center;">
<h4>
ليبيا ترحب</h4>
</div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
<br />
كانت غالبية هؤلاء من الشباب، جزء منها من مواطني النيجر، حيث دخلوا جميعا بدون صعوبة، سواء من له أوراق ثبوتية أو بدونها، وهم الأكثر، ونزلوا وسط ترحاب من المواطنين والسلطات في ولاية فزان التي ظلت تحتضن العدد الأكبر منهم في مراكزها الحيوية كعاصمتها سبها، ومدن بْراك وأُباري وغات ومرزڴ، قبل أن ينتقل منهم البعض إلى مدن الغرب: طرابلس والزاوية وغيرها في الجبل الغربي، بل انتشروا في الأرض الليبية وصحرائها الشاسعة، حيث تعمل شركات الإنشاءات ومشاريع الزراعة. وبشكل عام، ورغم بداوتهم، تكيف أكثرهم مع العمل اليدوي في المرحلة الأولى، لكن مشكلة تحويل الأموال إلى أهلهم في الصحراء شكلت مفاجأة غير سارة، إذ تشترط الشركات إقامة رسمية، لتسليم الرواتب ورسائل التحويل إلى البنوك، وهو أمر بالغ الصعوبة، إذ لم تكن أكثرية الأژواديين تحمل جوازات سفر، فأصيب الكثيرون بخيمة الأمل، وزهدوا في العمل، وتحولوا إلى أنشطة طفيلة أقل تعبا ومن ثم أقل مردودية، كرعي الماشية أو "الحجاب" أو التيفي" على هامش الحواضر العمالية وبعض المراكز الحضرية، قبل أن يتولى معظم ذلك النشاط فيما بعد، صغار تجار البيظان من موريتانيا ومالي الذين انتقلوا من دول إفريقيا الغربية طمعا في الربح في السوق الليبية الواعدة.</div>
<h4 style="text-align: center;">
موريتانيا: تعاطف في الداخل وحماية في الخارج</h4>
<div style="text-align: justify;">
<br />
عبّر العديد من الموريتانيين بمن فيهم المسؤولون عن عواطف جياشة تجاه الأژواديين في محنة الجفاف المشتركة، لكن من لجأ منهم إلى موريتانيا في السبعينات كان محدودا، وكان ينتمي في الغالب إلى المنطقة الغربية الجنوبية للإقليم المتاخمة للحوضين، وقد شاطرهم الموريتانيون عيشهم واستقروا كمواطنين لا يتميزون إلا للضرورة، منهم شباب متعلمون – على قلتهم – وُظّفوا رسميا في الإدارة، ووجوه سياسية وتجار ورجال دين من حفظة القرءان ونسّاخ مصاحف وكتب يكسبون من هذه المهنة العريقة التي كانت في طريق الانقراض في موريتانيا، بعد الاتصال بمراكز الطبع والنشر في العالم. أما الغالبية فكانوا مواطنين عاديين تحللوا في النسيج الاجتماعي المحلي.<br />
وفي هذه الفترة أقيمت علاقات دبلوماسية بين موريتانيا وليبيا، في خضم الانفتاح الليبي الجديد على العالم العربي، وفتح الحدود لاستقبال مواطنيه للدراسة والعمل، وبصورة خاصة أعطت طرابلس عناية كبرى للموريتانيين الذين انبهرت بثقافتهم العربية الإسلامية، وبسياسة الحكومة الموريتانية، خاصة في التقارب والتعاون العربي الإفريقي، فاعتبرتها الأكثر أهلية لتكون بوابتها إلى إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما جنت طرابلس ثماره على الفور بفتح سفارات في أغلب عواصم المجموعة الناطقة بالفرنسية بتدخل من الرئيس المختار بن داداه، بينما دعمّت طرابلس نواكشوط اقتصاديا بفتح مصرف تجاري على الفور وتقديم وديعة إلى البنك المركزي، ومواكبة خطوات تأميم ميفرما، في وقت كانت وطأة الجفاف قاسية على البلاد، وعُقدت اتفاقيات في مجالات عدة، إحداها تنظّم العمالة والإقامة، ليفتح الباب أمام الطلبة والعمال وحركة التنقل المختلفة.<br />
وشمل الاهتمام الليبي بيظان أژواد والصحراء الغربية، وتصادف ذلك مع مولد حركة تحرير الصحراء الغربية ضد الاحتلال الإسباني التي تحولت فيما بعد إلى جبهة بوليزاريو، فاغتنمها الليبيون فرصة ليكونوا أول من يقدم لها الدعم العسكري الذي استخدمته في عملياتها الأولى ضد المحتل، وكان ذلك انطلاقا من نواكشوط، حيث ظل المسؤولون الليبيون يتندرون ب"الطيبة الموريتانية التي مكّنتهم من توريد أسلحة في صناديق مخصصة لكتب المركزين الثقافيين الليبيين في نواكشوط وأطار"!.<br />
<br />
وما أن حلت سنة 1975 حتى أصبح وجود الموريتانيين وبيظانهم خاصة مع إخوتهم من الصحراء الغربية ومالي والنيجر وطوارقهما ظاهرة ملفتة في ليبيا، مشكلين جالية واحدة، بعد ما فُتحت المعاهد الوسطى الليبية والجامعات للطلبة من جنوب الصحراء، ووصل عدد من معلمي القرءان الكريم وأئمة المساجد، ثم العمال وصغار التجار، وجاء الصحراويون في مجموعات من تلاميذ المدارس الابتدائية ثم الإعدادية، وبعض المتمرنين على السلاح (1975-1976) أما غالبية الجالية فتنتمي إلى أژواد وأژواڴ وجلها من العمال اليدويين. وبالإضافة إلى الترابط الثقافي والعرقي واللغوي بين هذه المجموعة، زادت اللحمة عبر العمل في الورشات والسكن ضمن التجمعات العمالية في المناطق الصحراوية، يعيشون المشاكل نفسها، فتوحدت المواقف إزاء المطالبة بالحقوق لدى الشركات، ومنها بصورة أساسية قضية تحويل ريع عملهم المضني، وكذلك الدفاع عن النفس خلال الاحتكاكت مع مجموعات أخرى أو مع أرباب العمل. <br />
وقد تمكنوا جميعا في المراحل الأولى من المحافظة على الصورة المشرّفة التي يحملها الليبيون عنهم، حسب توزيع صدر عن بعضهم: "الموريتانيون مسالمون، حملة علم وحفظة قرءان، والصحراويون أصحاب قضية، والماليون والنيجيريون – بعربهم وطوارقهم – مطارَدون، وهم رجال، لا يكذبون ولا يخافون". <br />
ولأسباب عديدة تعيّن على موريتانيا أن تكون الوصية على هذه الجالية، من ذلك وجود سفارة في طرابلس، والارتباط بعلاقات قوية مع ليبيا، من ضمنها الامتيازات المخولة لمواطنيها بموجب اتفاقية قنصلية، ثم لانعدام أية حماية لمواطني مالي الغائبة عن الساحة، والمتبرئة من مواطنيها عمليا، وتوتر علاقات حكومة النيجر مع مواطنيها العرب بعد محاولات انقلابية اتهمتهم بالمشاركة فيها، بينما ظلت مرجعية الصحراويين موريتانيا، إلى أن اندلعت حرب الصحراء في بداية 1976. <br />
وقد سهل الرعاية الموريتانية لهذه الجالية كون السفراء معتمدين لدى الدول المجاورة (النيجر وتشاد) وكذلك بوجود قنصلية عامة في مدينة سبها (1978) قبل أن تحول لاحقا إلى نْيامى، إلى جانب الشُّعبة القنصلية في السفارة بطرابلس، وتوفير الإمكانيات لموظفيهما بالتجوال في أماكن وجود العمال في الداخل ومتابعة قضاياهم مع الجهات المعنية، كما وفرت أسباب الإقامة لهم والتمتع بريع عملهم، وتحويله إلى بلادهم عبر البنوك التجارية، بعد ما عانوا من تغوّل الشركات الأجنبية، كما حمتهم من أخطار التجنيد، المخيمة على المقيمين العرب وبعض الأفارقة المجاورين ومن كل من ليست له حماية قانونية، وذلك في أوج حروب تحرير، أو صراعات داخلية في عدة مناطق من القارة وفي العالم العربي (فلسطين، لبنان، تشاد، السودان، جنوب إفريقيا، الصحراء الغربية). وكانت بداية الإقبال على الأوراق الموريتانية ما توفّر لعمالها من تسهيلات بفضل الاتفاقية القنصلية، التي على أساسها أصدرت السفارة بطاقة، أجازتها دوائر الأمن والجوازات ووزارة العمل، فزالت – إلى حد كبير – العديد من العقبات، رغم الجو المضطرب الذي تمر به الإدارة المحلية آنذاك نتيجة التغيرات السياسية والاجتماعية المستجدة.<br />
وعندما علم أهل أژواد وأژواڴ بالأمر اتجهوا صوب السفارة، على اعتبار أنهم موريتانيون، خاصة منهم البيظان، فاشتُرط في المرحلة الأولى حملهم لأوراق ثبوتية موريتانية كالجواز، الذي كانت غالبيتهم تحصل عليه ـ في فترة زمنية قياسية - من إدارة الأمن في نواكشوط، التي تسلمه لكل من يقدم الملف المعهود الذي يحصل عليه الناس دون عناء، عبر وسطاء من الأقارب أو السماسرة؛ وهكذا بدأت عملية انتشار الأوراق الموريتانية الثبوتية، وتحددت أثمان كل منها (جواز السفر، قيد الازدياد، شهادة الجنسية، البطاقة الشخصية، شهادة الإقامة، شهادة الخلوّ من السوابق، رخصة قيادة السيارة). وكانت التعليمات الدائمة إلى السفارات – التي بحوزتها بعض الجوازات قبل أن تُنزع منها صلاحيات الإصدار- تأمر بتسليمها لكل من يقدم ذلك الملف. <br />
وبعد سنة 1978 تفاقمت الظاهرة، التي كانت مقتصرة على الراغبين في العمل بليبيا، حيث لم تكن مسألة الهجرة إلى أوروبا قد بدأت، مما جعل العديد من السفارات تنبّه إلى خطورتها، ومنها بعثة طرابلس مصطحبة مع الرسائل – أحيانا - نماذج من وثائق رسمية موقعة ومختومة من جهات عدة تابعة للإدارة الإقليمية، دون ملء خانات الأسماء الشخصية أو العائلية - للتحذير من مخاطر العملية وضرورة وقفها. وعلى كل كانت موريتانيا في تلك المرحلة من أواخر الدول التي "طُرحت" أوراقها في "السوق" وأقلها عددا، ضمن منظومة إفريقيا الناطقة بالفرنسية التي ظلت جوازاتها إلى عهد قريب تباع بمبالغ زهيدة، وفي طليعتها مالي وزائير ونيجيريا، عكس دول لها خصوصيات تحافظ عليها، كالكاميرون والغابون وأنغولا ورواندا وبوروندي، أو الدول العربية الإفريقية أو معظم تلك الناطقة بالإنڴليزية، ولم تول الحكومات المعنية أهمية بالموضوع إلا مع تنامي الجريمة العابرة للحدود، واندلاع الحروب ضد ما سمي الإرهاب. <br />
</div>
<h4 style="text-align: center;">
<span style="text-decoration: line-through;"></span>البطاقة القنصلية (بناءً)</h4>
<div style="text-align: justify;">
<br />
انتشرت بين الموريتانيين والماليين والنيجيريين – كما سلف - البطاقة القنصلية، سواء كانوا من حملة الأوراق الموريتانية، أو من غيرهم، ممن تقطعت بهم السبل، فشوهد العديد من حملتها – مؤشّرة - في جدة، إذ كان بعض السفراء السعوديين يُغمضون أعينهم حتى "لا يَرُدّوا الموريتانيين عن زيارة الحرمين الشريفين". <br />
وترسخت أسطورة "بناءً" - كما سُميت - دون مثيلاتها التي تُصدرها سفارات الدول المرتبطة باتفاقيات مشابهة بليبيا، ولم تعد حكرا على من أنشئت لهم، بل وُجدت لدى بعض الجنسيات الأخرى، حيث تُنتزع صورة صاحبها وتوضع محلها صورة المالك الجديد، وطبقت شهرتها آفاق ليبيا وحيزها. <br />
وَوَجدت جميع الأطراف ضالتها في البطاقة، حيث وفرت على السلطات الرسمية الليبية الجهد، بوجود مرجعية قانونية مسجلة عليها، وأصبحت تضع عليها الإقامة بدل الجواز أحيانا، وذلك بلا شك رغبة في تسهيل أمر حملتها، ومساعدتهم؛ هذا في وقت لا تشكل فيه البطاقة وثيقة دولية معترفا بها، تكون لها تبعات قانونية محرجة، حيث لا تضم سوى النص التالي:<br />
"بناء على الاتفاقية القنصلية الموقعة بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية العربية الليبية بتاريخ 13 شعبان 1393 هـ الموافق 10 سبتمبر 1973م والتي صدرت بقانون ليبي رقم 99 لسنة 1973م والتي تنص على حق مواطني الدولتين في مزاولة كل المهن والأعمال الحرة في كلا البلدين والدخول بدون تأشيرة - دخول وإقامة بدون حدود- إذا كانوا يحملون وثائق سفر معترف بها.<br />
ترجو السفارة الموريتانية بطرابلس من السلطات والهيئات في الجمهورية العربية - كل في ما يخصه – السماح بالإقامة والعمل لحامل هذه البطاقة".</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh6lteLo_UPP3uLZ9smlrDp5FZ3Q4tzQK2T-fjsh90pIsQ8c7AVHnB2NQF3A5nTuhhaZEYsS1mn-TKkC1We98HpFUl8SKe5KpFu56ag9CwLVhjchkXcJP776T9g3MWKs0RDnzNBMq0D9hg/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh6lteLo_UPP3uLZ9smlrDp5FZ3Q4tzQK2T-fjsh90pIsQ8c7AVHnB2NQF3A5nTuhhaZEYsS1mn-TKkC1We98HpFUl8SKe5KpFu56ag9CwLVhjchkXcJP776T9g3MWKs0RDnzNBMq0D9hg/s320/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9.jpg" width="235" /></a></div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiV0BzuNSMUoVYQkK3tnILxZOpH0EHf4FlInAAwWp_F1WZBaSPpfWSVqqtq_LkWabtBYsH1j1rIOMLEeULB4DrU_occtKKEKP9GGWIdhZB_PhjFw43fYMZ3u0Ct6dp6HM1606YJ4UqzWDg/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9+2.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiV0BzuNSMUoVYQkK3tnILxZOpH0EHf4FlInAAwWp_F1WZBaSPpfWSVqqtq_LkWabtBYsH1j1rIOMLEeULB4DrU_occtKKEKP9GGWIdhZB_PhjFw43fYMZ3u0Ct6dp6HM1606YJ4UqzWDg/s320/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9+2.jpg" width="238" /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
<br />
وقد استمر الإقبال على "بناء" إلى عهد قريب، رغم جميع المحاولات التي قامت بها السلطات الموريتانية، خاصة بعد انتفاء جل الأسباب التي ساهمت في انتشارها مثل وقف حرب الصحراء سنة 1978، وفتح سفارة لمالي في طرابلس سنة 1980. يتواصل<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br />
<br /></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-15002944789376761572012-07-28T23:13:00.001+00:002012-07-28T23:13:47.566+00:00"أوراق" عن أزواد/ السادسة/ سنوات التيه<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
لم ينته عهد موديبو كيتا في نونبر سنة 1968 إلا بعد أن دمر أزواد اقتصاديا واجتماعيا وسلبه أغلى ما يملكه أهله: العزة والكرامة، فأذلّ كبراءه واستباح حرماته، ليحل الغضب محل الكبرياء الذي عرف به الأزوادي بين جيرانه، وساد اليأس ربوع أرض موسى آگ أمستن وفيرهُن والميون بن حمادي، ومحمد بن رحال. وكادت الحِلَلُ العامرة بمخيماتها الكثيفة المتراصة تختفي، ومعها قطعان الإبل البيضاء والشقراء البديعة، والأغنام الوافرة، كما اختفت سباقات الهُجن الذلولة التي لا تحتاج سوى تحريك الخطام، دون عصى أو نسعة، المزينة بالرواحل ذات القرابيس العالية، المبطنة بالأحزمة الجلدية والشعرية المتدلية، بألوانها المزركشة الأصيلة، تحت رجال أشداء ذوي قامات فارعة، بدراريعهم السوداء والبيضاء، وعمائمهم الطويلة، الممتشقين بعزة وكبرياء سيوفا قهرت الطامعين على مدى التاريخ، وضاعت مكتبات عريقة غنية بنفائس الكتب، في خضم هذا التشتت غير المسبوق.<br />وأصبح مصير الإقليم بيد الضباط والجنود الذين كانوا يد الناظم البائد الباطشة، بعد أن استولوا على السلطة، التي لم تغير في شيء، اللهم تفكك النظام الاشتراكي الذي ظل يحسب على الناس أنفاسهم ويقيد تصرفهم بأموالهم. وسار الجديد على خطى القديم باعتبار أزواد منطقة أمنية، أهلها محل اتهام دائم بالإرهاب والتمرد. <br />وصادفت هذه الفترة موجة الجفاف الماحق التي ضربت منطقة الساحل والصحراء سنوات متتالية، في سابقة لم يعرفها السكان المعتادون على دورة القحط لا تدوم إلا سنة أو سنتين، يتبعه الغيث والخصب، كما تبينه حوليات المراكز الحضرية. فلم يكن السكان إذن مؤهلين لمواجهة الكارثة، وتصرفوا كما كانوا يفعلون، ينتقلون بمواشيهم إلى المناطق الرطبة وضفاف الأنهر، ليقايضوا منتجاتهم بالمواد الغذائية، لكنهم وجودوها منكوبة، إذ لم يكن أحد يدرك أبعاد الظاهرة ولا مداها.<br />ومن هنا كان على الحكومة المالية أن تتصرف بسرعة وفعالية كما في الدول المجاورة: موريتانيا وبوركينا فاصو وبنسبة أقل النيجر. ففي موريتانيا مثلا أُعلن النفير العام وسخرت الحكومة ما لديها من إمكانيات لمواجهة الجفاف، فنشطت الإدارة والحزب الحاكم ووسائل الإعلام لمؤازرة السكان وتنويرهم بأبعاد ما حل بهم، وطلبت العون الخارجي، ثم اتخذت على الفور إجراءات عملية، تمثلت في إلغاء العشر نهائيا عن الماشية، ووضع برنامجي عرف بخطة التدخل السريع، اضطلع بتوزيع المواد الغذائية والدوائية وحفر الآبار، تحت إشراف وزير الصحة والشؤون الاجتماعية د. عبد الله بن ابّاه، الذي وضعت تحت تصرفه تجهيزات القوات المسلحة والحرس ورجالهما، فأضافوا الفعالية على هذا الجهد الوطني، خاصة بإشرافهم على أسطول السيارات الذي جاب المناطق المتأثرة، المنتشرة في غالبية أرض الجمهورية، حيث تحقق المطلوب في الوقت المناسب، رغم انعدام الطرق المعبدة في تلك الحقبة. وكانت تلك بدايات إقامة مفوضية الأمن الغذائي، التي اعتبرت تجربة رائدة استنسختها عدة دول. <br />أما في أزواد فكانت وطأة الجفاف أشد لأن الحكومة لم تكن مبالية به، فتركت السكان يواجهون مصيرهم وحدهم، لا مرشد ولا معين، واستمرت في جباية الضرائب على الماشية، ومتابعة الرقابة على تنقل السكان بحيث لا يحق لهم الاقتراب من ضفاف النهر إلا بمسافات معينة؛ ولم تصل سنة 1973 حتى نفق جل الثروة الحيوانية، وانتشرت المجاعة في أصقاع الإقليم، وأصبح الناس عاجزين عن توفير ضرورات الحياة الأساسية من مأكل وشرب وملبس وسكن، فتشتت الرجال لا يلوون على شيء في الاتجاهات كافة بحثا عن وسيلة لإنقاذ من تركوا خلفهم من نساء وصبوة وعجائز في مخيمات قرب الآبار، والتي أصبح جلب مائها غاية في الصعوبة بعد نفوق الماشية؛ وكان الرجل يصحب معه في رحلة الميرة تلك كل ما بقي له من دواب صالحة للبيع، وبقايا الأثاث: من زرابي وطنافس ومصنوعات جلدية وخشبية، كما جلبوا معهم كتبا مخطوطة نفيسة وحلي النساء ومقتنياتهن، بل إن البعض اضطر أن يترك عياله في العراء ويأخذ الفروة ليقايضها بمواد غذائية.<br />ومع طول الوقت أصبحت أكثرية الأسر معدمة، لا تملك ما تقايض به الطعام، فمات الآلاف من الناس جراء الجوع وتبعاته، غالبيتهم في مخيمات، ذكر شهود عيان أنها كانت مسكونة بأناس شديدي الهزال، لا يقدرون على الخروج إلى الزائر، خوفا من الظهور في أوضاع غير لائقة، منها العري، مما يذكّر بما مرت به العديد من المناطق الموريتانية إبان الحرب العالمية الثانية، تحت الاحتلال، حيث لبس الناس الجلود وقطع الوبر المحاكة للخيام، حتى أن بعض الأحياء البدوية كانت لا تملك إلا دراعة واحدة يتعاقب عليها رجاله، عندما يتعين على أحدهم الخروج للقاء زائر؛ وقد قيل في السبعينات إنه لو لم تكن لموريتانيا حكومة مركزية لمات جل سكانها الذين كانت نسبة البدو منهم – حينها - تزيد على 70% .<br /> وكنا في منكبنا البرزخي نسمع بعض الأخبار عن مأساة أهل أزواد التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام الغربية المكتوبة، من بينها صحيفة "لموند" الباريسية التي نشرت سلسلة مقالات للكاتب الصحفي الشهير "فيليب دَكْرينْ" عن الجفاف في مالي، نقل فيها صورا مخيفة عن حالة السكان في أزواد، متهما الحكومة المالية باستخدام الجفاف لتصفية حساباتها السياسية والأمنية مع السكان، وانتقد سكوت العالم عن هذا الوضع البشع. <br /> وقد قامت مجموعة من الشباب في نواكشوط بتكثير هذه المقالات وتوزيعها على الرئاسة والوزارات، مطالبين بوقفة تضامن مع الأشقاء الأزواديين، ومستنكرين الصمت على أفعال باماكو. لكن أحدا لم يتحرك، لإنقاذ هذا الشعب أو التخفيف من محنته، لا في الدول الغربية ولا الأمم المتحدة أو التجمعات الإقليمية، حيث لم تكن الصحوة العالمية لمؤازرة حقوق الإنسان وحماية الأقليات التي شاهدناها مع بداية انهيار الكتلة الشيوعية قد ولدت بعد؛ وذلك رغم وجود حركة تكاد تكون كونية يقودها اليسار، تدافع عن حركات التحرير في إفريقيا وفلسطين وفيتنام.<br /> والّفتة الوحيدة للدول الغربية ومنظماتها الإنسانية، كشركات الصليب الأحمر، كانت إرسال بعض المواد الغذائية والأدوية إلى حكومة باماكو، دون مراقبة على تصريفها، فاستحوذ عليها الضباط القابعون في السلطة، واستمرت المعاناة وتشعبت، ولم يلتفت أحد إلى أن جوهر المشكلة السياسي، حيث تصر حكومة على ممارسة التمييز على جزء من شعبها، والتخلي عن مسؤوليتها اتجاهه، مما يتنافى وواجباتها الدستورية وما يفرضه القانون الدولي والشرائع السماوية وتقاليد التعايش والمساكنة.<br /><br /><div style="text-align: center;">
<h4>
بداية التشرد</h4>
</div>
</div>
<div style="text-align: justify;">
اكتملت هجرة سكان البادية إلى المدن والمراكز القريبة من مصادر المياه، وانتشرت الفروات وأقفاص الحشائش، على أطرافها، بينما أصر قسم منهم على البقاء في الأرض التي ألفوها، حيث بقيت على الألسن مآثر بعض رجالهم من تجار ووجهاء وزعماء قبائل بذلوا أموالهم وجاههم لمد يد العون لهم حتى تحسنت الظروف مع الثمانينات، ومن هؤلاء السلطان بادي بن حمادي. <br /> ولم تحرك السلطات الرسمية الحضرية ساكنا لتخفيف وطأة المجاعة على الواصلين الجدد، فآثر عدد من أرباب الأسر مواصلة الرحلة إلى الجنوب داخل مالي وإلى الدول المجاورة لها في الجنوب، وهكذا ظهرت في شوارع لاگوص وكوتونو ولومى وأكرا وأبدجان مشاهد غير مألوفة، وهي تسول صبية غرباء، بنين وبنات، بزي غير مألوف وبشرة بيضاء ينتشرون على قارعة الطريق، وعند إشارات المرور، لإعالة ذويهم الذين اختاروا أشجار الشوارع مأوى لهم. <br />واتجهت أعداد من سكان المناطق الوسطى والشمالية مثل أُولمدَنْ والهگار وإفوقاس وكل السوق إلى مدن الجزائر الجنوبية كتمنغاست، وعشائر الاتحادية الكنتية إلى آدرار، حيث يرتبط هؤلاء وأولئك مع سكان الجنوب بوشائج القربى، فاستقبلتهم السلطات الجزائرية برحابة صدر، وآوتهم ووزعت عليهم بطاقة التموين التي انتشرت بين الأزواديين إلى عهد قريب، إضافة إلى ذلك لقي هؤلاء الترحاب من أبناء عمومتهم الجزائريين، فشكلوا جسرا للتواصل، وانتعشت التجارة وتبادل المنافع مع الإقليم وبدأ الاطمئنان يعود إليه بعد أن أصبحت أجزاء منه في حكم التابع للجزائر، التي ظلت على مدى سنوات لاعبا لا غنى عنه بالنسبة للمناطق المتاخمة لجنوبها، ونجحت في إقامة علاقات متميزة مع أولائك الجيران، رغم تربص الدوائر الغربية وإعلامها للصيد في المياه العكرة بين دول شمال إفريقيا وجنوبها. يتواصل</div>
<br /><br /><br /><br /><br /></div>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-4532852425865006582012-07-22T15:35:00.002+00:002012-07-22T15:35:28.010+00:00"أوراق" عن أزواد /الخامسة/ موديبو: كما قَتَل قُتل<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div style="text-align: justify;">
اغتالت القوات المالية أهم زعماء مالي السياسيين، و"انتصر على ثوار إفُوقاس في أزواد بقتل حاميهم الروحي" فاكتملت للرئيس موديبو كيتا الزعامة الداخلية، وغادر باماكو بأيام قليلة بعد مجزرة 30 يونيه 1964 إلى القاهرة لحضور ثاني قمة قارية تحت مظلة، منظمة الوحدة الإفريقية الناشئة، واقتسم بذلك الأضواء المسلطة على الزعماء الأفارقة الثورين، إضافة إلى الهالة التي أحاطت به عن دوره في النزاع الحدودي الجزائري المغربي. فانعقدت القمة تحت رئاسة الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان في أوج سطوع نجمه المحلي والدولي، حيث استقبل في السنة نفسها القمة العربية وقمة عدم الانحياز.<br /> وقد انعقدت القمة في مقر جامعة الدول العربية، في جو من المظاهر الاحتفالية المبهرة، حيث صادفت إحياء ذكرى ثورة 23 يوليه المصرية، التي بذلت فيها القاهرة طاقاتها لتظهر أنها أهم زعيمة للقارة والعالم العربي، ومع الهند ويوغوسلافيا إحدى الدول التي تقود حركة عدم الانحياز، الرافض لمنطق تبعية الغرب أو الشرق؛ كما وقع في هذه المناسبة ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية الذي كان مفكرون وكتاب قد انكبوا على إعداد مسودته، منهم محمد حسنين هيكل، ودعي القادة إلى حفل بهيج في نادي الضباط بالزمالك، غنت فيه أم كلثوم أول لحن لمنافسها الكبير محمد عبد الوهاب أنت عمري، بتقديم أشهر مذيع مصري جلال معوض، كما أقام عبد الناصر حفل عشاء في حدائق قصر القبة، غنت فيه فرقة رضا، المؤلفة من شباب الجامعات، وأقيم في مدينة نصر عرض عسكري وشبابي وعمالي دام عدة ساعات، ظهر فيه من الأسلحة ما اعتُبر ردعا لكل من يحاول التحرش بمصر.<br /> وقد جرت محاولة لتعكير جو القمة هي وصول رئيس وزراء الكنغو اليوبولدفيل موسى تشومبى إلى القاهرة فجأة ليحتل مقعد بلاده، غير أنه أعيد من حيث أتى لأن مصر والدول الثورية لا تعترف به، لكن حادثا آخر جرى بطريقة لم تكن في الحسبان، كان له وقع مؤلم على بعض الوفود، وخاصة مالي وغانا وغينيا.<br /> هذا الحدث هو الكلمة التي ألقاها رئيس جمهورية مدغشقر، فيلْبيرْ تْسيرانانا، في جلسة علنية بحضور جميع القادة، حيث كال سيلا من النقد اللاذع لمعظم الحاضرين وخاصة الزعماء الثوريين، تارة بروح مرحة وابتسامة عريضة، ومرات أخرى بجد وصراحة مفرطة، وأعلن منذ الوهلة الأولى أنه لا يشاطر الحاضرين تفاؤلهم بمستقبل القارة في ظل القمع وعدم التسامح، ضاربا المثل بكل من رؤساء غينيا وغانا ومالي بأسمائهم، حيث يتشدقون بالثورية والحرية، وهم يقتلون مواطنيهم، ذاكرا بالاسم زعيمي مالي الذين لم تجف دماؤهما بعد: سيسوكو وديكو. ثم هاجم النفاق السياسي، خاصة في العلاقات الدولية، قائلا "إن تماديتم في هذا النهج سأبقى في جزيرتي خارجا عن إفريقيا، ولن أكون مثلكم في النفاق، فرئيسي هو الجنرال دڴول، وسأذهب إليه مباشرة لأقدم له تقريرا عما جرى هنا، ولتكونوا مثلي وتعترفوا بأنكم تابعون لموسكو وپيكين". وقد ظل الحاضرون - بمن فيهم أعضاء الوفود والمدعون والصحفيون - مشدوهين بين غاضب مستنكر، ولاه مستمتع بهذا الخطاب الطويل، وهو ما انطبق على الرؤساء أنفسهم، خاصة موديبو ونكروما الذيْن كانا في أشد حالات العبوس، يلوح أعضاء وفديهما خلفهما بأيديهم استنكارا للحديث، أما عبد الناصر وبورقيبه وسنغور والحسن الثاني، وغالبية الرؤساء فقد تابعوا بإصغاء وكأنهم في مسرح، بينما لم يتحكم المختار بن داداه وأحمد بن بله، وعدد من الوزراء من كبت نوبة الضحك التي أصابتهم.<br />**<br /> مرت الأيام وسقط موديبو كيتا بانقلاب عسكري في 19 نونبر 1968، وأُرسل إلى كيدال، ليعيش في ظروف صعبة، وإن كانت أقل قسوة مما عرفه معارضوه السياسيون الذين اختارها لهم، ثم ينتقل إلى الجنوب الأكثر رطوبة، ويتقابل في أحد الأيام أمام المستشفى مع زعيم آخر ما يزال في السجن من بقايا ضحاياه، هو محمد آعلي آڴ الطاهر الأنصاري، الذي خاطبه "موديبو، هل عرفتني، أنا محمد آعلي الذي كنت أعطيك - وأنت تلميذ - البسكويت وغيرها من الأشياء التي تطلب". وكان أبشع إرث تركه موديبو كيتا لبلاده ما استنّه من نهج في القمع والتعذيب والتصفية الجسدية لمعارضيه، حيث اتَبعت ذلك الطغمة العسكرية التي أطاحت به، وأصبح النهج السائد، وكان هو ضحيته عندما مات مسموما في 16 ميه 1977، وكاد النهج هذا يقضي على طبقة الضباط الحاكمين، المتكالبين على السلطة والمال. <br /><div style="text-align: center;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjjdVIy3BsaENN8HLhsBA5ALtQrgi58YGaMgEIp8mERgBJOtRBBhcxJZ6sngQhRVrStxkO4z2kH5jUyfIf7PGty3aDdJv4wpcQqYfQD0IbUtLjTn4Nf4DLgqjNAiyIx4lrA1jUfSzamJNk/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%A8+%D8%A8%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjjdVIy3BsaENN8HLhsBA5ALtQrgi58YGaMgEIp8mERgBJOtRBBhcxJZ6sngQhRVrStxkO4z2kH5jUyfIf7PGty3aDdJv4wpcQqYfQD0IbUtLjTn4Nf4DLgqjNAiyIx4lrA1jUfSzamJNk/s320/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%A8+%D8%A8%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A.jpg" width="199" /></a></div>
<h4>
</h4>
<h4>
نهاية النقيب بازاني في تاودني</h4>
</div>
مما يستدل به الأزواديون على احتقارهم من قادة مالي جعل مدنهم التاريخية وبلداتهم الشهيرة أوكارا لأنواع الفجور والإجرام، ومراكز للتعذيب السياسي والقتل الممنهج خارج القانون، حتى اقترنت أسماؤها بذلك، بعدما كان صيتها كمواطن للعلم والذهب والملح، ملهم أطماع العالم منذ القرون الوسطى. ومن هذه البلدات سبخة تاودني التي يقع فيها مركز إداري وعسكري للحكومة المالية، على بعد 700 كلم شمال تنبكتو، في نقطة هي الأخفض عن سطح البحر في الكرة الأرضية، عوض البحر الميت. وحوض تاودني يطلق في المصطلحات الجيولوجية على مساحات شاسعة تشمل مناطق من أزواد وتمتد إلى داخل الشمال الشرقي الموريتاني؛ أما صحراؤها فهي قاحلة لا شجر فيها ولا نباتا، تُصليها شمس حارقة في غالبية أيام السنة، حيث تكون درجة الحرارة صيفا 50 درجة نهارا و40 – 45 ليلا، وفي الشتاء 20 – 30 درجة في النهار و10 – 0 ليلا. "يوجد عند السبخة بئر يدعى حاسي صالح نسبة إلي أحد الصالحين، ماؤه مالح، يقع على عمق 50 مترا، وهو في هذه البلاد القاحلة المعطشة هدية من السماء، غير أن الإنسان لا يستطيع شربه إلا بخلطه مع مواد تساعد على تحمله، مثل تجمخت، (دقيق ثمر شجر الدوم [التيدوم] الذي ينبت في الجنوب] أو دقيق الذرة أو اللبن الرائب، والاغتسال به يحتاج إلي مجهود وتقنية، حيث يمنع رغوة الصابون، ولا يزيل وسخ الجلد، مما يحتم خلطه بالحصى الصغير مع الدلك بقوة، ومع ذلك فلولا الماء المالح لمات الناس من الإمساك.</div>
<div style="text-align: justify;">
يحكم مركز تاودني نهاية 1969 الملازم كانتاو الذي يجمع بين يديه كل السلطات، وقد أوكل إليه أمر مجموعة من السجناء العسكريين المحكوم عليهم بالمؤبد، وعلى رأسهم النقيب بازاني (ديبيى سيلاس جارا) الذي عرفناه فيما سبق قائدا للكتيبة التي أشرفت على سحق التمرد في أزواد، حيث أدين بمحاولة انقلاب بعد أن كان واليا لمحافظة موبتي.<br /> كان الملازم كانتاو الآمر الناهي، ومهمته الأولى هي إلحاق أشد أذي بالسجناء المحكوم عليهم بالإعدام أو السجن المؤبد الذين أرسلوا إليه في هذا الفضاء السحيق الذي لا صلة له بالعالم الخارجي. وللدلالة على الاستبداد الذي يفتخر به، أعطى لنفسه اسم إمبراطور قبيلة الموشي (مورو نابا) الذي بيده مصير شعبه حياتا أو موتا، لا يعرف قاماتهم إذ لا يراهم إلا راكعين له. وكان سجناء تاودني يسجدون لسيدهم الجديد حتى يغمسوا رؤوسهم في الأرض مقبلين جزماته، فيرد عليهم التحية بوضع قدمه بقوة على رقبة كل منهم حتى تندس في التراب. وإضافة إلي الأوامر التي تلقاها من قادته استعمل كل ما خطر بباله من بطش ليجعل نهايتهم الموت البطيء. وهكذا بدء بتحويلهم إلي عمال لقلع عدائل الملح الذي يتولاه عادة عمال محترفون يتوارثون المهنة، التي تعد قاسية جدا خاصة على من لا يعرفونها.<br />توجد في تاودني – كما سلف - سبخة غنية بالملح المتراص في حصائر منتشرة تحت طبقة رملية، يقوم عمال مهرة بتقطيعه في شكل قوالب لتكون جاهزة للنقل، لذلك اعتبر الضابط أنه العمل الأكثر مشقة والأنسب لسجنائه، وهو في الوقت نفسه فرصة لتطييب خواطر رؤسائه بإهدائهم ملحا وفيرا بلا ثمن. وقد فتح مقلعا بعيدا عن أمثاله ليفسح المجال أمام جنوده لإطلاق النار على السجناء في حالة محاولتهم الهروب، دون أن يعرض العمال العاديين للمخاطر.<br />كان المقلع الجديد يبعد 12 كلم عن المركز العسكري، يرغم السجناء على قطعها جريا على الأقدام المثقلة بالسلاسل في ذهابهم وإيابهم، يسبق ذلك ضرب مبرح عند الساعة الرابعة صباحا، موعد الانطلاق، وتكون العودة عند الساعة الخامسة مساء، تتخلل ذلك استراحة لمدة 5 دقائق لتناول الغداء المكون من حب الدخن الأحمر الغليظ نصف مهروس، لم يكتمل نضج طبخه، وهو عادة يحضر كعلف للماشية، لكنه هنا يخلط بالتراب والحصى ( أرارش).<br />ولم يكن للسجناء الحق بعد يومهم الشاق المنهِك في فسخ ثيابهم مما جعل أجسادهم مرتعا للقمل، مثل ثيابهم المتلبدة من شدة الاتساخ، والتصاق الحصباء المبللة بالعرق، والتي تتساقط قطعا بعد أن تيبس. وليس للمصابين منهم الحق في استراحة مرضية، بل يحملهم زملاؤهم إلي المقلع يوميا، ويتركون مرميين في الرمضاء، حيث تصل الحرارة 50 درجة في الظل. وكان الملازم كانتاو فخورا بما حققه من نجاح في استخراج عدائل الملح، وبما أصاب السجناء من ضعف وهزال.<br />وفي أحد أيام يناير، وكتهنئة للسجناء بالعام الجديد، أعادهم إلي المقر قبل الوقت المحدد، مما جعلهم يتصورون أنها لفتة رحيمة، خاصة وأنهم سقطوا على الأرض عند وصولهم لشدة الإرهاق. وعند مدخل المركز كانت هنالك عديلة ضخمة نقش عليها كانتاو "أول عديلة استخرجها الخونة يوم فاتح يناير 1970 " ثم غادر وهو يتضاحك قائلا "لقد أعدتكم باكرا اليوم حتى تقرؤوا في ضوء النهار هذا الإهداء المنقوش تكريما لكم، وسترسل في الغد إلي القيادة العليا كشاهد على إسهامكم الفعال والطوعي في الإنتاج الوطني في جنة الصحراء هذه. <br />واتهم الملازم السجناء بمحاولة رشوة أحد جنوده الذي فرض عليه شهادة زور، ثم أبلغهم أنهم سيعدمون في الصباح، مما كان له وقع لا يتصور عليهم، وعند بزوغ الشمس ساقهم مقيدين بالسلاسل ليجدوا أمامهم فرقة إعدام مؤلفة من 12 جنديا، مما صدق لديهم تهديده، وبادرهم: بأنهم لم يذكروا خلال استجواباتكم السابقة جميع شركائهم في المؤامرة، لذلك سيترك لهم حياتهم إن أقروا بهم اليوم، لكنهم رفضوا الرد عليه كرجل واحد، فكانت العقوبة الضرب بأعقاب البنادق والعصي حتى تقيئوا الدماء.<br />ثم جاءت للملازم فكرته السادية لبناء حصن في تاودني مساحته 2500م2، فأمر السجناء بحفر بئر بأدوات قليلة وصنع 100 طوبة من الآجر لكل منهم في اليوم، وهو رقم خيالي لهؤلاء التعساء الذين يُختم يومهم - في معظم الأحيان - بالضرب المبرح على كل الأعضاء دون أي سبب.<br />وكان البناء يسقط كل ما علا، لجهل السجناء بالمهنة؛ وعندما مات أحدهم من شدة التعذيب والجوع رفض دفنه في مقبرة السبخة لأن السجناء لا يستحقون ذلك، وأمر بإلقائه بعيدا عن الحصن، مما جعل زملاءه يعودون إليه في الصباح ليدفنوا ما أبقت بنات آوى من جثمانه.<br />وكان الملازم يتباهي بإنجازه ويقارنه بالأهرامات التي بناها الفراعنة في مصر [إنه إنجاز سيخلده له التاريخ] وهو ما تحقق بالفعل حيث بقي الحصن الذي أملته إرادة رجل مريض بجنون العظمة، وكلما هبت عاصفة رملية يكون صداها في الحصن كصياح وأنين كل من سكب دمه على طوب هذا البناء المنحوس. وقد تناوب على قيادة المركز العديد من الضباط وصف الضباط، لم يكونوا كلهم بقسوة الملازم كانتاوو إلا أن الأقل تشددا يلقون العقاب، وأقله الحرمان من ترفيع الرتب حتى التقاعد.<br />ورغم اكتشاف مؤامرة جديدة لإسقاط النظام في باماكو واعتقال القادة السابقين من قبل الرئيس إلا أن من حلّوا محلهم كانوا أشد قسوة من سابقيهم الذين نقل العديد منهم إلي تاودني ليعيشوا مع من لم يمت من السجناء الأولين.<br />وقد رفعت عن النقيب "بازاني" الرقابة، إذ لم يعد يشكل أي خطر، وأصبح من بين السجناء مجرد جثة متحركة، ، بلا لحم ولا أعصاب، مثل التمساح الجائع، يزحف في تنقله على يديه وركبتيه، تاركا خلفه خطوطا عميقة في الرمال الحارة، من السهل اقتفاؤها، ولم يعد له من العمل إلا جمع بعر الإبل حول البئر لغرض الطهي، وقد قيل إنه فقد ملكة النطق بسبب العزلة الطويلة التي يعيشها، لكنّ من نظر إليه عن قرب يرى بقية بريق، يشكل نوعا من التحدي لسجنائه. وأمام تعلقه بالحياة تجرأ الملازم كانتاو على اتخاذ قرار خطير العواقب أمام التاريخ وهو قتل هذا السجين الذي كان بلا شك الهدف النهائي، وطريقة التنفيذ متروكة له. وفي أحد الأيام استدعى الجندي الطارقي الشاب سالم آگ سالم ودار بينهما الحديث التالي:<br />- سالم، هل صحيح أن أخاك قتل في التمرد (1963)؟<br />- مع الأسف نعم، وما أزال أبكيه، يرد الجندي<br />- هل ترغب في معرفة ظروف موته، وقاتله؟<br />- إنني أجهل ذلك، لأنني كنت صغيرا. آه! نعم، وألف نعم! إنني أحب أن أعرف القاتل، وبالي لن يهدأ قبل أن أقوم بالواجب المقدس، وهو الثأر لدم أخي<br />- اسمع جيدا. كان أخوك شجاعا بين الشجعان، عرفته قبل التحاقه بالتمرد، وأنتما تتشابهان كقطرتي ماء. لقد قاتل من أجل قضيته، لكنه فوجئ مع صحبه بسبب وشاية، خلال عملية تمشيط للجيش، دارت خلالها معركة دامت صبيحة يوم كامل. وبعد استنفاد ذخيرتهم استسلم أخوك ومن بقي معه من زملائه، ورفض بإباء الإدلاء بأية معلومات لمحققي شعبة مخابرات المكتب الثاني رغم التعذيب، بل بلغت به الجرأة حد البصق في وجه الضابط الذي يستجوبه، موقعا بذلك صك موته. <br />كان أخوك يفضل الموت وسلاحه بيده، لكن ذلك لم يقع، بل أجبر على شرب قدح من البنزين، ثم صُب على جسده المتبقي وهو حوالي ثلاث لترات، وأشعلت النار فيه، لكنه قابل ذلك برباطة جأش ودون أن يطلب الرحمة أو يُصدر أنينا، حتى انفجر كالقنبلة. وكان الضابط يتوقف بين الحين والآخر ليرى وقع سرده التمثيلي للقصة على الشاب الطارقي، الذي انكسر قلبه وهو يبكي بدموع حارة، يرتعد جسمه من شدة الغضب والتأثر، منتظرا أن يكشف له اسم القاتل، إلى أن سمع: هل أنت مستعد لأخذ الثأر لأخيك، عندما أكشف لك عن اسمه؟<br />- كيف لي بذلك؟ وكيف الوصول إليه؟<br />- قل لي نعم، وسأقدمه لك في الدقائق الآتية<br />- نعم! نعم! نعم!<br />- حسنا، ياصغيري، إنه النقيب بازاني، الذي قتل أخاك الأكبر<br />- لا، هذا غير ممكن!<br />- إنها الحقيقة بعينها، وهو الآن نحو البئر، فهو لك ، سالم، افعل به ما تريد، اقت...<br />ولم ينتظر سالم إتمام الجملة فطفق يعدو مطلقا صيحة الحرب، كما يفعل أجداده عند الهجوم، وفي الطريق أخذ دبوسه متجها إلى البئر، مواصلا صيحاته. وفي هذا الوقت كان النقيب بازاني الذي يجهل أن مصيره قد تحدد، منبطحا على وجهه فوق الرمال الساخنة يضع يديه على رقبته ليقيها حر الشمس، بعد أن أنهى نوبته من جمع البعر حول البئر. وقد وصلت إلى مسامعه صيحات سالم كالصدى، ولم تكن غريبة عليه، لأنه سمعها من قبل في الجبل، ثم بدأت تقترب، غير أنه كان يجهل أنها موجهة إليه.<br />وقريبا من جسد النقيب بازاني المشوه توقف سالم، والنقيب رافع رأسه إليه ليتلقى في الوجه حثوة تراب أثارتها جزمات الجندي الطارقي الشاب، وعند فتح عينيه عرف دبوس الراعي البدوي المخيفة ذات الرأس المدبب كراس الثعبان، وتكشيرة في وجه سالم، ورغم حاله الضعيف حافظ النقيب على بعض الوعي، مدركا أن أجله قد حان، حيث نزلت العصا على رأسه ليلفظ أنفاسه الأخيرة. وبذلك فقد النقيب ديبيى سيلاس ﭽارا، "أسد الصحراء" سيد كيدال، قاهر التمرد، معركته ضمن صراع الحياة الفانية. <br /> إن الإرادة الإلهية تسوقنا حتما – فرادى وجماعات – إلى مصيرنا، كما ساق النقيب بازاني معه إلى هذه النهاية المفجعة معظم الضباط وضباط الصف الذين شاركوا في حملة كيدال، خاصة الملازم سام الذي أشرف على قتل فيلي دابو سيسوكو وحامادون ديكو وقاسم تورى، فقد ظلت تربطهم سلسلة خفية حتى الرمق الأخير من حياتهم" . يتواصل <br /><br /></div>
<br /></div>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-25621722823466272262012-07-08T11:17:00.002+01:002012-07-22T15:31:17.103+00:00"أوراق" عن أزواد /الرابعة/ موديبو كيتا: زعامة على جثث رجال الدين والسياسة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhbTzCShLssZW83KPGuHlwwPpseYpnyiGwjydV8bkA5d1wShm45nIydOLzJNU7c6NgduikhJxrxLVgebHtO7QHVC50dMHD9IfvyNe4sBPcHMCT8yIm8MnhHWiKH4wHmxSr2cIMioodYgis/s1600/_%D8%AD%D8%A7%D9%85%D8%AF%D9%88%D9%86.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhbTzCShLssZW83KPGuHlwwPpseYpnyiGwjydV8bkA5d1wShm45nIydOLzJNU7c6NgduikhJxrxLVgebHtO7QHVC50dMHD9IfvyNe4sBPcHMCT8yIm8MnhHWiKH4wHmxSr2cIMioodYgis/s1600/_%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"></a></div>
<div style="text-align: justify;">
كانت سنتا 1963 و1964 فاصلتين في تكريس النظام الاشتراكي نهجها لمالي، وموديبو كيتا قائدا أوحد له، وزعيما إقليميا، بعد أن صالح كلا من المختار بن داداه (بإغلاق مقرات "جيش تحرير موريتانيا" وإبعاد زعيمه) واليوبولد صينغور، وموريس ياميوڴو، الذين خاصمهما طويلا بسبب رفضهما الاستمرار في مشروع الوحدة بينهم، وظل يعتبرهم عملاء لفرنسا والدول الاستعمارية، بينما اختار هو التحالف مع الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية، ليصبح أحد أركان نادي الزعماء الثوريين في القارة السمراء (عبد الناصر، أحمد بن بله، كوامي نكروما، سيكو تورى). <br />
وساقت له الأقدار فرصة سطع بها نجمه، عندما اختارته منظمة الوحدة الإفريقية وسيطا - إلى جانب الإمبراطور هيلى سيلاسي – في النزاع الحدودي المباغت الذي اندلع بين الجزائر والمغرب في 8 أكتوبر 1963، وسُمي حرب الرمال، واستمر ثلاثة أسابيع. وقد نجح الوسطاء في جمع الملك الحسن الثاني، والرئيس أحمد بن بلّه في باماكو مع نهاية السنة، وهو ما استغله الرئيس المالي دبلوماسيا وإعلاميا، حتى أصبح في أعين الكثيرين أحد حكماء المنظمة التي كانت في أمس الحاجة لكسب الصدقية بعد مولدها العسير، قبل ذلك بعدة أشهر في أديس أبابا؛ حيث كان على رأس أهدافها - مع استكمال تحرير القارة - تحقيق الاستقرار والنمو، الذي كان مستحيلا في ظل الحرائق التي تندلع هنا وهناك بين دولها، التي ترك لها الاستعمار حدودا، شكلت ألغاما كانت تفجر بين الحين والآخر نزاعات خطيرة.<br />
وكانت الثمرة المباشرة لهذا النجاح في الجمع بين الجارين توطيد علاقاته بهما، وكسبهما إلى جانبه في محاربته لثوار أزواد، حيث قبلتا التخلص من ثوار أزواد أو مناصريهم الموجودين في أراضيهما، فسلمت الجزائر مجموعة منهم برئاسة قائدهم انتالّه آڴ الطاهر، وسلمت المغرب محمد آعلي آك الطاهر، ليوضعوا في السجن طيلة حكم موديبو كيتا، وجزء من فترة موسى تراورى ؛ وتحقق لباماكو ما كانت تحتاجه من تأييد، خاصة من دول الشمال الإفريقي الأقرب إلى أزواد جغرافيا وعرقيا وثقافيا، واطمأنت إلى أنها قادرة على استئصال المعارضة السياسية في الداخل، والثورة الأزوادية، وبذلك تكون في مأمن من الضغوط الخارجية. <br />
وهكذا واصلت كتيبة النقيب "بازاني" في أزواد مطاردة الثوار في المناطق التي ينشطون فيها كثيرا بآدرار إيفوقاس والجبال المتاخمة للجزائر والنيجر، ونجح إلى حد كبير في عزلهم عن مصادر تموينهم الدائمة، وهي مخيمات البدو، التي حاصرها الجيش في مجال ضيق قرب دشرتي كيدال ومنكّه، أو أبعدها إلى ضفة نهر النيجر، حيث الكثافة السكانية وسهولة الرقابة، إضافة إلى ما زرعه في نفوس السكان المسالمين من خوف نتيجة القمع الوحشي.<br />
ظل "أسد الصحراء" في حيرة من أمره أمام العجز عن القضاء على المجموعات المتحركة الباقية من الثوار، والتي تحرمه من كسب المعركة وإعلان الانتصار، رغم التعزيزات التي أُرسلت له، فتلقى التوبيخ من قيادته العليا، مما زاده شراسة ووحشية في التعامل مع السكان. وخضع للرأي الذي ظل سحرته يحاولون إقناعه به، وهو أن مفتاح نصره يكمن في القضاء على شيخ دين ضرير تقيم حلته بين المخيمات البدوية التي ينتمي إليها معظم الثوار، وأنه مَنْ يمنع الجيش من الوصول إلى معاقلهم لأنهم محصنون بحكمة الاستتار التي يُرقيهم بها. <br />
<div style="text-align: center;">
<h4>
"يوم النصر العظيم"</h4>
</div>
أخذ "أسد الصحراء" بالنصيحة وقرر التخلص من الشيخ، فعبأ وحدة عسكرية مؤللة، ضمت أشد رجاله بأسا من ضباط وجنود، إلى حلة الشيخ فحاصروها، وجمع الرجال والنساء تحت تهديد السلاح، ثم اتجهوا إلى خيمته، التي وجدوا فيها بعض أبنائه بقيادة أكبرهم سيدْ مْحمد ومجموعة من المريدين، الذين تحفزوا لمواجهة المعتدين، لكن الشيخ نهرهم قائلا "لا طائل من وراء ما تريدون، هذه إرادة الله التي لا مرد لها، ولتعتنوا بأهلكم وعيالكم وحلّتكم"؛ وباشر الجنود نقله دون أن يشرحوا أسباب الاعتقال أو يتركوا لأحد من أفراد أسرته فرصة مرافقته، أو اصطحاب بعض متعلقاته. </div>
<div style="text-align: justify;">
وبعد ساعات من السير وصلت القافلة إلى مقر القيادة، فأنزلوا الأسير، واحتجزوه في مكان ضيق، دون أن توجه إليه أية أسئلة، في انتظار الوقت المحدد لخروجه "حيث كان النقيب قد بعث رسله لإبلاغ سكان كيدال والأحياء البدوية المحصورة حولها بالتجمع في الساحة العمومية، في يوم موعود، لحضور حفل خاص" . وعندما اكتمل الحشد، تحيط بجنباته قوات مدججة بالسلاح خرج "أسد الصحراء" بلباس الميدان، يداعب بيده خيزرانة القيادة، ويحف به حراسه وأركان حربه. "وأمام الجمهور، وفي يوم مشمس (سنة 1963) أمر بوضع حبل المشنقة في رقبة الشيخ ليعلق على عمود منصوب وسط الساحة، يقابله مدفع رشاش من عيار 12.7، وخاطب النقيب الجمهور قائلا: [إن من ترونه اليوم هو الرجل الذي يدّعي القدرة على توفير الحماية لأزواجكم وأبنائكم وإخوانكم، ويعتقد فيه الكثيرون، مما يدفعهم إلى الموت كالعميان. وقد قررت اليوم امتحانه أمامكم جميعا، ولن أغشه، فأسمح له بلبس كل حجبه، وإن خرج منتصرا، فسأضع على صدره الأوسمة، وأُصبح أحد مريديه المخلصين] ثم أعطى إشارة لآمرِ بطّارية المدفع الرشاش، وانطلق أمر جامد [النار] فقذف الرشاشُ ثلاث دفعات [گوگوگ! [گوگوگ! [گوگوگ!] حيث اهتز في كل منها الشيخ، قبل أن يسقط على رؤوس أقدامه فوق الأرض ثم صاح النقيب "بازاني" على الجمهور المذهول [صفّقوا] فانطلق التصفيق ومعه الزغاريد، غير أن النقيب لا يجهل أن الزغاريد كانت للشيخ حتى بعد موته.<br />
وكل من يعرف أوساط البدو المؤمنين، يدرك أن الغيب والأسرار جزء من حياتهم، (وعليه فقد) خسرت الثورة أكبر معركة وهي النفسية، حيث أن الشيخ الذي سقط تحت الرصاص قبل قليل، كان قوة معنوية لها، ولم يبق لقادتها بعد اليوم أي حظ في النصر، إلا بالاعتماد على الشجاعة والجسارة" .<br />
إن الشيخ المعني هنا هو سيدي حيبللّ (حبيب الله) بن الشيخ عابدين بن سيد مْحمد الكنتي بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي، وقد كان لاغتياله صدى مدو في أنحاء أزواد بل في جمهورية مالي وفي الدول المجاورة لها، خاصة موريتانيا التي تناقل الناس فيها الخبر بعد وقوعه بعدة أشهر، بسبب بعد المسافات وندرة الاتصال. وكان أول ما اشتهر به سيدي حيبللّ أنه في العشرية الأولى من القرن الماضي - وعند ما كان معتقلا في مدينة باسام بكوت ديفوار مع إخوته، لحملهم السلاح ضد الفرنسيين – حقق إنجازا اعتبر خارقا، كان سببا في إطلاق سراحه، وهو تصديه لأحد الزواحف الذي يبتلع البشر والماشية، ظهَر قرب إحدى القرى القريبة منهم، والتي استنجدت بالإدارة المحلية، التي عجزت عن القضاء عليه، لاختبائه في الغابة كل ما حس بالخطر؛ وعند ما علم الشاب السجين بالحكاية أعلن أنه قادر على قتله، ولا يريد إلا تزويده بسيف، فأعطي له، وتمكن من القضاء على هذه الدابة ، مما كان سببا في إطلاق سراحه دون إخوته، الين مات منهم البعض في السجن. <br />
ومن المعروف أن والدهم الشيخ عابدين كان من أوائل من حمل السلاح وقاد عشرات الحملات الجهادية ضد الاحتلال من سنة 1894 حتى سنة 1916، فكبده خسائر فادحة، قبل أن ينتقل إلى جنوب المغرب، ويقيم حضرته التي ظلت منطلق الغزوات على قوات الاحتلال في أزواد وضفاف نهر النيجر والشرق والشمال الغربي من موريتانيا، وهو ما واصله أبناؤه حتى الثلاثينات من القرن الماضي، هم الذين استشهد منهم في الجهاد ستة.<br />
وبعد إطلاق سراحه عاش سيدي حيبللّ في مضارب أهله بمنطقة آدرار إفوقاس التي ولد فيها سنة 1884. وقد أصيب في مقتبل العمر بمرض الجدري ففقد بصره، لكن ذلك لم يزده إلا حيوية ونشاطا وعلوّ همة. فكوّن حلة عامرة، وانكب عليه الناس من كل حدب وصوب، لما ظهر على يديه من كرامات، ولسريان الحكمة في يديه، ولكونه مرجع أزواد والمنطقة كلها في معرفة سر الحرف، كما اشتهر بالكرم والإنفاق في سبيل الله، وكان يوزع الطعام والحليب وأتاي والسكر مجانا على أسر حلته ، الذين يحظر عليهم اقتناءها بأموالهم الخاصة.<br />
<div style="text-align: center;">
<h4>
</h4>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiy9oNYVu876MPzSFNZ4ym3yTvJGWL5a0m1ghWbMZGkI2jES5H3vLXGd8F6uJv55zcvYA4bxXC4y7grG_U_QzmKqImIp3z9fYaUhZUt-TLtf_cuLqb_mqKlF4DjFfoJjOSXRo1EegsyGqA/s1600/_%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiy9oNYVu876MPzSFNZ4ym3yTvJGWL5a0m1ghWbMZGkI2jES5H3vLXGd8F6uJv55zcvYA4bxXC4y7grG_U_QzmKqImIp3z9fYaUhZUt-TLtf_cuLqb_mqKlF4DjFfoJjOSXRo1EegsyGqA/s320/_%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A.jpg" width="187" /></a></div>
<h4>
فيلي دابو سيسوكو </h4>
</div>
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhbTzCShLssZW83KPGuHlwwPpseYpnyiGwjydV8bkA5d1wShm45nIydOLzJNU7c6NgduikhJxrxLVgebHtO7QHVC50dMHD9IfvyNe4sBPcHMCT8yIm8MnhHWiKH4wHmxSr2cIMioodYgis/s1600/_%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2586.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhbTzCShLssZW83KPGuHlwwPpseYpnyiGwjydV8bkA5d1wShm45nIydOLzJNU7c6NgduikhJxrxLVgebHtO7QHVC50dMHD9IfvyNe4sBPcHMCT8yIm8MnhHWiKH4wHmxSr2cIMioodYgis/s1600/_%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2586.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
حامدون ديكو</div>
<div style="text-align: center;">
</div>
</div>
<div style="text-align: center;">
<h4>
اغتيال زعماء المعارضة</h4>
</div>
<div style="text-align: center;">
</div>
<div style="text-align: justify;">
أما الفعلة الشنيعة الثانية التي ارتكبها الرئيس المالي موديبو كيتا فكانت اغتياله في ظروف غير إنسانية لكل من فيلي دابو سيسكو وحامدون ديكو ورجل الأعمال قاسم تورى، الذين حمّلهم مسؤولية مظاهرات التجار الكبرى في باماكو في 20 يوليه 1962 ضد التأميم وإنشاء الفرنك المالي. فقد بعثهم بعد الحكم عليهم بالإعدام الذي خففه إلى المؤبد إلى كيدال ليعيشوا في ظروف شديدة القسوة، نفسيا وماديا فكانوا يقومون خلال النهار بتنفيذ أشغال شاقة لا تكاد أجسامهم تتحملها، وفي الليل يسقطون على حصير بال لا يكادون يتحركون من شدة الإرهاق، وهكذا دواليك خلال سنتين. <br />
وقد وصف العقيد آسيمي دنبلى مؤلف كتاب التحويل الأخير طريقة قتلهم: "في ليلة من ليالي كيدال الحارة تلقى النقيب "بازاني" رسالة مشفرة استدعى بعد قراءتها الملازم "سام" الذي يثق فيه، وخاصة لتأدية المهام العويصة، التي تضاهي أسرار الدولة، وذلك لكونه كتوما وفعالا ومتعلقا بشخصه؛ وكان فحوى الرسالة ثلاث كلمات [التحويل النهائي للطرود الثلاثة] أي السجناء السياسيين الثلاثة إلى مكان آخر، حرصا على سلامتهم، كما أخبرهم رئيس المركز الذي تحدث إليهم. وعند ما أرادوا اصطحاب بقايا ملابسهم وفرشهم البالية أُفهموا أنهم سيتلقون أحسن منها في المركز العسكري القادم. وغادرت المجموعة في اتجاه تازيجومت مقر مركز عسكري أكثر أهمية. وكان الرجال المرافقون يعتبرون أنهم في مهمة عادية، ويجهلون تماما الطبيعة السرية لرحلتهم. والوحيد الذي كان على اطلاع على حقيقة الأمر هو ضابط الصف الذي يقود القافلة، الذي أُخبر بأنه سيلتقي في منتصف الطريق الملازم "سام" بأحد الأودية بين مركزي بوڴيسه وتازيجومت. وعندما وصلت القافلة إلى المكان المحدد كان الملازم "سام" في الانتظار، حيث توقفت السيارات وطُلب من السجناء ومرافقيهم التوجه إلى مرتفع حجري. وبما أن الثورة في أزواد لم تهزم بعد قام ضابط الصف بتوزيع جنوده في مواقع قتالية حول المجموعة، حتى لا يتعرض لمفاجأة غير سارة، وأبقى الملازم "سام" معه مجموعة من الجنود والڴوم المسلحين ببنادق كلاشنيكوف الرشاشة. وعندها بدأت الشمس تميل، وتنزل الغربان والنسور على شجرة شوك قريبة، كما لو كانت تنتظر حدوث شيء ما في هذا الموقع الضائع في الصحراء.<br />
ثم قام الملازم بوضع السجناء الثلاثة أمامه وأبلغهم بصوت متأثر بقرار القيادة العليا. إنها لحظة قاسية أن يسمع فيها إنسان أنه سيغادر هذا العالم بعد عدة دقائق!<br />
وكان الضابط سيترك الجثامين مرمية في الصحراء كالكلاب لو أن حمادون ديكو لم يطلب وضعهم في قبور، ومن الصعوبة بمكان أن يرى إنسان رجلا كالهيكل العظمي، وليس لديه ما يخاف عليه، مصمما على أن يبقى واقفا، مرفوع الرأس في وجه ضابط مخيف ذي دم بارد. وأمام هذا الطلب الجسور رد الملازم "فليكن! وليحفر كل منكم قبره بسرعة، فالوقت ضائع" ووحده ديكو حفر قبره بحجر حاد، كما كان يفعل الإنسان البدائي، رغم وجود أدوات لذلك في سيارات القافلة، أما سيسوكو وتورى فلم يفلحا في إنجاز المهمة، لتقدمهما في السن وشدة تعبهما. واعتبر الضابط أن الحُفر التي أنجزت بشق الأنفس، أحسن من خندق جماعي، وكافية كقبور، وعندها أمرهم بالتوجه إليها والنزول فيها، فساروا بهدوء وسكينة، رافضين مساعدة الجنود المشفقين عليهم، ودون أن تصدر منهم أي حركة تفسًّر على أنها من أجل البقاء في الحياة لثوان بائسة. وفي اللحظات الأخيرة خاطب فيلي دابو سيسوكو الضابط قائلا "أيها الملازم افعل واجبك كجندي، لكن واجبك كضابط لا يسمح لك بالغرق في الخزي، وكما أحُس لا تطلق الرصاص علينا من الخلف، وإلا فإن هذه الفعلة ستلاحقك طيلة ما تبقى لك من العمر".<br />
عندئذ، وجد الضابط نفسه في مواجهة ضميره، وأمرهم بالبقاء وقوفا، ينظرون أمامهم دون حراك فرقة الإعدام على بعد 15 مترا، دون أن يغمضوا أعينهم لحظة، أو يصدر عنهم صوت أو أنين، في مواجهة الأسلحة المصوبة إلى صدورهم. <br />
صاح الملازم سام "الفرقة! استعداد! اشحنوا المسدسات<br />
وسُمعت قعقعة الآلة المخيفة.<br />
- بزخَات<br />
- النار<br />
ودوى الجبل كله لضجيج رصاص المسدس الرشاش الذي اخترق أجساد الرجال الثلاثة فحصدها. ولم ير الضابط أي ضرورة – عكسا للقاعدة – أن يطلق على كل منهم رصاصة الرحمة؛ مما يطرح التساؤل: هل كان هذا إعداما حسب الأصول؟. أليس هذا اغتيالا، بعد ما أُلغي حكم الإعدام، وحُوّل إلى المؤبد؟.<br />
صاح الملازم سام في الجنود قائلا [اطمروهم بالتراب] لكن الحُفر لم تكن عميقة لتغطي الجثامين، مما حتم ردمها بالحصى الخشن (أرارش) بينما كانت أكفانهم الدراريع الملطخة بالدماء. <br />
ورغم أنهم مسلمون لم تُقرأ عليم {الفاتحة} ولم يصلّ عليهم، غير أنه في نهاية الفعلة المخزية رفع أحد الڴوم المسلمين – بدل تلاوة شيء من القرءان الكريم – صوته قائلا {الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر!}؛ ثم أبلغ الملازم رؤساءه إنجاز مهمته في رسالة مشفرة، فحواها [تمدرس الأطفال]." وكانت الرواية الرسمية أنه خلال نقلهم إلى موقع جديد، جرى اشتباك مع الثوار، فحاولوا الهرب مما اضطر الجنود إلى إطلاق النار عليهم. يتواصل</div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
</div>
محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-70720558227605681292012-07-01T02:26:00.003+01:002012-07-01T02:26:50.359+01:00"أوراق" عن أژواد/ الثالثة/ النهج الاشتراكي: رفض في مالي وثورة في أزواد<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<h4 style="text-align: center;">
فشل اتحاد مالي وإعلان الاستقلال</h4>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhP_ryBybLUe4VG1FpSRt4AcRZ5J15i3dG2erxdIesz1uUF55xxfaK_0zo3gccK6SE1Wlwjgx7C6ukwzEFuECyejhuKI_wZFux0LbKRveRnr8GQIP0RGQaCl2m2Tq1e_81PmLum55Ta9I8/s1600/%D9%85%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D9%88+%D9%83%D9%8A%D8%AA%D8%A7+%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D8%B6+%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8+%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%87.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><br /></a></div>
<div style="text-align: justify;">
</div>
<div style="text-align: justify;">
في 4 إبريل 1959 حدث تطور مهم هو قيام اتحاد باسم مالي بين سنغال والسودان وحدهما، بينما كان الطموح ضم مستعمرات فرنسا في الغرب الإفريقي، التي قبل البعض من زعمائها الفكرة في مؤتمر بماكو من العام نفسه، كفلتا العليا وداهومى، بينما رفضتها موريتانيا لأسباب وجيهة، تتعلق بتركيبتها السكانية وموقعها الجغرافي الذي يحتم عليها مراعاة التوازن في علاقاتها بشمال إفريقيا وغربها، وهو المنطق الذي أقنع به المختار بن داداه حليفه وصديقه سيد المختار بن يحيى انچاي، مما جر عليه غضب قادة الدولة الجديدة. أما هوفويت بوانيى فكان ضد الفكرة أصلا، مما حدا بواغدڴو وكوتونو إلى التراجع باكرا عن موقفيهما، ويكونان مع أبدجان ونيامى مجموعة دول الوفاق. وقد أعلن استقلال الدولة الجديدة في 20 يونيه 1960، لكن عقدها أنفرط أقل من شهرين بعد ذلك، وأعلنت سنغال الانفصال، وأبعدت موديبو كيتا بطريقة مذلة، وكذلك الوزراء السودانيين في الحكومة الاتحادية والضباط وكبار الموظفين بالقطار إلى بماكو، يوم 21 أغشت، ثم يعلن استقلال السودان من جديد في 20 شتنبر 1960، باسم مالي. <br /> لم يكن في أژواد أي أثر للاحتفال بهذه المناسبة، لأن الغالبية تعيش في عالمها المنعزل، أما القلة المتابعة للأحداث من الوجهاء فكان صدمة لهم، لأنهم كانوا يتوقعون إقامة المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوية التي مُنّوا بالانضمام إليها والانفصال عن السودان، لتتحقق مطالبهم الوطنية في دولة خاصة بطوارق الصحراء الكبرى والمجموعات المهمشة ذات الأصول الأمازيغية في شمال تشاد. <br /> ومما يؤكد الاتهامات لفرنسا بأن مشروعها بتكوين موطن للأقليات الأمازيغية في الصحراء لم يكن إلا للإبقاء على الجزء الأكبر من الجزائر، كونها لم تحرك ساكنا خلال فترة الاحتلال، لتنصف تلك الأقليات وتعتني بأقاليمها التي تشكل أحيانا مساحاتها الجغرافية أغلبية أراضي الدول المعنية كأژواد، الذي ظل مربوطا بالسودان، لا يتمتع بما للأقاليم الأخرى من حظوة في التنمية والخدمات، ولا هو إقليم متميز بحكم إداري يضمن له تسيير شؤونه الذاتية، ويراعي خصوصياته الجغرافية والثقافية ونمط عيشه، ويعتني بتنمية موارده. <br />وفور قيام الدولة الجديدة تنمرت على أهل أژواد، في سعي واضح لتقتل في وجدانهم أي أمل في التميز عن بقية أقاليمها؛ فشددت قبضتها على الأرض والسكان، واستهدفت خصوصيتهم الثقافية، فشرعت في محاربة اللغة العربية، بمنع أي دعم حكومي لتعليمها في المدارس الرسمية، وضايقت المدارس الأهلية من كتاتيب ومحاظر، حتى التي تتمتع بشهرة إقليمية في جوامع ومساجد تنبكتو وڴاوو، أو في المراكز والبوادي، وبذلك كانت الحارس الأمين لمشروع فرنسا بالقضاء على اللغة العربية والحرف العربي، الذي كان أحد ركائز السياسة الفرنسية في مستعمراتها ، وكان ذلك سببا رئيسيا في التنافر بين السكان والأجناس الذين وحدهم على مدى التاريخ الإسلام واللغة العربية وحرفها. وقد ألغت السلطات الرسمية اسم أژواد من الأدبيات الإدارية والسياسية، ووزعت الإقليم إلى ولايتين ثم ثلاث، أسماؤها أرقام متسلسلة.</div>
<div style="text-align: justify;">
</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhP_ryBybLUe4VG1FpSRt4AcRZ5J15i3dG2erxdIesz1uUF55xxfaK_0zo3gccK6SE1Wlwjgx7C6ukwzEFuECyejhuKI_wZFux0LbKRveRnr8GQIP0RGQaCl2m2Tq1e_81PmLum55Ta9I8/s1600/%D9%85%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D9%88+%D9%83%D9%8A%D8%AA%D8%A7+%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D8%B6+%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8+%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%87.jpg" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="265" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhP_ryBybLUe4VG1FpSRt4AcRZ5J15i3dG2erxdIesz1uUF55xxfaK_0zo3gccK6SE1Wlwjgx7C6ukwzEFuECyejhuKI_wZFux0LbKRveRnr8GQIP0RGQaCl2m2Tq1e_81PmLum55Ta9I8/s320/%D9%85%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D9%88+%D9%83%D9%8A%D8%AA%D8%A7+%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D8%B6+%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8+%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%87.jpg" width="320" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
موديبو كيتا يستعرض شباب حزبه</div>
<div style="text-align: center;">
</div>
<div style="text-align: justify;">
أصبح تطبيق القرارات التي اتخذها المؤتمر الطارئ لحزب الاتحاد السوداني الحاكم نهاية 1960 باعتماد الاشتراكية نهجا سياسيا، فتشكلت فورا شركات عمومية تسيطر على الاقتصاد والتجارة، فهيمنت الدولة على كل الأنشطة الاقتصادية من زراعة وتجارة وتنمية ماشية. وشرعت في تطبيق ذلك على البدو الرحل، فعبأت موظفي الإدارة المحلية وشباب الحزب لجمع مخيماتهم في أماكن قريبة من المراكز الحضرية، لتسجل في دواوينها المواشي وملاكها، بعد أن كان الأمر في العهد الفرنسي مجرد إقرار المالك بجزء يسير من مواشيه، يدفع عنه العشر، وتبع ذلك قرار أكثر غباءً، وهو إخضاع تجارة الماشية مع الدول المجاورة، وحتى مع بعض ولايات مالي الأخرى، لأذون خاصة، تحدد عددها ونوعها.<br /> وقد ظهرت على الفور معارضة بعض السياسيين والتجار والمزارعين لهذا النهج، ومن أبرزهم زعيما حزبين صغيرين يرأسهما اثنان من الزعماء السياسيين هما فيلي دابو سيسوكو، وحمادون ديكو، والتاجر قاسٌم تورى مما أدى بهم إلى الاعتقال، ثم الاغتيال، واشتد القمع مع اتساع المعارضة ليشمل التجار والمزارعين والمنمين، في مالي كلها، وكان لأژواد نصيبه، حيث تمت مضايقة تجار تنبكتو المنتشرين في المدن الرئيسية المالية، قبل أن تؤمم ممتلكاتهم أو تخضع للرقابة.<br /> وما أن حلت سنة 1963 حتى وصل أژواد ما حل بمالي الأخرى، من خنق للحريات السياسية والكساد الاقتصادي، وتدهور أوضاع البادية التي زادها حدة شح الأمطار الذي كان مقدمة لموجات الجفاف التي ضربت أژواد ومعظم مناطق الساحل والصحراء، مع تبخر مشروع المناطق الصحراوية نهائيا بعدما سكّن الخواطر فترة من الزمن، واستقلت دول الساحل ضمن حدودها الموروثة عن الاستعمار، وبسطت الجزائر سيادتها على صحرائها الشاسعة. وقد عبر عن حالة اليأس هذه بعض الزعماء الأژواديين الذين خاضوا معركة حصول أژواد على وضع سياسي وإداري يخرجه من محنته، ويضمن للسكان كل حقوقهم، معتبرين أن فرنسا قد خانتهم. وكان أبرز تلك الشخصيات محمد آعْلي بن الطاهر الأنصاري، وهو شخصية سياسية من الطراز الأول، ينتمي إلى قبيلة كلنصر، كرّس حياته لقضيته، فزار مع موريتانيا بعض الدول العربية، مثل الجزائر والمغرب وليبيا ومصر والسعودية، والتقى بزعمائها، مناشدا إياهم دعمه في حق أژواد في الخروج من قبضة الحكم المالي المتشدد، لكنه اصطدم بجدار من التحفظ والخوف لدى الأقربين، وجهل عرب المشرق بالقارة الإفريقية البعيدة عن مجالهم التقليدي كالسودان والحبشة وما جاورها . </div>
<div style="text-align: justify;">
<div style="text-align: center;">
<h4>
ثورة في أزواد وقمع وحشي</h4>
</div>
نتيجة للحالة المأسوية في الإقليم انطلقت احتجاجات عديدة في المدن والبوادي شارك فيها شباب ورجال، فواجهتها السلطات بالقمع والاعتقال الذي لاقوا فيه أنواع التنكيل، ولم تجد شفاعة رؤساء القبائل والوجهاء، لإطلاق سراحهم بل نقلوا إلى سجن كيدال سيئ الصيت، ليجدوا أمامهم معتقلين من سياسيي مالي البارزين، المعارضين للنظام، فعم الغضب ربوع أژواد، واندلعت ثورة 1963 التي قادها الطوارق، وخاصة أبناء قبيلة إفوُقاس المعروفة بقوة الشكيمة ورفض الضيم، وكان أحد رموزها انتالّه آڴ الطاهر سليل إحدى أهم أسرهم، فسيطروا على حاميات معظم مناطق الشمال الشرقي ذات التضاريس الجغرافية الوعرة كآدرار إفوقاس، وتلك الموجودة في الشمال الغربي من بوجبيه نحو تاودني حتى الحدود الجزائرية. وقد لقيت الثورة تعاطفا كبيرا من جميع السكان من طوارق وعرب، فانضمت إليها أعداد مهمة من الشباب، وأنهكوا خلال أشهر قليلة القوات المالية، باعتمادهم تكتيكات حرب العصابات، التي أبدعوا فيها، معتمدين على معرفتهم الجيدة للأرض وتعاطف السكان بشتى طوائفهم.</div>
<div style="text-align: justify;">
واعتبر موديبو كيتا أن هدف ثورة أژواد هو انفصال الإقليم، بدعم من الخارج، لأسباب عنصرية أو لزعزعة النظام، فاعتبر من واجبه سحقها بدون هوادة، مما جعل المؤرخين يعتبرونها أكثر قسوة من تلك التي شنها الفرنسيون على مجاهدي المنطقة إبان احتلالها في القرن 19. وعلى الفور عبّأ موارد البلاد المالية، وشكل كتيبة تضم الوحدات المقاتلة الأساسية التي تركتها فرنسا وعلى رأسها القوات المحمولة (المظلات) التي صارت أفضل كتيبة ضمن جيش الدولة الوليدة، وقد أبلت بلاء حسنا في الكونغو عندما أُرسلت إليه سنة 1961 ضمن قوات الأمم المتحدة، رغم أنها فشلت في حماية پاتريس لومبا أحد قادة الاتجاه الثوري الاشتراكي الإفريقي، الذي ينتمي إليه موديبو كيتا. <br /> وقد تولى قيادة هذه القوة النقيب "بازاني" وهو ضابط شاب انخرط باكرا في قوات النخبة الفرنسية، وشارك سنوات عدة في حرب الجزائر ضد المجاهدين، حيث اعتبرته فرنسا من الأبطال ومنحته أرفع وسام للشجاعة، كما أنه يتمتع بخبرة كبيرة في القتال بالمناطق الجبلية والصحراوية مسرح تحركه الجديد؛ وقد اختار معه في قيادته مجموعة من الضباط وصف الضباط والجنود الذين خبرهم في القوات الفرنسية ثم في الكونغو، والذين لا يعصون له أمرا، وأُعْطي جميع الصلاحيات، بحيث لا يعود في قراراته إلى رئيس أركان الجيش ولا إلى وزير الدفاع، مما شكل سابقة قوبلت بتذمر من المؤسسة العسكرية .<br /> وكان أول قرار يتخذه القائد الجديد الذي تسمى بأسد الصحراء عزل المنطقة الشمالية التي تجري فيها العمليات بخط وهمي اعتبره أحمر، يلامس دشرة كيدال، ويمتد ف الجنوب الشرقي حتى حدود النيجر، وفي الشمال الغربي حتى حدود الجزائر وموريتانيا، وأمر السكان الرحل بإخلاء هذا الحيز خلال شهرين، والاستقرار جنوبه؛ ودخل في معارك طاحنة مع الثوار الذين انتصروا عليه في معظم المعارك، مما جعله يلجأ إلى التكتيك الذي خبره في حرب الجزائر، وخاصة منه التنكيل بسكان المخيمات؛ والتعذيب الممنهج الذي فاق في قسوته – أحيانا - ما تعلمه النقيب في قوات المظلات الفرنسية مع البدو والمزارعين الجزائريين. وأدت به الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواته من جراء الكمائن، إلى ابتكار صنوف من العذاب لم تخطر ببال، منها "إرغام المتهمين بممالأة الثوار بالسير مسافات شاسعة على الأقدام، في لظى حر الصحراء وتحت شمسها اللافحة، حتى الإشراف على الهلاك من شدة الإنهاك والعطش، فيقدموا لهم أواني بها بنزين يتصورونه ماء، فيكرعون فيه حتى يبتلعوا جرعات منه، وإذا لم يعترفوا بالتهم تصب عليهم بقية البنزين، وتوقد فيهم النار، فيتحولون إلى عبوات شاردة، يطلقون الصراخ، في مشهد لا يمكن لبشر أن يتحمله" وكان نصيب نساء أژواد المتهمات باستدراج ضباط الجيش حتى يتمكن منهم الثوار، ضربا آخر مبتكرا من الوحشية "فقد تلقى ضابط تهنئة أسد الصحراء على أنه غسل يديه بدم ساخن لسيدة متهمة بالتعاون مع الثوار، عندما وجدها في أحد معاقلهم ". يتواصل</div>
<br /></div>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-60433934438824218552012-06-24T13:25:00.001+01:002012-07-01T01:51:13.936+01:00"اوراق" عن أزواد: الثانية/ فشل مشروع المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوية/محمد محمود ودادي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<br />
<div style="text-align: justify;">
كانت أزواد إلى جانب إشعاعها العلمي، مصدرا لأهم بضاعة تجارية في القرون الوسطى، وحتى نهايات القرن العشرين، باحتضان طرفها الشمالي الغربي لمعادن الملح في تغازة، ثم تاودني، وأجزائها الغربية لمعدن الذهب و كذلك الخرز" الحب الحر"المرغوب في الحيز الصحراوي والذي هو بقايا من حلي مواطني الحضارات القديمة حافظ على بريقه بفضل طمر الرمال، ويشكل حتى اليوم مصدرا مهما للتجارة البينية. واعترى هذه المكانة على امتداد القرون الأربعة الأخيرة مد وجزر، ارتبط بمآلات نهر النيجر، ومراكزه المؤثرة مثل ڴاوو، تنبكتو، وڴُندام حتى موبتي وچنى، فينزل استقرارها بردا وسلاما على الإقليم، والعكس صحيح. وقد شهد القرن التاسع عشر على الخصوص موجات اضطراب، بعد اضمحلال حكم الرماة شبه المركزي في تنبكتو، مما أدى إلى ظهور زعامات محلية دينية وسياسية،كان آخرها دولة ماسينا الفلاّنية بقيادة شيخُ أحمُد، التي بسطت سلطتها على عقفة النهر حتى تنبكتو، بمباركة زعماء الحضرة الكنتية وعلى رأسهم الشيخ سيدي البكاي بن الشيخ سيدي محمد، إلى أن أسقطها خلفاء الحاج عمر، قبل تعرض الإقليم كله للاحتلال الفرنسي، ليبدأ القهر الحضاري والاستلاب والثقافي.<br />
وقد استخدم المحتلون القوة العسكرية المفرطة ضد المقاومة مما أدى إلى معاناة شديدة من أخطرها التشرد في المناطق المجاورة مثل النيجر قبل احتلاله، وتشاد وتونس وليبيا، حيث تجاوز المهاجرون الجزائر الخاضعة للقبضة الفرنسية الحديدية، وهكذا عانى أزواد أكثر مما عانت جل المناطق المماثلة، عقابا على مقاومة شرائح كثيرة منه، بقيادة زعمائه من التوارق والعرب، الذين امتشقوا السيف والبندقية ثلاثين سنة، فخلدوا الشجاعة والإيباء الذي عُرف عن أجدادهم الملثمين في الصحراء وفي فتوحات المرابطين في الغرب والشمال الإفريقي والأندلس، فكانوا نبراسا للأحفاد يضيء طريق مقاومتهم الدينية والثقافية، كما في الصنو الغربي: موريتانيا. <br />
<br />
ومع عشرينات القرن الماضي عاد معظم المهّجرين إلى وطنهم، واستأنفوا حياتهم الطبيعية، وأنشطتهم التقليدية في الرعي والتجارة، خاصة منها البضاعة التي خبروها طوال قرون وهي الملح، الذي يعتمد عليه سكان جنوب النهر حتى كوت ديفوار، واستعادوا مجالات ترحالهم التاريخية، يدخلون - دون أوراق أو مراقبة - الجزائر والنيجر وموريتانيا، ويقطعون النهر إلى فلتا العليا (بوركينا فاصو) وكوت ديفوار للتزود بحاجاتهم من الغذاء والمواد الزراعية والأقمشة، ليعودوا إلى عزلتهم في صحرائهم،هروبا بدينهم من المحتل القابع في المدن والمراكز الحضرية، والذي لا يعنيه من أمر البدو إلا ما يتصل بضرورات أمنه، واستيفاء إتاواته عن الماشية والتجارة، لا يدركون ما يبيّت من خطط حول مستقبلهم؛ باستثناء أفراد من التجار والوجهاء ممن توكل إليهم مهمة تسوية مشاكلهم في المراكز الحضرية، التي تعدّ على رؤوس الأصابع؛ حيث توجد إدارة لا يعرفون لغتها الفرنسية، ولا يشتركون مع أهلها في الكثير من العادات والتقاليد، رغم التعايش ضمن الحيز الجغرافي المشترك، ووحدة الدين. <br />
<br />
وعندما حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها بدأت الدول الأوروبية تعيد النظر في مستقبل علاقاتها مع مستعمراتها، لضرورات إستراتيجية مرتبطة بالتحولات التي يشهدها العالم، ولصيانة مصالحها وضمان مكانتها، فأعادت النظر في وضع المستعمرات، فألغت بعضها وضمته لأخرى، وقلصت من حجم البعض لصالح الآخر، وفي كل ذلك ارتكبت أخطاء فادحة،منها عدم مراعاة الأبعاد الجغرافية والإنسانية (الدين والثقافة) ولا الموارد التي يمكنها أن تضمن البقاء لهذه الكيانات، مما جعل العديد منها مصطنعا، ما لبث أن أصبح مصدرا دائما للاضطرابات والفتن، تدارك الاستعمار بعضه في الجزء الغربي من تراب البيظان – في الأربعينات - بالتراجع عن ضم الحوض للسودان وإعادة أجزاء كبيرة منه لأصله وفرعه موريتانيا. <br />
<br />
وفي خضم هذه التطورات بدأ الوعي يتسرب إلى النخبة من الشيوخ والوجهاء والتجار في أزواد، ومعه إدراك واقعهم كجزء من مستعمرة السودان، التي لم تعد تضم إقليم الحوض، الذي كان "يوسّع" عليهم،فأصبحوا أقلية لا وزن لها أمام الهيمنة الكاسحة لسكان الجنوب والغرب من الَكْور، الذين كان الاستعمار قد بذل جهوده لعزلهم عن إرثهم الحضاري والثقافي، بحربه على اللغة العربية والحرف العربي الذي كان سائدا في القارة السمراء بأسرها وعلى الخصوص في الغرب الإفريقي، تكتب به أكثر من 30 لغة، منها اللغات الرئيسية كالفلانية والماندينڴية والهوساتية والزرماتية والسواحيلية واليوروباوية لتكون العربية رابطا بين الناطقين بهذه اللغات، وبينهم والمسلمين كافة، فكانت تلك أولى التحديات الذي جاء الاستعمار لرفعها، ولم يغادر إلا بعد أن انتصر فيها وغرق الناس في بحر من التنافر، أذكى الصراعات المتصاعدة. <br />
وقد عبر الوجهاء الأزواديون بما يملكون من جهد عن قلقهم على مستقبلهم للإدارة، التي كانت ما تزال تحت السيطرة المباشرة للفرنسيين، لكنهم كانوا غير مبالين كثيرا بما يصدر عن أفراد، لا تدعمهم تجمعات حضرية، ذات وزن ضاغط. وأقصى ما كانوا يفعلونه "طمأنتهم" "بأنهم سيظلون أحرارا في بواديهم، كما كانوا، ولن تكون لأحد بعد الفرنسيين سيطرة عليهم" (إشارة إلى حكام الكور)!. إلا أن تسارع المسيرة إلى الاستقلال والتمهيد لها بالحكم الذاتي، بدأ يرسخ الأمر الواقع، وهي كون أزواد فضاءً مكمّلا لمستعمرة السودان، التي يقع ثقلها في الغرب، حول أعالي نهري النيجر والسنغال، بحواضره التاريخية ذات الكثافة السكانية، والمصادر الزراعة والمائية، والتي حظي سكانها بالتمدرس والخدمات، وأصبحوا السادة الجدد، بيدهم الإدارة والجيش والثروة. بينما أهملت فرنسا طوال احتلالها أزواد، رغم موقعه الاستراتيجي وثرواته المعدنية والنفطية والغازية، وتميزه الثقافي بلغاته ونمط عيشه،مما يؤله ليتمتع بحكم إداري يضمن تسييرا ذاتيا،ضمن مستعمرة السودان (مالي).<br />
<br />
وعوضت عن ذلك بإطلاق بارقة "أمل" بثتها في السكان سنة 1957، مرتبطة بخططها لوقف حرب التحرير الجزائرية، الذي تفتَقت عنه عبقرية ساستها وهو مشروع يقسّم الجزائر إلى شطرين: الشاطئ، حيث الكثافة السكانية، وجزء من الوسط والجنوب والشرق، فتَمنح للأول الاستقلال، ويبقي الآخر تحت الحكم الفرنسي، بواسطة كيان جديد سمته "المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوية"O.C.R.S.)) تضم غالبية مساحة الصحراء الجزائرية، بمدنها الكبرى مثل بشار وتندوف، وحقول النفط ومناطق التجارب الذرية، والأراضي المأهولة بالطوارق والعرب في النيجر (طاوه وأزواڴ) ومالي (أزواد مع ريف مدينتي تنبكتو وڴاوو) ومواطن التوبُّو والقُرعان في شمال تشاد (جميع مقاطعة بلتيم، ومثلث بوركو– أنّدي- تيبستي) (قانون 10 يناير 1958) وعينت للكيان الجديد إدارة تنفيذية ومجلسا استشاريا، وتركت الباب مشرّعا للدول والمنظمات التي تريد التعاون مع الكيان الوليد؛ الذي سوقته للطوارق والتوبُّو والعرب، الذين يشكلون أقليات في مستعمراتها ذات الغالبية الْكَوْرية، فوجدت لدى الكثيرين من زعمائهم آذانا صاغية، على أمل أن يستعيدوا حقوقهم ومكانتهم التي فقدوها، في ظل الاستعمار؛ لكن الثوار الجزائريين رفضوا أي مساس بأرضهم، كما عارضه المختار بن داداه، وموديبو كيتا رئيس مالي، لكونه سيقتطع منه أزواد، أما رئيس النيجر هامني چوري وفرانصوا تنبلباي في تشاد، فقد انحنيا حتى تمر العاصفة، لأنهما لا يريدان إغضاب الجنرال دڴول، هذا في وقت أيدت المشروع دول في المغرب العربي وغرب إفريقيا أو تعاطفت معه، انطلاقا من حسابات ذاتية، لكن ذلك لم يَحلْ دون موت المشروع نهائيا (قانون تصفيته 26 مايه سنة 1963.).</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgJdnoaWXShRB-MIFeRVunEJC1u86WorqzEeH4wTTmuOXWl1QWQBSf-t2FtzzSUTiTpwHl1i3v1oRCPsyNp6Ioo99PhMe774hMMxcofFDBdLfPSw-zaQmyzujZIyU1hF-7JPe2F6uYJh5Q/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25B8%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B4%25D8%25AA%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9+%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B7%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2588%25D9%258A%25D8%25A9.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="298" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgJdnoaWXShRB-MIFeRVunEJC1u86WorqzEeH4wTTmuOXWl1QWQBSf-t2FtzzSUTiTpwHl1i3v1oRCPsyNp6Ioo99PhMe774hMMxcofFDBdLfPSw-zaQmyzujZIyU1hF-7JPe2F6uYJh5Q/s320/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25B8%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B4%25D8%25AA%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9+%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B7%25D9%2582+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25AD%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2588%25D9%258A%25D8%25A9.jpg" width="320" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
المنظمة المشتركة للمناطق الصحراوية</div>
<br />
<div style="text-align: justify;">
وهكذا خاب الأمل الذي علّقه زعماء أزواد على المشروع، ولم تفلح محاولاتهم في ثني المختار بن داداه عن موقفه، الذي اعتبروه تقصيرا في حق شعب أزواد من صنوه المعوّل عليه، ولم تقنعهم حجة رئيس حكومة الاستقلال الداخلي الموريتانية بـ "أنه لن يؤيد محاولة فرنسا طعن الثورة الجزائرية من الخلف بإجهاض مشروعها عبر اقتطاع أجزاء من أرضها" في وقت يكاد الجزائريون يرون بالعين دولتهم الحرة تطل على العالم من الباب الواسع، بصحرائها وثرواتها؛ بينما بقي بصيص أمل وهو انضمام أزواد لموريتانيا، قبل أن يعلن استقلاها واستقلال مالي، وتعزز الأمل بتصريحات المختار باعتبار "أزواد والصحراء الغربية جناحي موريتانيا" (خطاب أطار 1957) التي استهجنها الفرنسيون والإسبانيون، وأغضبت موديبو كيتا وجعلته ينضم إلى المعسكر المناوئ لاستقلال موريتانيا،فاحتضن "جيش تحرير موريتانيا" في باماكو، وصوتَ ضد دخولها الأمم المتحدة؛ واستمر يضغط بكل الوسائل على نواكشوط، خاصة بترسيم الحدود المتداخلة بين الدولتين، التي تركها الاستعمار في وضع غامض كالعادة؛حتى قبل المختار في قمة خاَيْ مع موديبُو معظم مطالبه، مدركا أن لا قبل له بمواجهة جاريْه الشمالي والجنوبي في آن واحد؛وانكفأت موريتانيا على ذاتها تصارع من أجل البقاء، محتمية باعتراف ومؤازرة غالبية الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، (وتونس من المغرب العربي) ثم بمنظمة الوحدة الإفريقية التي جعلت من احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، قضية مقدسة. واتضح أن الدعوة إلى الوحدة مع أزواد لم تكن إلا تعبيرا عن فورة عاطفية لزعيم دولة البيظان الغارقين في أحلامهم بإعادة أمجادهم في مجالهم الجغرافي والثقافي، حتى ولو كان دون تحقيقها آنذاك خرط القتاد.يتواصل. </div>
<br /></div>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1353286786096226511.post-59715087895082262672012-06-15T08:27:00.000+01:002012-07-01T01:49:57.475+01:00"أوراق" عن أژواد: الأولى/ تعريف/ محمد محمود ودادي<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<h4 align="center" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 10pt; text-align: center; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 16pt; line-height: 115%;">جمهورية مالي</span><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; line-height: 115%;"></span></h4>
<br />
<div style="text-align: justify;">
استقلت باسم اتحاد مالي في 20 يونيه 1960 ثم أعلن الاستقلال من جديد في 20 شتنبر 1960 بعد الانفصال عن سنغال. تبلغ مساحتها 1240190 كلم 2 ( منها 822000 كلم2 في أژواد) وسكانها حوالي 11 مليون نسمة (منهم مليونان في أژواد)، هذه الدولة وريثة جزء كبير من إمبراطورية غانة، التي تأسست في القرنين 4و5 م في موريتانيا وعاصمتها كومبي صالح، قبل أن تسقط في أيدي المرابطين في القرن 11م، وهي أيضا وريثة إمبراطورية ملّي (مالي) (القرن14) قبل سقوطها على يد إمبراطورية صونغاي (القرن 15) ثم دمر دمر هذه الغزو المغربي (نهاية القرن 16).</div>
<br />
<h3 style="text-align: center;">
أژواد</h3>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhjut66cx9nKJcyD0bPNrZdWotlZcwlDiJ6MOu192Uhh3ErJ-rQDm6ZUSIQFadxYojQuWaM5JMCJx7QeiHlxsYclHBKDMce2dstnKC_px8mChaMkdkyVOOZowAbTgTyMqW-GW1ZZFDpLLg/s1600/%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" pca="true" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhjut66cx9nKJcyD0bPNrZdWotlZcwlDiJ6MOu192Uhh3ErJ-rQDm6ZUSIQFadxYojQuWaM5JMCJx7QeiHlxsYclHBKDMce2dstnKC_px8mChaMkdkyVOOZowAbTgTyMqW-GW1ZZFDpLLg/s1600/%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9.jpg" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: center;">
</div>
<div style="text-align: justify;">
تحد الإقليم من الشمال الجزائر ومن الشرق النيجر ومن الجنوب والجنوب الغربي نهر النيجر، وأراضي مالي، ومن الغرب موريتانيا. ومدنه الرئسية: ڴاوو (العاصمة) تنبكتو (العاصمة الثقافية) كيدال، والثلاث هي عواصم الولايات التي يتشكل منها الإقليم اليوم حسب التقسيم الإداري لجمهورية مالي. واسم الإقليم أمازيغي، ربما مشتق من اسم نهر "زواد" الناضب، ويطلق أژواد على القسم المالي من الصحراء الكبرى، وأزواڴ على الجزء النيجري بما فيه حواضر طاوه وأڴادس.<br />
وتسكن الإقليم مجموعات الطوارق المنتشرون في كل الإقليم، إضافة إلى العرب ، وهم أساسا البرابيش في الغرب، وكنته في الوسط والجنوب، والصونغاي والفلان في الجنوب والجنوب الغربي، ويتحدث هؤلاء خمس لغات هي تماشق (الطوارق) الحسانية (العرب) الصونغائية أو كوروبورو (الصنونغاي) الفلانية ( إفلان). أما الموارد فظلت على مدى التاريخ تربية الماشية التي اضمحلت في العقود الماضية بسبب الجفاف والحروب، التي أجبرت أعدادا كبيرة من السكان على الهجرة. ويوجد مخزون نفطي غير محدد الحجم، كما يوجد أورانيوم ومجموعة من المعادن المختلفة، لكنها غير مستغلة. ويعتمد السكان المجاورون للنهر في رأس الماء والعقفة وفي ضفته اليمنى في ڴورمه على زراعة القليل من أنواع الذرة والخضروات، والصيد النهري، لمن سكان المراكز الصحراوية يعتمدون أساسا على ما يبعثه أبناؤهم من الخارج وعلى موارد التهريب، الذي تمتهنه مجموعات جعلت من الإقليم معبرا أيضا لتجارة المخدرات، التي تدر عليهم موارد كبيرة.</div>
<div style="text-align: center;">
<b>لمحة تاريخية</b><br />
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: justify;">
يُجمع المؤرخون على أن أول من أقام مدينة ڴاوو ثم تينبكتو هم قبائل لمطه وبعض من لمتونة، وقبيلة تارڴه، ومن هذه المجموعات يتألف شعب أژواد الأمازيغي، الذي تعرب البعض منه ليصبح في عداد القبائل المستعربه مثل كلنصر الغربيين، وبعض المجموعات في كنته والبرابيش. أما الهجرة العربية الحديثة فكانت في نهاية القرن 15 على أيدي البرابيش القادمين من شمال موريتانيا عن طريق آدرار والظهر، وهم في أغلبيتهم من قبائل بني حسان، حيث تنحدر الأرومة الرئيسية من حمُّ بن حسان، وعبد الرحمن بن حسان (الرحامنه). وتبعهم الكنتيون في سنة 1130هـ 1717م انطلاقا من الساقية الحمراء، عبر تْوات والحنك وأرڴشاش.<br />
تحدث الرحالة والإخباريون عن أژواد في بداية القرن 14م كإقليم يتمتع بحكم ذاتي تابع مع صحرائه لإمبراطورية مالي، لكنها فقدت السيادة عليه في حدود 1433م؛ وفي عام 1591 احتل سلطان المغرب أحمد الذهبي الإقليم وحواضره بعد أن قضى على إمبراطورية الصونغاي المسلمة؛ ومن ذلك التاريخ لم يخضع أژواد لسيطرة مركزية منتظمة حتى وصول الاستعمار الفرنسي عام 1893، والذي حيث جوبه بمقاومة شديدة من الطوارق والعرب.</div>
<div style="text-align: justify;">
<br /></div>
<h4 style="text-align: center;">
موريتانيا وأژواد</h4>
<div style="text-align: justify;">
<br />
ظل شعب البيظان على طول تاريخه يعتبر أژواد امتدادا له، فقبل دخول الإسلام كان موطنا لقبائل البربر التي يعود إليها سكانه من التوارق، وبعض أطراف صنهاجة، التي ينتمي إلى فروعها المختلفة غالبية سكان غرب الصحراء وشمالها، ومع دخول الإسلام وانتشاره، انتمت أژواد أو أطراف واسعة منها لدولة الإسلام الكبرى "المرابطون" في الطرف الغربي، فانضوت قبائل هذه المنطقة الشاسعة، تحت لواء الإسلام، وازداد التمازج بين أبنائها، ووقعت الهجرات المتبادلة، فشرّق البعض وغرَب الآخر، لنرى في موريتانيا الحالية أقواما من أصول تارقية أژوادية، وأخرى لمتونية في الشرق. ثم جاء الانتشار العربي في الصحراء الكبرى، ليعم كل أجزائها حتى أژواد، وتزداد الروابط قوة، ويتعزز التواصل، الذي بلغ أوجه بعلاقات حواضر موريتانيا القديمة بقواعد أژواد الكبرى. <br />
هذه العوامل، وغيرُها جعلت من أژواد وموريتانيا صنوان، يكمل أحدهما الآخر، على طول المساحة الشاسعة التي يحتلانها في الصحراء والغرب الإفريقيين؛ وحتى في عصور غياب الدولة المركزية، ظلت العلاقات قائمة، بل نشطة بين الطرفين، ترجح كفتُها أحيانا لأژواد، خاصة بعدما تدهورت أوضاع مدن القوافل الغربية: ودان وشينقط وتيشيت وولاته لصالح تنبكتو وڴاوو، الأژواديتين، إذ أصبحت الأولى أشهر حاضرة إسلامية في الصحراء الكبرى وجوارها، بفضل مدارسها وعلمائها الأجلاء الذين كان من أشهرهم أحمد بابا بن محمد إقيت الصنهاجي، الذي انتشر صيته حتى بلغ الشمال الإفريقي، أيام محنته، عند سقوط دولة السونغاي في مستهل القرن 11 هـ (نهاية القرن 16م). ثم جاء القرنان الثاني عشر والثالث عشر الهجريان (18و19م) لتختطف أژواد الأضواء من جديد بظهور الشيخ سيدي المختار الكبير، وخلفائه، الذين صاروا قبلة للبيظان عامة، وللطامحين إلى الارتواء من العلم، وهديه في الغرب الإسلامي، حتى تشاد شرقا والمحيط الأطلسي غربا، ومن أدغال جنوب الصحراء جنوبا إلى تخوم الجزائر والمغرب شمالا، مما أعاد لهذا الحيز إشعاعه الثقافي والديني، وعزز اللحمة بين الصنوين الشرقي والغربي، فحُفرت أژواد في الذاكرة الجمعية، كامتداد لثقافة البيظان وجزء من تاريخهم. <b>يتواصل</b></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
</div>
</div>محمد محمود وَدّاديhttp://www.blogger.com/profile/15899921312961812869noreply@blogger.com0